مجالس العزاء في المنطقة الخضراء
بكائية في ٥ حلقات

﴿ الحلقة الخامسة ﴾

محنة السيد عبد السادة ليلة القبض بخلاف العادة
 على المثال الاسود الالوسي

 

 

شبكة المنصور

أ.د. عبد الكاظم العبودي

 

 مقامة الليلة الثامنة:   كان عزاء الامة باردا في سرادق حزب الامة، لم يفلح المقبورصالح جبر وورثته في توريث الانتساب لمخازي ومغازي بريطانيا العظمى لمفاخرهم. جرت إعادة الحياة لحزب الامة في رحم الحركة الدستورية الملكية العراقية من بقايا خلية مستنسخة لملك لم يحكم . حزب الامة  قبرته الى الابد انتفاضة بور تسموث ، ومات كالماموث ، لكن ذاكرة العملاء الافندية ظلت  قصيرة فصدقوا اخبار "سقوط بغداد" فعادوا وجمعوا ما تبقى من أيتام صالح جبر، لكنهم فوجئوا ان حتى الاطفال في محلات بغداد بجوار قصر الباشا المهجور لازالوا يهتفون هتاف الشعب العراقي الخالد بقبرهم الى الابد، هتاف رددته بغداد والبصرة حينها (نوري سعيد القندرة  ... وصالح جبر قيطانة) عادوا من حيث أتوا ومنهم من صمت، ومنهم من لم يستحوا من ماض أسود،  حمل العنوان "كيان حزب الامة" من جديد جاء به صعلوك سياسي ظن نفسه فوق الجميع طالما ان نافذة الاعلام الامريكي مفتوحة له ينطق فيها بلسان الاحتلال "فضائية الحرة" تقدمه في كل فواصلها الاشهارية داعية لديمقراطية التطبيع. هو اللا مثال الالوسي، وهذه المرة، وما بين الملالي ضمن خطابه "العلماني" مهمة ايقاظ الفتن الطائفية بلغة الاستفزاز للمشاعر.

 

ولأن حزب الامة والامة كلها التي يدعي تمثيلها لم تتمكن ان تفرزله سوى مقعد واحد في مجلس العزاء فان عوائه يضيع بين مسننات اللحي الحادة في المجلس. وعلى قاعدة (خالف تُعرف) لا غير إختط لنفسه التفرد والتمرد على اليمين واليسار مدعيا لنفسه خطابا ديمقراطيا ومستندا الى تضخيمه بترسانة من الفضائيات المستندة على الجدار الامريكي وظل معتكفا في الزاوية الصهيونية داعيا للتطبيع مع اسرائيل .

 

ظن هذا المثال الاسود  ان الجميع قد زاروا اسرائيل قبله وظلوا مستورين الى حين، ومنهم من حجوا الى طهران مبهورين،  فلماذا لا يكون هو "سادات العراق" في القرن الواحد والعشرين .  وعلى قول المثل العراقي " يابو بشت... بيش بلشت" ، كان خطابه " ضد الارهاب الايراني من دون الامريكي" في دولة الارهاب اسرائيل قد أزعج "عش الدبابير" وايقظهم من سباتهم وصحواتهم على حد سواء.  فقد شتم المثال الاسود سادتهم في طهران وقال عن عنب خراسان الاسود انه مرا. وعندما عاد يتبختر الى مجلس عزاء الاعتلاف في المنطقة الخضراء واجه كل الدبابير الايرانية مستيقظة ومعها نفر من أؤلئك الذين كانوا من المتعففين من دخول اسرائيل مؤقتا ، لكنهم محللين له ولهم دخول المنطقة الخضراء وتقبيل يد الامام اليانكي وعلى كفها مطبوعة نجمة داود.

