الى الشعب العربي
حكام الخليج العربي ودورهم في التآمر على الامة

﴿ الحلقة الثالثة ﴾

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

 

ظلت الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ ولحد القرن الثامن الهجري وحدة جغرافية وسياسية واحدة تتكون من امتداد العراق الى نجد والحجاز وامتداد اليمن الى الطائف والجوف، حيث ان الحدود بين ممالك اليمن المتعاقبة والعراق هي منطقة الربع الخالي،اي الصحراء ذات الرمال المتحركة،وظات مكة المكرمة ويثرب التي صارت المدينة المنورة بعد ان شرفها الله سبحانه بالهجرة النبوية الشريفة مدينتين مقدستين مسؤول كل العرب عن حمايتهما ولانهما تتمتعان بشبه استقلال او حكم ذاتي وقدسية كبيرة، حتى اعزمهما وشرفهما الله بالرسول الكريم والاسلام، لتظلا مركز الدين والدولة العربية النبوية والراشدية حتى خلافة سيدنا على بن ابي طالب رابع الخلفاء الراشدين،ليتخذ الكوفة عاصمة للدولة العربية الاسلامية،منا من يفسر ذلك لتوسع الدولة العربية،ومنا من يفسر لكثرة الفتن والبدع بعد توسع الدولة ودخول الاعاجم في الاسلام خصوصا في خلافة سيدنا عثمان بن عفان التي ادت الى استشهاده. وقد تكون لاسباب لا نعرفها حيث ان الامام علي عليه السلام ربيب الرسول منذ صغره واول فتى اسلم معه بعد البعثة،وهو افقه الصحابة بالقرآن والدين بقول الرسول عنه (انا مدينة العلم وعلي بابها) وباجماع الصحابة والتابعين،وقد اعطاه اسلامه وهو صغير تكريما خاصا عند المسلمين عموما فكلنا يقول علي كرم الله وجهه لانه لم يسجد لصنم قط ولم يعبد الا الله،وقد يكون اختياره للكوفة في العراق بعدا دينيا اخر وتكريما لارض العراق،فكانت الجزيرة العربية هي امتداد العراق حتى اليمن ،وكانت كل الكطيانات التي نراها الان على الخارطة هي مناطق تابعة جغرافيا وسياسيا لولاية البصرة التي تضم نجد والحجاز وجنوب العراق وجزر واراضي الخليج العربي الذي كان يسمى خليج البصرة حتى الحكم العثماني اي نهاية القرن الثامن وبداية القرن التاسع الميلادي. ولم تكن الكيانات الموجودة حاليا الا مشيخات قبلية اواسرية تابعة الى حكم الولايات في العراق واليمن،ولم تظهر كدول الا بعد الاحتلال الانكليزي والاتفاقيات المهينة التي ابرمت سرا مع هذه القبائل المتطلعة للحكم باي ثمن ولو ببيع الارض والدين والشرف والكرامة وتنصيبهم وكلاء للانكليز كحكام لتلك الاجزاء المقتطعة من ارض العرب،لانهم لاتربطهم بالعرب كدين وامة رابطة غير الطمع،فوجدت فيهم بريطانيا عبر جواسيسها وضباطها الذين دخلوا ارض العرب بصفات متعددة ،مستشرقين وباحثين وعلماء اثار وممثلي جمعيات خيرية ومبشرين بالمسيحية وسياح ومهندسين ومستشاريين وحجج واشكال متعددة ظالتهم وتعاقدت معهم عبر اتفاقيات سرية ومولتهم وخصصت لهم رواتب وهبات ودعمتهم سياسيا وسلحتهم وكانت البداية المعروفة مع آل سعود في الدرعية عبر ضابط المخابرات البريطاني المجهول الاصل الذي دخل ودرس الاسلام في المدارس التركية لمدة ست سنوات ومن ثم في ايران لمدة اربع سنوات ثم انتقل للبصرة ليكون احد ائمة المساجد الجعفرية ،وعندما باشر ببث افكاره المبتدعة كفر واهدر دمه فهرب الى الدرعية ليلتقي مع عبد العزيز آل سعود ويتم التوافق بينهما برعاية بريطانيا حيث اصبح آل سعود يمثلون القوة والسلطة وآل الشيخ يمثلون التشريع وظل هذا الحلف قائما بينهم حتى يومنا هذا.وسميت افكار محمد عبد الوهاب بالعودة الى الاصول، التي اعتمدها آل سعود في حروبهم التي بدأت مع آل الرشيد حتى استطاعوا ابعادهم عن نجد لتتطور مشيخة آل سعود الى سلطنة ومن ثم بعد الاحتلال البريطاني الفرنسي للوطن العربي وتشجيع آل سعود ودعمهم ضمت الحجاز الى نجد لتصبح نجد والحجاز المملكة العربية السعودية في ثلاثينات القرن الماضي (العربية فقط بالاسم)،وبدأ آل سعود تآمرهم على الامة فكانت اول خيانة بدأوها هي وثيقة او معاهدة العار للاسرة الخائنة ان كانت عربية ومسلمة حتى تقوم الساعة، التي يقول فيها عبد العزيز آل سعود (اني السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود اقر واعترف لبريطانيا العظمى التي لا اخرج عن طوعها حتى تقوم الساعة، اقر واعترف باعطاء فلسطين وطن قومي لليهود المساكين، وختمه وتوقيعه على الوثيقة).

