الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

كتب ( البعث وصدام ) تعاود الظهور في أسواق العراق

 

 

شبكة المنصور

عدنان ابو زيد

 

بعثيون يعيدون رسم صورة جديدة للحزب


لكل زمان كتاب مثلما له دولة ورجال، وفي الوقت الذي أمتلات فيه مكتبات العراق ومدارسه وبيوته بكتب ‏البعث وميشيل عفلق وصدام حسين طيلة ثلاثة عقود أرسى فيه النظام دعائم ثقافة قومية، أصبح تداولها ‏وهضمها واجب و مادة دراسية مهمة في الجامعات والمدارس، فلم يعد باستطاعة احد أن يحصي ذلكم الكم الهائل ‏من الكتب، وعلى رغم ذلك فان هذه الكتب والمنشورات سرعان مااختفت بين حرق قوى النفوذ الجديدة لها بأمر رسمي تحت بند (اجتثاث البعث)، وبين خوف امتلاكها كل ذلك أدى إلى أن يختفي هذه الكم الهائل برمشة عين حتى إذا مااستتب الأمر ‏ورغبة الناس في الممنوع عادت هذه الكتب إلى الظهور على استحياء. ‏

 

وظهور كتب البعث إلى الأسواق لايحمل معنى سياسيا كما يقول ( عصام الجبوري ) في اتصال هاتفي معه ‏أجرته ( إيلاف ) وعصام أديب عراقي من مدينة ( بابل ) العراقية وهوايته جمع الكتب النادرة.‏. يقول عصام الممنوع مرغوب هذه هي القاعدة وعلى هذا الأساس ظهرت هذه الكتب لدى الباعة المتجولين ‏لكن على استحياء...لكنه يضيف هناك مثقفون عراقيون يقتنون كتبا ‏)بعثيةمهمة) مثل كتاب ( في سبيل البعث ) ومنهم من يحتفظ ‏به للذكرى ومنهم من يود أن يقرأه الجيل الجديد حتى لاينسى فترة مهمة كان فيها هذا الكتاب رمزا مقدسا لدى ‏البعثيين،و( في سبيل البعث ) ألفه مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي ميشيل عفلق الذي عاش ومات ودفن ‏في العراق لكن قبره تعرض للنبش والتدمير بحسب ماصرح به أبنه (أياد ) لوسائل الأعلام حيث فسر ماحدث ‏بأنه جزء من عملية اجتثاث البعث فكرا وتنظيما. ‏

 

لكن جولة في مكتبات عراقية وباعة كتب متجولين تدل على إن الكتب البعثية موجودة فعلا على ندرتها، ويفسر ‏‏( محمد على ) الظاهرة بأنها ليست غريبة فكتب البعثيين لم تمنع رسميا بل انحسرت ويمكنك أن تجد كتب صدام حسين وميشيل عفلق وآخرين من الكتاب والسياسيين القوميين في ‏المكتبات وهي موجودة بجانب كتب ومجلات أخرى ممنوعة.

لكن ( محمد ) يؤكد إن الكتب الدينية ( شيعية وسنية ) غزت الأسواق، وكتب اليسار والقوميين نادرة أمام تيار ‏الكتاب الديني الجارف الذي يباع بسرعة ويتلقفه الناس.

 

( كامل الجزائري ).. ينظر إلى الأمر على إن العراقيين ‏بدئوا ينظرون إلى الوراء من هول ماعانوه، و( الجزائري ) مثقف عراقي ومدرس لغة عربية يعتقد إن الشريحة ‏المثقفة بدأت تتداول كتب البعث القومية من جديد إضافة إلى كتب اليسار والماركسية بعد أن أغرقت الأسواق ‏كتب دينية لمؤلفين غير مختصين لاتعترف بها المراجع الدينية نفسها بل هي نتاج مرحلة الفوضى والاحتلال. ‏

 

