تناقشوا وتحاوروا ووقعوا ..
فالسيل العراقي المقاوم والجارف آت لكم ..

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام  / مقاتل ومقاوم عراقي

 

وطني العراق اليوم كأنه (شبه جزيرة) وقد أحاطت بها الحيتان من كل جانب!..وطن ممزق يتقاسم النفوذ السياسي والحكومي الظاهر فيه على السطح تجمع طائفي يُعرف بالإئتلاف العراقي وتجمع عنصري يتمثل بالتحالف الكردي وتجمع هجين من مختلف التيارات التي تدعي مناهضة التوجهين الطائفي والعنصري بإستخدام أسلحة ووسائل مشابهة لما تستخدمه هذه التحالفات..وتتميز كل هذه التجمعات بعدم وجود منهجية وطنية عراقية توضح كيفية إنقاذ العراق من مآسيه ومشاكله ..

 

وبعيدا عما يطفو وعما ينشر عن حركة هذا الوطن الذي يغلي على نار وطنية فهنالك مقاومة وطنية مقاتلة قوامها كل الشرفاء والمناضلين والمحبين لحرية وإستقلال ووحدة العراق وسيادته وأمنه يلتف حولها الشعب ويمدها بالقوة والحماية والرعاية والدعم ..

ولشبه الجزيرة هذه ثلاث شواطيء.. وهي الشاطيء الأمريكي والشاطيء الإيراني والشاطيء الكردي وشريط ساحلي بسيط يعرف بالشاطيء الحكومي !..

 

في الشاطيء الأمريكي ..حيث دبابات وطائرات ومنظومات الإحتلال وأجهزة مخابراته وأمواله وحيله ودهاءه فقد قالت دانا بيرينو المتحدثة بإسم البيت الأبيض إن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس قال إن الإتفاق الأمني مع العراق على وشك ان يصبح جاهزا وإن أية تعديلات قد تجرى عليه ستكون طفيفة للغاية !..وقالت أمس إن أية تعديلات تقترحها الحكومة ستكون غير مقبولة ولن نسمح بها!..

 

وبذلك فإن الحديث عن شروط عراقية وطلبات (تعجيزية !) أمر مستبعد الآن!..وهذا يفسر لنا اليوم لماذا حرصت حكومة الإحتلال الذليلة على إخفاء بنود الإتفاقية المقترحة منذ أيامها الأولى ومنعت أية جهة من الإطلاع عليها وأصبح ما يترشح عنها من معلومات مسألة تخص حزب الدعوة ومستشاري المالكي وهادي العامري وزيباري ..والذين تضاربت تصريحاتهم وفقا لمصادر ومراكز تأثير القرار عليهم!..

 

في وقت (حذ ّر ) الأدميرال مايكل مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية العراقيين من (عواقب جسيمة ) في حال عدم توقيع الإتفاقية!..

وكونداليزا رايس تقول : (إن القوات العراقية غير جاهزة لتسلم الملف الأمني وهي غير قادرة على رد أي تهديد خارجي!)..وهذا لتبرير سرعة التوقيع على الإتفاقية!..وبعد أكثر من خمس سنوات على تأهيل الجيش ومئات المليارات من الدولارات وجيش الحكومة الطائفي غير قادر على الوقوف بوجه أي تهديد خارجي!..

 

وفي الشاطيء الإيراني ..حيث ترى إيران إن حصتها في العراق لا تفوق حصة الولايات المتحدة فحسب بل حصة حتى العراقيين !..فلها حق تأريخي في هذا البلد !..ولها ثأر قديم من شعبه وخاصة جيش القادسية وأم المعارك !..ولهذا سارع جلال الدين الصغير ليطلب من مجلس النواب التفريق بين (مَن كان يؤيد الحرب ضد إيران من العسكريين!) و(مَن كان مرغما عليها!) خوفا من تنفيذ الوعود الإيرانية بحق كل من ساهم بالحرب ضدها والخوف من ان يشمل هذا القرار عسكريين غارقين اليوم الى آذانهم في الوحل الإئتلافي الإيراني ومنهج الغدر والإنتقام!!..وقد صرح المسؤولين الإيرانيين من إن توقيع الإتفاقية أمر (خطير !) ولا نسمح به !..وقال الكثير من المسؤولين العراقيين من وزراء ونواب من ذوي الجنسية الإيرانية من إن على العراق أن لا يوافق على هذه الإتفاقية ولا يوقعها !..ولإيران كما هو معروف تأثير كبير على القرار الحكومي العراقي ولها باع طويل في إثارة التفجيرات والمفخخات وزعزعة الوضع الأمني في العراق بمجرد التقرب من مصالحها ..ويجري ذلك على الرغم من وجود مئات الآلاف من الجنود الأمريكيين وآلاف الطائرات والقواعد والأقمار الصناعية والطائرات المسيرة وأنظمة التحسس والمراقبة التي تمسح العراق على مدار الساعة!!!..

