وعد بلفور بين الامس واليوم

 

 

شبكة المنصور

د.محمد رحال / السويد

 

اليوم هو الثاني من اكتوبر والموافق للثاني من تشرين الثاني للعام  2008  جمعت في هذا اليوم افراد العائلة وتلوت عليهم التالي:

 

عزيزي اللورد روتشيلد

 

يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".

وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيونى علما بهذا التصريح.

المخلص
آرثر بلفور

 

وعندما تلوت النص امام الاولاد وامهم انتابتني حالة من الحزن والالم الشديد ووجدت نفسي اخفي دموعا متساقطة , لااحب لاطفالي ان يروها , واستذكرت هذا اليوم الذي كان يمر على امتنا العربية والاسلامية , من اقصاها الى اقصاها , فقد كان يوما عصيبا تخشاه الارض كلها , فهو يوم اهداء الارض العربية المقدسة من امبراطورية الشر الى المنظمات الصهيونية , ومرت صور الزعماء العرب والذين كان الشارع العربي قد اتفق على انهم باعوا فلسطين واسلموها الى جلادي العصابات الصهيونية , ومع ذلك فقد كان هؤلاء الزعماء يشاركون الامة حزنها لدى مرور هذا اليوم , وكان يوما اسود بكل المقاييس حتى على الكيان المغتصب نفسه , لأنه كان رسالة لهم واضحة جلية , اننا لن ننساك يافلسطين , ومع رحيل الجيل المستسلم من الزعماء , فها نحن اليوم امام جيل المطبعين من زعماء الجيل الثاني , حيث صار التطبيع معهم يأخذ انواعا واشكالا متعددة كان اسوأها الاتحاد المتوسطي والذي وجد لحشر هذا الكيان المغتصب في جسد امتنا رغم ارادة الشعب الواحد والذي مزقته سكاكين الحكام الاقليمية الظالمة ,واصبح السباق اليوم هو في كسب ود هذا الكيان المغتصب وزعماؤه , لنتحول من خانة المقاومة , الى خانة الاستسلام, الى خانة المبادرات، ثم الى خانة الاخوة , ولتدوس هذه الانظمة على كل كرامة بقيت في نفوس امتنا الكبيرة , وتحت اطر شتى من الدعاية المنظمة من اجل التطبيع الكامل , ولهذا وبسبب وجود بلد عربي وحيد رفض التطبيع مع هذا الكيان فقد تحالف زعماء الشر كلهم من اجل اسقاط هذا البلد العربي بيد اكثر امم الارض شرا ,والتي شنق رئيسها وهو يردد عاشت فلسطين عربية من البحر الى النهر , وصحوت امام اولادي وانا اردد امامهم ومعه عاشت فلسطين من البحر الى النهر.

 

 

 

تحرير العراق وفلسطين وكل ارض محتلة واجب ديني ووطني وانساني فساهم معنا في تحريرها

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٥ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م