البعث والمقاومة والعراق

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

 

نبقى نغيض أعداء العراق ونؤرق ليلهم ونزيدهم خروجا عن المنطق والعقل..

 

أرسل لي أحد الأصدقاء مقالة لشخص وضع لها عنوان ( المقاومة الوطنية والمقاومة البعثية ) ونشرت في إحدى المواقع ..

 

والعنوان مثير وفيه ثلاث كلمات عراقية مهمة بالنسبة لنا وهي (المقاومة، الوطن، والبعث) ولكن الغريب أن هذا الكاتب بدأ مقاله مباشرة بعبارة إستنتاجية مستعجلة وكأنه يريد ان يقول ما عنده على عجالة قبل إنفضاض الناس من حوله خشية (إتهامه!) بالترويج لهذه الكلمات الوطنية حيث قال: ( لا وجود اليوم لمقاومة وطنية عراقية حقيقية تواجه الإحتلال الأمريكي للعراق ولن توجد في المدى القريب على الأقل!).

 

من الملاحظ أن هذه النغمة بدأت تأخذ حيزا كبيرا من وقت وجهد هؤلاء لبث مجموعة الإتهامات والأكاذيب التي تستهدف البعث والنظام السابق والحركة الوطنية عموما تماما كتلك الحملات التي تعرض الأغاني الهابطة لإشاعة جو عام من التقبل للافكار الهدامة والمزيفة والأوهام التي تفسد العقل والروح وتمنع الشخص من مجرد التفكير بعلمية وواقعية بعيدا عن مؤثرات حملات التضليل هذه ويجري التركيز على هدف إشاعة الإحباط العام لدى الأوساط الغير مطلعة أو تلك التي بدأت تفكر بجدية بالتوبة مما إرتكبته بحق نفسها وبحق الشعب.

 

وهذا الكاتب يبدوانه مخصص للهجوم على ما يؤرق أصدقاء وأحباء وأدلاء الأجنبي وإيران وهو أحد المغرر بهم أو من الذين ركبوا الموجة وقد يكون من ضمن جوقة مروجي تجارة المحتل والبضاعة الإيرانية وقد وصف هذا المروج ما يجري من عمليات مسلحة مقاومة للإحتلال وأذلائه بأنها (أعمال مسلحة لمتمردين هم خليط من بعثيين صداميين وبعثيين متأسلمين ، شيعة من بقايا فدائيي صدام ومخابراته وأجهزة أمنه) ووصف ما يقومون به بأنهم  (يواجهون العراق والعراقيين بالقتل والتخريب ولا يواجهون الاحتلال الأمريكي وهم البديل لإرهاب القاعدة الذي انتهى أو كاد أن ينتهي في العراق!).

 

وسمى ما حدث من غزو وتدمير وإحتلال العراق الاحتلال بكلمة ( التغيير!)  ومن استنتاجاته التي خرج بها : ( أن الأمريكان والبعثيون يعرفون هذا جيدا وعلى هذا الأساس يعمل الاثنان على قتل العراقيين يوميا وهم متضامنون في ذلك تماما)..

 

وبعد سلسلة من الاتهامات الطويلة استند في النهاية على افتراضه من أنه : (لا أمل في قيام مقاومة وطنية عراقية على المدى القريب. ربما على المدى البعيد نعم إذا توفرت مسبباتها)..

 

ومن أكثر غرابة ما قال من إن سبب عدم وجود أمل بانبثاق المقاومة الوطنية العراقية يعود إلى كون ( القوى السياسية الوطنية التي تحكم العراق اليوم موجودة في ظل الاحتلال فكيف نتوقع أن تنشأ مقاومة وطنية عراقية للاحتلال الأمريكي في الوقت الذي تحكم فيه العراق هذه القوى السياسية الدينية واليسارية وغيرها بعد أن داست على مبادئها وضربت بعقائدها عرض الحائط وهي التي يفترض فيها أن تشكل وتقود المقاومة الوطنية بجماهيرها المنضوية فيها والمنتمية إليها؟)!!..

 

وبعيدا عن توصيف جهة yنتماء أو خلفية هذا الشخص ولا نريد أن نعرف  ولا يهمنا القصد والأهداف من وراء هذا الطرح ولكن الملاحظ في هذه التحليلات ( السطحية )أنها تفتقر إلى المنطق والحق والموضوعية وتتميز بالتحيز إلى حكومة الإحتلال رغم عدم الإشارة المباشرة وهي إحدى المحاولات الخاسرة والبائسة والفاشلة التي قد لا تلقى من ينتبه إليها في المواقع التي نشرت فيها..

 

انها لغة الغربان التي تنعق فوق أطلال ألاعشاش التي غزتها الافاعي والثعالب ..

أليس هذا النمط الخائب يشبه ما يردده أفراد الجوقة المتسترة خلف الأوهام وتكيل بعدة مكاييل وفق حساباتها البعيدة عن كل منطق وعقل وواقع..   

 

وسنرد عليها لأنها تحمل عناوين غالية علينا وهي المقاومة الوطنية والمقاومة البعثية ..