ويقول ( كامل ) مشاعر العراقيين الوطنية هي ذاتها ومعاناتهم طيلة سنوات الاحتلال جعلتهم يعيدون قراءة ‏الفكر ألبعثي من جديد لاسيما وان في المجتمع اليوم دعاة لتجديد هذا الفكر مع الاعتراف بأخطاء الماضي وهناك ‏خلايا بعثية تعيد ترتيب أوضاع الحزب وتبشر بأفكاره، وان هناك من يستمع ويراقب بعد أن هاله مارأى من ‏فوضى سياسية سببها الأحزاب الحاكمة على حد قوله، و( كامل ) على اتصال مع بعثيين يوزعون المنشورات ‏ويهدون الكتب النادرة التي كانت في يوم من الأيام تملأ شوارع العراق من الشمال إلى الجنوب...وعن أهم الكتب المتداولة يقول ( كامل ) كتب صدام حسين ومؤلفات ميشيل عفلق تأتي في المقدمة لكن كتاب ‏‏( محاولات اغتيال صدام ) موجود لدى الباعة المتجولين إضافة إلى كتاب ( البعث والعراق ) لميشيل عفلق ‏حيث أعيدت طباعته بطريقة ( الفوتو كوبي )..ويروى ( الجزائري ) بيع كتب البعث واليسار لاتخلو من مجازفة، فمنتسبو الأحزاب الحاكمة لايسمحون بذلك ‏ويهددون من يبيع هذه الكتب.

 

ويضيف ( كامل ) العراقيون يعشقون الكتاب لاسيما الممنوع منها وهناك أزدهار ‏في سوق الكتب العراقي وهي سوق حرة على رغم محاولات تسييسها،فكتب البعث والشيوعيين موجودة ‏ومتداولة لكنها قليلة أمام كم الكتب الدينية. ‏

ويستطيع ( حسن محمد ) أن يوفر لك أي كتاب تريده من كتب ( البعث )،، يقول حسين.. قل ماتريد وأنا اجلبه لك لكنه يبيح السر في الأمر فهو بحكم معارفه وعلاقاته فان الناس يثقون به ويبيعونه الكتب التي احتفظوا بها من ‏الزمان السابق، لكن ( حسن) لاينكر إن هناك خلايا بعثية ناشطة توزع فكر البعث من جديد وهي نشطة وتتلقى ‏إقبالا من قبل الناس.‏


ويعلل ( حسن ) الأمر إن المثقفين يدركون إن الفكر القومي لم يكن سببا في ماوصل إليه العراق بل يعود إلى ‏التطبيق الذي ارتكب اخطاءا قاتلة أسقطت البعث والفكر القومي، ولعل أهم الأخطاء بحسب حسن كان من الممكن تجنبها كما يرى بعثيون يلتقيهم ( حسن ) داخل العراق ‏وينشطون في خلايا سرية لها قياداتها المحلية غير المرتبطة بالقيادات التقليدية لحزب البعث... ‏ويبدو إن التاريخ يعيد نفسه بصور معاكسة أيضا ففي سبعينات القرن الماضي كان سوق ( الفكر ) احاديا موجها ‏وكانت الكتب الدينية وكتب اليسار الشيوعي تمنع ويحاكم من يقتنيها أما اليوم فان هناك اتجاها لتعطيل حرية ‏الفكر عبر تسييس الحياة الثقافية من قبل قوى نافذة لاسيما الدينية منها عبر منع الكتب القومية والاشتراكية ‏والماركسية وكتب المفكرين المنفتحين على الأفكار الغربية...‏ يقول ( الجزائري ) انه يذهب إلى شارع (المتنبي ) كل جمعة باحثا عن ضالته حيث أنواع الكتب من شتى ‏المشارب والاتجاهات وليس سرا لرواد هذا الشارع انك تحصل على الكتاب الذي تريد من كل الأزمة والعهود... ويضيف ( الجزائري ) كتب القوميين والبعثيين تجدها بسهولة في السوق وعادت إلى الظهور ويشتريها الناس، ‏ربما لان الناس ترغب في النادر وما أصبح جزءا من الماضي.

 

ويروي ( صلاح الخفاجي ) لإيلاف انه كان شاهد عيان على حفلات حرق كتب البعثيين والشيوعيين والقوميين ‏في الكثير من المدن العراقية عقب الاحتلال عام 2003، ويرى إن الأمر كان عشوائيا ليس للدولة ‏دور فيه. ‏

اليوم ويعد خمس سنوات على احتلال بغداد فأن حنينا إلى الماضي بدا يعود لاسيما وان بعثيين ‏منظمين يقودون بصورة سرية حملة أعادة رسم جديدة لحزب حكم العراق طيلة ثلاثة عقود.‏

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٠٤ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٣ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م