 وبمنطق البراجماتية قال الالوسي ان المنطقة الخضراء واسرائيل وقطر ومصر وتونس والبحرين كلها مناطق محتلة سواء لامريكا ام لاسرائيل ولا اختلاف في ذلك فلماذا نحلل الجلوس معهم ببغداد ونحرم الرحيل اليهم في القدس المحتلة، وهورغم خيبته كان منطقيا معهم.

 

وما ان دخل المثال الاسود باب المجلس حتى صارت تتنادب حول كيانه السياسي"الامة المنكودة" كل أنواع الخطب الوعظية واللطم على الخدود التي لم تعهدها منابر العهدة الامريكية في مجالس الديمقراطية العراقية الجديدة، فهناك لا تحمد الا مكارم الامام اليانكي وفتاواه ووصايا. والامام اليانكي قد تسامح في  سب عشائر بني كلبون او بني صهيون طالما يسكت الشتامون عن ذكر مساوئ الاحتلال؛ ولأن ممارسة ألبغاء السياسي في عزاء المنطقة الخضراء تتطلب أحيانا سب اليهود وبعض النصارى والثناء على المسلمين من أتباع المذهب اليانكي.هي بالضبط ما قصده الشاعر مظفر النواب(.. نصف لواط يعني).

 

وهكذا وجد المثال الاسود الالوسي نفسه وسط  دفوف  الترحاب الايراني وزمجرة حناجر الغضب في مجلس عزاء تعلم الا شتم يزيد ومعاوية والي سفيان، وحتى بعض الخلفاء الراشدين، وها هم يجدون في مثال الالوسي يزيدا جديدا متهما بزنا المحارم البرلمانية. وهكذا أقام المجلس عليه حجته على الالوسي ما قبل وداع امتيازات الحماية في المربع الاخضر. وتواصلت قراءات المقاتل الاديبية والصغيرية في ذلك اليوم بقداسه الكهنوتي المميز ليصفع من يريد إنقاذ ذلك الآلوسي المتمرد على الشرائع الاحتلالية.

 

جاءت فتوى من الباب الصفوي العالي تجيز رمي فتى آلوس القادم من ارض يهودا و السامرة بكل الجمرات، وأوصت الفتوى أن رمي الالوسي هو ركن من اركان الحج الديمقراطي في مجلس عزاء المنطقة الخضراء، ولأن الالوسي  المثال الاسود سمح لنفسه أن زار اسرائيل ولم يحج الى الاقصى مرتين، وقالها بملئ فمه ولم يخجل. فها هي اصداء حد سكاكين البرامكة توعده بالذبح والسلخ الطائفي وهي تفتش ضالتها في ديار آلوس وعن مصير بغيها هذا المثال الاسود.

 

قالت الاعاجم يا أهل موسى ويا أهل هارون وشارون:  نحن هنا حراس الهيكل في طيسفون ، مالكم بمثال تحرجون انفسكم وتحرجوننا، نحن هنا بأيدينا حراب فارس وكورش ونيران زرادشت، وتحت أقدامنا كنوز بابل وآشور وأكد ،وحصتنا وسط وجنوب ارض الرافدين من أور وميسان، عندكم مهد المسيح وعندنا مهد ابراهيم،  نحن معكم منذ عهد كورش الفارسي، الم تكونوا يوما عيونا وعونا لكورش في اجتياح عرش بابل واسقاط دولة بختنصر، ونحن فعلناها في اجتياح بغداد الرشيد نحن هنا لكم عيون .

 

دعوكم من هرطقات هذا الالوسي ، نحن الان وحدنا حراس سفر عزرا القائل في مخطوطاتكم المقدسة فاقرئوا منها  للتذكير : (... وفي السنة الاولى لكورش ملك فارس وعند تمام كلام الرب بفم إرميا: نبه الرب روح كورش ملك فارس فأطلق نداء الرب في كل مملكته وأمر بالكتابة ايضا قائلا: " هكذا قال كورش ملك فارس جميع ممالك الارض دفعها الرب، إله السماء، وهو اوصاني ان ابني له بيتا في أورشليم التي في يهوذا،  من منكم ، ومن كل شعبه، ليكن إلهه معه، ويصعد الى اورشليم التي في يهودا، فيبنى بيت الرب إله اسرائيل وهو الاله الذي في اورشليم).

