الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

ولايحيق المكر السيء الا باهله

 

 

شبكة المنصور

محمد عبد الحيّاني  / مناضل بعثي

 

في الثالث من ايلول 2008 نشرت شبكة البصرة موضوعاً تحت عنوان ( المقاومة العراقية تضع اليد على وثيقة ايرانية خطيرة ) واعتقد أن من اطّلَعَ عليها وجد فيها : ان المقاومة العراقية أسَرَت شخصاً ايرانياً في عام 2005 ، بعد ان وضعته لفترة تحت المراقبة ...واتضح فيما بعد أنه ضابط مخابرات ايراني كبير (من فيلق القدس وعثرت معه على وثيقة خطيرة تكشف الخطة الايرانية في مجال الاعلام الموجه للاقطار العربية ...وتسلط هذه الخطة الضوء على حجم التغلغل الايراني في اوساط عربية : من كُتّاب وصحفيين وسياسيين محسوبين على الخط الوطني القومي والاسلامي العربي ... ومن ناحية أمنية تكتمت المقاومة عن الاسماء والتنظيمات القومية والاسلامية العربية وعلاقاتها مع نظام العمائم الشيطانية ،ودور سفارات ايران في بلدانهم ودور حزب الله في ايصال المعلومات (واجور كتابة) التي تصب في تلميع وجه هذا النظام (الطائفي العنصري) والتصدي في كتاباتها لدور المقاومة العراقية في تحرير العراق من الاحتلال الذي تريد عمائم الشر في طهران تبرئة نفسها منه .
وأن ماقامت به انما هو عمل (تكتيكي) وليس هو بالاتفاق (الستراتيجي) مع الشيطان الاكبر الكامن في لفائف عمائمهم ... وان هذا العمل التكتيكي يبتغون منه تحقيق هدفين :


الاول: القضاء على نظام البعث (قرة عين العرب) الذي كشف دجلهم واهدافهم التوسعية .


الثاني : توريط هذا الشيطان الحليف (تعبوياً......!!) في بلد الانبياء والرسل والذي اسقط امبراطورية الفرس المجوسية منذ (14) قرناً وبقيادة (احد العشرة المبشرين بالجنة) سعد بن ابي وقاص (رضي الله عنه) (والتعبئة في اللغة العربية تعني التكتيك مثلما يعني السَوق عربياً الستراتيجي) .


ويستطرد خامنئي في الفقرة (2) من توجيهاته الاعلامية فيقول : انهم بهذا التحالف مع الشيطان الاكبر (تعبوياً..!!) يبغون (اعادة الحق الى اهله بعد حوالي (14) قرناً على سلبه) فهو لا يعني بما هو ظاهر من القول في أحقية خلافة الامام علي (عليه السلام) على خلافة معاوية بن ابي سفيان ، بل يعني اعادة الحق الى مجوس الفرس في عودة امبراطوريتهم التي دمرها العرب المسلمون في العراق في قادسيتهم الاولى . والتي ارادوا أن يعيدوها في هذا العصر فتصدى لهم عرب العراق بقيادة ابو الشهداء شهيد الحج الاكبر صدام حسين (رحمه الله وارضاه) في قادسيتهم الثانية.

 

كما أنهم في طرحهم (الباطني) اليوم يريدون الفتنة التي سبقهم فيها (ابو سفيان) بعد وفاة الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) ، حيث وقف ضد تولية ابوبكر . فكما جاء في (تأريخ اليعقوبي وشرح ابن ابي الحديد): ان ابا سفيان قال شعراً في ذلك جاء فيه :


بني هاشمٍ لاتُطمعوا الناس فيكمُ     ولاسيما تيمُ بن مرة اوعَدي
فما الامر الا فيكُمُ واليكُمُ           وليس لها الاّ ابوحسن علي

 
فسرعان ما أطفأ علي (كرم الله وجهه) نار الفتنة (المغلفة بالعصبية القبلية) التي حاول ابو سفيان اشعالها حين رد عليه قائلاً (انك تريد امراً ليس من اصحابه).


ثم قصد اابو سفيان العباس بن عبد المطلب (عم النبي) فلم يستجب له ايضاً ... وعاد خائباً بما غلف الفتنة بالعصبية القبلية ... وهكذا  سيخيب زعيم المجوس خامنئي بعد 14 قرناً بعد أن غلّف فتنة المسلمين بعصبيته المذهبية ، وهو بريء من اي مذهب من مذاهب المسلمين الخمسة .


نعود مرة اخرى لتوجيهات خامنئي الاعلامية في عام 2005 لنسجل عليها الملاحظات التالية :-


1- انه يقول بأنه ورط امريكا لتغوص في المستنقع العراقي ولكنه يحجم عن ذكر السبب . فلا أعتقد أن ايران كانت تعلم بهذه الورطة قبل احتلال العراق لأنها كانت تنتظر حصتها من القسمة التي وعدت بها ، وهي لاتعدو الا قضماً من مساحة العراق كما هي عادتهم مع المحتلين في كل زمان وقليلاً من آبار النفط الحدودية ان لم تكن لها حصة شأنها شأن الشركات النفطية الكبيرة .. (ايران) تخجل ان تقول أن من ورط امريكا وجعلها تغوص في مستنقع العراق هي ضربات اسود الرافدين (مجاهدي مقاومة العراق) الذين كسروا عنجهية اقوى دولة في العالم ومرغوا انفها في الوحل .


