حزب البعث العربي الاشتراكي: تعريفات عامه:

1- البعث العربي الاشتراكي فكر عقائدي ثوري قومي الأهداف، سياسي الاتجاه، روحي الطابع

2- وحزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب المتبني ذلك الفكر والمؤمن بتلك الأهداف والقيم والمكافح في سبيل تحقيقها.

3- وحزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب المؤمن بالحركة الروحية الإيمانية الايجابية التي تتوافق مع الدين بعيدة عن الجمود والنفعية والنفاق.

4- وحزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب المنبثق من أبناء الشعب العربي ، والمتأسس داخل وطنه العربي , والمرتبط بوجود الجماهير العربية التي تعبر عن مصالحها وتسعى لتحقيقها عبر مراحل التحول للامه على امتداد عشرات السنين ومئاتها . وهذا ما يسمى بالتفاعل الوظيفي فيما بين الحزب الأصيل والمجتمع الذي ينشأ فيه.

5- ولم يكن من خصوصيات حزب البعث العربي الاشتراكي أن يكون مرتبطا بظهور شخص أو أشخاص معينين، أو بفئة محدودة، أو بأحداث وعوامل ليست بعيدة الغور في صنع الحياة .

مفاهيم البعث وخصائصه :

يكمن السر في انجذاب الأجيال الجديدة للبعث والانتماء إليه في خصائص ومفاهيم البعث ومزاياه وفي مفهومة القومي وفي شموله سائر الأقطار العربية بسبب وحدة فكره وتنظيمه وفي أهدافه وأساليب عمله وخطط نضاله، وفي تاريخه الحافل بمآثره وصفاء ونقاء سيرته ..

البعث ينظر إلى العرب باعتبارهم امة واحدة كريمة الأصول والنشأة عريقة الحضارة ذات تاريخ طويل مشرف قدمت خلاله للإنسانية مناقب جمة ومحامد كثيرة. وما تفرق الأمة في وقتها الحاضر وتجزئتها إلى دويلات هزيلة إلا أمرا طارئا فرضه الاستعمار والصهيونية. وعززته عوامل الرجعية والجهل والتخلف والأنانية والطمع وضيق الأفق، مما مزق جسد الأمة وما تزال تسعى إلى تعميق شرذمتها مما اقتضى " البعث " إلى جعل مفهوم " الوحدة العربية " في مقدمة أهدافه كي يعيد للأمة وحدتها ولحمتها وينقذها من فرقتها إلى وضعها الطبيعي وتشفيه من سائر عيوبه وأمراضه.

إن هدف البعث الأول هو " الوحدة العربية "

" الحرية" طريق التحرير:

من أهم الأهداف الأساسية للبعث السعي لتحرير الوطن العربي من الهيمنة الأجنبية، وتحرير الأمة من العوامل المكبلة لها ولأفرادها من عوامل التسلط والاستبداد والقمع من اجل الاستقلال والاستئثار بمقدرات الأمة وسلبها ثرواتها, مما جعل من أهم الأهداف للبعث المجاهدة لتحرير الأمة وتحقيق " حريتها" وإطلاق إرادتها المستقلة لتعزيز شخصيتها واستعادة قوميتها وإنسانيتها وتوفير مناخ ديمقراطيتها " فالحرية " إذن هي الهدف الثاني من الأهداف الأساسية التي يكافح " البعث " من اجل تحقيقها.

"الاشتراكية " والعدالة الاجتماعية:

ومن أهم أهداف " البعث " أيضا تحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق ترسيخ مفهوم " الاشتراكية " ورفض كل ما يشوه المسيرة ويحول دون استغلالها. فهو يرفض استغلال الطبقية مهما كانت ويرفض استئثارها بالسلطة والجاه والنفوذ، واستغلال الثروة على حساب الطبقات الأخرى في المجتمع، ولذا فقد اعتبر مفهوم "الاشتراكية" ثالث أهدافه الرئيسية لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتحرير الأمة من الاستغلال الطبقي، وصون الثروة القومية إلى تحقق تحرير الإنسان العربي من عيوب الجهل والتخلف والفقر والحاجة, وتجعله يمارس دوره الطبيعي وطاقاته المبدعة الخلاقة.