 

أنذكركم يا هل يهودا والسامرة بأن لا تستعجلوا قطف ثمار التطبيع مع جنائن بابل المخربة قبل اوانها. أو لم يخرج كورشنا ملك فارس بآنية بيت الرب كلها، تلك التي أخرجها نبوخذ نصر يوما من اورشليم وجعلها في بيت آلهته،  ومن ثم سلمها لليهود وهي عدا وحصرا : (....ثلاثون طستا من ذهب، والف طست من فضة، وتسعة وعشرون سكينا، وثلاثون قدحا من ذهب، واقداح من فضة من الرتبة الثانية، واربع مئة وعشرة والف من آنية أخرى: جميع الآنية من الذهب والفضة، وخمس الاف واربع مئة الكل، هي أصعده الخازن عند صعاد السبي من بابل الى اورشليم) .

 

ونسألكم بماذا جاء لكم هذا المثال الالوسي من احجار بابل التي لم يدخلها. الوقت ايها السادة وقت للتقية والاحتراس من الهفوات القاتلات، فسامحونا ان صفعنا مثالا، وتنافحنا  شرفا لعرض فلسطين وتأخرنا عن الحج لبيت شارون ، نحن نعرف من أين تؤكل الكتف في المجلس لذا رفعنا المزاد في بازار الصحوات، والكيانات الغافيات الساكتات.

 

نحن أفرغنا متاحف بغداد لنا ولكم  ولنملأ خزائن يهودا والسامرة بما تبقى من آثار بابل ذات الشأن بتأريخكم وسبيكم ومظلومياتكم ومقابركم الجماعية في ارض بابل، دعونا ننقب لنا ولكم، إتركوا هذا المثال الاسود الالوسي وانتظروا ماذا "تلد الحرة" من مقالات القبول بكم معززين ومكرمين.  قادمون اليكم بتيجان ملوك شنعار وبرؤوس المتمردين في الموصل وتكريت والانبار، ومن ضفاف الفرات الى تل ابيب الى النيل لنا ولكم شعار، جاهزون الى الرحيل نحوكم من كل معترك ودار، والفناء معكم تحت راية وعمامة الامام اليانكي"قدس الله سره" واتباعه الاخيار.

 

إعلموا ان نصفنا الان مقيم في فنادق عمان تقربا من الضفة الشرقية لنهر الاردن، والنصف الثاني يولى وجهه شطر خراسان، وسنسري الى قدسكم المحتلة مثنى وثلاثا ورباعا فانتظرونا جماعيا، ولا تصدقوا هرطقات هذا الآلوسي الوغد، وهو يحدثكم عن مظالم عرشنا الطائفي، ومفاسد حكومة كورش الجديدة، في بلاد تتزاحم  بها المناكب الديمقراطية على طبيخ وقيمة خزنة ابراهام بن صولاغ، ومعنا  بقايا السبي البابلي وابناء الاعاجم المستعربة والاعارب المستعجمة.

 

غبي هذا المثال الاسود الالوسي ان ظن وهو يخاطبكم ويحدثكم عن احتلال ايراني مزعوم للعراق. وانهم عبر العراق سيصلون إلى تخوم ترسانتكم النووية، كذاب هذا الدعي، يقول ذلك ويده مغلولة تفتش بجيب جنرال عن بقية من مخصصات التطبيع معكم.

 

هو قائم راشي ومرتشي في ديوان الجند ومع عمال الخزانة اليانكية، وهل من فرق لديكم بين يد يانكية محتلة للعراق ويد اخرى ايرانية تطعن خاصرة العراق وتبارك احتلاله وأخرى تستجدي قبولكم. لا تصدقوه يا أبناء اورشليم الصابرة على ضيم المقاومات العربية الزاحفة من كل حدب وصوب.

