الانتصار لشعب سورية فرض واجب قومي

 

 

شبكة المنصور

ضياء حسن

 

خصوصيات تدفعني لان ارفع الصوت عاليا تضامنا مع شعبنا العربي السوري وهو يتعرض الى عدوان صلف ومكشوف من قبل اليانكيين الاميركيين المستهترين بكل القيم الاخلاقية والانسانية ..

 

فما اقدم الاميركييون عليه من جريمة سافرة استهدفت مواطنين عرب امنين في البو كمال لايختلف في شيئ عما تعرض ويتعرض له ابناء شعبنا العراقي منذ الغزو المجرم الذي جرى على مسمع ومرائ من العالم اجمع وللاسف الشديد من بينهم اولاد العمومة العرب الذين اسهم البعض من انظمتهم في تسهيل غزو العراق والمشاركة في تدميره وفي مقدمتهم الصغار من حكام الكويت,في حين وقف الاخرون موقف المتفرج على عراق يذبح على الطريقتين الاميركية والصفوية!!

 

ومثل هذه الجريمة تؤشر حقيقة نبه اليها العراقيون وهم يواجهون هجمة التتار اليانكيين من ان غزو العراق لايستهدف البعثيين في بلاد الرافدين وحدهم ولا الشعب العراقي وحده بل هو مدخل لمخطط سافر لطالما كشفت عنه مطامع واشنطن في فرض هيمنة كاملة على المنطقة ليجعلها تابعة للولايات المتحدة وخاضعة لنفوذ اداراتها المتعاقبة,جمهورية كانت ام ديموقراطية و توجه كهذا كان معلنا وهو هدف ابرز من اهداف الامبريالية الاميركية التي ورثت الوجود الاستعماري مما كانت تسمى (بريطانيا العظمى) وبحسب ما قررته معاهدة سايكس-بيكو التي قسمت الوطن العربي الى دول ومحميات تابعه للنفوذ البريطاني والفرنسي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهزيمة الدكتاتورية النازية التي اخضعت اوربا لهيمنتها العنصرية المطلقة والخصوصيات التي اشرت اليها بداية الخصها بالاتي

 

اولا_ان سوريا هي جزء من الوطن العربي والانتصار لها فرض واجب قومي على كل انسان عربي عموما وعلى كل مناضل بعثي اينما كان ومهما كان اجتهاده .

 

ثانيا_وهذه الخصوصية تتصل بالمكان الذي تعرض لعدوان عصابة بوش-دك تشيني-وولفتز-غيتس-رايس واقصد القرية التابعة لمدينة البو كمال العربية السورية وهي في حساب العراقيين توأم مدينة عانه العربية العراقية واهل المدينتين هم اقرباء بالجذر والنسب والاخوة القومية ولا يباعد بينهم في المسافة سوى الخط الواهن الذي صنعه دهاقنه المستعمرين ليجعلوه حدودا بين اضلاع وطن واحد .

 

فالعراقيون معنيون قبل غيرهم في ان يرفعوا صوت الادانة والاستنكار لانه يمثل صوت العائلة الواحدة ولان الذي اعتدى عليهم هو العدو الواحد الذي تجاوز على العراق كمدخل للتجاوز على بقية الاقطار العربية ولانظن ان احدا من العرب بما فيهم الانظمة المنحنية ستكون بمنأئ من ان يشملها مخطط تصفية الاقتدار العربي الذي تمتلكه الارض العربية وقبلها الانسان العربي الذي ابتلي باعداء عنصريين تأريخيين هم الاستعماريون بكل اشكالهم وفي مقدمتهم الادارات الاميركية الطامعة والصهيونية العالمية والصفوية الحاقدة .

 

ثالثا_لايمكن لاي كاتب وصحفي الا ان يتنادى كما هو دائما لان ينتصر لسورية وجميع الشقيقات العربيات متى ما تعرضت لخطر يستهدف استقلالها وحرية شعبها وكرامة الانسان العربي الذي يمثل عنصر الابداع و الحضارة والتفاعل الانساني الذي يسعى لخلق حالة من التعايش والتعاون المخلص بين شعوب العالم بعيدا عن ظلم قوى الاستكبار العالمي عدوة الانسانية .