تكامل الأهداف الأساسية وترابطها:

ويرى البعث أن أهدافه الثلاث الرئيسية أهدافا متكاملة في تحقيق معناها، ومترابطة من اجل إنجاز غاياتها. فالوحدة لا تتحقق بدون تحقيق الحرية والاشتراكية، ولا تتحقق الحرية بمعناها الواسع الفعال إلا في مجتمع موحد اشتراكي. كما ان الاشتراكية وتحقيق الرفاه والعدالة والتقدم لا تتأتيان إلا في محيط مجتمع عربي يوحد ثروة الأمة كلها فلا تقتصر على ثروة قطر من أقطارها فحسب، وما لم تكن هذه الثروة في يد الأمة وليس في أيدي الشركات الأجنبية أو في أيدي الفئات الاجتماعية المتسلطة أو في أيدي الأفراد المستغلين, فلن تتحقق أهداف الأمة بوجهها الأكمل.

البعث قومي إنساني:

إن البعث معاد للتعصب والانغلاق، لا يهدف إلى قهر الأمم الأخرى أو إلى استغلال ثرواتها. وهو قومي يؤمن بأن الأمة العربية وحدة خلاقه جديرة بتاريخها وحضارتها وهي كذلك إنسانية الرؤى قادرة على التفاعل مع الأمم الأخرى في ماضيها وحاضرها على السواء. فقد قدمت لها ثمار حضارتها وساعدتها على الأخذ بأسباب التطور والتقدم والخروج من ظلام العصور الوسطي. كما أنها قادته في الحاضر على تجديد دورها وجعله شعارا .

البعث ضد الإلحاد:

فالبعث فوق رفضه الإلحاد يؤمن بان العروبة جسد روحه الإسلام، وأن الإسلام جوهر تراث الأمة ومحرك نهضتها في الماضي والحاضر. ولا يناهض الأديان السماوية الأخرى بل يعتز بفضائلها وسماحتها غير أنه لا يؤمن باستغلال الأديان لتحقيق أغراض التسلط والقهر والعمل على إشاعة التفرقة والإرهاب.

البعث يدين الطائفية:

لا يؤمن البعث بالطائفية أو العشائرية كما لا يؤمن بالتعصب لأي جهة أو إقليم أو قطر مما يفرق أبناء الأمة ويعزز خلافاتها ويمكن أعداء الأمة من التغلغل في صفوفها وإثارة النزعات وعدم التمكن من تحقيق أهداف الأمة العادلة.

البعث حزب ثوري:

يؤمن البعث بالرؤية الجذرية للأمور في كل مجالاتها وينتهج الأساليب الجذرية في تحقيقها دون تفريط بها أو التدرج في تحقيقها إيمانا منه بأن لا يتخلف عن سرعة دوران عجلة العصر أو هدر الوقت وإضاعة فرص التقدم والنهوض.

البعث قومي في انتشاره موحد في أفكاره وتنظيماته:

فالبعث قومي الانتشار له في كل قطر تنظيم ولكن تنظيماته كلها موحده في الفكر والعمل والقيادة وتعمل كأنها يد واحدة في جسد واحد. ولا تغفل خصوصيات الأقطار العربية أو تستهين بها مما يجعلها معبرة عن وحدة الأمة قبل تحققها ويمكنه تحقيق الأهداف بصورة أفضل وأكثر فعالية.

البعث حزب ديمقراطي في حياته الداخلية:

فلكل عضو منتم للحزب حق التعبير عن آراءه وأفكاره وإبداء مقترحاته وذلك من خلال الاجتماعات والندوات الحزبية المغلقة وفي حدود وحدة الحزب فكرا وعملا وتنظيما وقيادة. فكل فرد يعتبر طاقة ايجابية مبدعه تسخر في خدمة الحزب من أجل تحقيق أهدافه. وكذلك في مجال تحاورهم مع الآخرين وتفاعلهم معهم.

البعث والعلم:

يؤمن البعث بالعلم والأخذ به في خدمة الأمة وتحقيق نهضتها، ومحاربة الجهالة والتخلف والتقليد والعادات السيئة المعوقة للنهضة.

