الهرولة حفاة الى بغداد

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

 

مازلت اذكر المثل العربي القائل ألى صنعا ولو طال السفر , ويبدوا ان هذا المثل قد مر على الحبيبة السمراء للقذافي امين القومية العربي فعدلته وصار : هرولوا الى بغداد حفاة ولو طال السفر , وانا لاألوم السياسة العربية والتي اثبتت انها سياسة اقل مايقال فيها انها شفافة , ولقد بلغت درجة الشفافية فيها انها لم يعد لها طعم او لون ,مع اختفاظها بالرائحة, وشفافيتها تكمن في التبعية المفرطة لاوامر البيت الابيض وباوامر وزيرة الخارجية الحسناء العذراء الدعجاء , وهذه الطاعة العمياء والتي قل مثيلها, طاعة يحسد الاباء عليها القادة الشفافون .



كان من حق هؤلاء القادة الهرولة الى بغداد واقامة العلاقات الديبلوماسية , لما لا!!!!! ونحن نشاهد اليوم ان العراق وقد خرج من ازمته منتصرا بعد ان طرد المحتل البغيض وبمساعدة مشرفة من الاخوة والاشقاء العرب , حيث فتح قادة هؤلاء البلدان دولهم وبيوتهم لمتضرري الحرب العراقية, وافردوا من ميزانيات املاكهم والتي ورثوها من ادم عليه السلام حصصا مالية حملها هؤلاء القادة على ظهورهم لتوزيعها على الاسر المشردة , كي يتفرغ الشباب العراقي الى التدريب وطرد المحتل , ولم انس ابدا ذلك المنظر التعاوني المثير حقا حينما تبرعت احدى الدول الغنية جدا بثلاثة اراجيح للاطفال في منطقة صفوان , وزاد عليهم اهل الخير سيارة مليئة بعبوات الماء النقية جدا بل والمقطرة , وربما قطرها بيديه المباركتين حاكم تلك البلد , والتي شرب منها اهل صفوان ولم يظمئوا بعدها ابدأ , واما عن الدعم الى داخل العراق فالحديث عن كرم هذه الدول لاتتسع له صفحات الجرائد الحاكمة , والتي اعتادت ان تصور التبرعات والى جانبها صورة الحاكم المتبرع , والذين اعتادوا ان يضخموا تلك التبرعات لتتحول حبة القمح الى قبة , وذلك تشجيعا منهم لاهل النخوة من الحكام الاخرين,والتي لم يصل منها شيء خوفا من ان تصل الى ايدي المحتل , ولن اتحدث عن عونهم للمقاومة المسلحة في العراق والتي ساعدوها باحدث الاسلحة , من طائرات ودبابات واسلحة فردية فتاكة , والان وبعد تحرير العراق على يد قائد قوات التحرير العراقية البطلة ابو درع دام ظله الشريف , واية الله اتاري الصدر , والمستر درلل بيان صولاغ جبر وزير المسالخ الحربية .


ثم الا تستحق تلك المرجعية العظمى في النجف والتي قاومت الاحتلال منذ اليوم الاول وكانت قدوة لابي درع ولكل المرجعيات في العالم في انزال شرف المقاومة من موضعها , الاتستحق شرف ان يهرول سياسيو العرب لتقبيل ايدي وارجل هذه المرجعيات العظيمة والتي هي هامة الشرف في امتنا , واليس الاستقرار الكبير والامن السائد والعدالة المطلقة في العراق اليوم , مدعاة الى التهافت الى بغداد من اجل الاعتذار منهم عن التقصير مع الحكومة المجاهدة والتي طردت الاحتلال الامريكي شر طردة , ولهذا كله فاني اجد انه ليس من حق احد ان يلوم سياسيو العرب في هرولتهم حفاة الى بغداد بعد ان قدموا ماعليهم تجاه اخوانهم في ارض الرافدين اعزهم الله وطال ذيلهم الشريف.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٦ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٥ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م