مدينة البوكمال هي مدينة حديثة نشأت في مطلع القرن الماضي , تقع في الزاوية الشرقية الجنوبية للحدود السورية العراقية , وبنيت على الطرف الغربي لنهر الفرات , واهلها عرب اقحاح ينتمون في مجموعهم الى العشائر العربية كالزبيد والجبور والدليم , والذين حملوا معهم لدى تاسيسهم لهذه المدينة كل مالدى العشائر العربية من نخوة وكرم ومروءة ورجولة منقطعة النظير , وكان اسم المنطقة سابقا الغشلة , ولهذا فحينما احتل الاستعمار الفرنسي بلاد الشام في مطلع القرن المنصرم , خرج ابناء الغشلة –البوكمال حاليا-لمقاتلة الفرنسيين , وكان من هوساتهم الرائعة وباللهجة العراقية:

هاي الغشلة وما ننطيها.........هاي الغشلة وماننطيها
ومن دوير حويش نحاميها......ومن دوير حويش نحاميها
وايش ماتوطى احنا نعليها.....وايش ماتوطى احنا نعليها
وهاي الغشلة وماننطيها

ومعنى ذلك انهم اقسموا انهم لن يسلموا الغشلة –البوكمال-
لدوير حويش, وهم الفرنسيون, وانهم سيحمونها ,وانهم سيصعدون المقاومة كلما خف ضرامها , وقد ساهمت هذه المدينة في التحرر من نير الاحتلال الفرنسي, وساهم ابناؤها في جيش الانقاذ الفلسطيني مع فوزي القاوقجي الثاثر العربي التركماني الجذور , وبعد سقوط فلسطين تطوع اعداد لاباس بهم من ابناء البلدة في مختلف الفصائل الفلسطينية , ومع الطيبة الشديدة وروح التسامح المتاصلة في ابناء الشعب السوري , فان ابناء مدينة البوكمال هم تاج الفضائل لدى المدن السورية الكريمة الاخرى , واستطاع ابناء المدينة ان يحولوا قريتهم الصغيرة الغشلة , الى مدينة كبيرة عامرة باسواقها , ولا يقل سوقها القديم المسقوف نشاطا عن باقي اسواق الدولة السورية , حيث يغلب على زوار المدينة البداوة والطيبة , وتشتهر هذه المدينة بمزارعها الغناء وخضرواتها وعلى راسها البامية , والتي برع اهل المدينة في طهوها لتقدم مع الثريد العربي المشهور , وكان تعاطف ابناء المدينة وماحولها مع العراق العظيم في محنته , تعاطفا بلا حدود , فكيف لا وابناء الفلوجة وراوة, وحديثة والرمادي والحصيبة والموصل وغيرها , اخوة واولاد عم , والاشارة الى هذه المدينة تحديدا, في مرحلة التخبط الامريكي ومحاولة الرئيس الفاشل جورج بوش القفز من مشكلة الى اخرى , يضاف لها هذا الحقد الفارسي المتعمد من قبل احذية النظام العميل في المنطقة السوداء في بغداد , وان الاشارة للبوكمال تحديدا , وهي التي تمثل نموذجا للاخاء العربي والذي يراد تحطيمه من هذه العصبة الحاكمة في بغداد , والادعاء بان الضحايا هم من القاعدة هو اشارة لها دلالاتها , وقد شاهد العالم كله مدى كذب هذه الادعاءات وهي ادعاءآت لايراد من ورائها خير لتلك المدينة وان وراء الاكمة ماورائها,وهذا يدل عن مدى التورط الامريكي في التحالف الواضح مع هذه الفئة الضالة والمرتبطة بمشروع يقوده سدنة الفرس الذين اختطفوا ال البيت من اصحابه بعد ان اثخنوهم قتلا وخيانة, وهي فئة ادعت الانتساب الى العراق وليس لها في العراق الا حقدهم المجوسي الاسود على كل من ينتمي الى العراق بصلة مسلما كان اومسيحيا , وتصريح الدباغ الذي جاء لدبغ الحقائق وطمسها كان تصريحا يعبر عن قلوب الفئة الحاكمة عملاء الاحتلال , والذين لايهمهم تقسيم العراق او بيعه , او قتل اهله لانهم لاينتسبون الى ارضه او شعبه, ولا غرابة ان تضرب مدينة البوكمال تحديدا , فقط لانهم ذو اصول عربية صافية وعراقية شريفة.