سواء فاز ماكين أو أوباما .. سيرحل بوش ..
أقل من شهرين فقط على نهاية حقبة حكم رئيس قاتل ومجرم ..
نغروبونتي .. أو مستر فيتنام .. قاتل من القتلة ومجرم دولي وممثل لنظام إرهابي ..

﴿ الحلقة الثالثة ﴾

 

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

 

جون نغروبونتي .. القاتل السادي والمجرم المهووس  والسفاح الدولي ..

 

من يجرؤ من القادة العراقيين الذين يحكمون العراق (الجديد) اليوم على مقابلة الرئيس الأمريكي بوش وهم يرتدون ملابس رياضية خاصة بالتنزه وقضاء العطلات !..وهل كان بوش سيقبل بمقابلتهم لو أنهم إختاروا وأصروا على ذلك حتى إذا كان في مزرعته وبدعوة منه ؟..

 

في المقابل العراقي الجديد فإن رئيس جمهورية العراق الديمقراطي يلبس أفضل ما لديه من بدلات رسمية ( وحتى وإن كان في إجازة!) ليتحضر بشوق لإستقبال موظف في الخارجية الأمريكية أو حتى قاتل أمريكي مأجور يدعي المعرفة بالسياسة كنغروبونتي وليس رئيس الولايات المتحدة الأمريكية! ..

 

ونغروبونتي الذي يشغل اليوم منصب نائب وزيرة الخارجية المريكية كونداليزا رايس .. هو الذي رسم ستراتيجية إثارة العنف الممول من المخابرات الأمريكية في الداخل العراقي لتأجيج الفتنة الطائفية وتنفيذ مسلسل  الإغتيالات الواسع الذي خرج عن سيطرتهم ..

 

نغروبونتي هو أحد مصممي عملية الفشل التأريخية للسياسة الأمريكية في العراق وإفغانستان والقائد الميداني لتنفيذها..ولو ان هنالك من يُحاسِبْ في الولايات المتحدة ويتعقبْ ويُلاحِق الأشخاص الذين أوصلوا الولايات المتحدة الى هذا المستوى المتدني في أخلاقية المواجهة ونزاهة الأدلة وشرف القتال دفاعا عن المباديء لكان هذا الشخص من أوائل المدانين بالأدلة القاطعة كونه ساهم بشكل كبير ومؤثر في إهانة الأمة الأمريكية وتمريغ سمعتها في التراب وسيبقى وصمة عار في جبينها إذا ما تركته بدون حساب..

 

ولد جون نغروبونتي في لندن عام 1939 م لعائلة يونانية أرسلته للدارسة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تخرج من جامعة ( ييل) وهي الجامعة ذاتها التي تخرج منها بوش الصغير ..في عام 1960م عمل في هونك كونك في بداية عمله الديبلوماسي ثم مستشار سياسي في سايغون للفترة من عام 1964 الى عام 1968 ..وإستنادا الى هذه الخبرة في عمله في فيتنام عمل مع هنري كيسنجر عندما كان مستشارا للأمن القومي للفترة من عام 71 الى عام 73 كضابط إرتباط مسؤول عن فيتنام ..ثم إنتقل الى فيتنام عام 74  وكان مجلس الأمن القومي الأمريكي ذاته قد أطلق عليه لقب ( مستر فيتنام ) بسبب العنف والغلظة والقسوة التي أبداها في التعامل مع ثوار ( الفيتكونج ) أثناء عمله في فيتنام الجنوبية ، وقدراته على إنتزاع الإعترافات ممن يقع في أسر القوات الأمريكية من قادتهم ، سواء بالترهيب أو الترغيب .

 

و نيغروبونتي  هو أحد الاسماء المتورطة في فضيحة ( إيران كونترا ) المعروفة للعالم العربي باسم ( إيران جيت ) التي كشفت عن تورط الولايات المتحدة في بيع أسلحة لايران خلال حرب القادسية  حيث تم تحويل عائدات تلك الأسلحة لقوات  الكونترا  المعارضة في  نيكاراغوا خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان .. والذي كان ( نيغروبونتي ) أفضل من نفذ سياسته في محاولة القضاء على الثورة اليسارية في  نيكارغوا ومن أبرز الاتهامات التي وجهت له هو اتهامه بالتواطؤ في إنشاء ودعم وتمويل ( فرق الموت ) في هندوراس والتي عرفت في حينها  باسم ( الكتيبة 316 ) سيئة السمعة ..هذه الكتيبة التي دربتها الاستخبارات الأمريكية والارجنتين بإشراف نغروبونتي وارتكبت جرائم خطف المعارضين للنظام وتعذيبهم وقتلهم ، حيث لم يكترث نيغروبونتي  للمجازر التي أرتكبها تلك الفرقة ، بل يفتخر بأنه قضى نهائيا على الثوار الساندنستيين والشيوعيين ، وعلى فلول المعارضة بكل أطيافها في ذلك البلد .

