كثير من ابناء الشعب العربي يجهلوا حقيقة ما يجري بالعراق وهذا متأتي من سببين الاول ضعف الاعلام المساند للمقاومة وضخامة الاعلام المعادي وضعف الوعي الجماهيري والثاني غياب الدور الوطني والقومي للاحزاب المعادية للاستعمار والتي بالضرورة تكون مساندة للمقاومة الشعبية العراقية بكل فصائلها وداعمة للشعب حاضن المقاومة ومددها وممولها الوحيد،وضعف او يأس المثقفين العرب الذين يتحملوا المسؤولية تماما اذا ارادوا ان يكونوا مثقفين حقا.

اولا.علينا ان نضع تعريفا اخلاقيا للمثقف ويكون سؤال الكل من هو المثقف ؟اكل متعلم يجيد حفظ المصطلحات مثقف؟ ام كل من يعرف معلومات في جانب من جوانب الحياة مثقف؟ هل الثقافة ترف فكري او مجد شخصي ام شهادة اكاديمية للشخص؟ ام ماذا؟ انا في فهمي كانسان اتيحت لي فرصة ان اتعلم من الناس، من حياة شعبي وامتي ومعاناتهما ومامر به العالم من خلال ما اتيح لي ان اطلع عليه من تراث الانسانية وتاريخها، ومن خلال كوني مسلم ادعوا ربي ان يجعلني من المؤمنين، ودراستي المستمرة لكتاب الله والسنة النبوية الشريفة،اقول ان الثقافة رسالة انسانية ومسؤولية دينيه واخلاقية وبشرية امام الله والمجتمع والنفس،والا فالمعرفة شيء والثقافة شيء.لاننا لو تعمقنا بطلب ابليس من العزيز الجليل ان ينظره الى اليوم الموعود ،وقوله لاحتنكن لهم الا عبادك المؤمنين دليلا على ان ابليس- اعاذنا الله من مكره وحفظنا من ان ينزغنا عن الحق- يمتلك معلومات كثيرة عن طبيعة البشر وبامكانه من معلوماته تلك ان يورط البشر ويجعلهم يتبعونه رغم العدد الكبير من الانبياء الذين ارسلهم الله الرحمن الرحيم مبشرين ومنذرين وما ورد في امر الله لبني ادم بدءا من ابونا ادم وامنا حواء الى اشمل الكتب المنزلة وخاتم النبيين يحذر وينبأ البشر بان الشيطان عدو مبين،فهل الشيطان الرجيم مثقف؟ ان الثقافة هي المعرفة التي تدل البشر للخير والعمل الصالح والقيم الانسانية وهي التي اوصلت كثير من الفلاسفة والحكماء الى الايمان المطلق بوحدانية الله وهي ارقى اشكال المعرفة.

وعلى هذا فان الباحثين واستشاريوا المنكر هم دهاقنة المعرفة ودعاة الشر ايا كانوا، ليسوا مثقفين بل ينطبق عليهم الوصف اشرار ومجرمين، كالفرق بين من يملك المال لاستغلال البشر ومن يسخر المال لخدمة البشر،فكلاهما يملكا المال والثروة ولكن شتان مابينهما،فهذا محسن وذاك جحود،هكذا انا ارى الثقافة،كمعرفة اجتماعية ايمانية اخلاقية.

وثانيا. الان بعد هذا التعريف اريد ان اوجه نداءا لكل مثقفي الامة العربية والاسلامية ولكل مثقفي العالم اين انتم من الهجمة الارهابية الوحشية لقوى الشر والارهاب بقيادة الصهيونية وامريكا،واين دوركم في توعية الناس عن مخاطرها وتضليلها وكذبها وافتراءاتها،وهل غبتم وخفتم ان تجعلكم امريكا المارقة وحلفها الشرير مساندين للارهاب، حسب تعريفها وتصنيفها لكل شريف يدافع عن انسانيته بكل اشكالها؟

ثالثا كل مثقف يدرك ان مايجري في العراق وفي مناطق اخرى فلسطين وافغانستان والصومال والسودان وغيرها الكثير هو حرب ارهابية على البشرية عموما باسم كاذب ومن حلف شرير باسم الحرب العالمية على الارهاب،ما الارهاب اذا كانت اسرائيل وامريكا السلام والديمقراطية،اكتفي بهذا خصوصا وانا اخاطب قمم المعرفة الانسانية ومفكريها وكتابها ومثقفيها وشعرائها وفنانيها.