المحادثات الامريكية الطالبانية ومستقبل افغانستان والعراق : مجرد رأي

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

 

رجعة او قل زيارة ثانية لتاريخ المازق الامريكية بسبب حروبها غير المحسوبة وهمجيتها عند دخول أي بلد تريد احتلاله ومن ثم تدمير كل شئ له علاقة بتراث ووراثة ذلك البلد نجد ان هذه القوة الغريبة دوما تخرج خاسرة مهزومة تجر اذيال الخيبة من تلك البلاد التي الت على نفسها ان تحارب هذا المحتل الطاغي وبضراوة الحق والوطنية وتقدم كل شئ من اجل التخلص من كوارث الاحتلال الاميريكي المدمر لكل شئ والمخرب لابسط الحقوق التاريخية لتلك البلاد؟يبدو ان اميريكا عندما تحتل بلدا ما تراه لا يسير تحت خيمتها من جهة ومن جهة اخرى لا يمكن الاستقرار فيه لضراوة مقاومة اهله هنا تكتفي هذه الدولة بتقديم قوائم لا حدود لها من الخسائر ثمن طيشها مقابل تخريب وتأخير تقدم ذلك البلد غير المرغوب فيه سياسيا من وجة النظر الامريكية ورجعة الى ما تركته اميريكا من تاريخ الحروب في كل من فيتنام ودول اميريكا الاتينية لهو خير مثال لا حصر على ذلك.

 

هنا لا بد من استعراض تلخيصي لما واجهته اميريكا في افغانستان على يد المقاومة الافغانية من تصميم لا يلين على طرد هذه القوة من البلاد وتخليص العباد من تلك الوحشية الناكرة للانسانية بامتياز ومن هنا واجهت اميريكا في تلك الدولة رفضا شعبيا واسعا فضلا عن الة المقاومة التي لم تلن في الضرب على الالة الاميريكية المحتلة لافغانستان ومهما قيل ويقال عن طبيعة المقاومين لها من الناحية السياسية والتاريخية وعلاقة ذلك بالمركب الاميريكي ابان الاحتلال السوفيتي لافغانستان لكن هنا لا بد من رؤية الحاظر وسطوته على العلاقة بين طالبان وقوات التحالف بقيادة اميريكا التي دخلت افغانستان محتلة وبصفقة جديدة من الحكام غير المرغوب فيهم من قبل الشعب الافغاني وبقيادة الخائن لوطنه كرازاي.فضلا عن التاريخ المعروف عن الشعب الافغاني من انه شعب مقاتل من الطراز الاول وعنود حد الصعوبة من تليين موقفه بسهولة الحوار عندما يصطدم بمصالحه التي يدافع عنها وهذا ما حصل ابان التواجد السوفيتي في تلك البلاد والذي خرج مدحورا ليس بجيش اميريكي بل بجهود ابناء تلك البلاد المقاتلين الاشداء وبغض النظر عن مصدر السلاح والمال الذي كان يرفد هؤلاء المقاتلين بعدة القتال الا ان المقاتل الذي يهب دمه من اجل بلاده هو افغاني ولم يكن جنيا جاء من كوكب اخر؟

 

صحيح ان اميريكا غائصة في وحل العراق حتى انفها بسبب المقاومة الشرسة التي تلاقيها على اصعب واقوى شعب مقاتل وصحيح ان للولايات المحتلة مصالحها الكبرى في العراق والتي لا يمكن مقارنتها مع ما هو موجود هناك في افغانستان سواءا من ناحية وفرة الخامات كالنفط او الموقع الستراتيجي الذي تجده اميريكا هو الافضل لمستقبلها والمؤمن لمصالحها في العالم ولكن تبقى حقيقة يجب ان لا تغيب عنا وهي ان اميريكا فشلت في فرض نفوذها على اطراف الصين والاتحاد السوفيتي السابق وروسيا الحالية من خلال التمكن من افغانستان اذ ان تواجدها الاحتلالي هناك لم يجني لها سوى الخسائر والويلات من ناحية ومن ناحية اخرى وصول قناعة تامة لدى الساسة والمخططين والمنفذين الاميريكان من ان الحرب في افغانستان لا نهاية لها أي بمعنى اخر استمرار الخسائر البشرية والمادية لاميريكا وحلفائها والى زمن طويل وغير معروف النهاية وبالنتيجة ما هي الجدوى بالتعلق بذيل كرزاي الخائن لامته إمام مصالح واستقرار الدول المشاركة في الحرب على بلد كرزاي؟!ومن هنا جاءت طروحات امكانية الحوار مع طالبان حسب الادعاء الاميريكي بسبب الفساد الذي يعصف بحكومة كرزاي وهل هذا الفساد هو اقل مما تشاهده اميريكا بين اوساط من سلمتهم مقاليد الامور من الاجانب على العراق؟