قبل كل شيء وصل عدد الجنود الأمريكان الذين قتلتهم المقاومة الوطنية العراقية والتي تحوي ضمنا ضميرها الحي من مناضلي البعث لحد اليوم أكثر من 5200 قتيل معلن وتشير تقارير البنتاغون السرية إلى إن العدد الحقيقي يزيد على الأربعين ألف وما لا يقل عن 200 ألف إصابة وعوق في القوات الأمريكية ..

 

فاذا لم تكن هناك مقاومة في العراق فمن يقف وراء هذه الاصابات والتي تمت بعمليات نوعية غاية في التخطيط والجرأة والشجاعة؟..

 

وتشهد مناقصات الجيش الأمريكي المعلنة في مواقعه الرسمية على عشرات آلاف الملايين من أطنان الدبابات والطائرات والعجلات والمدافع والأسلحة المدمرة بفعل تفجيرات وصواريخ المقاومة العراقية خلال الخمس سنوات الأخيرة من الاحتلال ..

 

فمن يقف وراء تكديس هذه الأسلحة المهانة ؟..

 

ويقول قادة القوات الأمريكية في العراق من سانشيز إلى بيتريوس من إن المخابرات الأمريكية والجيش والإدارة الأمريكية فشلت في تقييم القوة الحقيقية للمقاومة العراقية وتطور أساليب عملها في مواجهة القوات الأمريكية ..

 

أليس هذا اعترافا بالقدرة العراقية المقاومة ووجودها وعمق تأثيرها ؟..

 

ويكاد لا يخلو يوم عراقي يقل فيه عدد العمليات المسلحة التي تنفذ ضد القوات الأمريكية عن 30 ثلاثين عملية عسكرية نوعية مدمرة للمقاومة العراقية ضد القوات الأمريكية وتحصيناتها ومدرعاتها وطائراتها وحشودها وقواعدها ..وهذه ليست تقديراتنا بل تصريحات القادة الأمريكان ..

 

أليس هذا إعترافا بوجود المقاومة العراقية؟..

 

وقد تباهى أكثر من مرة القادة الميدانيين الأمريكان من أن الأسبوع الفلاني شهد تحسنا في الوضع الأمني حيث اقتصرت العمليات فيه على 220 عملية وليس كما كان يحدث سابقا عندما كانت العمليات تتجاوز الرقم 500 خمسمائة عملية في الأسبوع..

 

فهل الذي يقوم بهذه العمليات مقاتلين ينتمون الى واقع غير الارض العراقية؟

 

والحكومة العراقية الحالية وسابقاتها لم تترك خيارا إلا واستعملته للإيغال بالتدمير والقتل والاغتيال والتهجير والإقصاء والتهميش والملاحقة والمتابعة في قطع الأرزاق عن كل وطنيي العراق وقواه المناضلة وزج ما يزيد عن 600 ألف سجين في سجونها وسجون الإحتلال والتستر وراء شعارهم الكاذب في مكافحة الإرهاب من خلال إلصاق التهم بكل صوت حر ووطني وشريف وهم يتوشحون بملابس العار المذلة التي تفضل عليهم بها الأمريكان ..ومع ذلك ورغم كل حملات الترويع والقتل والظلم والبطش التي لم نسمع في كتب التأريخ عنها كانت المقاومة العراقية تتصدى لهؤلاء المحتلين والخونة ممن جاء معهم وركب سفنهم وقتل العراقيين معهم فأفشلت مخططاتهم وحولت اهتماماتهم وأربكت مدارس خبراتهم وفضحت أكاذيبهم وتزويرهم وتلفيقهم وخيانة من جاء معهم ..

 

فهل مانقوله بعيد عن الواقع ام غريب عن ذهنكم المريض الذي يرفض تصديق الحق ويؤمن بالباطل؟..

 

وبفعل ضربات المقاومة العراقية البطلة وصمودها ومطاولتها تحطمت أسطورة الجيش الأمريكي الذي لا يهزم وتحول ( الأسد ) الأمريكي إلى فأر يخاف الشمس ويختفي وراء السواتر والتحصينات وتحولت ( الإزهار والورود ) التي وعد بها الخونة من الذي يحكمون العراق اليوم إلى قذائف للموت والهزيمة  وأصبح الخوف ملازما لطبيعة الجندي الأمريكي الذي لم يعد ينفعه البكاء والنحيب ..

 

فهل هذه فرية جديدة إختلقتها القوى الوطنية أمام حملة شراء إيران وأمريكا لتأريخ وسيادة وثروة العراق؟..

 

وتحولت قيادة الولايات المتحدة بفعل الإرادة المسلحة للمقاومة العراقية ومناضلي البعث من قوة مستهترة وطاغية ومتعنتة ومتجبرة إلى  مجموعة من القتلة واللصوص والمنافقين والكذابين بعد أن إنكشفت حقيقة نواياهم بغزو العراق وعدم وجود أي مبرر أو مسوغ قانوني أو شرعي أو سبب امني يدعو لتدمير العراق ..

