البو كمال ( تعليق على تصريحات حكومة المالكيِ ـ كروكر حول العدوان على سوريا )

 

 

شبكة المنصور

عبدالاله البياتي

 

اذاكانت هناك مدينة تشرح ترابط عرب العراق مع عرب سوريا فانها البو كمال .فترابط البوكمال مع القائم هو كما ترابط المحمرة مع البصرة وترابط الموصل وحلب وترابط مسيحيي الموصل مع الهاركي او ترابط فيلية خانقين مع فيلية ايران او يهود بغداد بيهود البصرة او الكنيسة هنا والكنيسة هناك فالعشائر هي ذاتها والزيجات متبادلة والافكار تلقح احدها الاخر والتطلعات موحدة بل وان الاحزاب السياسية هي نفسها يسارية او اسلامية او قومية ..

 

انا اعجب لهولاء اليساريين الذين يرفضون التضامن مع شعب سوريا ولكنهم يتضامنون بحماسة مع نيكاراكوا او النيبال او يهود اثييوبيا,وانا اعجب لتضامن اسلاميي ايران وجنوب العراق مع اسلاميي لندن بينما هم لا يرفعون اصبعا ضد ابادة سنة العراق وانا اعجب للناصريين هنا وهناك ان يحتجوا على اضطهاد قوميي الخليج  ولا ينبسوا بشئ ازاءابادة عرب العراق والمتمسكين بعربوتهم بعثييين وناصريين ويساريين واسلاميين ،مسيحيين او مسلمين او يزيديين او صابئة ..

 

لقد علمنا ماركس اممية النضال وطبقية المحتوى ولكنه لم يعش ليرى ان تعاليمه  تحولت الى الفاظ لرفع العتب فالنضال الاممي تحول الى تبرير لعدم التضامن مع  عذابات كادحي شعبنا بل وللتبشير بتقدمية الامبيريالية اما طبقية المحتوى فقد تحول الى تضامن مع تخلف الرعاع ومع جهل الفاشية الدينية وطائفية ابناء ماركس .

 

ولقد علمنا محمد ان الله واحد لم يلد ولم يولد فاذا باسلاميي اليوم يحدثوننا عن امتيازات هذا وذاك ومعصومية هذا وذاك لانه ابن ذاك ويحدثنوننا عن دولة الفقيه المعصوم ومرجعية لا تغني ولا تشبع بل تغتني وتشبع وسنة تساوم مع غاصب الارض وغاصب الحق ..

 

وقد علمنا العروبيين الاوائل ان خلاصنا هو في وحدتنا وان تقدمنا هو في نضالنا من اجل حقوقنا وان التضامن حق وواجب وان انسانيتنا هي ان لا نكون ظالمين لاحد او ان نستكين  للظلم المسلط علينا فاذا بمن يدعي العروبة اليوم يظلم قومه ويرفض وحدتهم ويتامر مع الاجنبي لاستعباد الناس عربا او غير عرب .

 

هذا المالكي الذي لجأ الى سوريا باسم اضطهاد المذهب لم يعرف بسبب عماه الطائفي ان شعب العراق وسوريا هما شعب واحد وان البو كمال قد انجبت يوسف زعين ليكون رئيس وزراء سوريا كما انجبت ابن عمه شفيق الكمالي ليكون وزير ثقافة العراق وهولاء الذين كانوا يتامرون من دمشق على العراق بهذا الاسم اوذاك متحولين الى اذناب للقيادات الكردية باسم جبهة مذا او جبهة كذا اخاطبهم لاقول ان كلكم مدينين لشعب سوريا وشعب العراق وعليكم ان ترفعوا صوتكم ضد العدوان على شعب سوريا وان تطلبوا الصفح منه ومن شعب العراق الذي اوصلتموه لما هو عليه الان .

 

السياسة مصالح بالنسبة للدول ولكنها اخلاق بالنسبة للافراد فهل تتمتعون ببعض اخلاق انسان سوي مهما كان دينكم او مذهبكم .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٩ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م