إلى الشعب العربي
أسباب استقطاع الكويت المدينة العراقية الساحلية عن محافظة البصرة
بل عن العراق واعتبارها محمية بريطانية

﴿ الحلقة الخامسة ﴾

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

 

في الحلقة الرابعة وعدتكم إن اكتب عن الأسباب استقطاع الكويت من العراق واعتبارها محمية بريطانية ومن ثم مشيخة،ثم إمارة ولاحقا دولة، ولكنها ظلت طيلة الفترة منذ استقطاعها عن البصرة الميناء البحري الوحيد للعراق، والذي كانت كل الدويلات التي أنشأها الاستعمار البريطاني واتخذها محميات جزءا منها،وللتأكد يمكن الرجوع إلى الخرائط العراقية في العهد العثمانية،عاد يفكروا كيف يؤذوا العراق كوطن وشعب؟ لان الاستعمار البريطاني كان يفكر في إقامة قواعد بحرية وجوية في تلك الجزر وشبه الجزر، للأهمية الإستراتيجية لها وموقعها المهم خصوصا للملاحة والتجارة، وموقعها بالنسبة لتواجد قواته في الهند وإيران والجزيرة العربية،ومن ثم العراق بعد الحرب العالمية الأولى ، ولكن الكويت أو كاظمة كما كان اسمها الحقيقي فلم تكن  ضمن تلك المحميات،

 

ولكن بعدما ذاق العدو البريطاني من بأس العراقيين في بداية دخول قواته لاحتلال العراق (حيث تم اسر كافة قوات الجيش البريطاني الذي دخل العراق واستطاع احتلال البصرة وميسان ووصل مدينة الكوت عاصمة محافظة واسط الكوت)، ومن ثم ما تلقاه الانكليز من خسائر على ايدي العراقيين ابان الثورة العراقية الكبرى في الثلاثين من حزيران عام 1920 والمعروفة في التاريخ بثورة العشرين، فقد اعتمد فصل الكويت وخاصة كاظمة المدينة الساحلية على الخليج لتكون هي البؤرة المؤذية دائما والمستمرة للعراق في الجانبين السياسي والاقتصادي،حيث ستتيح له حرمان العراق من منفذه البحري،والسيطرة على الممر الضيق الى البحر وهو مصب شط العرب وساحل الفاو الصغير،وبذلك تمكنه من التحكم بحركة التجارة والجوانب الاخرى للعراق،اضافة الى السيطرة على جزء كبير من موارد العراق وثرواته حيث ان الكويت امتداد لحقول البصرة النفطية كمجنون والقرنة والرميلة وهي من كبريات الحقول النفطية في العالم،ونظرا لمعرفتهم بتطلعات ونوعية شيخ الكويت جد الامراء الحالين ودنائته وسهوله شرائه كعميل لهم، هو واجيال الاسرة لاحقا لان العرق دساس فهم تكونوا على العمالة وعليها تربوامجرد اجراء وخدم للاجنبي،هكذا فصلت الكويت وظلت محمية بريطانية،هذا كتكوين جغرافي وسياسي.

 

الكوت هي تسمية عربية للارض المرتفعه ،وقد استخدمها العراقيون كثيرا مثل كوت الامارة،وكوت الهواشم ،وكوت سوادي،والكويت هو تصغير لكلمة كوت لصغر المساحة،وكانت حدودها الاصلية عند فصلها من قبل الانكليزسور كاظمة ،وقد توسعت لاحقا عبر ترسيمات الحدود حتى صارت العبدلي جزء منهاوظلت الحدود افتراضية بين العراق والكويت، كون العراق يعتبرها وعلى مر العهود جزءا من العراق، ولابد لبريطانيا ان ترحل عنها مهما طال الزمن،وقد زرت اكويت كما يسميها المواطنين فيها ثلاث مرات كانت الاولى عام 1976     حيث اقمنا احتفال تخرجنا من الجامعة هناك،والثانية عام 1986 لشراء قطع غيار ومعدات عن طريق تجارها،عندما بدأت امريكا اوائل حصارها التقني علينا اثناء معركة قادسية صدام المجيدة،عندما تأكد لهم التفوق العراقي في الحرب مع ايران،والثالثة عام 1990 بعد تحرير الكويت واعادها الى اصلها مدينة عراقية كما هي مدن العراق الاخرى، حيث كانت مسؤوليتنا كمهندسين اعمال الخدمات الاساسية لادامة القطعات العسكرية فربطنا طريق المرور السريع بالجهراء،وخلال كل زباراتي لم اجد غير العراقيين في العبدلي والجهراء،لكن عددا كبيرا منهم يسموهم البدون،فسألت من الناس والتجار خصوصا في زيارتي الثانية لماذا تسموهم بدون وهم مواطنين لايختلفوا عنكم وبعضهم اخوة لمواطنين مجنسين كويتيون؟فقالوا لي بعد ان فصلت بريطانيا مدينة الكويت عن اصلها وقبل ان تجعلها مشيخة حيث كانت تعمل وفق القوانين العراقية، منعت العراقيين من الدخول وطلب الاقامة او العمل في الكويت، خشية من ان يكون العراق يخطط لنقل عدد كبير من المواطنين ومن ثم القيام بثورة لتحرير الكويت،ومنذ ذلك الزمن ولحد الان لا تمنح الجنسية لاي عراقي ولو من الذين ولدوا وعاشوا في الكويت منذ خمسينات القرن الماضي، لالتزام الامراء!! بالامر البريطاني،لكن المواطنين لم يحترموا الامر الانكليزي للتحكم بحركتهم داخل بلدهم فظلوا يدخلوا ولكن بدون أي وثيقة،لان بريطانيا تسمح لغير العراقيين لكن لاتسمح للعراقيين فظلوا يسمون بدون، أي بدون بطاقة،وهذا كان واحد من القوانين التي اصدرتها قوات الاحتلال والمندوبين السامين والحكام العسكريين الانكليز ابان استعمارهم لاقطار الوطن العربي، وقد اعتمدها الحكام الى يومنا هذا بل صار الذهاب او الاقامة في بلدان المستعمرين اسهل كثيرا من الانتقال او الاقامة او العمل في اجزاء الوطن المجزء، رغم ان الكل حكاما ومحكومين يتحدثوا عن الوحدة بشكل واخر،وظل البدو الذين لم تشملهم الاحصاءات السكانية الى سبعينات القرن الماضي يتنقلوا بين العراق والجزيرة والشام،وعندما اجبروا من قبل دول مجلس التآمر الخليجي على التجنس والالتزام بالقوانين، اضطروا للتخلص من الكارثة التي حلت بالامة بانهم تجنسوا في اكثر من قطر ويدخلوا ويخرجوا كمواطنين لكل تلك الاقطار،اللهم العن كل من عمل وتآمر وتواطئ على تجزأة العرب،وكذلك من سبب وعمل وتآمر على تفريق المسلمين.

 

فهل من حليم يشك في بخيانة آل وانهم قبلوا ان يكونوا حراسا وخدم للانكليز مقابل ان يسموهم امراء او حكاما على اهلنا في كاظمة وظواحيها،فهم عبد مأمور ينفذ ما يؤمر من قبل سيده،فارجعوا الى تاريخ تاسيس الكويت رغم مافيه من زيف وادعاءفانه يوضصح لكم الحقائق وتجدهم كم منهم قتل اخيه غدرا كي يكون الخادم لاسياده بدلا عنه.هذا ما احببت ان اضيفه لاني من خلال المعايشة مع الشباب العربي وجدت ان كثيرا منهم يجهلون ذلك.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٥ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م