الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

قناة البغدادية .. هل هو المنهج أم الإنحراف عن النهج ؟

سنوات النار أم صفحة العار

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

 

نبهني أحد الرفاق الى ما يثار حول مسلسل "سنوات النار "والذي عرض من على شاشة قناة البغدادية في شهر رمضان ..وهذا المسلسل من تأليف الكاتب العراقي صباح عطوان (المظلوم في زمن البعث أيضا!!! ) وإشراف قاسم الملاك (الذي يبدو انه عانى كثيرا أيضا في زمن النظام الشرعي والبعث!!) وقد مثل الكثير من الممثلين فيه من الذين تحمسوا جدا(!!) لتأييد صفحة الغدر والخيانة عام 1991 والتي يسمونها كذبا وزورا (بالإنتفاضة الشعبانية !) ..

 

وكأي عمل تلفزيوني تنتجه قناة فضائية عراقية في الوقت الراهن لا نتوقع منه إلا ان يخدم مسألتين :

 

الأولى سياسة القناة وتوجهاتها (من صاحبها الى جهات تمويلها الى مدرائها)..

والثانية فائدة إعلامية ونشاط مهني يعزز مكانة القناة وبما يخدم الهدف الأول ..

ولا يفوتنا هنا ان نذكر أن كلا الخدمتين تشمل الحس الوطني والتثقيف على حب العراق.. وكذلك نفث السم وتفريق وحدة العراقيين..

 

والسؤال الذي يطرح نفسه ونحتاج من البغدادية ان تجيب عليه وهو :

 

لماذا قامت هذه القناة بإنتاج وعرض هذا المسلسل الذي يمجد التدخل الإيراني الفاضح في الشان العراقي الداخلي بدلا عن قنوات الفيحاء والأنوار والغدير والفرات والعراقية والمدار وو...... وقد هرولت البغدادية مسرعة بلا أدنى مراجعة لتقوم بتصوير القتلة والمجرمين والدخلاء والسراق كأبطال وهم الذين نصبوا سيطرات على الطرق العامة لتأسر وتقتل أي جندي وضابط وبعثي وموظف بلا رحمة وبلا محاكمة وبلا دفاع وفي حفلات إعدام جماعية حتى سالت دمائهم الطاهرة كالأنهار في الحسينيات ومراقد الأئمة وقاموا بسرقة ممتلكات الدولة والناس..

 

ويعرف(المشرفون) على هذه القناة ان مجاميع الحرس الثوري وفيلق بدر التي دخلت العراق وعاثت فسادا في الجنوب والفرات الأوسط كانت تدار من قبل أشخاص لا يعرفون حتى اللغة العربية (والحكام الذين كانوا يصدرون قرارات افعدام جزافا!) من مراكزهم في دور العبادة كانوا من (رجال الدين الإيرانيين!) ..

 

وهل تعلم قناة البغدادية بأن  هذه الهجمة الغوغائية لم تحضى في حينها بموافقة المرجعية الدينية وأدانتها بأعتبارها صفحة خبيثة ممولة من المخابرات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني وفيلقي بدر والقدس..

وإن تسميتها بالأنتفاضة الشعبانية ما هي إلا وسيلة للتلاعب بمشاعر الناس البسطاء..

وسياتي اليوم الذي يُسأل فيه صباح عطوان وقاسم الملاك وكل الممثلين عن أسباب قيامهما بهذا العمل هل هي طائفية ام سياسية ام إيرانية ام حكومية ولا أحد يريد ان يسمع انها أسباب مهنية وفنية..

 

كما ستُسأل البغدادية التي تلعب على كل الحبال..

 

أحد الكتاب ( والطامة الكبرى انه يقول انه دكتور أيضا) وأسمه محمد فلحي تفنن في مقال له في التعبير عن إعجابه وعشقه للتمثيل المحبك في أداء (أدوار البطولة والثورة والتضحية لثوار إنتفاضة شعبان!!)..

وهذا شعوره الذي لا نريد ان نناقشه عليه..

 

فكيف نجعل بعد النقاش من الكراهية الممزوجة بالدم حبا نقيا..

وكيف يمكن أن تناقش حجارة صماء لا تسمع ولا تفقه..

 

 

المهم..إذا كان هذا الكاتب قد وضع شهادة الدكتور تمويها وإستعارة ..فلا حديث لنا معه..