2- ان تضليل الرأي العام (العربي والاسلامي والدولي) والتلاعب بالالفاظ عما هو ستراتيجي وتكتيكي في تعاونها مع امريكا انما هو خلط في المفاهيم السياسية بعد أن ضاق  الخناق على عمائم الشرك والدجل بعد أن ضربت مباديء الاسلام عرض الحائط في اتخاذها اليهود والنصارى اولياء (يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء . بعضهم اولياء بعض . ومن يتولهم منكم فهو منهم.ان الله لايهدي القوم الظالمين) (المائدة 51) ... اقول هذا بأعتبار ان هذه العمائم تقود حركة اسلامية وليست مجموعة من العلمانيين الذين لايعيرون لهذا المبدأ الاسلامي اي اعتبار. ولكنهم على ما يبدو لايفقهون من الاسلام غير ما يُرضي شهواتهم ....


3- ولتمزيق المسلمين شِيَعاً واحزاباً متناحرة فقد ضيقوا الاسلام ليحصروه في طروحات خرافية وممارسات استعراضية من لطم على الصدور وضرب الظهور بزناجيل كُتِبَ عليها (صنع في الولايات المتحدة) ويضرب الرأس بالقامة (الصليبية) (القامة هي سيف الصليبيين الذي يشكل النصل فيها مع اذني القبضة علامة الصليب) ... لقد ورد في توجيهات خامنئي في الفقرة الاولى من التعليمات : ( ان من يدافع عن (ايران...!!) لابد أن يؤكد ان تعاوننا مع امريكا ضد الطاغية ..!! سوف يعزز جمهوريته الاسلامية ..!! في نشر مذهبه ..!! وفي اعادة الحق الى اهله بعد حوالي (14) قرناً على سلبه) ولايدري ان المذهب الجعفري يمثل الجيل الخامس بعد ثورة الحسين (عليه السلام) . وانه لم يكن قبل (14) قرناً بل (12) قرناً وهو لا يمثل الا اجتهادات في تفسير ما استجد من امور في ضوء تعاليم الاسلام شأنه شأن المذاهب الاربعة الأخرى (الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي)... ان هذه المذاهب عاشت متجانسة مع المذهب الجعفري بل اعتمد كل منهما على الاخر في التفسير ولم يكفر احدهما الآخر الى ان جاء الصفويون في نهاية القرن الرابع عشر الميلادي الذين ارادوا احتواء العراق . فأعلنوا جعفرية ايران بعد أن كانت على المذهب السنّي ليكسبوا اصحاب المذهب الجعفري في العراق ليساندونهم في صراعهم مع العثمانيين الذين كانوا على المذهب الحنفي ... وهكذا أدخلوا الاسلام في صراعهم السياسي والعسكري ضد العثمانيين وبدأوا (الفتنة) وهم اليوم لم يحصروها في حدود العراق بل على صعيد العالم الاسلامي كله...


4- لا أدري كيف بستسيغ رجل دين و رئيس يقود دولة اسلامية ترشح نفسها لأن تحتوي كل الدول الاسلامية تحت جناحها أن ينزل الى مستوى الدونيات في وصف الرجال..!!؟؟ فيطلق على البعثيين لقب (العفالقة) ، ولايدري هذا المعمم ان احمد ميشيل عفلق اكثر منه ايماناً في اسلامه ، ذلك لأنه لم يورث اسلامه عن والديه كما ورثها الآخرون ، بل استمدها من دراسته العميقة للاسلام قبل أن يشهر اسلامه... ولقد مات عفلق على دين الاسلام ... ولكن لاندري على اي دين سيموت خامنئي وامثاله ...!!؟؟.


5- ان تأريخ الفرس مع العرب منذ صدر الاسلام كان على نهج هؤلاء الذين يحكمون ايران اليوم حيث برزت منهم الطوائف الباطنية التي كشفها المسلمون مثلما كشف حلفائهم اليهود من اشياع عبد الله بن سبأ الذين تلبسوا الاسلام ليخفوا تحته الفتنة بغية تفجيره من داخله. وكانت ايديهم ملطخة بدماء ثلاث خلفاء راشدين (عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب (رضيّ الله عنهم). كما كانت ارض خراسان منطلق المؤامرات التي حيكت ضد الدولتين الاسلاميتين في كل من دمشق وبغداد ..وكانوا من اخبث (خلق الله) في تحريض المسلمين العرب بعضهم على لبعض الآخر بغية اضعافهم والحط من قيمة النسب العربي ... وكما فتح الفارسي ابن العلقمي ابواب بغداد لهولاكو لاحتلالها ومساعدة الفرس له في ذلك يقوم الفرس والصفويون اليوم بنفس الدور في احتلالها من قبل امريكا.