 

وفي الشاطيء الكردي ..حيث ينفذ القادة الأكراد أبشع أنواع التعسف القومي وإنكار الجميل للعراق شعبا ووطنا وتأريخا ويضعون مصلحتهم الشخصية أمام مصلحة شعبهم الكردي الذي لا يمكن ان ينسلخ من وطنيته وعراقيته وإنتماءه..نرى الطالباني مستعد ليس للتوقيع على الإتفاقية الآن ولكن للترويج لإضافة أية شروط تعسفية جديدة ..وهو يؤمن بقدسية وجود الإحتلال وسلامة جنوده وعدم مسائلتهم وكفر وخطأ المطالبة بسيادة العراق وبطلان الدعوة للبحث عن أي صيغة تضمن سلامة العراق ومواطنيه ..والبرزاني يرى في توقيع الإتفاقية بغض النظر عن مناقشة بنودها نصرا للأكراد .. وهوشيار زيباري وبإعتباره وزيرا للخارجية العراقية التي أصبحت حكرا له قال مساء يوم 22/10/2008 (إن واشنطن تقبل بالإستماع الى التغييرات المطلوبة ! في هذه الإتفاقية) وإن أية تعديلات عليها ستكون طفيفة!!..

 

وفي الشريط الساحلي للحكومة وأحزابها الطائفية المتنفذة ومن ألصق نفسه وتأريخه بها ..حيث المحسوبية والمنسوبية والطائفية والمحاصصة بكل أشكالها ونهب المال العام وسرقة ثروات الوطن ومواطنيه ورهن سيادة العراق لمن يدفع أكثر..يقول جلال الدين الصغير إن على العراقيين ان لا يستعجلوا!!..لأن الحكومة تطبخ الإتفاقية مع كل الأطراف لكي تعرضها في مجلس النواب بشكل يجعل الإختلاف عليها هامشيا!!..

 

وعلي الدباغ يقول : إن الصورة النهائية للإتفاقية الأمنية لن تتوضح إلا بعد إنتخابات الرئاسة الأمريكية !..في وقت يقول الأمريكان إن الإتفاقية يجب أن توقع قبل كانون أول من هذا العام !..

 

وممثل السيستاني يقول يوم 24/10/2008 : (إن على الحكومة العراقية التريث وعدم التوقيع حاليا)!!.

والقبنجي ( تحوّلَ ) من رفض الإتفاقية الى إعلانه : (ضرورة عدم التشويش بالتصريحات!)..

 

وجبهة التوافق العراقية كما قال حارث العبيدي يوم 23/10/2008 لن توافق على هذه الإتفاقية التي تسلب العراق سيادته إلا إذا تغيرت جذريا!!..والتغيير الجذري أصبح مستحيلا الآن!..

 

هذه هي الصورة لعراق تتقاذفه الأمواج ..وهي تبين بوضوح طبيعة ( الحكومة الوطنية التي تضم مختلف الأطياف !)..فليس هنالك وضوح في المنهج ولا الرؤية ولا الثوابت ..وليس هنالك رأي للشعب في أخطر الإجراءات والقرارات المصيرية التي سترهن العراق للمحتل  لمئات السنين ..

هذا المحتل الذي يفرض شروطه ويهدد ويعربد ويتوعد وهو المتحكم بكل مقاليد العراق..

 

الحكومة والأحزاب والمعترضين متفقون فيما بينهم ودائما على شيء واحد فقط وهو محاربة وملاحقة ( رموز النظام السابق الذين سلبوا العراقيين حريتهم!)..

والإنتقام من الذين دافعوا عن سيادة العراق وعزته وإستقلاله ..