 

لا تصدقوا حديث منافق جاء  يخيفكم ويحدثكم عن بعبع المشروع النووي الايراني، ويتباكي على ضحايا الارهاب المجهول في قاموسه، والذي ظل يطارده ، لانه قد زاركم في المرة السابقة. نعم زاركم ولم يعاقبه أحد؛ زيارته كانت مباركة من المام جلال والباء رزان، ومحمود عثمان وجماعة المفيد وحميد مجيد والوطن المستباح وشعب الكيمياوي المبيد.

 

ورغم اننا أعدنا التذكير لمن تجاوزا على أهل  المثال وقلناها ( ولاتزروا  وازرة وزر اخرى).  الا ان هناك من كفر واراق دفع دم اولاده وافراد من عائلته كانوا ضحايا نزوة حجه المنكود الى جبل صهيون،  فهو يريد ان يكرم  نفسه بدم الابرياء من القتلى من الابناء والاقارب ، وقد دفعته العزة بالاثم بأن تمادى ولم يتوقف ولم  يهتم بهم طالما انهم ذبحوا على مذبح نزواته السياسية وهو محمي معنا بحراب الامام اليانكي ودعائه وبركاته.

 

وانه بتكرار زيارته الاخيرة  لاراضي يهودا والسامرة،  انما كان يحرجنا جميعا قبل توقيع الاتفاقية الامنية التي تحمينا وتحميكم . وفي هذا المصاب الجلل اليومي الذي يمر به هذا  العراق الديمقراطي الفيدرالي الجديد تخلى عنا واراد ان يفوز بالوصاية العظمى ببركات الامام اليانكي في البيت الابيض فحج وحده: (... وياليتنا كنا معه  فنفوز والله فوزا عظيما) .

 

وهو مثال الالوسي، نعرفه كما تعرفونه، وكما يعرفه سماحة حجة العصر والزمان مقام الامام اليانكي،  نذلا،  ككل الانذال، من أمثالنا، لا في خيانة عروبته وبيت أهله واسم عشيرته والسادة ايضا، كما أنه يدعي الانتماء لهم؛ فاستفز مكامن البغضاء عند أعضاء مجلس العزاء في المنطقة الخضراء.

 

قال كبير المجلس في استراحة الساعة الثانية عشر في ذلك اليوم ، ما قبل التصويت من خلف ميكرفون:  البرلمانيون صائمون ولكنهم مستفزون من اقداح الشاي والقهوة في الخلوة الخضراء تدعوهم للافطار. قال لاحدهم : علينا ان نفطر به قبل ان يتسحر بنا نحن عارفون  ان هناك من امثاله  كثيرون من عرب، وكرد، وديمقراط، وزلط، واقباط وخدام حوزة وبلاط، فلماذا لا يعاقبون؟. وهناك من زاروا يهودا والسامرة، زاحفون ومهرولون، شيوعيون، وامميون، سرياليون جنابيون آخرون، كلهم زاروا اسرائيل، وتمسحوا بحذاء بيريز وشارون.

 

نعرفهم ونجلهم ونعزهم  ومام جلال ومحمود عثمان سفيرهم، لدينا اسمائهم وهم  كثيرون ممن غدروا بفلسطين والامة والعراق في الزمن الخؤون.

 

الفرق بينهم وبيننا وبين هذا المثال الالوسي الاسود انهم دعوا الى لم الشمل بين العبرية والعربية في حضرة الامام اليانكي عظم الله أجره وجزاه صنيع  فعله؛ فلا جناح علينا وعليهم في بناء مشترك لذوى القربى من السياسيين والمتشردين في بناء هيكل صهيون وجمع بني  كلبون ورامون بدولة " اسراطين".

