الروس ... كانوا يتحدثون عن العراق بطريقة خجولة جدا

 

 

شبكة المنصور

امير المر / برلين

 

لقد ادرك كل من المرشحين الديمقراطي اوباما الصغير والجمهوري السفاح الخرف ماكين وهما يخوضان السباق الماراثوني للوصول للبيت الاسود ... لقد ادركا كل منهما وبوقت مبكر بعد الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري على ان التغير في السياسة الخارجية لابد منها وعلى الاقل لارضاء بعض الناخبين الامريكان بعد ان نجح بوش المجرم تؤئم رايس الشمطاء في اظهار الوجة القبيح للولايات المتحدة كخنزير جائع يجوب الشرق الاوسط ليشرب دماء الابرياء ويدمر الحضارات ويحتل البلدان الامنة ... ان حجم التحديات امام الرئيس القادم كبيرة وكثيرة واولها واهمها على الاطلاق هو القرار على البقاء في العراق تحت رحمة المقاومة البطلة او الانسحاب الطوعي تحت جنح الظلام او الهروب ... ولو اني ارشح القرار الاول للبقاء في العراق والانتحار فيه لان الرئيس القادم لا يختلف كثيرا عن بوش الارعن الا في الصورة على شاشة التلفزيون  ..

 

كلنا يعرف معنى سياسة التوريط التي تمارس في اروقة السياسة والضوئ الاخضرالذي يعطى لبعض السياسيين اصحاب القرار للخوض في مغامرات سياسية غير محسوبة تتحول نتائجها الى كوارث مدمردة لا تؤدى للهدف المراد الوصول اليه ... ويجب ان لا يخطئ البعض في الفهم لما اقول ... ان دخول الجيش العراقي للكويت وهروب حكامها خارج الحدود لم تكن سوى دفاعا مشروعا عن كرامة العراق والعراقيين بعد ان استمر حكام الكويت في التامر على العراق لتدمير اقتصاده والعبث بمستقبله ... وهذا ما حصل فعلا بعد احتلال العراق من قبل الامريكان حلفاء الكويت  ... واليوم الكويت تعتبر من اكبر عملاء الامريكان في المنطقة ... اما الصحوات وما ادراك ما الصحوات التي عاشت على موائد الذل ومعونات المحتل لفترة مهمة من الزمن حتى جاء اليوم الذي كم حذرنا منه ليرموهم في شوارع بغداد مذبوحين ... فهذه سياسات رعناء وتوريط الناس لبلوغ غايات واهداف غير اخلاقية ... وما السكوت والمراوغة الدولية على اهمال السلاح النووي الايراني الذي لم يولد بعد حتى تحين الساعة الا سياسة مدروسة لتوريط ايران في الدخول في عزلة دولية بهدف اضعافها ومن ثم تدميرها وتمزيق العمامات التي جاء بها الخميني .

 

الامريكان اليوم بقادتها الجدد ان كان اوباما او مكيين يتحدثون عن تغير محتمل في سياساتهم في العراق ولكننا لم نفهم نوع التغير .... على كل حال فالتغير المعلن حتى اللحضة هو الانسحاب التدريجي من العراق وهذا يفترض ان يكون صحيحا وطبعا يسر هذا الانسحاب اطراف موالية لايران في الحكومة العراقية .

 

جراح امريكا كبيرة وكثيرة وهي تخوص المستنقع العراقي والرئيس الامريكي القادم لابد ان يضع في اولوياته التفكير الجدي في الانسحاب من العراق او ان يختار الانتحار الاكيد لقواته المسلحة بعد ان تاكد للامريكان ان المقاومة البطله اصبحت قاب قوسين او ادنى وهي في مراحلها النهائية لتحرير العراق العظيم عراق الشهيد الحي صدام حسين .

 

وانا وكل العراقيين نقول للرئيس القادم ومن خلاله للشعب الامريكي ان ايام هرقل وماجستي وطرزان قد ولى ومضى واسعراض العضلات واستخدام القوة المفرطة لم تعد حلا لمشكلتهم وتورطهم في العراق وان المقاومة البطلة بكل اصنافها وصفوفها اقسمت بعد ان توحدت ان تمضي قدما في طريق الجهاد والنضال وان القوات الامريكيه ومن معها لن تنال غير الذل والعار والمهانة والهزيمة الاكيدة ومزيد من الخسائر البشرية والمالية والنفسية والاهم من كل ذلك السقوط الاكيد في نظر العالم كله وامام الشعب الامريكي ايظا..

