الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

زينب ودنيا .......
صوت الحق ... وصورة الباطل من الأنبار

 

 

شبكة المنصور

أحمد العسافي

 

(زينب ودنيا) صديقتان من عشيرة واحدة جمعتهما مقاعد الدراسة اما يقارب 12 عاماً وجمعتهما ايضا احلام الطفولة ونشأت علاقتهما واستمرت طوال سنين ولكن الفارق بينهما أن (دنيا) أهلها هم شيوخ احدى العشائر الكبيرة التي تسكن منطقة (المضيق) ضمن ناحية( الخالدية), و(زينب) من عوام العشيرة ولكن تحمل المبادئ والقيم الاصيله التي تربت عليها ورضعت من حليب الطاهر, وبفعل الاحداث التي جرت للعراق من احتلال وقتل وتدمير منذ 9 نيسان 2003  و ماجرى بعدها من احداث طالت المدن العراقية, مدينة بعد اخرى, إبتداءأ بالفلوجة مرورا باغلب المدن العراقية, التي شهدت عمليات عسكرية كبيرة طالت الاخضر واليابس , وبتأثير هذه العوامل فان أغلب العلاقات قد انحسرت شيئا فشيئا بفعل الظروف التي مرت بها اغلب المدن العراقية.

 

وكان لهذه الاحداث التي ذكرناها تاثيرها الكبير على علاقة( زينب ودنيا), حيث انقطعت الأتصلات ولم يحصل اي لقاء بين الصديقتين, وبعد التغيرات التي مرت بها مدن( محافظة الانبار) من أعمال مسلحة واقتتال يومي, وبعد ظهور الصحوات التي يرجع الفضل لها بالتحسن الامني الهش حسب  اراء المنتفعين من الصحوات من اهالي المحافظة والذين تتم رؤيتهم للامور من منظار ضيق ومن خلال واقعهم ولاينظرون الى النتائج وما ستؤول اليه الاحداث القادمه وما سيمرر من مؤامرات  تستهدف تفتيت البلد وتمزيق اوصاله و إحداث التفرقة بين ابنائه حسب المذهب والطائفه والدين والقومية, والتي ما كانوا يعرفونها في يوم من الايام قبل الاحتلال.

 

وبما ان اهل( دنيا) هم من شيوخ  اكبر عشيرة في المنطقه فانهم بدأو باستقبال الامريكان في مضايفهم واقامة الولائم, بحيث تغير حالهم  وبدأت الدولارات تنهال عليهم من العقود الوهمية والهبات التي يقدمها المحتلون الى أتباعهم ممن باعوا الوطن والأرض بثمن بخس ورضوا لأنفسهم الذلة والهوان, وبدأوا بشراء ارقى السيارات و أحدثها من الماركات المعروفه عالمياُ من (الهمر الامريكي) الى (المارسيدس) الالماني الى( المونيكا) الياباني, وكل هذا بفعل الدولارات الامريكية.

 

كانت الولائم اليومية تقام  لضباط الجيش الامريكي واصبح المحتل الضيف الدائم على هذه المضايف وبعدما كانت تتصف بصفات حميدة وتزرع المبادئ وقيم الرجولة أصبحت مضايف لتقديم التنازلات تلو التنازلات .

 

وفي يوم من الأيام تشاء الأقدار في احد الاسواق ان يتم اللقاء بين( زينب) التي بقيت على ذات المبادئ والقيم التي تربت عليها, فأخوها قد قضى اكثر من عام في المعتقلات الامريكية, بسبب مواقفه من الاحتلال ومقاومته له, ولهذا فهي في هذه الاجواء التي تستمد منها العزم والأصرارعلى مقارعة المحتل وتنتظربشغف اليوم الذي لا ترى فيه عيونها اي جندي امريكي او همر في شوارع الخالدية, ويشاء القدر ان تلتقي بصديقتها ورفيقة طفولتها في هذا السوق ويكون اللقاء عيناً بعين ووجهاً لوجه مع (دنيا) التي ظهرت عليها بوادر الترف الذي منحهم اياه المحتل بسبب مواقف اهلها, وفي اللحظة التي تجمعهما تدير( زينب) وجها وتذهب في طريقها تاركة,   ( دنيا) وكانها لم تعرفها  ولم ترها في عمرها أو في يوم من الايام وما إن سارت بضع خطوات حتى وقفت على نداء من (دنيا) وهي تقول" زينب الم تعرفيني انا دنيا" وكان الجواب ياتي من زينب كالصاعقه " نعم عرفتك ولكن لا يشرفني ان اقف معك او ان أعرفك وانا نادمةعلى السنوات التي قضيناها معاً" وكان رد( دنيا) لماذا كل ذلك هل عملت شيئا ما واجابتها( زينب)" كيف لم تعملي شيئاً وجنود الاحتلال يومياً في منازلكم وتقدمون الطعام لهم وانت بيدك تطبخين الطعام لهم؟... كيف لي ان اتحدث معك بعد اليوم او ان اعرفك" وكان جواب( دنيا)" لانستطيع ان نرفض أو نعمل غير هذا... لان اهلنا يجبروننا على طبخ الطعام وهم ومن يأتون الامريكان الى بيوتنا يوميا.... وياتي الرد من (زينب) التي تقول بتحدٍ كبير وبثقة عالية "لا يستطيع أحد من أهلي ان يجبرني على فعل ذلك مهما تكون الاسباب وسوف ابقى ارفض وبكل الوسائل, وان استلزم الأمر أقتل نفسي بسكين ولا اسمح ليداي ان تتلوثا وتقدما الطعام لهؤلاء الغاصبين".

 

وفي نهاية الحديث قالت(زينب) مخاطبةً( دنيا) اسمعي مني هذا الكلام الأخ او الأب الذي يقبل على نفسه ويقوم بدعوة المحتل الى بيته ويجبر أهله على تقديم الطعام لهم سوف لن يستطيع الدفاع عنك لو قام الأمريكي بالدخول الى غرفتك واغتصابك لان الغيرة قد سقطت من جبينهم وقد سمح لنفسه بتقديم  المساعدة للمحتل المغتصب للأرض والمال والولد ولكل شي .

 

هذه المحاورة التي جمعت بين الحق والباطل والقيم والمبادئ وتاريخ العراق وحضارته وقد تجلت قيم  (خنساء العرب) و(زينب  بنت الامام على) كرم الله وجهه وبين  النفوس التي باعت ضمائرها و هي تشاهد بام عينيها اغتصاب البلد من قبل اوباش عبروا البحار من أجل شي واحد هو تدمير وتفكيك وتمزيق واطفاء منار وانزال علمٍ ساحق إسمه العراق.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٢ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٢ / أيلول / ٢٠٠٨ م