الاعلام العربي والمقاومة العراقية

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

 

لابد لنا كعرب ننتمي او يقال لنا احيانا اننا ننتمي الى امة عريقة اسمها الامة العربية , ان نتسائل عن موقف الاعلام العربي من الاحتلال الامريكي للعراق , وهل هو بحجم المسؤولية الملقاة على عاتق مؤسسات اعلامية من المفروض ان تكون مهماز السباق وقرون الاستشعار التي تكتشف الاخطار العالمية الخارجية والداخلية التي تهدد او تتهدد امتنا , والتي لها تجمعا معروفا بفشله لدى القاصي والداني اسمه جامعة الدول العربية , وهنا لابد لنا من توضيح موقفين , فالاول هو موقف الاعلام العربي الرسمي , والثاني هو موقف الاعلام الخاص.


باعتبار ان دولة العراق العربية والتي احتلت بموافقة عربية كاملة , مع مساهمة عربية عبر تقديم التسهيلات , والتي استمرت حتى اليوم , فمن الطبيعي ان لايستبشر المواطن العراقي المقاوم للاحتلال خيرا من اعلام هذه الدول , والذي هو اعلام السلطان الحاكم , ومهما ادعت تلك الانظمة بحيادية اعلامها فهو ادعاء كاذب , تكذبه الوقائع , فقضية كقضية العراق وهو بلد بالتاكيد اكبر من مزارع شبعا والذي انشطر العالم العربي والاسلامي من اجلها وهي مجرد مزارع لاتتجاوز في مساحتها مساحة اي حديقة من حدائق اي زعيم عربي فقير جدا من زعمائنا العرب المباركين الفقراء الزهاد ادامهم الله وادام ذيلهم الشريف , ومع ذلك فقد نالت تلك المزارع من الدعم في يوم واحد اضعاف مالاقاه العراق من دعم عالمي كامل خلال سبع سنوات , ونشرات الاخبار والجرائد والصحف شهود على ذلك الادعاء , وهذا الدعم المشكوك فيه والمبارك او المسموح فيه من قبل اصحاب القرار في العالم يعطينا الصورة الاكثر وضوحا عن حركة الاعلام والاعلاميين العرب , والذين لاهم لهم الا استرضاء الحاكم والارتفاع به الى مصاف الالهة , في الوقت الذي يعرف فيه المواطن العربي جيدا ان هذا المديح ان هو الا خبث النفاق الذي اعتاد عليه الاعلام العربي , بل والمصيبة في الاعلام العربي الرسمي انه كان مع الاحتلال ومسايرا له, وكانه كان مختلا او محكوما من دولة فضائية اخرى وجاء اخواننا الامريكان ومعهم تحالفهم الذي يقوده ريتشارد قلب الاسد البريطاني, ليحرر بغداد ثانية من هؤلاء القوم الكفار سكان بغداد وبلاد الرافدين’ والذين كان على ايديهم السبي البابلي , وحبا بهؤلاء الفاتحين فقد مضت الانظمة العربية ومعها طبولها الاعلامية تؤيد هذا الفتح المبين , ولست عاتب على هذا الاعلام والذي يمثل هؤلاء القادة المحترمين, فالعتب يكون على من تحب وقطعا لست انا وكل من ينتمي الى الامة التي قال عنها نبي الرحمة والنور والاخلاق انه بعث ليتمم مكارم اخلاقها , وهؤلاء القوم اثبتوا ومعهم طبولهم انهم لاعلاقة لهم بهذه الامة من قريب او بعيد بل وحتى لسانهم ليس فيه من العروبة شيء وتصرفاتهم مع امة العرب والاسلام تؤكد ذلك , وينجر على شيوخ السلطان ماينجر على اسيادهم حيث انضووا تحت عباءة الحكام الشيطانية فرحين بما اتاهم الحكام من حطام الدنيا , فصارت فتواهم تفصل على مقاسات الحكام وليس على شرع الله , بل واصبحوا جزءا هاما من اعلام الحاكم العربي الساقط .