 

اذن علينا ان نكون اكثر دقة بالتعامل مع القوة المحتلة لبلادنا ولا نستهين بقدراتنا وخبراتنا العسكرية المجاهدة ونتصور بالمطلق ان اميريكا تريد تركيز جهدها في العراق بعد خروجها من افغانستان اذ ان القتال في العراق هو اشرس مئات المرات مما يحصل في افغانستان وبالتالي فأن الة الطرق المتصاعدة من قبل المقاومة العراقية البطلة هو المخرج الوحيد لاميريكا كي تنأى بنفسها تماما عن الويلات التي تلاقيها في العراق بعد خروجها تماما من افغانستان.ما جدوى النفط العراقي لاميريكا وما فائدة الموقع الستراتيجي له بالنسبة لاميريكا اذا كان العراق من خلال مقاومته الباسلة قد اوهن اميريكا بشريا وماديا وكما ان الزمن القتالي هنا في العراق مفتوحا على مصارعه حتى التحرير الكامل لبلادنا وهذا ما تعرفه اميريكا تماما من خلال بيانات القيادات السياسية والميدانية العراقية المجاهدة.اذا حتى الوسطاء من هنا وهناك يعرفون ان لا حل لاشكالية اميريكا الكبرى في العراق غير الخروج من تلك البلاد وتركها لاهلها الاصليين لا الملفقين المزيفين بهويات نفوس عراقية من سوك مريدي سئ الصيت.نعم قد تحصل تحركات اعلامية هنا وهناك من اجل التشويش على العقل العراقي المقاوم البطل وكما حصل ويحصل اليوم من امكانية وقوع انقلاب عسكري على الحكومة الاحتلالية وكأننا في دولة مستقرة لا في حالة حرب مقاومة شرسة من اجل ميلاد ثورة عارمة تحرر البلاد والعباد من براثن الاحتلال البغيضة لا انقلاب عسكري بهذه البساطة؟

 

ومن هنا نجد ان على العراقيين المجاهدين والقوى الساندة لهم وخاصة الاعلامية ان تكون رسالتها لاميريكا واضحة وصريحة وهي ان لا حل في العراق سوى الخروج منه وتحريره ومهما لوحت تلك القوة المحتلة من انها سوف تغادر افغانستان بعد ترتيب اوراقها هناك لتركيز جهدها ضد ابطال العراق ومن ثم بسط نفوذ الاحتلال بسطوة القوة على العراق وتمكين الحكومة الاحتلالية من فرض سلطتها تحت المظلة الاميريكية على وطننا وشعبه الجسور.من هنا علينا ان نلوح بأطالة عصا المقاومة كلما حاولت اميريكا استقدام قوة اضافية او تركيز جهدها ضد العراقيين من خلال استحضاراتنا الممكنة لاي قرار محتمل من ناحية ومن خلال المحاولة الجادة الصادقة في توحيد جهد كل الجيوش المجاهدة بغض النظر عن وجة نظرها في مستقبل الحكم في العراق ما بعد التحرير لان الهدف السامي للمقاوم الان هو تحرير البلاد واما فتات الدنيا فلا قيمة له إمام هذا الهدف السامي النبيل كون المقاوم بدمه خاصة هو بن اخرة وليس بن دنيا في اعماق تفكيره ومن هنا لا يهمه من يحكم بقدر ما يهمه كيف تحرر البلاد وينال رضا الله والوطن والشعب.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٤ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٣ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م