الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

كرد العراق : الحكم الذاتي لمن ولماذا ؟

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

 

قد تمر الشعوب وقياداتها السياسية بضروف الطوارئ من ناحية وباحكام واقع الحال بالنسبة لتركيبة المجتمع لاي دولة من العالم  وعند ذاك تصدر قرارات من اجل حل مشكلة ما تمس مركبا من مركبات مجتمع ما في بلد ما  دون غيرها من المركبات الاخرى المنظوية بحكم التاريخ والجغرافيا المشتركين تحت واقع وحال واحد اسمه الوطن  الموحد لكل هذه التشكيلات الاجتماعية المعترف بها تحت سيادة واحدة عبر عصور خلت.هنا كانت اقدار العراق الازلية وهي اقدار جميلة وبناءة ان يتشكل المجتمع العراقي ومنذ زمن طويل من عدة اعراق وطوائف ومنهم الكرد القاطنين شمال عراقنا الحبيب والمجاورين لاخوة لهم في كل من البلدان المجاورة وهي تركيا وايران والقليل في سوريا وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق.

 

كانت حصة العراق التاريخية من الكرد لا يتجاوز ستة عشر بالمئة من مجموع الاكراد في المنطقة وقد تعايشوا ومنذ زمن بعيد مع اخوة لهم من العرب والتركمان والكلدواشوريين ,كما كان الدين الاسلامي الحنيف الذي دخل منطقتنا عاملا روحيا موحدا لتشكيلة العراق الاجتماعية بعد الدخول الجماعي لسكنة العراق في الدين الحنيف الجديد الاسلام ليصبح اكثر من تسعين بالمئة من سكنة العراق هم من المسلمين مما كان وشيجة موحدة لما افرزت من قيادات اسلامية ومن جميع الاعراق  كان لها الدور البارز في صياغة التاريخ العربي الاسلامي الخالد حتى ان الدين الحنيف غطى في كثير من الاحيان على الاحتقان العرقي ليتسامى العراقي فوق فرقة الدم  ان وجدت  بل ويشكل دولة عربية اسلامية حملت رسالتها الربانية الانسانية الى كل بقاع المعمورة  لتبشر بالخير والتسامح  والتحرر من العبودية والتخلص من الصنمية الحجرية والبشرية؟ومن هنا وصلت تلك الدولة العظمى الى عصرها الذهبي ومن العراق من لؤلؤة الشرق بغداد؟ثم راحت ايام وجاءت بديلاتها لينبري نفر من الكرد ويتململ بدعوى تكوين وطن قومي للاكراد  على غرار تكوين وطن قومي لليهود الصهاينة الذين تلملموا من كل دول العالم ليحتلوا فلسطين عنوة بدعم من بريطانيا العظمى في حينه مستغلة سطوتها الاستعمارية على العالم ومنها منطقتنا .كانت دعوة الانفصاليين الكرد  قد تشكلت في العراق رغم ان اكثرية الكرد هم في تركيا وبواقع اكثر من اربعين بالمئة من عددهم الاجمالي في المنطقة تلي تركيا من حيث كثافة الكرد ايران اذ تحتوي على اكثر من ثلاثين بالمئة من الاكراد؟والسؤال هنا لماذا انبثقت حركة التمرد على اشدها من العراق بزعامة امراء حربها من البرزانيين في بداية الامر من القرن العشرين؟

 

ومهما كانت الضروف التي مر بها العراق والضروف التي قادت الى اعلان بيان احدى عشر اذار الذي اعطى للاكراد حكما ذاتيا احتراما لقوميتهم المصانة تحت راية العراق الموحد .ترى هل كان النظام الثوري الوطني الذي فجر ثورة السابع عشر من تموز المجيدة والذي كان يحمل كل حسن النية تجاه شعبنا من الكرد قد اعطى هذا الامتياز لامراء الحرب الانفصاليين امثال البرزاني والطالباني ام ان الحكم الذاتي كان مصمما لشعبنا الكردي الاصيل والمسالم والذي يؤمن بوحدة العراق والعيش تحت الخيمة الوطنية الواحدة؟ان الذي يجري الان بالعراق من نوايا خبيثة من قبل الانفصاليين امراء الحرب لهو مدعاة لكل عراقي ان يتساءل  لماذا ولمن الحكم الذاتي في شمال العراق؟لقد بانت النوايا واتضحت الاهداف الشريرة الزاحفة ضد وحدة العراق والمطالبة بتقسيم البلد الواحد وتحويله الى فتات وهنا لا بد من مراجعة شجاعة  باسلة لقانون الحكم الذاتي الذي اصبح ثقلا بل وخطرا على الوحدة الوطنية في العراق بعد ان اختفت راية الله اكبر من المباني الرسمية هناك وحلت محلها الرايات الصفراء  رايات النار؟!

 

ان الذي يجري الان في شمال العراق والذي اصبح مأوى للماسونية العالمية لهو خطر داهم ليس فقط يهدد العراق ووحدته بل ودول الجوار برمتها من خلال الادوار القذرة التي يلعبونها امراء الحرب امثال مسعود وجلال والضحية في كلتا الحالين هو شعبنا الكردي الذي دفع الكثير الكثير من خلال تحكم زمر البيش مركة بمستقبلهم وبحياتهم اليومية بالتهديد والسلاح والنار وبالتالي اصبح الحكم الذاتي وبشكل غير مباشر ثقلا وشرا عليهم بعد ان افرغ من محتواه وتحول الى اداة للتهجير والقسر والترويع الذي يحصل في شمالنا الحبيب والذي تعدي شعبنا الكردي ليمتد الى اخوتنا في الوطن الواحد وهم الكلدواشوريين وكذلك اليزيديين الذين لا ناقة ولا جمل لهم في ما يخطط له البيش مركة بقيادة امراء حربهم المارقين عن كل القوانين والاتفاقات والاخلاق التي تربطهم مع حكومة المركز ابان صدور قانون الحكم الذاتي؟ان اخوتنا العقلاء من الكرد العراقيين يعرفون انهم هم الضحية وان الذي يجري بفعل امراء الحرب المستفادين من الجاه والسلطة اولا واخرا هناك لن يكونوا  عند مصلحة شعبنا الكردي بل ربما يباع هذا الشعب المسكين بحفنة من الدولارات القادمة من تل ابيب الى مجاهيل الدنيا وعليه يجب ان نكون اكثر رحمة وعطفا على اهلنا الكرد ومن خلال اعادة النظر في قانون الحكم الذاتي وجدواه بل وتخليص داخل العراق وخارجه من بلواه وبالحوار الهادئ الجاد مع اهلنا الوطنيين من الاكراد  والذين اثبتوا اصالتهم وعراقيتهم من خلال اصطفافهم مع اخوتهم العراقيين الاخرين وخاصة العرب الذين هم الكثرة الكاثرة في العراق وخاصة في زمن الاحتلال البغيض.نعم للاكراد العراقيين حقوق محترمة ومصانة لهم ان يتمتعوا بها كعراقيين لكن بالطرف الاخر يجب ان يفهموا ان لا حقوق اضافية لهم فوق العراقيين وان عراقيتهم ليست منة بل هي قدرهم  حالهم حال الاثنيات الاخرى التي استوطنت العراق ومنذ الازل.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٦ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٥ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م