الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

الابتزاز الشوفيني الكردي يتعلم الدرس الصهيوني
من "معاداة السامية " الى "المعاداة الكردستانية"

 

 

شبكة المنصور

أ.د. عبد الكاظم العبودي

 

تماما كما كانت هناك "اساطير" وأوهام أسست لها الحركة الصهيونية العالمية ، وأقامت عليها الحكومة الاسرائيلية سياساتها العدوانية وابتزت بها أحرار العالم . في مواجهة أي موقف حر ومنصف من من أجل تغطية جرائمها وسعيها الى الغاء كيان ووجود الشعب الفلسطيني، تحاول القيادات الكردستانية عبثا التمثل في إعادة تكرار التجربة الصهيونية لالغاء كيان ووجود الشعب العراقي وعروبته في العراق.


لقد وظفت إسرائيل التعاطف الغربي والرعاية الاوربية لها لكي تستعدي العالم ضد العرب والمسلمين، وتمكنت بفضل ذلك التآمر المستمر من إلغاء قرارات دولية هامة لهيئات الامم المتحدة (باعتبار الصهيونية حركة عنصرية) وتحويلها الى اتهام لكل من يدين اسرائيل واليهود على جرائمهم بتهمة " معاداة السامية".


منذ الاربعينيات غذت الحركة الصهيونية عقول بعض قادة الحركات الكردية الانفصالية بنفس المفاهيم الصهيونية ، وطرحت لهم وعلى العالم ماسمي بـ : (محنتي الشعب اليهودي والكردي امام شوفينية العرب وحركة القومية العربية العنصرية... الخ)، وصورت الدعاية الصهيونية بصورة مبالغ بهاما سمي "المظالم القومية الكردية على قالب ونمط الدعاية الصهيونية بادعاء "ابادة اليهود من قبل العرب"، أو بتضخيم "سياسات التعريب والتبعيث ضد الكرد" .


ويبدو ان القادة الاكراد وأحزابهم إستهوتهم مثل هذه اللعبة واستدرجتهم السياسات الصهيونية الى منابر مايسمى "الاممية الثانية" فانضموا الى جانب حزب العمل الاسرائيلي في ما يسمى "الاحزاب الاشتراكية في الاممية الثانية" ونسقوا معه في المحافل الدولية. ومنذ ذلك الوقت أضحى التنسيق المتماثل في الدعاية المسيئة للعرب مقصودا ويتصاعد ويتكامل ويتناسق الى درجات واسعة من اللؤم والعنصرية.


وهكذا إندفعت الحركة الانفصالية الكردية في تصوير "مظالم الكرد" وأسطرت لهم أساطير مثل "الهولوكوست الكردي" مقابل " الهولوكوست اليهودي". ومقابل " معاداة السامية" جرى نحت وصياغة شعار " معاداة الكرد"؛ وهم بذلك يريدون ان يبتزوا ويفعلوا بكل من يتعرض الى اساطيرهم الموهومة بالرمي والقذف بتهمة "معاداة الكرد" اومعاداة " الكردستانية" تماما كما فعل الكيان الصهيوني بمعاقبة وترهيب أحرار العالم ممن تصدوا لأكاذيب ودعاية الحركة الصهيونية واسرائيل. من امثال روجي غارودي والعديد من الكتاب والمفكرين الاحرار في العالم ممن واجهوا زيف ودعاية الحركة الصهيونية.


إن المحاكاة الكردية مع خطط الصهاينة ودعاياتهم تجلت في :


1- المبالغة في تصوير "المظلومية التاريخية" للكرد من قبل جيرانهم عربا وفرسا واتراكا. وبذلك فهم يزرعون دوافع الحقد والكراهية في نفوس أجيالهم مع أبناء جيرانهم وأشقائهم من أبناء القوميات الاخرى رغم وثوق رابطة الدين الاسلامي معهم في جميع هذه البلدان.


2- الزعم بحدوث "الهولوكوست الكردي" والويل لمن ينكره او يصغر من احداثه او يذكر حقائقه وارقامه ووقائعه كما جرت. فالدعاية الكردية اندفعت بالمبالغة الشوفينية بإذكاء الحقد والضغائن التاريخية وخاصة ضد العرب في العراق.


3- الادعاء بـأن هناك "رسالة الكرد الديمقراطية" وتحضرهم عن سواهم من الاقوام الاخرى في العراق او في البلدان المجاورة. فهم الارقى حضاريا وسياسيا مقارنة مع جيرانهم . وقد إدعوا لانفسهم ممارسة الديمقراطية والتنمية والبناء الحديث للدولة والمؤسسات والاحزاب والمنظمات، رغم دكتاتورية أحزابهم وتسلط قادتهم ونزعة مليشياتهم الى الفاشية والممارسات النازية والشوفينية المتزمتة. تجلى ذلك في كثير من الممارسات القمعية ضدغيرهم من القوى السياسية العربية والكردية والتركية والايرانية قبل وبعد إحتلال العراق وخلال سنوات الحصار الظالم على العراق .