 

والمشكلة هنا لا في تفاهة المثال الاسود الالوسي حول أوضاع العراقيين، بل في سب الملة وتطاوله على الافشين وعلى رجال الدين من الفرس والصفويين و سب كورش ويزدجرد ورستم والنجاد الضامن الضمين، فهو مارق الى يوم القيامة،  كيف يشتم كورش وأردشير وملوك ساسان من قاهري العرب والكلدان.

 

وليس مثال الالوسي  وحده عار على الامة، وألامثلة" جمع مثال" منهم  يتناسلون بألقاب عديدة وواجهات عدة، لا فرق بين الاعلان عن اسلامهم هنا ويهوديتهم أوتمسحهم أوعلمانيتهم هناك  فهم سواسية عندما يتصهينون.

 

مثال منا  ونحن من مثال، لا نخاف  إذا  ما كشف مثال اسراره التي يهدد بها لفضحنا، ( احنا اولاد الكرية...واحدنا يعرف أخيه) . تذكروا ايها السادة المفزوعين البارحة بنزع عمائمهم احتجاجا على طاولات المجلس وكراسيه  ان مثال لا يستحق رفع الحصانة عنه انه وانتم كلكم من دون حصانة مركوبين ومدانين الى يوم القيامة والدين.

 

ومنذ ان وضعتم اياديكم القذرة بيد الاحتلال يخسر فيكم القائل والمقال. مثال الالوسي صاحب الخناجر الصديدية المجتثة للبعث في هيئة الجلبي، لم يكن وسيبقى سوى مدية احتلال خسيسة، ورغم تمسحه بالديمقراطية والعروبة وحقوق الانسان والعلمانية فهو كاذب في سريرته، لانه يعرف لا انسانية ولا علمانية ولا ديمقراطية تحت حماية المحتل وعباءة السيد اليانكي.

 

ومثال الالوسي نسخة من طراز "دوللي"  للجلبي تناسخا في كل الصفقات والعمالات المزدوجة والمتثلثة والمتربعة، كان نائبه في قيادات حثالات ما يسمى بالمؤتمر الوطني، ترك سفينة المؤتمر وحط رحاله في احد موانئ اسرائيل لانه لم يجد فرقا بين ساسون والجلبي في الولاء المباشر للسيد اليانكي، كلاهما رمزا لعبيد المال والسقوط الاخلاقي.

 

مثال الالوسي،  المزاجي،  النزق،  كان منافقا عندما  يدعي الانتماء الى ارض الانبار ويحمل اسم عزيز من أسماء عشائرها الصابرة عليه ، لكنه في ذات الوقت يستخف بشيوخها ورموزها وأهلها الصابرين .  

 

ولو صحت له عشيرة صهيونية تقبله لانتسب اليها من دون تردد، ونصب نفسه شيخا عليها، لكنه  اراد ان يأخذ لنفسه وحده البيعة الصهيونية لاول عراقي يسقط علنا امام الاضواء. اراد أن يكون سقوطه  جهارا  وفي وضح النهار وفي احضان عصابته من حزب الامة في مجلس العزاء. ولكن خاب ظنه فالذين توقع منهم السكوت والمباركة خذلوه  وكانوا اول من انتفض بوجهه نفاقا امام العراقيين لاغير.

 

لا احد يزاود علينا بعد اليوم بشرف الانتساب لعشائر وكيانات وطوائف ضمها الامام اليانكي لافخاذ عشيرته في العراق فكلهم سيان. وعليه ان لا يظن البعض انه من اهل حضوة او صحوة أو فجوة الكل عبيد السادة  لدى أهل البيت الابيض،  وهم المغادرون أرض العراق حتما، وهم هناك في مجلس العزاء مصابون الليلة بالدهشة وبالغمة في سقوط حزب الامة الجديد بطبعته المثالية الالوسية، وهم في عجزهم في تنفيذ مهمات الارهاب في البيت الاسود يعتقدون انهم قاعدون في كافتريا قصر المؤتمرات حتى يجف نبع  نفطها ، زارعون حولها  حقولا من قحط وفاقة ودمار أشمل.

