ميثاق الشرف العربي والمقاومة

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

 

كلما عصرت الامة العربية ازمة من الازمات المتوالية , كلما طفا الى السطح استفسار المواطن العربي عن شيء حلم به وهو ميثاق الشرف العربي , ومسكين هذا المواطن العربي والذي نفخوه ونفخوه ونفخوه اعلاميا ثم تركوه يطير حالما بأمة واحدة ولكن بلا شرف ’ ومع اجتماع الزعماء العرب في كل مرة, فاننا نرى الوفود القادمة من الغرب, والتي تترك لدى قادة الدول العربية البلهاء اوامرا انه لمن اكبر المحرمات اثارة موضوع الشرف والكرامة في امة باتت فضائياتها واعلامها نموذجا من نماذخ المسلسلات الاباحية المنظمة ’ في وقت يعوي فيه المواطن العربي من الجوع والذي تعددت اسبابه وعلاته ولم يتوحد ضده الا قوافل الموت والذي بات من ارحم الاقدار على المواطن العربي , ولا احتاج الى القاء الكثير من الامثلة على القاريء المحترم ليدرك مدى ايغال هذه الانظمة في قهر الانسان والمواطن عربيا كان او غيره , فقد اقسمت هذه الانظمة براس معبودها الساقط في البيت الاسود ان تذل المواطن الى اقسى درجات الذلة والمهانة وان لايسلم من ايذائها الا من سار في درب عبادة وتأليه الحاكم العربي والذي اصبح اشر من ابليس في عدوانه على كرامة المواطن وامتهانها ودوسها بكل انواع المداسات , بل وان مجرد انتماء المواطن الى اي مجموعة للدفاع عن شرف الامة وفي اي مكان في هذا الوطن عديم الشرف ’ فانها تعتبره تهمة وجرما عظيما تتداعى له الانظمة العربية من اقصى الشرق الى اقصى الغرب, وتعد التقارير الاستخباراتية والتي تعمل وبارفع روح الاخاء مع بعضها فقط حين يتطلب الامر مقاوما عربيا او داعية للخير والاصلاح في منظومة دول اصبح الشيطان الاهها ومعبودها , وكان البلاد العربية باجهزتها تحولت الى مجرد نقطة امنية تابعة لمعسكر غوانتاناموا, وقد اكد لي بعض الخارجين منه ان سجن غوانتانامو مع السوء الذي فيه هو ارحم بالف مرة من تلك المسالخ العربية والتي يقبع في اقبيتها السوداء اشرف رجال الامة واطهرها , ليساموا سوء العذاب وتساق صورهم الى اسياد البيت الاسود , مع التحية العسكرية ومعها استفسار عن مدى الرضى الالهي في البيت الاسود , واكثر ماعانى من هذا الشرف العربي الرفيع لدى الحكام العرب هو المقاومة العراقية الباسلة , والتي لاقت من اشقائها العرب مالم تلاقيه من جماعات ومسالخ ابودرع وقطعان جيش المهدي المجرمة وغيرها ممن تدرب في معسكرات الموت التابعة للجهات الوحدوية الاسلامية وباشراف مباشر من ايات اشر الشيطانية’ بل وقد تفنن بعض هذه الدول الشديدة القومية وذات الشرف الرفيع في ملاحقة المقاومة تحت زعم دعمها الى درجة فتح مصائد لها , ومن هذه المصائد , انها كانت على اتصال بكل الشقق المفروشة الخاصة , فحين يتورط احد هؤلاء الشباب المؤمن بميثاق الشرف العربي باستئجار بيت لدى المكاتب العقارية المتعاونة مع الاجهزة الامنية وبعد ان يقطع الاف الاميال لنجدة اهله في بلاد الرافدين , فانه يسئل فيما اذا كان يريد الشقة مع خادمة ام لا , فاذا طلب البيت مع خادمة فهذا يعني انه من الصالحين الذين لاعلاقة له من قريب اوبعيد بالشرف العربي , حيث تمثل الخادمة معيار الشرف في هذه المواضيع لما يحمل موضوع الخادمة من معنى , في دول اجبر الفقر والنهب المنظم عشرات الالاف من الفتيات الى السقوط في بحر الرزيلة وبالتالي التعاون مع الاجهزة الامنية العربية الشريفة جدا, والتي يقطر ويشر الشرف من جوانبها, وفي حالة رفض الشاب او الشباب لفكرة الخادمة فهذا يعني صيدا ثمينا للغاية لهذه الاجهزة الامنية , وللاسف فقد شكى بعض الناجين من هذه المصائد من تلك الاساليب القذرة التي تنتهجها دول بعينها والتي من الواجب ان تفضح للملأ, خاصة وانها تدعي انها تقود جبهة واسعة للصمود العربي , وبل وان احدى الدول استعانت باحد الشيوخ الذين تربوا في احضان اجهزة الامن في تلك البلد , وفتحت له مسجدا وقوته بالمال والسلاح ليصطاد الشباب المؤمن بالدفاع عن شرف الامة ,واستطاع هذا الضال والذي ادعى الجهاد ان يوقع المئات من خيرة شباب امتنا العظيمة في فخه وليقود تلك المجاميع الى مصائد الاحتلال امام نظر ومباركة تلك الدولة المقاومة جدا, وليس ببعيد عن هؤلاء فاني اريد ان اسئل قادة الاجنحة الفلسطينية المنشقة عن فتح , اين خطابهم الثوري والاعلى نبرة في الشرف والعراق يسلب امام العين , والذين تحول نضالهم الى بالونات تطير في فلك سيد المقاومة الاوحد في الجنوب اللبناني والآههم الجديد , بل واضيف اين ميثاق الشرف العربي والاسلامي لدى الاحزاب الاسلامية التي سلمت العراق لأخس الامم وانصرفت تدافع عن ورثة المجوس وتحت تبريرات لايقبل بها شرع او منطق في الوقت الذي كانوا فيه من اقرب المقربين الى سيد العراق وشهيده , ومنطقهم بذلك هو منطق المنافق مكشوف النفاق , واين هو ميثاق الشرف العربي لتلك الوفود القومجية والتي كانت تذرع ارض الرافدين جيئة وذهابا لتتول الى مجرد ابواق لدولة قتلت من ابناء العراق اكثر بمئات المرات مما قتلته الصهيونية واسرائيل في مئة عام من احرار العرب, واين هو ميثاق الشرف العربي والاسلامي لهؤلاء الذين يحاسبون المسلم على تحريك الاصبع ونساء المسلمات يغتصبن امام عيونهم تحت دعوى ان العراق لايقاتل تحت رايى اسلامية وهل هناك راية اعظم من تلك التر ترفع وفيها الله اكبر ياعبدة الاسهم المالية الحرام , لهذا كله فاني اقول لمن يتكلم عن ميثاق الشرف العربي انه كلمة ضاعت منذ زمن واننا نشهد عصر العهر العربي الذهبي والذي يتسابق الجميع على اشهاره مع الرايات , وان زمن الشرف العربي قد ولى ولم يبق منه الا القليل من بقع الضوء الساطع في ارض الرافدين العظيم ومعه من بقي على ولائه للاقصى السليب .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٩ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م