وإذا كان حقا دكتور ..فنذكره ونعيب عليه بما يلي:

 

  1. في معرض إشارته لمسلسل الباشا وقد امتدح المرحوم نوري السعيد بقوله : ( وقد إنتهت حياته بطريقة دراماتيكية دموية مقتولا ومسحولا من قبل الغوغاء في شوارع بغداد بعد الإطاحة بالحكم الملكي في منتصف تموز(يوليو) عام1958 وإعلان العراق جمهورية، توالى على حكمها الضباط العسكريون،فيما بعد، وتوارثوها عن طريق الانقلابات والمؤامرات الى ان وصلت الى ( 35 سنة من حكم البعث و..الخ) ) ..ونسال الدكتور:

 

لماذا لم تتبع المنهج العلمي البحثي في عرض ما تحاول تزويقه وتمريره وترويجه؟..ولماذا وصفت الذي سحل نوري السعيد بالغوغاء ولم توصف الذين سحلوا آلاف البعثيين والوطنيين والعسكريين والموظفين وأحرقوا فيهم النار وهم أحياء وأمام عوائلهم التي أغتصبها مجرموا فيلقي بدر والقدس في عام 1991 بالغوغاء ؟..ووصفتهم بالثوار والأبطال هل هنالك دافع طائفي وراء كلا التوصيفين أم هي وطنية الأكاديميين الجدد الذين شمروا عن السواعد وأطلقوا اللحى وتنكروا لأنتماءاتهم السابقة سعيا وراء منصب أو مكسب؟..

 

ثم تقول ونناقشك أكاديميا:

 

توالت الإنقلابات والمؤامرات ..الخ ولكنك أنهيت (المؤامرات!) (بثورة تموز 1968!).. فما هو تقييمك لما حدث في آذار 2003 من غزو وإحتلال وتدمير وقتل وتشريد وتهجير طوال خمس سنوات ؟..

هذه ليست مؤامرة؟..

 

أم هي أم المؤامرات في كل التأريخ ولماذا لم تتحدث عنها أبدا هل هي ( وطنية الشهادات الجديدة )التي تبتعد خوفا من بطش السلطة وميليشياتها أم محاباة للأمريكان الذين لا يعرفون ماذا يعني شهر شعبان!..وإذا كان ما تقوله نابعا من طبيعة إنتماءك السياسي الحالي ..فلا تعليق لدينا!..

 

  1. أما حول كلام البغدادية بان تبرير عرض المسلسل هو :"كي لا يصبح الحاكم عدواً لشعبه، ولا تَسوّد صفحات التاريخ..كي لا يُجيّر الوطن للسلطان.. كي لا يعدم حب الوطن في قلوب فقرائه.. فتحنا صفحة حرجة في تاريخنا، بكل جروحها.. كي نغسل الجروح، ونداوي النفوس" فلك وللبغدادية نقول:

 

هل هذه كلمات القتلة والسراق في فيلق بدر ومخابرات إيران أم كلا (المحررين!) الأمريكان  الذين جلبوا لكم اليوم حكاما (يحبون شعبهم!) ويبيضون (صفحة تأريخكم!) بدلالة المليون ونصف قتيل وشهيد ومليون إمراة أرملة وثلاثة ملايين يتيم وأكثر من ثلاثة ملايين أب وأم  ثكلى بفقدان وقتل أبنائها وأربعة ملايين مشرد ومهجر وبلد محطم ومدمر ومسلوب السيادة ..لتغضوا الطرف عن كل هذه المآسي وتريدون ان تعطوا منشطا جيدا للحكيم والعنزي والجلبي والعامري والمالكي للإستمرار في غيهم بمحاربة وطنيي العراق والمقاومة تحت حجة فتح صفحات التأريخ التي هي في الحقيقة ( كتابة مزورة للتأريخ!)..ليستفادوا من مادتها في الأنتخابات القادمة بإعتبارهم المحررين والمنقذين!!..

 

  1. نعيب عليكم تسمية القتلة بالثوار وتسميم فكر الشعب بظلال الطائفية ومجاراة السلطة والأمريكان في إختلاق الأكاذيب ..وإذا كنتم تخافون ان توصفوا الحاكم اليوم بالمستبد وترون ان هامش الحركة الية يسمح لكم بإتهام البعث والنظام الوطني بذلك ..فقد قلتم بان الشعب كان مقهورا..فهل الشعب اليوم حرا ومتحررا ومرفها وله حق وصوت وان هنالك سلطة ومؤسسات ودوائر تخدمه؟..

  

لا عتب على من لايملك شهادة..

أما قناة البغدادية ..

لقد باعت نفسها بهذا العمل..وأجرت  كل مراكبها وأستيديوهاتها وكاميراتها وبرامجها الى إيران وممثليهم في السلطة بلا ثمن ..

ونزع الجميع أقنعتهم االمزيفة في محاولة للتقرب من المالكي والعامري والحكيم والجلبي وميليشياتهم..ولا نعرف هل هي محاولة المشرفين عليها للتقرب أكثر من (مصادر الرزق الحرام!)  ..

أم هي (ركسة ) إضافية في مستنق الخيانة والرذيلة والكذب والزور وبيع الذمم؟..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٤ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٤ / أيلول / ٢٠٠٨ م