 

ومن التهم الشهيرة التي أتهم بها  نيغروبونتي هي قيامه بالإشراف على تأسيس قاعدة جوية اسمها  الأجواكاتي  في  هندوراس والتي أستخدمت كمعسكر إحتجاز سري ، ومركز للتعذيب ، حتى تم اكتشاف جثث ( 185 ) شخصا هناك في عام  2001 م وأتهم خلال عمله سفيرا في المكسيك ، بمساعدة حكومتها وتقديم المشورة لها حول كيفية التصرف مع إنتفاضة  الهنود الحمر التي جرى قمعها بوحشية ودموية ووقوفه خلف أسلوب التصفية ، وكذلك إشرافه على التصرف بمساعدات من الاستخبارات الأمريكية والتي أستخدمت لمحاربة الثوار .إضافة جرائمه وإنشاءه لفرق الموت في السلفادور.

 

ثم انتقل هذا المجرم للعمل في ( الفلبين ) حيث استمر حتى عام  1996 م قبل أن ترسله واشنطن إلى ( بنما ) باعتباره المفاوض الأمريكي في المفاوضات حول قواعدها العسكرية هناك .

 

تأريخ (مجيد !) و(حافل!) و(مشرف!) !!..

 

وعمل نيغروبونتي نائبا لرئيس إحدى مؤسسات النشر الأمريكية الكبرى ، قبل أن يستدعيه بوش الصغير للعمل معه عام  2001 م حيث عمل مندوبا لأمريكا لدى الأمم المتحدة ( للإستفادة من خبراته الدموية والقمعية والتخريبية!) وفي تلك الفترة التي أعقبت هجمات الحادي عشر من أيلول والحرب على أفغانستان ، وما أثارته السياسة الخارجية الأمريكية داخل المنظمة الدولية في التعامل مع ما تسميه قضايا الإرهاب .

 

وقد دافع نيغروبونتي  بشكل أعمى عن السياسة الخارجية لبوش ، أثناء فترة عمله ، وواجه صعوبات في إقناع الدول الاعضاء في الأمم المتحدة ، ومجلس الأمن الدولي والمعارضة ، بجدوى السياسة الأمريكية ، كما واجه أكبر هزيمة دبلوماسية في تاريخ الولايات المتحدة  عندما فشل في إقناع مجلس الأمن لشن الحرب على العراق في آذار ( 2003 م.

 

واستخدم  نيغروبونتي خلال وجوده في الأمم المتحدة ست مرات حق النقض ( الفيتو ) ، أربع مرات منها لمنع تمرير مشاريع قرارات تدين ( إسرائيل ) في مجلس الأمن ، ومرتان لإفشال مشاريع قرارات تتعلق بمحاكمة مجرمي الحرب .

 

وفي نيسان 2004، عينت الولايات المتحدة جون نغروبنتي سفيراً لها في بغداد تمهيداً لنقل السلطة الكاذبة للعراقيين في 28 حزيران 2004 ..وقد جاء اختيار  نيغروبونتي  من قبل إدارة بوش ليترأس البعثة الدبلوماسية الأمريكية بالعراق للإستفادة من تاريخه الدموي في فيتنام حيث أشرف على تسليح وتدريب وتمويل فرق الموت المتخصصة في التعذيب والتحقيق والاغتيال والقتل لأكثر من 40000 من المقاومين الفيتناميين إضافة الى تأريخه الدموي في هندوراس والسلفادور وبنما وعمله في الفيليبين والمكسيك قبل انتدابه إلى العراق .. مما جعل الجميع يتشككون في نواياه إتجاه العراق وشعبه بسبب ماضيه السيىء ..كان القتلة والمشرفين عليهم يتوهمون إن القتل في العراق لا يختلف عما قاموا به في هذه الدول ولم يقرأوا ويتعلموا من التأريخ بان للدم العراقي المراق خاصية البحث عقودا عن السفاحين والقتلة والإقتصاص منهم ..

