|
انها الولايات المتحدة الامريكية , وانه
الاحتلال , وفي تاريخ الاحتلال , لايوجد
احتلال جيد واحتلال سيئ, والاحتلال من اي قوة
لبلد ما هو اعتداء صارخ ضد كل مواطن في الدولة
المحتلة, والاحتلال لايمثل انتهاكا واحدا
لسيادة دولة وانما يمثل متوالية هائلة من
الجرائم التي لاتعد ولاتحصى , ولهذا فان
الاحتلال لايكافأ بمعاهدات , واتفاقات جانبية
, وفي تاريخ الامم الطويل , لم يخرج الاحتلال
الا مكرها, وفي تاريخ الاحتلال الطويل والبشع
لم يعقد الاحتلال اتفاقيات مع البلد المحتل
الا لسببين :
1.احساس المحتل بالهزيمة , فيضطر لعقد معاهدة
مع اذياله في البلد المحتل ووفقا لشروطه ,
وتهربا من التزامات او تعويضات مستقبلية.
2.السبب الاخر ان الاحتلال عندما يفكر بخروجه
فانه يقوم بعقد معاهدات لتنظيم الخروج, وهذا
لايكون الا من خلال حكومة وطنية منتخبة من
الشعب , تؤمن للاحتلال خروجا آمنا.
وفي الاحوال العادية , وفي غالب الاحوال , فان
الاحتلال يفر من البلد المحتل , نتيجة لفداحة
الخسائر , والتي لم يعد باستطاعته اخفائها.
وواقع حال العراق اليوم يؤكد ان الخيار الاول
هو السائد, حيث انه من المعلوم ان حكومة
الاحتلال لاحول لها ولا طول وهذا باعتراف كل
اركان الحكم الموجود , والادعاء بان هناك
مفاوضات تجري من اجل تحسين بنود المعاهدة ,
ماهو الا نوع من انواع المزاح الثقيل الدم ,
ففي ظل حكومة يفتش رئيسها من قبل جندي امريكي
من العبث القول انها حكومة قادرة على التفاوض,
والتفاوض يشترط الحرية , ولولا احساس الولايات
المتحدة بان مهمتها قد انتهت بالفشل الذريع
لما فرضت على حكومة الاحتلال اتفاقية اول من
تحدث عنها المحتل نفسه , في الوقت الذي يطالب
فيه اركان حكومة الاحتلال استمرار الاحتلال.
ولهذه الاسباب فان شعبنا العراقي العظيم
والشريف رفض الاتفاقية , ورفض معها الاعتراف
بالامر الواقع , وما على الاحتلال الا الخروج
من ارض العراق مهانا كعادته , ومعه كل خفافيشه
العملاء , وعليه ان يدفع ثمن جرائمه
اللامتناهية ضد العراق وشعبه , لاان يكافأ على
جرائمه.
وان تاخير توقيع الاتفاقية امريكيا حتى اليوم
سببه ليس الممانعة من حكومة الاحتلال , وهم
موظفين في خدمته, وانما هو انتظار لما ستفرزه
الانتخابات الامريكية القريبة جدا. |