6- في الفقرات 6،7،8 من توجيهات خامنئي تكلم عن مقته وكرهِهِ للقومية العربية ويدّعي أن الدعوة لها تُقسّم المسلمين ...!!!. ويدعو خامنئي في الفقرة (7) جر الناصريين بكافة الطرق ومهما كلف ذلك من مال وجهد .. ويذهب في توجيهاته الى ان التيارالناصري اصبح بغالبيته الساحقة مع ايران وكان مسروراً منهم في مصر وهم يدافعون عن جمهوريته وتصديهم بقوة لمحاولة ادانة موقف ايران في العراق ... وكذلك جاء في توجيهاته في الفقرة (8) على ضرورة جر التنظيمات (الناصبية ...!!!) المعادية (لمذهبهم..!!) كالاخوان المسلمين الى صف ايران وان يكونوا كرماء جداً معهم من اجل اختراقهم (لنشر المذهب في مصر...!!!) تحت غطاء التعاون معهم بالاضافة الى انهم اقدر من غيرهم على عزل التيارات القومية العنصرية العربية ...!! كذا ..!!) وكأن الذي يقومون به ليس بعنصرية فارسية ومجوسية في آن واحد ...


7- لقد وردت في توجيهات خامنئي في اكثر من موقع ، اتهامات للدعوة الى وحدة الامة العربية ..وهو في ذلك لايراعي (الاّ ولا ذمّة) او ادنى حدود للشرف والامانة وما انزل الله سبحانه وتعالى من قيم سماوية في التعامل مع المسلمين مهما كانت قومياتهم ﴿ايها الناس، انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ، انّ اكرمكم عند الله اتقاكم ، ان الله عليم خبير ﴿الحجرات13
والاية الكريمة هنا لاتحرم الدعوة الى القومية ووحدة ابناء الامة في دولة كبيرة في اطار العقيدة الاسلامية .. فالعمل القومي اذاً ليس كفراً كما ذكر خامنئي ذلك في الفقرة (6) من تعليماته للصحافة والاعلام العربي والتي وصف فيها القومية العربية (بالعنصرية والماسونية ..!!)..ناكراً ان العرب هم الذين حملوا كل الاديان السماوية ونشروا تعاليمها السمحاء الى قوميات وشعوب العالم كافة . ولم يطلبوا من تلك الشعوب التخلي عن قومياتهم لتذوب في قومية جديدة اسمها الاسلام كما فعلها اليهود الذين اعتبروا دينهم قوميتهم رغم انتمائهم الى قوميات متعددة.. وكذا الشيوعيون العلمانيون الذين دعوا الى الاممية التي لا تعترف بالاديان والقوميات.. وكذا امريكا بمسيحييها الجدد الذين رفعوا شعار العولمة لينشروا عهرهم بمساعدة (خامنئي وأعوانه) الذين ارادوا ان يبدئوها بالعراق..


ان معيار الاسلام هو ليس بالانتماء اليه بالجنسية بل بالايمان ﴿ قل لن تأمنوا ولكن قولوا اسلمنا . ولمّا يدخل الايمان في قلوبكم.. ونقول بعد ذلك لخامنئي ألا هل آمنت ...؟؟!!) ، ام أن الفتنة تسري في عروقك وفي عروق كل صفوي مجوسي حتى النخاع ...؟؟!!


8- وفي التعليمات موضوعة البحث كان للتيار الصدري في العراق وحزب الله في لبنان دور خطير لتنفيذ المشروع الفارسي على الارض العربية ، وما معاركها الصورية ضد امريكا والكيان الصهيوني ..الا لأبعاد انضار العرب والعالم عما تقوم به المقاومة العراقية من ضربات ماحقة جعلت امريكا اضحوكة العالم .

 
الخاتمة

 
1- رَحِمَ الله ابوعدنان (خير الله طلفاح) خال ومربي شهيد الحج الاكبر صدام حسين . وجد الشهيدين (عدي وقصي) ووالد الشهيد البطل فارس قادسية صدام عدنان خير الله (رَحِمَهم الله جميعاً) حينما قال في كتابه :-
(كان على الله أن لايخلق ثلاث .. الفرس واليهود والذباب) مع الاستغفار لي وله من الله عزّ وجل ، (فلله في خلقه شؤون ..!!).


2- ودعوة الى عرب العراق والامة ان يتنزهوا عن السفاسف التي تدفعهم اليه الاحزاب التي سيست الدين الحنيف على مختلف مذاهبه ابتغاء الفتنة والكسب الشخصي الحرام ولتخدم بذلك اهداف اعداء الدين والامة .. وأن يتوحدوا حول المقاومة هنا في العراق وفي كل قطر عربي محتل .. ونتعض بما قاله شاعر العراق الكبير المرحوم معروف الرصافي

 
تنبهوا واستفيقوا ايها العربُ
فقد طغى السيل حتى غاصت الرُكبُ

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٤ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٤ / أيلول / ٢٠٠٨ م