 

وفورا عالج هذا المجرم  الحالة العراقية بذات الأساليب السيئه التي سبق أن استخدمها في فيتنام و هندوراس والمكسيك والسلفادور..فقد أشرف على تأسيس خلايا إجرامية مع المدعو ( بتروس ) وعدد إفرادها حوالي ( 11  ألف مجرم وقاتل محترف) وجرى إلحاقهم في مغاوير الداخلية الحكومية وفي لواء الذئب ولواء العقرب وفي التشكيلات الأخرى حسبما ذكرت مجلة Magazine Marianne في عددها في العاشر من ايلول 2005 م وبينت إن هذه الخلايا والمجموعات الإجرامية تستلم تعليماتها وتمويلها من الأمريكان للقيام بكل عمليات القتل والتفخيخ والتفجير وقد قتلت هذه الفرق آلاف العراقيين.إضافة إلى القتلة الذين جاءوا مع الاحتلال بعد أن تدربوا في جزيرة ( غوام ) وفي ( هنغاريا ) وفي ( إسرائيل ) وفي دول أخرى اقليمية ودولية  ليقوموا بمهمات معينة من تفجيرات وحرب قذرة في كل مكان لإستهداف وضرب المقاومة العراقية وتشويهها وإدارة  فوضى الاحتلال في العراق والسيطرة على مجرياته .

 

وفي تقرير لمجلة  ماريان  الفرنسية في 25 / 7 / 2006 م ذكر إن البنتاغون قام بدعم وتمويل وتشجيع عصابات غير نظامية في العراق ماليا وعسكريا لغرض تنفيذ مهمات محددة لنشر الذعر والرعب والخوف بين المدنيين والإساءة الى المقاومة العراقية .

 

ونشرت المجلة الفرنسية عن مراسل ( وول ستريت جورنال ) كريك جاف أن هنالك مالايقل عن  12  عصابة مدربة ومسلحة بتسليح وإعداد لابأس بهما ومدعومة من قبل البنتاغون تقوم بتنفيذ  عمليات قتل يومية لنشر الموت والفوضى في العراق  .

 

وأكدت المجلة في مقال مطول كتبه الصحفي ( رافائيل ميريكي ) بين  أن أهداف هذه العصابات المدعومة من أمريكا  هو إثارة الفتنة الطائفية والعرقية على غرار النموذج السلفادوري ووفقا لخطة نغروبونتي   .

 

ومن المعروف أن وحدة القتل الخاصة التي أسسها  نيغروبونتيوالتي تسمى  وحدة النمر الخاصة  إرتكبت في فيتنام خلال صيف عام  1967 م نموذجا مماثلا للجرائم المرتكبة في العراق ..وكانت عمليات القتل والتمثيل بالجثث التي تقوم بها تنفذ  تحت شعار ( النمور عطشى دائما للدماء الطازجة )..حيث قامت هذه الوحدة بالمشاركة الجماعية والفردية بأرتكاب أبشع الجرائم من التعذيب السادي الى تقطيع الأوصال إلى النحر والحرق والسلخ..وبشكل مشابه لما حدث ويحدث  في العراق نفسه حاليا  على يد الغربان السود من المليشيات وفرق الموت  التي أنشئت امريكيا وأديمت وتم تمويلها إيرانيا بكافة مسمياتها عن طريق حكومة الاحتلال والعملاء والاحزاب الموالية لإيران حتى وصل معدل القتلى العراقيين ذبحا وتقطيعا وتشويها الى اكثر من  ( 500 ) عراقي كل يوم وبما يدفع أكثر من ألفي عراقي يوميا للنزوح من مناطقهم  تحت إشراف القوات الامريكية التي أنشأت ميلشيات مسلحة لأستخدامها الخاص في حرب المدن والأبادة الجماعية وبمشاركة الأفواج الأمريكية أثناء العدوان على محافظات العراق كافة وخاصة محافظة الأنبار والموصل وبغداد وبعلم حكومة الإحتلال ووزارة الداخلية والدفاع اللتين تعملان بعمل وأهداف هذه الخلايا المشبوهة وتسهيل المهمة لهما وفي وضح النهار وأمام انظار الناس من خلال المشاركة معهم ودعمهم وحمايتهم ومن يتصدى لهؤلاء القتلة يتهم بانه صدامي وبعثي وإرهابي وتكفيري  فتحاصر مناطقهم ومدنهم وتهدم منازلهم ويقتل ويأسر ويعتقل كل الشباب والرجال ووصل الأمر بهم لحد إعتقال الأطفال والنساء ..ويترك القتلة المارقون يجولون الشوارع بالسيارات وملابس الشرطة والجيش وأسلحتهم وهوياتهم ولا أحد يجرؤ على منعهم من جرائمهم .