 

فمن الذي يقف وراء ذلك ووراء مسلسل الإستقالات لكبار المسؤولين الأمريكيين وإعترافاتهم بتزوير وخلق الأكاذيب لتبرير غزوهم وحربهم وتدميرهم وإحتلالهم للعراق؟..

 

ومن الذي أجبر هؤلاء المتحبرين على الرضوخ ؟..إستسلامكم أم حقيقة وجود قوة المقاومة العراقية؟..

 

وتراجعت أولويات القيادة الأمريكية في تهديد إيران وسوريا وكوريا وكل دول العالم وبدأ مسلسل السقوط يظهر واضحا كل يوم بعد أن انهارت القدرة الاقتصادية وبلغ حجم الأموال التي صرفت على هذه المغامرة الطائشة تريليونات متعددة من الدولارات ..

 

فمن له الفضل في ذلك؟..خنوعكم وتزلفكم لإيران ومعاداتكم للوطنية العراقية والبعث والمقاومة ؟..أم قوة حجة وفعل حقنا اما عار باطلكم؟..

 

وانفكت أواصر التحالف الدولي القديم الذي نشأ بالباطل لإسقاط النظام الوطني في العراق وتسليم الدولة والثروة والتأريخ إلى حفنة من الخونة والمزورين والسراق الذين قاموا بتسليم كل العراق لإيران ولعنصريين شوفينيين يدعون زورا وبهتانا تمثيلهم للشعب الكردي.

 

أليس هذا نصرا للمقاومة العراقية وبرهانا على اصالتها وانتماءها ووجودها الفاعل؟..

 

فكيف يقول عصفور صغير لا يعرف من الطيران شيئا  أن السماء خالية من الصقور والأسراب المهاجرة والقادمة من الطيور؟..

 

كيف يقول من تعلم القراءة والكتابة اليوم من إن العالم يخلوا من العارفين بالكتابة وقراءة الكلمات؟..

كيف يقول من سمح له القلم أن يسترسل من إن لا وجود للمقاومة العراقية والبعثية في العراق؟..

 

ألا تعرف هذه القطط التي ولدت في هذا العالم بلا عيون مبصرة أن من يذبح العراقيين ويقتل الشيوخ والأطفال في الأسواق والأزقة والجوامع والحسينيات ويدمر البيوت والحضارة وينهب ممتلكات الناس هم الاحتلال وصنائعه وميليشيات الحكومة وفيالق إيران ؟..

 

أليس عيبا على هذا العراقي ( إذا كان الكاتب عراقيا ) أن يصف مقاومة شعبه بأنها تستهدف نفسها؟..

 

وأي غباء يحمل مداد هذا القلم الخائن لنفسه ووطنه ليطاوع صاحبه ليكتب إن المقاومة الوطنية العراقية تقتل!! الشيوخ والاطفال والنساء وتفجر الدارس والجامعات وتغتال!!العلماء والمفكرين والطيارين والضباط  وكل الاعلاميين والوطنيين والمثقفين الذين قاوموا الغزو الأمريكي ووقفوا سدا منيعا أمام هجمة إيران الصفراء!!..هل يعقل أحد أن المقاومة العراقية تفجر السيارات المفخخة وأنابيب النفط ومحطات الكهرباء وتغتال الكفاءات العلمية في جميع المجالات وتغتال القضاة..

 

ماهي جنسية وانتماء هذا الضمير الذي يكتب هكذا؟!!..

هل هو من موظفي السفارة الامريكية أم الايرانية أم أحد اتباع آل صباح؟!..

ومن أي حليب رضع هذا المتطفل على القلم ليكتب أن المقاومة الوطنية  تتسلل إلى المؤسسات الحكومية لتعمل على تخريبها عن طريق موظفين عملاء لها يعملون في الخفاء على إفساد الذمم وشراء الضمائر وتحريض العاملين على عدم إنجاز معاملات المواطنين لغرض إستفزازهم وإثارة أعصابهم.

وهل للمقاومة الوطنية الوقت لذلك وهي مشغولة بقتال أعدائها لتعمل أعمالا شريرة من اجل تعطيل الحياة وبعث اليأس في نفوس الناس ؟..

 

اليس العدو الأول للعراق هو الذي يقول ان المقاومة تخرب البنى التحتية للعرق وتقتل أبناءه بلا تمييز، الشيعي والسني والكردي والمسيحي؟!!.

 

هل من المعقول أن نسمع إن أمن وسلامة العراق لن يكون الا بقتل وإغتيال ومحاربة المقاومة الوطنية وليس بمقاتلة المحتل واخراجه وطرد الخونة الذين جاءوا معه؟!..

 

هل هذا كلام العقل ام تراتيل الشيطان؟

ومن يسمح للكفرة والخونة والدجالين بنشر أفكارهم ليس إلا واحد منهم ..

وكثرة عدد الكفرة والفجار والخونة لا يعني بأي حال من الأحول إقرارا بصحة منهجهم  ولا بطول عمرهم..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٥ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م