 

ان ماحدث يجب ان لايمر على طريقة التسوية وفق ما اعتدنا عليه من بوس للحى بين اصحاب اللحى وبينهم وبين اصحاب القبعات اليانكية,بل يجب ان تفهم مغازيه جيدا لانه يكشف بدقة ان ماتفعله الولايات المتحدة في العراق مقصود به العرب جميعا فليس غريبا ان تمتد ايادي اليانكيين الاجلاف لقتل اشقاء عرب سوريين مدنيين انطلاقا من ارض العراق المحتله ومن قبل من يقتل العراقيين برضا من الحكام المتخلفين الذين نصبتهم واشنطن بحكم غزوها للعراق,لافتين النظر الى ان مثل هذا العدوان سيكرس على وفق اتفاقية رق وعبودية يحضر الان للتوقيع عليها بين حكومة المالكي القابعة في المنطقة الخضراء وبوش المهزوم والتي تعطي الحصانة صراحة لليانكيين لان يفعلوا مايشاوؤن استخداما لراضينا واجوائنا لتمرير مخططاتهم العدوانية ليس ضد شعب العراق الرافض والمقاوم لوجودهم النتن حسب بل لكل من يقررون قتله او ذبحه ممن يرفضون وجودهم ليس في العراق فقط وانما في الوطن العربي بأسره واينما تصل اسلحة قواتهم العسكرية المعتدية اليه من اهداف يجدون فيها من يتصدى لمخططاتهم الشريرة بأستثناء من تواطأ معهم في غزوهم للعراق .

 

فالمطلوب الان ان يقف العرب ,كل العرب وفقة جادة في اسناد المقاومة الوطنية العراقية المسلحة ضد الوجود الاستعماري الاميركي وضد العناصر الصهيونية المتسللة بعلم سلطة المعممين وتعاون الانتهازيين من الانفصاليين التابعين للاحزاب الانفصالية الكردية,فدعم المقاومة وحده سيحدد طريق الخلاص من اعدائنا الذين يجدون في السيطرة على العراق مدخلا لفرض هيمنه كاملة على مصير اهلنا  العرب في جميع اقطارهم وهو السبيل ايضا لاسقاط مخطط الصفويين الذين يريدون تصدير تخلفهم من خلال غزو منظم ليس للعراق فقط وانما الى جميع اقطارنا العربية وبلدان العالم الاسلامي .

 

فالوفقة الجادة التي ندعو لها هي الارضية التي يجب ان تلتقي عندها جميع القوى والاتجاهات الوطنية والقومية في الوطن العربي وخصوصا في مشرقه وبأختلاف اجتهادات  تلك القوى لتشكل عامل ضغط على الانظمة العربية المختلفة لتسقط تناقضاتها وتضع امامها مخاطر ماجرى ويجري من مخطط يستهدف حاضرنا العربي ومستقبل اجيالنا ويسعى للاساءة لتاريخنا الانساني المليئ بصور الابداع الحضاري الذي قدم للانسانية قواعد النهوض والتطور الذي تشهده شعوب العالم الان .

 

ولا اغالي اذا قلت اننا ان لم نفهم ابعاد تلك الحركة العدوانية اليانكية الجديدة جيدا وندرك ان غزو العراق واحتلاله واحد من تداعيات السكوت العربي على تلك الجريمة, فأن غزو الاخرين ليس ببعيد, فاوباما ليس بأحسن من ماكين كما كان كلنتون ليس بأحسن من سابقيه ولاحقه ,فعلى يده الدنسة بدأ مسلسل محاصرة العراق وتجويع شعبه لان الذين يحكمون الولايات المتحدة باختلاف اداراتهم ممولون اصلا من قوى الاستكبارالعالمي ليعتمدوا بالرغم من ضجيج الشعارات الانتخابية لخدمة مصالح الولايات المتحدة وهي تنطلق من رغبة واحدة لاغير تسعى للهيمنة على العالم بأسره مستغلة النفوذ الصهيوني العالمي ودوائرها المخابراتية والمالية لجعل العالم اسير ارادة اميركا وتوجهاتها العدوانية الثابتة على الشعوب,والتاريخ الانساني يشهد على انها ماكلت ولاملت في فرض مثل هذه العدوانية استغلالا لضعف وتناقض مواقف الشعوب والدول في كل مناطق العالم ,وقد استغلت الخلل في الموقف العربي دائما لبث الفتنة والتراخي في مواجة مخططاتها, وغزوها للعراق يشكل المثل الابرز على نجاحها في  الوصول الى اهدافها المجرمة والتي لاتخدم سوى مصالحها اولا ومطامع الساعين لتقسيم البلاد وتفتيت وحدته وخلق كيان انفصالي عنصري في شماله.

 

فهل نعي هذه الحقيقة ام سنظل سادرين حتى يأتي الشر الى بيوتنا العربية ويفعل الاعداء باهلنا كما فعل الصهاينة في فلسطين اولا وفي العراق ثانيا,ولا اعتقد انهم سيتراجعون عن غيهم تظاهروا بالضعف او بالرغبة بانتهاج منهج التعاون والصداقة مع الشعوب الاخرى كما يبرز الان في حملاتهم الانتخابية الماجنة...هل نعي ذلك؟ام سنغفوا كالعادة ونستيقظ بعد فوات الاوان لنبكي وننحب في وقت لايفيد فيه بكاء ولانحيب ,وتجاربنا غنية بمثل هذه الصورالبليدة!

وعسى ان نصحو هذه المرة .. عسى , عسى , عسى

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٣٠ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٩ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م