4- تصوير الحضوة للكرد لدى دول الغرب ونيل التعاطف لهم من دون غيرهم من ابناء الشعوب الاخرى التي ابتليت بنفس المحن وبالدكتاتوريات والانظمة المستبدة. وتجلى هذا ايضا حتى في ممارساتهم في بلدان الشتات في البلدان الاوربية بالادعاء باستحقاقهم دون غيرهم بالاستحواذ على امتيازات حق اللجوء السياسي في بلدان معينة بتصوير قربهم كعنصر آري أقرب الى الاوربيين من سواهم من ابناء القوميات الاخرى.


5- خلق البدع والمبالغات عن أصول وجذور وإمتداد اصولهم الاثنية "الاندو اوربية" وتعزيز النعرات العنصرية في نفوس أبنائهم، فهم العنصر الآري المتقدم انتروبولوجيا وبيولوجيا، وهم عرق سامي من غير اعراق ودماء المنطقة من البدو والغزاة، وهم أهل البلاد الاصليين وغيرهم جاء الى المنطقة غازيا او لاجئا اونازحا وسكنها فهو من الغزاة او الغعرباء الذي يتوجب طردهم عن "كردستان".


6- تصاعد الدعاية الكردية بتصوير كل نقد لقادتهم أو لممارسات أجهزتهم واحزابهم بردود فعل انفعالية صارخة وبطريقة نرجسية مقيتة وصلت الى حد استعداء جماهيرهم ضد اية جهة أو شخص او فئة توجه لهم أبسط الملاحظات جراء سياساتهم التدميرية والانفصالية في محاولة تقسيم العراق ودول المنطقة لخدمة مخططات الاحتلال والتسلط على ابناء شعبهم من غير الكرد.


7- تذهب الدعاية الكردية عبر مؤسساتهم الاعلامية والحزبية بتصويرهم أنهم قوم مسلمون موحدون ، لا تمسهم حالات الانشطار والتمذهب والتمزق الطائفي، كما هو الحال عند الاقوام المجاورين لمحيطهم الجغرافي. فهم مثاليون، مسلمون بلا سنة بينهم ولا شيعة، انما هم الموحدون في "الكيان الكردستاني العظيم" . وهم أيضا ديمقراطيون، ولا ئيكيون، وعلمانيون، ومسيحيون وآشوريون وكلدان ويهود،...الخ يرسمون لانفسهم الصورة المقدمة للعالم حسب الطلب وتبعا للمصالح المتبادلة.


8- خلق بدعة ترمي اعطاء الشعب الكردي كيانا قوميا متمايزا في كل بلد من البلدان المجاورة للعراق. ولهذا وتوزع الخرائط الجغرافية المليئة بالاكاذيب والهرطقات التاريخية، حتى ولوتم ذلك على حساب تفكيك مجتمعات ودول عريقة كما في العراق وتركيا وايران وسوريا وغيرها.


9- لا يخفي قادة الكرد، كما قام هرتزل، اهدافهم ومراحل تحقيقها بوضوح: مرحلة اولى: ان ينشئوا كياناتهم الكردستانية تحت حماية الانجليز او الامريكان او اسرائيل في انتظار انشاء الدولة االكردستانية . بدلا من شعار اسرائيل من النهر الى البحر فهم رسموا خرائطهم من الجبل الى الجبل من اقاصي طوروس وارارات الى جبل حمرين ومنها الى البحر بطريقين احدهما نحو اقتطاع الشمال السوري الى البحر المتوسط مرة . وتذهب بعض خرائطهم الجغرافية الى رسم اخدود يستطيل شرق بدرة وجصان والعمارة الى البصرة ليطل الى شط العرب. وهناك وفي أكثر من خارطة وزعها الاتحاد الوطني الكردستاني لهم موانئ على البحر المتوسطباقتطاع شمال بلاد الشام الى الخليج العربي وشط العرب تشبها بخارطة فلسطين المحتلة"اسرائيل" في تجاور مينائي العقبة الاردني وإيلات الاسرائيلي.


10- وأخيرا لا يرغب قادة الكرد بقاء شعبهم ضمن شعوب المنطقة كاخوة، واعضاء من مجتمعات تعايشت واندمجت لالاف السنين، بل يريدون الانسلاخ عنها وينصبون أنفسهم كممثلين للقوى الاستعمارية ووكلائها في المنطقة. ويطمحون ان يكونوا سادتها واكثريتها السكانية والجغرافية عند تحقيق مشاريع التقسيم الاستعمارية في الشرق الاوسط الجديد ليكونوا الكيان الاكبر إسوة بإسرائيل.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٨ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٧ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م