 

ردد آخرون من اقاصي كراسي المجلس المهتزة من  آل طالبان وبارزان ومحمود عثمان:  اتركوا ذلك المثال الالوسي حتى يدان بالحجة والتحقيق والبرهان، الم يكن البارزاني والطالباني من ندامى كأس شارون بتل ابيب ، قبله نفر من الكرد قال: كان قبلنا الرفيق الرائد  محمود بن عثمان رسول كردستان لشارون ، وتعرف معارضات العراق في دمشق ومنهم هذا المالكي يوما فضيحة عثمان بزيارة اسرائيل.  قالت عمامة من وسط المجلس سمت نفسها وكيلة  لصاحب المغانم والبر والزمان ومالك عبيد السادة والغلمان : ولماذا هذا الجهر العلني بأسمائنا بالمجان، وبالزيارة  المباركة في طقوس التقية  كان عليك ان تفعلها يامثال ولا تعلنها بالفم المليان ،حسبنا الله ونعم الوكيل.... خذوه فغلوه... ثم من مجلس العزاء في المنطقة الخضراء اطردوه وجمدوه وعن ركب حصانته إنزلوه.... واقرأوا عليه فاتحة التوراة والزبور ودعاء الرحمة من سطوة وسحر يهوه ، فرد الاصفهاني بن همدان الجالس على منبر يمين رئيس المجلس : يا للبهتان...  ما كان هذا  المشهداني ان ينتظر وصول الفرمان من الامريكان، هذا مثال بن آلوس الولهان  يسب الاعاجم وطهران بالفم المليان بدء من احفاد عبد السادة الى الاكاسرة لسابع جد منهم لايران.  الحقوه برفيقه بالطرد والاعلان  أسوة بالجبوري مشعان.

 

 دارت رأس حاسرة نزعت اعمتها  صارخة بالعامري :ياهادي عجل برأسه بسيف بدر ...  ويا جحافل قدس  رددي إنا بغير رأس اليانكي لا نقتدي، وأنت ياصولاغ  يامانح الدولار والماء والكهرباء والصداع والدوار  اقطع مخصصاته، ويا عامري ثبت حدود أمنه في مسكنه من دون ضياء...هذا صعلوك سني، علماني، ماني، ومن صعاليك السياسة والفنجان... أفسد سمعة مجلسنا و اخذته الثقة بالنفس بطول وعرض لسان.

 

وخوفا من اندلاع الفتنة في المجلس لاحت  أسنان الشيخ ابا العطاء بن عطية مزمجرة، طالبة بنقطة نظام قبل حلول الافطار بالاذان. طلب عزيز الامام اليانكي المدلل  ان يعجل بوكيل الخوذة اليانكية ويستفتي أمره، وأن يسمح لعلي الاديب اللبيب أن يشنف أسماه المجلس بخطبة الرقيب،  قبل ان يفطر المجلس بالتفاح والاجاص والزبيب في دار حكيم عزيز العتبة المريب . أذن المؤذن مضيفا على آذان المسلمين بدعة جديدة من بدع الملا جابر قائلا "حي على خير وزير المال والنفط  والعمل"  "حي على الفرمان والامريكان والمقتدى المثل".

 

وردد القارئ الاعتلافي في ليلة  الثالث عشر من غرة سبتمبر، ليلة القبض على الالوسي:  ( ياليتنا كنا معكم سيدي فنفوز والله فوزا عظيما) . ظل المعنى في قلب السادة والاشاعرة في المجلس يثير الشكوك ، فعن  اي فوز هم  يتحدثون؟ والى اين هم ذاهبون وزائلون وزائرون؟.