 

وقبل اكثر من ثلاثة اسابيع كنت قد زرت احدى الدول الاوربية والتقيت بعدد من السياسين الروس دون موعد سابق وفي منتدى اجتماعي ثقافي وكانوا يتحدثون عن العراق بطريقة خجولة جدا ...يتحدثون وانا استمع دون ان اطلب منهم ... يتحدثون عن قصورهم في الوقوف مع العراق في محنته اثناء وقبل العدوان على العراق ... وراحوا يبررون ويقولون ان روسيا تعرضت الى ضغوطات سياسية واقتصادية وتدخلات كبيرة في شؤنها الداخلية حالت دون قيام روسيا بواجبها حيال العراق الذي كان يرتبط بروسيا بعلاقات متينة وفي كل المجالات ... وحينها تذكرت وانا استمع لهؤلاء الاصدقاء ... تذكرت ما جرى لبلدي العراق ايام الحصار المدمر وكيف ان روسيا حليفة الامس تخلت عن العراق وكيف انها كانت تتناقل اخبار اطفال العراق وهم يموتون تحت كل انواع الحصار الظالم لمدة تلاثة عشر سنة وتذكرت الاعتداءات الامريكية المتكررة على العراق ايام الرئيس بوش الاب الخرف اللعين ...

 

وهذا كله ليس مهما بنظري فالمهم ان يكون الدرس الروسي حاضرا في علاقاتنا المستقبلية وان يكون السياسيين العراقيين قد دونوا كل شئ وان تكون الخطوات القادمة محسوبة بدرجة كبير وان لا ينسوا ابدا واخص بالذكر مقاومتنا البطلة التي تدون كل ما هو مفيد في علاقاتها مع الشعوب ...

 

واليوم اتذكر واذكر وبمرارة ما مطروح على الساحة السياسية من ان الروس حلفاء الامس الذين تخلوا عن العراق في ايامه العصيبة بل ساهموا بشكل مخزي في صمتهم وسكوتهم الشيطاني ليتركوا عراق الشهيد صدام حسين رحمه الله تحت حراب الامريكان وهو يتعرض الى ابشع عمليه قرصنة احتلالية جبانه واقذر عدوان عرفه التاريخ الحديث  ..

 

اعود لاقول ان الروس اليوم يدلون بتصريحات مبهمة وراء الكواليس في عمان وسوريا ويقومون باتصالات مباشرة مع اطراف من المقاومة البطلة وقوى سياسية مهمة واخرى اظنها مع بعض قادة الصحوات الذين تخلوا عنهم الامريكان بهدف التنسيق لتفاهمات جديدة يقال قد تؤدي الى اسناد المقاومة البطله لطرد المحتلين ومعهم اذنابهم العملاء والخونة .

 

وانا اقول وبعد ان توضحت الامور بقدر ما اثناء سماعي لبعض السياسيين الروس وما يجري اليوم من اقاويل هنا وهناك من ان الروس قادمون بقوة للشرق الاوسط ليكونوا فاعلين بعد ان ادروا ضعف الامريكان وهم يتعرضون الى هزائم على يد المقاومة البطله في العراق .

 

ليس عيبا او خللا ان تحاول اي قوى تحررية في العالم استثمار اي مساعدة تقدم لها بهدف دحر العدوان وطرد الاحتلال من اراضيها ولكن اخشى واتمنى ان اكون خاطئا ان يمارس الروس بهذه الالاعيب المخابراتية و تبعث بها اشارات عن قصد للامريكان للايحاء بانهم قادمون للعراق وبذلك يحفزون الامريكان مرة اخرى للبقاء في العراق وتكريس الاحتلال والبقاع في قاع المستنقع العراقي والانتحار فيه بهدف اضعافهم وتكبيدهم الخسائر الاضافية وبالتالي هذا الفعل المقصود سيزيد من الوقت والجهد و الدم النازف في جسد المقاومة البطله حتى تحين الساعة التي يطرد الاحتلال الجاثم على صدور الشعب العراقي العظيم.

 

اما الاحتمال الاخر لما يحدث من لقاءات واتصالات روسية ... اقول ربما ان الروس قد تاكدوا فعلا ان الامريكان قد ينسحبوا تاركين العراق وان المقاومة البطلة وصلت الى نهاية الطريق الذي حتما يؤدي الى تحرير العراق اجلا او عاجلا وسيقطعون الطريق امام الايرانيين للانفراد بالعراق لملئ الفراغ حسب تصريحات نجاتي الحاقد على عروبة العراق .

 

وما يجري اليوم من سباق محموم لفتح مزيد من السفارات وجهاد الحكومة المخلصة لايران في تاخير وتعطيل توقيع المعاهدة الامنية وحضور الروس واطراف عربية في الساحة السياسية العراقية وتصريحات البريطانيين بالانسحاب من العراق نهاية هذا العام اي قبل شقوط بوش في مزبلة التاريخ كلها علامات وادلة تشير الى ان هناك تغير واضح في المشهد السياسي العراق وقد اشرت لهذا التغير القادم بمقالة سابقة عندما دخلت القوات التركية اراضي العراق من الشمال قبل شهرلتكون قريبة من الاحداث .

 

انا انتظر وانت انتظر عزيزي القارئ لنرى ونشهد ما يحصل ... اما المقاومة البطلة اكيد لن تنتظر ولا تبالي بما يقال وستمضي الى الامام بثبات وبطولة نحو اهدافها المتبقية لتحرير العراق ... والسلام عليكم

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٤ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م