 

ولا يحتاج الكاتب الى كثير عناء ليشرح الدور الخياني لهذه المملكة على الامتين العربية والاسلامية منذ قيامها بجهد استعماري لتكون قاعدة من قواعدهم ضد الامتين،وتظل العائلة خادمة مطيعة لاسيادها ،فهي التي تآمرت على كل ثورات العرب التحريرية بكل الاشكال الافتاء الديني الذي يوظف لصالح خدمة قوى الاستعمار والقوى الشريرة،والتآمر على القوى التحررية مرة بحجة معادات الاحزاب واخرى بمعادات الحضارة الغربية التي تتناقض مع الدين واخرى بمحاربة الشيوعية لاعداءا من خلال فهم للفكر الماركسي اللينيني ولكن خدمة للاسياد وتارة بتجنيد وغش وخداع الشباب المسلم للجهاد في سبيل تحرير الارض العربية كما جرى مع ما اسموهم لاحقا بالعرب الافغان او القاعدة،وهي دعوة باسم الدين لخدمة المخطط الامبريالي الصهيوني لتفكيك الاتحاد السوفيتي حيث تخلت المنيكة واسيادها عن المجاهدين وتحولوا الى ارهابين،فهم ذهبوا بنية صادقة مؤمنين والشيخ ومملكته العميلة ارساهوهم مرتزقة لامريكا والقوى الارهابية.

 

حاربت المملكة (قاعدة الاستعمار المتقدمة) اي فكر قومي يدعو للوحدة والتحرر والاشتراكية والعدالة الاجتماعية من خلال المشايخ والفتاوي الباطلة لهم مدفوعة الثمن من ثروات العرب،بحجة ان الدعوة القومية تتناقض مع الفكر الديني وكأن ماجاء في الكتاب (وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا) لم يرد في الكتاب المنزل من عند الله،وكأن بشرهو الذي اكد مرارا ان هذا الكتاب عربي،تلك الفتاوي الباطلة التي لم ترد لا في الكتاب الكريم ولا في السنه الشريفة،بل هي وليدة فكر وضعي مبتدع من وضع الشيخ وآله الذي لايعرف دينه ولا اصله،وكونوا مدرسة اسموها الوهابية هي عبارة عن فكر تآمري على الاسلام والبشرية وخصوصا المسلمين،وحاربوا كل المسلمين تحت هذه الافكار وكان سليمان العودة واحد من ابرز دعاتها الدجالين في الوقت الحاضر،وحاربوا كل حركات التحرر العربية بدءا من ثورة تموز (يونيو)في مصر الى ثورة تموز في العراق وثورة اليمن وغيرها كثير،وعملت على زرع الفتن في الامة وخلق الفتن والمشاكل،تارة باسم الدين وتارة باسم معادات الافكار الحزبية،وهذة المشاكل في لبنان ايحسب آل سعود ان العرب غافلون ولا يعرفوا من هم ورائها،وهذه الحرب بين العراق وامريكا ايتصور المفسدين واايهودوالحشاشين في ارض الرسالة ومهد الاسلام ان الامة جاهلة دورهم الحقير والعميق فيها بدءا من تصلب الساقطين والانذال في كاظمة (الكويت) ابان مطالبتهم برد ديونهم!! بعد العدوان الايراني وفتحها اراضي ومياه العرب لقوات العدوان والاحتلال منذ عام 1990وحتى يومنا هذا،ودورها الحالي داخل العراق من خلال ما يسميه العرب عصابات بندر،التي تقوم بادوار لا تقل قذارة عن عن دور قوات الاحتلال والموساد الصهيوني وقوات ومليشيا حكومة ايران وعملائها،ودور المملكة في الوضع الفلسطيني ودورها هناك، هذا جزء موجز عن دور حكام نجد والحجاز. وسنواصل عن دور باقي الانظمة. 

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٣ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م