 

مقامة الليلة التاسعة:  قبل ذبح العراق وتشطيره وتثليثه وتربيعه وتخميسه، سنة وشيعة، كردا وعربا، شبكا وتركمان،أرمن وكلدان،  تفرق القوم ايدي سبأ بالدفع والمجان،  فلا الملا داغر سيحكي حكاية المقتل برواية يشوع، ولا احد سيبكي على الحسين بشيعته المفجوع، كل يبكي على ليلاه ويبقى معه وجعه، من تخمة او جوع ولا رواية تبقى وراوي الضفة الأخرى  " قصه خون" خان الشابندر. غضبا يتفجر.

 

ادلهمت خطوب وريح صرصر سوداء عاصفة ما بين هيوستن وخليج المكسيك الى تكساس، لا تبقي ولا تذر.  وصلت اعصاراتها اطراف المنطقة الخضراء ببغداد الصابرة على مظالم سادة السادة، عاصفة لم تبقي على اليابس والاخضر، قلعت الكيانات أبواب البنايات والمقرات والخلوات والحوزات وتسمرت فوق كرسي أعرج،   ولم يأت الليلة الى المسجد وحسينية الملا داغر من يذرف دمع التماسيح من دون وجل. الشيخ الليلة الملا الداغري لاه بدنياه يقرأ للمريدين فصلا من "عودة الشيخ الى صباه"، ولم نعد نسمع بعد اليوم  فحيح افعى نادبة لمظالم سمومها.

 

وعلى نفسها جنت براقش، رمضان يقلب سفرة الاعتلاف، رددوا صديد احلامكم الزائفة  : (ياليتنا كنا معكم سيدي... فنفوز والله فوزا عظيما) ليست لكم هذه المرة، الدهر يوما لنا ويوم عليكم . هي ذات الجملة  مقروءة عند فقراء المدن التي هجرت وفجرت ورحلت وفرست ، لكنها خرجت من التيه اليانكي فأصرت وعادت وتجذرت وتعرقت.

 

مقامة الليلة العاشرة من محرم:  وفي الختام كثر الاجرام، وزنى الاقزام بالمحارم السياسية، وشاعت المناكر من كل صوب ، وتلك العقائد السوداء تقفل حوزاتها  دكانا دكان  . اقفل كروكر صناديق عجائبه والسحر ارتد على الساحر، وباب جهاد الامام اليانكي منكر، اعجزته المقاومة في مضمار الكر والفر، وهو يطلب الانسحاب في الجو والبحر والبر، ستدخل لبغداد الخضراء بسمة اشجارها بزيتونها بتمرها وفي طبع بنادق مقاومتها ... الله اكبر خفاق برايتها ... لبيك يا خانقين .... لبيك ياكركوك لبيك ياميسان ... لبيك ياعراق يارافع المجد و الجبين والانسان ... لبيك ياحسين ... لبيك يا فلسطين لبيك ياعلي ، لبيك ايها المصطفى الامين.

 

كان الحسين في مقدمة الصفوف بسيف ذي فقار بصولة العراقيين الابرار، مقاوما مكبرا محررا، كل العراق سيف حسين، وقلب الصادق حسين، وحسين وحسين هوالحسين سيقرأنا  السلام.  ياسيدي الحسين سيصدق الرجال... الرجال...الرجال  معك بحق الوعد :

 

" ويا ليتنا كنا معهم ... فنفوز والله فوزا عظيما"

 

على ارض الزوراء، هذا  التاريخ الوطني والقومي لن يخطأ مرتين، لن تكبو فرس حرة على باب حطين، لن يغفل نصر الله الموعود خطى صلاح الدين،  واذا ما كانت البيعة خالصة  لله والعزة  والشهادة والوطن الحبيب والدين.

 

قولوها ملئ العراق والوديان : لبيك ياعراقنا الصادق الامين

( ياليتنا كنا معك ... والله سنفوذ فوزا عظيما )

وان غدا لناظره قريب

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٤ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٣ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م