 

وعلى غرار النموذج النغروبونتي فقد ذكرت صحيفة ( التايمز ) البريطانية أعتراف الوزير البرطاني جون ريد في مجلس العموم البريطاني بأن الحكومة البريطانية جندت بتعمد أفراد من قوة المليشيات المدعومة من قبل ايران للأنضمام  الى أجهزة الأمن العراقية الجديدة .

 

هذا هو تأريخ المجرم نغروبونتي ..

الإرهابي الذي عند وصوله الى بغداد عام 2004 كانت مهمة حراسته الشخصية بيد شركة القتلة والمجرمين وهي شركة "بلاك ووتر" وقام نغروبونتي بنفسه بتبني فكرة توسيع عملية تطوير السفارة الامريكية في العراق لتصبح السفارة الامريكية الاكبر في العالم بموظفيها الذين يزيد تعدادهم على 3700 من ضمنهم 2500 موظف أمني. في ذلك الوقت لم تعد الجيوش الخصوصية الامريكية الطرف الوحيد الذي ترك بصماته على المشهد العراقي. فبالاضافة الى الاعداد المتزايدة من المرتزقة المتعاقدين مع قوات الاحتلال وشركات اعادة الاعمار.. كانت هنالك زيادة حادة في نشاطات تتبع إسلوب فرق الموت في البلاد.

 

وبعد ستة اشهر من وصول نغروبونتي الى العراق..

نشرت مجلة "نيوزويك" في 8 كانون الثاني 2005 تقريرا يفيد بأن الولايات المتحدة شرعت في تطبيق إسلوب جديد لدحر التمرد في العراق وهو اسلوب يرتبط بالعمل القذر الذي مارسه نغروبونتي قبل عقدين من الزمن!!. وهذا الأسلوب يعرف ب"الخيار السلفادوري" الذي "يعود تاريخه الى استراتيجية ما تزال قيد السرية تتعلق بالمعركة التي خاضتها إدارة ريغان ضد التمرد اليساري الذي شنه رجال العصابات في السلفادور في مطلع الثمانينيات حيث كانت الحكومة الامريكية التي تخوض حربا خاسرة ضد متمردي السلفادور حينذاك قد لجأت الى تمويل ومساندة القوى التي أسمتها ب "الوطنية" التي تضم ما قيل عنه في حينه انه فرق موت مكلفة بملاحقة وقتل زعماء التمرد والمتعاطفين معه.

 

وكانت الفكرة "من وراء ارسال نغروبونتي الى العراق" هي أن تسعى الولايات المتحدة الى إستخدام فرق الموت العراقية لملاحقة وقتل المتمردين ضد الاحتلال في الوقت الذي يؤدي فيه ذلك الى إمتصاص مصادر المقاومة والتشجيع على الاقتتال الطائفي.

 

وبحلول شهر شباط 2005 أصبح هنالك سبعة وخمسون ألف جندي عراقي يعملون في "وحدات منظمة" كانت ثمرة الإعداد المنسق بين القادة العسكريين الامريكيين والعراقيين وفقا لهذه الخطة.. في الوقت نفسه شهدت البلاد ظهور مليشيات يقودها أصدقاء وأقارب مسؤولين وزاريين وشيوخ عشائر وقد حملت تلك المليشيات اسماء مثل "مغاويرالشرطة او الداخلية" وقوات "الدفاع عن بغداد" وقوات "الدفاع عن الكاظمية" و"افواج التدخل السريع" وغيرها.

 

وأخيرا..

 

ولأن نغروبونتي يعد من صقور الأدارة الأمريكية ولديه كل هذه الخبرة في توظيف العنف وخلقه فقد نقل من رئاسة إدارة تنسيق عمل المؤسسات الأمنية والإستخبارية الأمريكية الى وكيل وزارة الخارجية لزيادة فاعلية هذه الوزارة وللإستفادة من خبرته في هذه المجالات  بأعتبار الخارجية الأمريكية  ليست مسؤولة عن تنظيم العلاقات الخارجية الامريكية وعملها الدبلوماسي مع دول العالم فقط بل مسؤولة عن إدارة الصراعات في أغلب مناطق العالم حسب الأجندة الأمريكية التي تبلورت بعد إنفرادها بالقطب الأعظم وإعتبار هذه الصراعات أحد مكونات الأمن القومي الأمريكي .

