الجالية العراقية في الجزائر تستنكر العدوان الامريكي على سوريا الصامدة
وتطالب بالرد السوري والعربي المناسب

 

 

شبكة المنصور

ا.د. عبد الكاظم العبودي

 

نتابع بقلق واهتمام أخبار العدوان الامريكي والصهيوني على سوريا الشقيقة ونرى ان هذا العدوان وقبله العدوان الاسرائيلي على منشئات علمية واقتصادية سورية انما هو سلسلة واحدة مترابطة ضد سوريا ومواقفها العربية المشرفة. وفي الوقت الذي ندين به مجزرة قوات الاحتلال الامريكي بما أقدمت عليه في قصف البوكمال وانزال مجرمي المارينز على ارضها نقول ان دماء شهدائنا في العراق وسوريا واحدة وتجري في عروقنا كمجرى الفرات الازلي في وديان وعروق وحضارة أرض الشام وعراق الرافدين، ولا يمكن التعامل مع المجزرة الاخيرة في البوكمال كخبر او كحادث عابر يمر كسائر الانباء انما نأخذ منه عبرا ودروسا لما سيأتي من الايام القادمة.


ان جبهة تحرير ومقاومة العراق الباسلة بكل فصائلها الوطنية المناهضة للاحتلال انما تدفع يوميا بعشرات ومئات الشهداء لكبح جماح إندفاع الامريكيين الغزاة ومنعهم من التمادي في العدوان لا على أرض العراق فقط؛ انما على سوريا ايضا. وما يدفع من دماء طاهرة وزكية على ارض العراق انما هي عرابين لتباشير الحرية التي تحررنا جميعا، وهي التي عطلت مطامع واندفاع الغزاة الامريكيين وعملائهم عن إجتياح سوريا الصامدة، والمقاومة العراقية علمتهم حجم وفداحة الدرس وكلفته لو غامروا بعيدا، وهو الدرس الذي يعرفه بوش وجنرالاته المنهزومين مدى حياتهم.


وفي الوقت الذي نعزي به أهلنا في الشام البطلة ونكرمهم ايضا بشهدائهم لا بد أن نذكرهم بتجارب امتنا الرائدة هنا في المغرب العربي عندما دفعت مدينة ساقية يوسف الواقعة على الحدود التونسية الجزائرية فدية الحرية بجحافل من الشهداء من اجل استعادة استقلال الجزائر وحريتها وصمدت مناطق الحدود المعزولة بمئات الكيلومترات من الاسلاك الشائكة والمكهربة وبملايين الالغام ولم تتوقف عن الدعم اللوجستي للثورة الجزائرية ومرور المجاهدين الابطال. حتى اضطر العدو الفرنسي ان يغامر بسمعته ويندفع في جرائمه بقصف المدن والقرى الامنة على جهتي خط موريس . وصمدت جماهيرنا العربية في تونس والجزائر ولم تتراجع عن حقها في الحرية أمام أهوال المجازر ببطولة قل نظيرها امام طيران وقصف الفرنسيين ووحشيتهم الدموية.


لقد اضحت ذكرى دماء شهداء مدينة سيدي يوسف وغيرها من المدن العربية شرق وغرب الجزائر جسور العبور الصادق لنصرة الشعب الواحد للمصير الواحد وترجمت عمق محبة الجزائريين لاخوتهم في تونس والمغرب وامتنانهم لما قدموا من شهداء وتضحيات.


ومثلها اليوم يعاد الدرس في المشرق العربي ويتكرر المشهد اليوم بعرس الحرية معمدا بدماء شهداء البوكمال وحديثة والانبار والموصل الطاهرة التي أضحت ممراتها عنوانا لمن اراد الشهادة او النصر . واهلنا هناك بصبرهم وجلدهم يعرفون كيف يكرمون جحافل وقوافل المقاومين والمجاهدين السائرين نحو الحرية. وكما عادت الجزائر حرة ومستقلة الى اهلها وعربية منتصرة وحررت معها جيرانها سيعود العراق شامخا منتصرا الى جانب سوريا ولمن طلب الحرية معها.


واذا كانت المناطق الحدودية في تونس والمغرب بالامس قد احتضنا القواعد الخلفية للثورة الجزائرية وجيش التحرير وقيادة الاركان، اضافة الى ملايين اللاجئين في المدن الحدودية، واذا كانت القاهرة وبغداد ودمشق وبيروت قد اعترفت بثورة نوفمبر والحكومة المؤقتة وفتحت في تلك العواصم مكاتب علنية واعلامية لجبهة التحرير الوطني الجزائرية واعترفت بها ممثلا وحيدا وشرعيا لشعب الجزائر وثورته الظافرة، فما احرانا اليوم ان نأخذ العبرة من درس ثورة نوفمبر 1954 المباركة والتي نحتفل اليوم بذكراها الـ 54 ونقول لسوريا الصامدة وغيرها من البلدان العربية ان فتح سفارة للجمهورية العربية السورية ولعدد من الاقطار العربية في المنطقة الخضراء ببغداد لايشرف العرب وجامعتهم ولا يوقف مؤآمرات حكومة وعملاء الاحتلال الممثلة بحكومة الاحتلال الرابعة من شل يد المعتدي عن العدوان على البوكمال وغيرها من المدن السورية والعربية الاخرى. ان المحتل دفع بأدواته من خلال تصريح كلب الاحتلال المسعور والناطق باسمه المدعوعلي الدباغ وما صرح بهم تسارعا قبل جفاف دم الشهداء و قبل ان تنطق ابواق وممثلي الادارة الامريكية والبنتاغون لتبرير العدوان الاخير على البوكمال . لقد قام الدباغ بدوره المطاوب امريكيا لتقديم المسوغات للعدوان ؛ بل اندفعت عصابة المالكي نحوتقديم الاتهامات لسوريا ولتجد في التهديد الامريكي لسوريا ملاذا تحتمي به وتبرر ضرورة توقيع الاتفاقية الامنية مع المحتل.


هذا التواطؤ بين الامريكيين وعملائهم في حكومة المنطقة الخضراء"العراقية" الرابعة انما يترجم بشكل مباشر وصريح ما سيأتي وما ينجر منه من مئآسي وما هو منتظر عن تواجد قوى العدوان في قواعد عسكرية على ارض العراق. وما ستقوم به حكومة المالكي وأمثالها لو اطلقت اليد لهم لتوقيع اتفاقية الخيانة المسماة الاتفاقية الامنية.


وفي الوقت الذي نتضامن به مع أهلنا وأشقائنا في سوريا ومع القيادة السورية نأمل ان نتعظ من دروس الماضي البعيد والقريب ونترجم اهمية توثيق وتوطيد وحدة شعبنا العربي في سوريا والعراق وتدعيم فصائلنا الوطنية والقومية المناهضة للاحتلال، والاعتراف بالمقاومة العراقية وتسهيل كفاحها وعدم السكوت عن سياسات عزلها وتحجيمها وتشويه مواقفها بغية ارضاء الاحتلال وتوابعه.


ان الرد العربي والسوري على مجزرة البوكمال وغيرها من المجازر الامريكية والصهيونية هي الاعتراف الرسمي ومن دون تردد بالمقاومة العراقية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي ودولته الوطنية التي استهدفها الاحتلال والغزو الامريكي.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٠٢ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٣١ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م