هكذا سقط اليسار العربي وهكذا تسقط حماس نفسها

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

 

الاحزاب العربية عامة هي احزاب تبدأ ايدلوجية ثم تنتهي الى احزاب شخصية ,مثلها مثل الحكومات العربية والتي تبدأ ثورية لتنتهي بدكتاتوريات خالدة اشد ديكتاتورية من طاغوت كوريا الشمالية والتي يعيش الشعب الكوري من اجل بسمته التي لايراها ولاتراها الشمس, وكان لي لقاء مع احد قادة الحزب الشيوعي السويدي العريق جدا , والمعروف بتاييده للقضايا العربية , فسالته لماذا غير الحزب الشيوعي اسمه من الحزب الشيوعي الى حزب اليسار , فضحك وقال ان الحزب الذي لايجدد نفسه ولاينظر الى الواقع هو حزب يخسر نفسه , ولنعترف اننا اكتشفنا ان النظرية الشيوعية مستحيلة التطبيق , وانها تحتاج الى دولة خيالية تحكمها ملائكة , ونحن بالاصل لانؤمن بالملائكة ,وها قد سقط حامي النظام الشيوعي في العالم وهو الام التي ترضع الاحزاب الشيوعية حليبها, والذي كشف للعالم عن انظمة ديكتاتورية جلبت التعاسة للانسانية بدلا من جلبها السعادة لسكان الارض , والاحزاب الاوروبية هي في حالة تجديد مستمر , ومناقشة مستفيضة وبشكل دوري لايدلوجيتها, والتي انتهت الى ما سيقدمه الحزب من برنامج انتخابي من المفروض ان يلتزم به , وهذه الاحزاب صاحبة البرنامج الانتخابي مطلوب منها الظهور امام الشعب في ندوات اعلامية علنية , من اجل مناقشة هذا البرنامج الانتخابي , ولهذا فان انتكاسة اي حزب في تحقيق برنامجه الانتخابي , هو انتكاسة كبيرة له في ان يحظى في اي فرصة بالمستقبل , وهذا الشيء هو الذي لايرى ولن يرى النور في بلداننا العربية , والتي يحكمها زعامات ديناصورية تعتقد انها هبة الله للبشر , ولهذا فقد انعزلت عن البشر باعتبارها صاحبة فكر , وصاحب الفكر في الشرق لايقبل المناقشة , فيلتف حوله المنافقون ,ليحيطوه بهالة مقدسة من التبجيل المصطنع , ليتحول بعد سنوات عدة الى كيان كاريكاتوري لايقرا ولايفكر ولا يجدد عقله لانه هو الذي يؤلف ليقرا له , ثم ليصحو وقد تركه كل الحواريون الا من مرافق كذاب مازال يتبعه ويزين له حب الجماهير حتى يمتص منه اخر درهم او دولار في جيبه , وعندما يحس انه اخذ منه كل شيء يقول له: اه اني اخاف الله رب العالمين ,

 