 

ويوم أستلم نغروبونتي منصبه  كنائب لرايس قال الرئيس الفنزويلي شافيز عن ذلك:

 

" إن جون نيغروبونتي الذي أقسم اليمين في البيت الأبيض بوصفه نائباً لوزيرة الخارجية الأمريكية ما هو إلا  قاتل محترف."

 

وعين نغروبونتي بعد خدماته (الجليلة ) في العراق المدير الأول للإستخبارات الوطنية الأمريكية وكلف بعدها بالإشراف على 15 وكالة متخصصة بينها وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه)..وتم إستحداث هذا المنصب لمعالجة الخلل في التنسيق بين الوكالات المختلفة عند وقوع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.

 

وبعد عام على تسلمه مهماته الكبيرة تلك  تعرض نيغروبونتي للإنتقاد من جانب نواب ديموقراطيين وجمهوريين على السواء..

 

واليوم يتم التعامل مع تصريحات نغروبونتي كتوجه أمريكي أوضح من التعليقات الدبلوماسية . ونذكر أنه قال في أحد مؤتمراته في بغداد عام 2007:

 

 " لقد حققت الخطة الأمنية نجاحات باهرة..وجاء الآن دور إحراز تقدم على صعيد المصالحة السياسية .. بما في ذلك إقرار التشريعات المهمة وتحسين الوضع الاقتصادي لدعم هذه الانجازات الامنية " . واضاف " اذ لم نشهد تحسناً على المستوى السياسي  فسنشهد خطر عودة مظاهر العنف بنفس مستوياتها في أوقات ماضية " . 

 وهذه هي سياسة تهديد جديدة للخارجية الأمريكية  حيث يهدد نغروبونتي العراقيين بشكل مباشر بأنه إذ لم تستجب القيادات السياسية والحكومية لتصفية خلافاتها في ظل نجاح الخطة الأمنية الأمريكية التصميم والهيكل وتنهض بالعراق لإستقرار مفترض فسوف تثار موجة عنف جديدة بتصميم وآليات ووسائل جديدة!.. ولدى الأمريكان الكثير من الأوراق والخطط البديلة التي يمكن ان تلعبها في العراق في ظل حكومة فاسدة وطائفية ومنتقمة وحاقدة حتى على حلفائها. 

 

ومنذ عام 2007 قال نغروبونتي  أن (النشاطات المسلحة ستنتشر في أرجاء الشرق الأوسط إذا إنسحبت الولايات المتحدة من العراق في القريب العاجل).. مشددا علي أنه (سيكون هناك خطر كبير جداً من حصول ذلك إذا انسحبنا بتهور)..

 

وبذلك ساهم هذا المتطرف في زيادة شدة غرق القوات الأمريكية في مستنقع الهزيمة المؤكدة في العراق ..

وبعد مضي أكثر من خمس سنوات على حمامات الدم العراقي ونشاطات فرق الموت وخطط المخابرات ومؤامراتها ومناهج الترغيب والترهيب مختلفة الأساليب والآليات والنتائج ..ورغم ما تدعي هذه العناصر المجرمة ومنه نغروبونتي  من خبرة في التعامل مع المشهد العراقي اليومي نرى بوضوح عمق الهوة السحيقة التي خلقتها هذه العناصر الفاسدة للأمة الأمريكية والعار الذي لحق بها من جراء وثوقها برئيس أحمق يلهث وراء السراب وحوله مجموعة من المرتزقة والأقزام الذين وظفهم الشيطان لزرع الموت والدمار ليخيم ليس على بلدان تطالب بحريتها واستقلالها فحسب بل على الشعب الأمريكي الذي إبتلى بقيادة طائشة وحاقدة لا تحترم تعهداتها وكلامها وتفتقر للمصداقية والنزاهة في مواجهة خصومها وتعتمد على عناصر سيئة ذات تاريخ إجرامي ودموي وسادي وتستخدم أساليب قذرة وقتل وإغتيال وشراء ذمم بشكل أهان الشعب الأمريكي الذي سيلفضه ويرفضه ويندم على إنتخابه والسير خلفه وتصديق إدعاءاته..

 

وسيبقى الشعب الأمريكي يعاني عقودا طويلة وهو يداوي جراحه التي أصابته بأسلحة أقزام صغار حول رئيسهم الطائش قبل ان ينتبهوا للمساحات الشاسعة لمقابر شبابهم وجراح وعوق أبناءهم وأحفادهم ..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٣ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م