 

وسنجد هذا المكان اليوم مناسبا لنرد على أداة الإحتلال ومشروعه واليد التي ساهمت بمشروع تدمير العراق المدعو غسان العطية الذي يتندر اليوم بحرصه على العراق وقوله ( إن كل هذا ما كان سيكون لو رحل الرئيس صدام حسين من الحكم كما طلب الأمريكان !) ..

 

عجيب امر هؤلاء الأكاديميين والباحثين والسياسيين الغارقين بوحل ماضيهم الخياني وإرتباطاتهم المشبوهة ..من الذين يدعون المعرفة والفهم والتحليل !!..ويعيبون علينا حتى التغني بالأمة العربية والمشروع القومي ويرون في ثوريتنا خيال نرجسي وإن لا واقعية إلا بالمهادنة ومسايرة المحتل والمعتدي!..

 

هؤلاء المغرر بهم من الذين يؤمنون ويوهمون أنفسهم بالسيناريو الخيالي الذي يقول لو أن الرئيس صدام حسين كان قد ( أذعن وقبل بتنفيذ تهديد الأجنبي الغازي وشروطه وقبل الإستسلام مقابل سلامة العراق ) ..لكان الجيش الأمريكي والبريطاني والأساطيل والطائرات والصواريخ والجلبي والحكيم والدعوة والسيد غسان العطية والبرزاني والطالباني والبيشمركة وفيلق بدر والكويت وحكامها ..يعودون أدراجهم !!..

ويتوقف ريتشارد بيرل ودوغلاس فايث ووولفوفيتز وليبي وروف ورامسقيلد ورايس وتشيني وبوش عن كراهيتهم للشعب العراقي وطوحهم بتحطيم وتدمير وتجزئة وتقسيم العراق!..

 

يتركون العراق!..

ويتخلون عن برامجهم!..

ويقبل المحافظون الجدد  وإسرائيل بهذه النتيجة ويتركون العراق!!!.

يرحلون ويعودون كل الى غايته بمجرد خروج السيد الرئيس من الحكم ..!!.

ويقتنع الحكيم وحزب الدعوة والجلبي بهذه النتيجة!..

 

ويقدموا إلتماس للمخابرات الأمريكية يطلبون فيه المغفرة من معلومات مزورة ومفبركة كانوا قد قدموها ويقولون فيها إن النظام العراقي يمتلك أسلحة تدمير شامل وله صلات بالقاعدة!!

وعلى رأي غسان العطية ستصدق المخابرات الأمريكية توبتهم  وستلغي الإدارة الأمريكية مشروعها الكامل بمجرد حدوث ذلك!!..

 

أم أنكَ تقصد يا غسان العطية كما قصد الجلبي في حينها سيخرج الشعب ليستقبلكم بالورود والرياحين عندما تدخلون منتصرين بعد ان ألقى كل عراقي من القيادة الى أصغر جندي سلاحه وأعلن إستسلامه بدون قيد او شرط !..

لتقولوا بعدها ..كان دخولنا للعراق مشروطا بالإستسلام ..وأستسلم الجميع!!..

تبا لكم أيها الخونة..ولكل من يلبس ثوبا كل يوم !..

وكنتم ولا زلتم وستبقون خونة لتراب العراق وماءه ونعمته عليكم ..

وعاش العراق وعاشت قيادته وشعبه وجيشه الذي رفض العار والإستسلام وقاتل بما إستطاع وبما كان يملك في معركة إستمرت ثلاثة عشر عام متواصلة..

خسرنا ولكن لم ولن نستسلم..

الخزي والعار لمروجي الإتفاقية وللمستسلمين ..

الخزي والعار لمن لم يجد له مكانا في مواقع الرذيلة فأستدار ليجعل من نفسه مفكرا وحريصا على العراق..ومنهم غسان العطية ..

المجد لشهدائنا الأبطال وعلى رأسهم القائد الشهيد الخالد صدام حسين الذي رفض عار وذل الدنيا الفانية وأختار زهو الشهادة وعزها ..

 

وأخيرا ..

تناقشوا..

وتحاوروا..

ووقعوا..

فالسيل العراقي المقاوم والمقاتل  الجارف آت لكم ..

والتأريخ مليء بالشواهد والبراهين..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠١ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٣٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م