وعندما ياتي الدور على الاعلام الخاص وعلى راسه الفضائيات العربية , والتي شبهها منذ عشر سنوات عبد الباري عطوان بانها الحوت الاعلامي الذي يبتلع في طريقه كل شيء , فاننا نجد اعلاما لايختلف عن الاعلام الحكومي الا بشيء واحد انه اصبح مراكز للدعارة والتي لاتتناسب مع خلق امة تنتمي في جذورها الى رسول النور والاخلاق , والمصيبة الاعظم ان اموال هذه الفضائيات في الغالب هي اموال تنتمي الى البنوك الاسلامية , والتي سخرها اصحاب هذه البنوك لخدمة الدعارة المنظمة , والتي تستكشف اي موهبة فاسقة وتحتضنها بكل رعاية وعناية , بل وتلاقي رقصة عارية ساقطة من امثال ملكات العهر الحديث وعلى راسهم سيدات الغواية العربية نانسي عجرم وهيفاء وهبي احتراما يفوق الخيال , وكلما تعرت احداهن نالت من حكام العرب احتراما اكبر , بل وعرف ان لبعضهن حظوات خاصة , وخلوات اخص من ملاك هذه الفضائيات وحكام الدول العربية الافاضل , ويغدق عليهم من اموال الامة واموال البنوك الاسلامية وعلى حساب المساكين المؤمنين الذين اودعوها امانة عند هؤلاء الافاضل , والذين حملوا لقب الشيوخ زيادة في مصائب الامة واذلالا لدين السماء , ولا يستثنى الاعلام الفضائي الاخباري ولا يشذ عن هذه القاعدة , وعندما اذكر للمثال والتوضيح فقط قناة العربية الفاضلة ونرى برامجها , فان معنا الحق كل الحق في ان نصنفها وامثالها على انها قنوات صهيونية يديرها حاخامات عاشوا في مواخير الرذيلة دهرا قبل ان يصبحوا حاخامات يديرون اعلاما مضادا وموجها وهادفا وملتزما بمبادئ الصهيونية’ بل وان الكذب الاعلامي والتلفيق الاخباري المضاد للمقاومة في هذه الامة تشع من هذه القنوات ,وتبدوا العفة في مذيعات هذه القنوات واضحة وجلية على نهودهن العارية الظاهرة لاحبابهم المشاهدين ومعها الافخاذ الربع مكسية والتي تفتح وتغلق للمشاهد وفقا لمعايير خاصة لايدركها الا المخرج الفهيموالذي يهتم بالذوق الفني والاخباري معا , و تتفنن هذه القنوات في اختيار اكثر حالات العرض جاذبية , وكأن نشرات الاخبار او الحوارات هي مقدمة لعرض افلام خلاعية , وبكل وقاحة وبدون خجل , والمصيبة الاكبر ان هذا الاعلام ينتمي الى دول احداها تمنع المراة من قيادة السيارة حفظا لقواعد الشرع , اما المذيعة التي تفصل لها طاولة خاصة مع الاضاءة وتفتح فخذيها وتغلقها امام المشاهد العربي الفقيرررررررررر فانها تتوافق مع قواعد الشرع الحنيف ولا ضير فيها او منها فهي صورة لعربي اليوم الذي يقف في حرب ضروس شعاره محاربة الارهاب والدليل هو كشف المستور من الذيعات الحور, خاصة عندما تهاجم المذيعة وبشراسة كل اشكال المقاومة عفوا – المئآومة- في العراق مع حقها في الدفاع عن – المئآومة – في جنوب لبنان , ومن حقهم ان يقتلوا المقاومة ’ لان وجود المقاومة يعني بالضرورة فقدانهم لتلك الحظوة التي يتمتعن بها لدى اولياء الامر الذين يامرنا علماؤنا الافاضل بطاعتهم وبالتالي طاعة مذيعاتهم والسماح للمؤمنين امثالي بالتلذذ بالفرجة فقط على هذا النتاج العربي العصري الحديث من خلال جمال مصبوغ بكل انواع الصباغة الباهظة الثمن , ومن خلال مشاهد للغواية الشيطانية وملابس لاتلبس الا في مخادع النوم , وكل هذا بفضل حكامنا وفتاوى علماؤنا الافاضل اطال الله ذقونهم ورزقهم على قدر نياتهم تجاه مذيعاتنا الفاضلات , ولم استطع ان اعرف لماذا هذا الحقد والكره للمقاومة العراقية التي خذل الله اعدائها واذل مدبريها , ورمى كيدهم العظيم في نحرهم, ودخل شيطانهم الاكبر العراق دولة عظمى وسيخرج منها دولة قزمى بفضل هؤلاء الرجال الذين نسجوا وحدهم ومعهم عناية الله ورعايته ورايته ملاحم الرجولة والاف قصص البطولة , في الوقت الذي حاصرهم الاعلام العربي الساقط , ومعهم اسيادهم الحكام العرب الذين فتحوا صهاريج الوقود لطائرات ودبابات المحتل تملأ من اراض عربية لتدك بها ارض الله في العراق امام بصر الشيوخ الافاضل ’ وكان هذا الغثاء فرحا بهذه الخدمات لاسياده في البيت الامريكي الاسود , وفرحين ببيعهم المؤن والمحروقات للجيش الامريكي والذي لو قطع عنهم الوقود لمدة اسبوع واحد , لساق اسود العراق الاف الجنود امامهم اسرى , ولاستبدلوا كل جندي من قوات التحالف بحذاء , والمقاومة والذين معها سينصرهم الله ليبقى الاعلام العربي بشقيه الحكومي والخاص شاهدا على هذه الانظمة الخائنة , وليوثق هذا الاعلام العربي بيده شهادة عهره وخيانته ونذالته , والذي توسع ليضم شخصيات كانت خبيئة نظريات الطرح القومي والعروبي والوحدة الاسلامية , وما ان سقط العراق تحت الاحتلال حتى انقشع الغيم عن كل هذه الاوجه المتنوعة , وكان كشافها المقاومة العراقية نصرها الله , والتي هي الفيصل الحقيقي بين الحق والباطل , فالحقيقة لها وجه واضح المعالم صريح العبارة ولا يحتمل التاويل وهي المقاومة التي رفعت راية الله اكبر ومنذ اللحظات الاولى كي تقطع الطريق عن الخلوف الذين تعللوا انها مقاومة بلا راية واضحة وكان رايات بلدانهم اكثر وضوحا .


