نَم أيها الليل .. وكن حنونا على وطني

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

 

أنا المقاتل العراقي والمقاوم .. أنا الحامل للعلم ..

أنا الذي أمشي بطول قامتي ..

وأزحف لخندق الأعداء واقفا ..

أنا من لايَهاب الموت وتخاف منه المنايا ..

أنا الذي قاتلتهم في أم قصر وفي أعالي الجو .. تعرفني دباباتهم المحطمة وبقية أوصال طائراتهم التي لم يعلنوا عنها!..

ويميّزني عَوَق جنودهم وكثرة توابيتهم .. وفي كل مكان مَروا فيه..فيه بعض من دمي..

انا لم تسكت فوهة بندقيتي ولم تهدأ عزيمتي ..

أنا الذي تعب مني التعب .. وشاخ الصبر لصبري ..

أنا الذي تنذر لي أمي الحنونة وأختي العنيدة نذورا .. تشبه الأحلام في مخيلات الصبايا الحالمات ..

ويضمدن جراحاتي بأشرطة الأطفال .. تقاتل قلوبهن معي في كل خندق وخلف كل ساتر ..

أنا الحادي بكتيبتي وسربي وخليتي .. أنا الذي أصول مهاجما بمواكب العز والشرف ..أنا الضارب بالسيف بقوة الحق الذي قَسَمَ وهشم ظَهَر دباباتهم وطائراتهم .. أنا لا أبحث عن أين اكون .. قائدا أوفردا .. أنا الجندي المهاجم والمدافع والمنفذ والحارس .. أنا الخادم للعراق ..

أنا من يتقدم الصفوف بحثا عن الشهادة ..

أيها الليل الذي تُراقب أرَقي .. فيكَ لم تغمض الأجفان وقد نَسَت النوم فيه عيني ومهجتي ..

نَم أيها الليل فنحن حراسك .. وكن حنونا على وطني..

وأنت أيها القمر بلّغ سلامي للأهل وكن رقيقا مع العشاق والمحبين من شعبي..

أيتها النجوم التي تناغيها المآقي التي قهرت السهر ..

إمرحي وتألقي وأنقلي تحيتي للأحبة  فنحن نضيء لكِ السماء وعنكِ ..

هذا هو الفجر الذي يعرفنا وتعود على وجودنا وإستعدادنا ..

كن نسمة هادئة وأنتَ تمر قرب أطلال قريتي ومدينتي ..

وأنتِ يقال لك الشمس!..

ويقولون أن حركِ لاهب !.. فهل أكتويتِ بنار ثأري وقوة حماستي؟..

أشرقي او أغربي فنحن في مواقعنا أن مررتِ بها أم لم تمري..

وانتَ أيها النهار الطويل .. إجلب لي الأعداء ..

وكن عوني في صيد فريستي ..

وإحمل لي مع الريح صوت أحبتي .. وريحة كهوة هلي ..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٢٤ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٣ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م