ولا يختلف كبار الساسة والصحافة والاعلام والاثرياء عن هذا التصنيف والفرعنة, فكم عانينا من تفاهة كتاب سابقون لم يجددوا في كتاباتهم او مطالعاتهم شيء , او صحفي مازال يعيش في احلام وعقلية بالية ,ومن ينظر الى حال قادة الفكر اليساري في المنظمات الفلسطينية اليوم فانه يشفق عليهم لتلك الخاتمة التي آلو اليها بعد انصراف غالبية المؤيدين عنهم , وللحفاظ على كرامتهم وحسن مظهرهم فقد ارتضوا لاانفسهم ان يكونوا مجرد ببغاوات يرددون مايقوله لهم من يمسك بخيوط المال لهم او يكفل لهم المحافظة على مابقي لهم من كروش تاريخية, ودون اي محاولة منهم وامام عزة نفس غريبة من مراجعة الذات والاعتراف بالهزيمة العسكرية والفكرية امام فكر جديد اخذ منهم كل انصارهم وتركهم يعضون الاصابع من الغيظ , فقد كانت تنظيماتهم القيادية لاهية بالصراع الايدلوجي تاركة السبب الرئيس لتجمع الناس حولهم بل وكانوا يثيرون الحروب المهلهلية لاتفه الاسباب, وظلوا يتصارعون حتى اخر عسكري هارب منهم كافرا بكل ايدلوجيات الشرق, وانصرف الانصار والرفاق من الجيل الجديد الى حماس , والتي استطاعت ان تاكل الساحة بما قدمه الرعيل الاول منهم وذلك عبر تضحيات شرفهم الله بها شهداء يفخر بهم كل ابناء الامة شرقا وغربا , وما ان الت السلطة الى الجيل الجديد من حماس , حتى بدا نفس الغرور يشتعل برؤوسهم وبدات الكوادرالشعبية تتذمر منهم خاصة بعد ربط نضالهم الطويل بايد وارادات لاتريد للامة خيرا وهي اليد الايرانية الصفوية والتي فتكت اذرعها المجرمة بشعب العراق ,الاشد قربا الى شعب فلسطين , وكان موقف قيادة حماس المتواطء والمتناغم مع ملالي ايران , وابتعادهم عن الشعب , بل والظلم والتعدي على اسر اشتهرت بنضالها ضد الاحتلال الصهيوني , وتحت دعاوى شتى , واتهامهم بتخزين السلاح , وهي نفس التهمة التي كانت حماس تتذمر منها كل هذا ادى الى فقدانها الجزء الاكبر من شعبيتها والتي تحتاج الى الكثير من الوقت لااعادة الترميم ,مع اعتقادي ان القيادة الحالية غير ابهة او عابئة بالقاعدة الشعبية بعد ان حمي الكرسي من تحتهم , واي نصيحة لهم هي بمثابة شتيمة ،الرد عليها ان احتفظ بنصائحك لنفسك , ولا يختلف الوضع عند حماس بالوضع العام عند الاحزاب اليسارية العربية منها والقومية , والتي عندما افلست جماهيريا التجأت الى الاختباء وراء المقاومة في جنوب لبنان , ناسية انها من المفروض ان تساهم بنفسها بالقضية الاهم وهي قضية العراق جوهرة تاج العروبة، بل وان البعض لم يجد عضاضة في التعامل مع الاحتلال , ولهذا فقد فقدت تلك الاحزاب شعبيتها لانها دخلت في الدفاع عن بطولات كرتونية مزعومة وليست لهم يقوم بها الغير بسنوات ويقوم بها اطفال العراق بدقائق, واكثر هذه الاحزاب حاجة الى اعادة التفكير بعد سقوطها , هي الاحزاب الاسلامية والتي خرجت في مظاهرات تطالب بفتح ابواب الجهاد من قادة هم اكثر صهيونية من هرتزل نفسه وكم استسخفت عقولهم , فقد امضوا عشرات السنين يحاربون بسيوف غيرهم , ويضعون رؤوسهم تحت اقدام اعتى اعداء الامة ويدافعون عنها , ولقد جاءت المقاومة العراقية اعزها الله وايدها بنصره لتكشف عري الجميع وخذلانه ولتكشف المتاجرين بالدماء والمباديء , ولهذا فاني ادعوا هذه التنظيمات والاحزاب ان تكون اكثر واقعية وان يبنوا ارضيتهم بعرقهم ويرفعوا امجادهم وامجاد واوطانهم بدمائهم , فحتى التاجر ينظر في الربح والخسارة , فهل ربحت تجارتكم.

 

 

 

تحرير العراق واجب ديني ووطني وانساني فساهم في تحرير العراق بكل ماتستطيع واعلم انه قضيتك الاكبر الى جانب فلسطين

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٤ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م