وبقي على الهامش الاعلام العربي الالكتروني المسكين والذي تعامل مع القضية العراقية بشيء من الحرية , ومع هذا فاني احيي كل من وقف مع العراق في محنته , وكل من قدم خدماته , واترحم على ذلك الجيل من الفصائل الفلسطينية , ومعهم كبار القوميين العرب والذين انحرف ورثتهم الى صف اعداء العروبة والاسلام ومعهم جيل الاخوان المسلمين القديم والذين لو شاهدوا كيف اصبح الجيل الاخير منهم من اتباع ولي الفقيه الايراني , لااعتذروا لله عن تشكيل تلك الجماعة لتحولها الى طابور يعمل ضد المقاومة العراقية الباسلة وانضمت الى هيئة تحرير مزارع شبعا , على ان يكون عملهم حمل الطبول لولي الفقيه الصفوي ليس الا وذلك من اجل حفنة تومانات تمنح لحماس والجهاد الاسلامي حيث تحول جهادهم الحقيقي الة جهاد كرسي ونفق , هذا الولي الجديد الذي يعلق على مشانقه يوميا احرار العرب والمسلمين في الاحواز العربي اول بلد عربي مستقل في العصر الحديث , والعراق امام العالم ومراى قادة الاخوان المسلمين وطارق البشري ومحمد حسنين هيكل وكل فراعنة الاعلام في العصر الحديث .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١٨ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٧ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م