أكاذيب ( كليجة ) أم حسن

 

 

شبكة المنصور

عبد السلام المحمود

 

نشرت صحيفة ( الشرق ألاوسط ) السعوديه الصادره في لندن، بعددها ذي الرقم 10910ليوم السبت الموافق11/10/2008،تقريرا أعلاميا لمراسلها من مدينة (النجف) على هامش أختتام ماسمي ب(المؤتمر الدولي الثاني للمقابر الجماعيه) الذي أنعقد في تلك المدينه بالتعاون بين مؤسسة شهيد المحراب التابعه لمجلس عبد العزيز الطباطبائي الحكيم،ومركزالعراق الجديد للاعلام والدراسات في بريطانيا ، والذي هو واحدا من واجهات مجلس الطباطبائي،ويديره المدعوطالب رماحي( يدعي أنه حاصل على شهادة الدكتوراه في ألادب العربي!!من جامعة بنارس!الهندوكيه!في الهند!!!من دون أن يشيرألى مكان وزمان وتخصصه في البكالوريوس أو الماجستير)والمعروف بميوله الطائفيه وفقا لكتاباته وأحاديثه،والذي سبق له أن أثار بعض الضجيج المفتعل و المماثل للجعجعه من دون طحن،للاحتجاج على البرنامج الذي بثته القناة الرابعه(channel 4) من التلفزيون البريطاني،والذي أعدته السيده(DEBORAH DAVIES) وكان بعنوان فرق الموت،وتناول جرائم فرق الموت التابعه للاحزاب الشيعيه في العراق.


وعودا على التقرير المنشور في الصحيفه السعوديه،المليء بألاكاذيب،والمكتوب بطريقه روزخونيه تدعو للضحك والسخريه،فأننا لن نناقش في مقالنا هذا مزاعم ومبالغات ما يسمى ب(المقابر الجماعيه)،فقد كتب عنها الكثير،وقد نعود لها في وقت لاحق،ألا أننا تريد أن نسط الضوء في هذا المتسع،على أكاذيب هذا التقرير،الذي نقل لنا المراسل فيه روايه يدعي أنها على لسان سيده عراقيه،أسماها(أم حسن)تبلغ من العمر67 عاما،فقدت ولدها الوحيد،حسن،في أعقاب أعمال الشغب التي سادت بعض المحافظات العراقيه،بعد أنسحاب الجيش العراقي من الكويت عام 1991،وعلى النحو التالي بأيجاز:


/ينقل لنا التقريرعن لسان ام حسن ما نصه((عندما غزا صدام حسين دولة الكويت الشقيقه))ومن الواضح أن وصف الشقيقه هو من عنديات المراسل،حيث أنه غير مألوف على لسان سيده عراقيه في الربع ألاخيرمن عقدها السابع،رغم أننا لسنا في وارد ألاعتراض على هذا الوصف،فالكويت على العموم قطر عربي شقيق للعراق،حاله حال باقي أقطار أمة العرب،ألاأننا نستدل به على مقدار التصرف في صياغة ما أدعى التقريرانه نقلا على لسان تلك السيده،ويشكل تمهيدا لما سيرد لاحقا،ويكشف النوايا والمقاصد السيئه التي تقف وراء أعداده،بعيدا عن المهنيه والالتزام،ولو كان مغطاة بسياقات التحرير الصحفي.


/يدعي التقريرأن حسن عاد لامه بعد عشرين يوما،بعد أن كان قد أنتقل مع وحدته العسكريه الى البصره قبل(هزيمة الجيش من الكويت)،ثم يمضي للقول(وبعد أحد عشريوم انطلقت الانتفاضه).


والمعروف والثابت،أن أعمال الشغب في صفحة الخيانه والغدر قد أنطلقت في مطلع أذار1991،مع أستكمال أنسحاب الجيش العراقي من الكويت والذي أبتدأ في 25 شباط1991،وبالتالي تكون التواريخ قد التبست على معد التقرير،طالما أن همه كان منصرفا لغايات أخرى،أوأنه على أحسن تقدير وبأفتراض حسن النيه لم يدقق في رواية السيده أن كانت موجوده فعلا.


/ثم يمضي التقرير للقول أن حسن توجه بعدها بملابسه العسكريه الى فندق السلام في النجف،لانهم(أبلغوا اهل المنطقه بدعوة وجود مسؤول كبير يريد اللقاء بهم في فندق السلام)مصطحبا معه الكليجه(ولمن لايعرف هذه التسميه من غير العراقيين فهي عجين مخبوز،مماثل للمعمول أو كعك العيد لدى المصريين).


ولاندري لماذا أرتدى حسن ملابسه العسكريه،ولماذا أخذ(الكليجه)معه طالما أنه توجه لمجرد لقاء مع مسؤول كبير كما يدعي التقرير،بل ولماذا لبى الدعوه المزعومه طالما أنه ليس من كبار القوم أو الوجهاء أو الشيوخ،بل مجرد جندي بسيط،ومن غير المعقول أت تتم دعوة جميع سكان النجف،أو حتى حي من أحيائها،لفندق صغير مثل فندق السلام،هو غير قادر على أستيعابهم.


/بعدها ينقل التقريروفقا لما يدعي عن أم حسن أختفاء وحيدها،الى ان عثرت عليه في( مقبره جماعيه) بعد عام 2003 واحتلال العراق،بدلالة القرص المعدني العسكري الخاص بحفظ هوية المقاتلين،وقطعه من الكليجه مع رفاته المدفون تحت ألارض!!.


ولاندري عن اية قطعه من (الكليجه)يتحدث هذا التقرير،بقيت تحت التراب مايزيد عن ال12 عام،في حين تحول جسم صاحبها الى مجرد رفات.


ثم لم يبرر لنا تقرير الاكاذيب هذا،حمل الجندي حسن للقرص المعدني والذي تم التعرف عليه بموجبه،وهو القرص الذي لايضعه الجنود حول أعناقهم ألا اثناء الحروب والمعارك أوقبيلها،وهو قد توجه للاجتماع المزعوم في فندق السلام،بعد نهاية العمليات الحربيه،ألااذا أفترضنا حسن النيه وألالتباس مجازا،لنقول أن حسن كان مرتديا للقرص المعدني،في طريق عودته وأنسحاب وحدته وقتل بالقصف المعادي ،أوعلى يد المشاركين في اعمال الشغب خلال صفحة الخيانه والغدر،الذين قتلوا الكثير وبما فيهم من كان مرتديا للزي العسكري,وبقيت جثته مرميه الى أن جرى دفنها،الاأن ذلك لايفسر بدوره(كليجة) أمه،التي بقيت12عام سليمه.


لقد مللنا من الاكاذيب التي تطلقها جهات مسعوره ومعروفه،لاهم لها سوى الحديث عن(المظلوميه)للارتزاق والمتاجره بدماء الابرياء،في محاوله رخيصه لطمس الحقائق وتزييف الوقائع،وتشويه صورة الحكم الوطني في عراق البعث،ألاأن الشمس لاتحجب بغربال،وحبل الكذب قصير،وقديما قيل،تستطيع ان تخدع بعض الناس كل الوقت،أوكل الناس بعض الوقت،لكن قطعا لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت،ولسنا نتوقع من هؤلاء احسن من هذا،الاأن قليلا من الحياء مطلوب من هذه الصحيفه،أذأن أستمرارها بنشر هذه الاكاذيب،لن يجلب لها سوى فقدان المتبقي من مصداقيتها المهنيه المتاكله اصلا .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ١٢ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١١ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م