حزب البعث وسيرة نضاله المشرفة:

لحزب البعث تاريخ نضالي طويل حافل بالمآثر المجيدة من أجل تحقيق أهداف الأمة فيما مضى وما يزال. فكم من معركة قومية أو وطنية خاض غمارها وأبلى فيها بلاء حسنا دفاعا عن أهداف الأمة ومن أجل تحقيق أمالها.

ولقد تميز نضاله وما يزال يتميز بالسيرة المشرفة الطاهرة النزيهة فلم يتعاون مع مشبوه أو جائر من الحكام ولم يتصل بأية قوة أجنبية اتصالا مشبوها ولم يسع لنوال مساعدة أو مساندة من أية جهة ولم يعتمد إلا على اشتراكات أعضائه وما يقدموه من تبرعات وما يقدمه مؤيدوه وأنصاره رغم فقرهم.

والبعث مقدام شجاع لا يهاب جائرا ولا ظالما ولا يخشى قوة أجنبية مهما كلفه من تضحيات تلك الصفات التي جعلت منه مدرسة نضالية فريدة خرجت أجيالا من المناضلين الثوريين الشجعان، ولا تزال مقدرته على التطور والتجدد والتأهيل وخلق الأجيال مستمرة من أجل تحقيق أهداف الأمة وخدمة أفراد المجتمع. إنها المهمة التي تخلق المناضل الحقيقي الذي يتحلى بخصائص حزبه بنفس طاهرة من أدران الواقع الفاسد ومن أمراضه والعمل على تحرير عقله من كل تعصب وانغلاق وتردد وخوف. فهو صورة يعكس بها صورة الحزب المشرقة ترمي لتحقيق غاياتها النبيلة.

صفات جيل البعث الجديد:

حدد قادة البعث عام 1941 م صفات جيل البعث الجديد المؤهل لحمل رسالة البعث بما يلي:

1-   العمل على أساس الإيمان بعقيدة واضحة.

2-   الحماس لهذه العقيدة.

3-   النضال في سبيل تحقيقها

4-   صراحة الأطفال وصدقهم

5-   التزام جانب الحق

6-   طي صفحة الضعفاء والجبناء و النفعيين

7-   لا فرق بين ظاهر حياتهم وباطنها

8-   قساة على أنفسهم وعلى غيرهم

9-  التمسك بالحق لا بأنفسهم

10- يحملون إيمانا وعقيدة لا نظريات وأقوال

11- إيمانهم بالله ثم بالجماهير

12- إيمانهم بالتنظيم الطليعي.

تاريخ نضال حزب البعث العربي:

إن ما يميز حزب البعث العربي الاشتراكي عن غيره من سائر الأحزاب والحركات السياسية التي ظهرت في الوطن العربي هو تاريخه النضالي المشرف، تاريخ الصفحات المجيدة من نضال الأمة العربية منذ أوائل الأربعينات وحتى اليوم فلم يهدر الوقت في المناقشات الفكرية بل دخل حومة النضال الفكرية والسياسية والتنظيمية ولم يتوانى عن حمل السلاح كلما اقتضت الظروف ذلك.

ومن ابرز أدوارة النضالية ما يأتي:

1- تأييد ثورة (21) آذار سنة 1941 م في العراق وتشكيل حركة لنصرتها باسم ( حركة نصرة العراق )

2- خوض حرب فلسطين سنة 1948 م بمجموعات من المناضلين المتطوعين يقودهم الرفيقان الراحلان ميشيل عفلق وصلاح البيطار.

3- خوض معركة الديمقراطية ومقاومة الدكتاتوريات العسكرية في القطر السوري

4- مقاومة المشاريع ألاستعماريه والأحلاف العسكرية

5- تأييد حركات التحرر والاستقلال في أقطار المغرب العربي والجزيرة العربية ودعمها ماديا ومعنويا

6- دعم الاتجاه القومي المعادي للاستعمار والصهيونية والرجعية الذي جهرت به قيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والوقوف معها ضد العدوان الثلاثي على مصر.

7- التحالف مع قيادة عبد الناصر والعمل معها من اجل توحيد القطرين السوري والمصري في دولة واحدة

8- تأسيس حركة الضباط الأحرار في القطر الأردني التي عملت على تحرير الجيش العربي وتعريبه وطرد الجنرال البريطاني كلوب سنة 1956م

9- الإسهام في تهيئة الأجواء لثورة 14تموز سنة 1958 في القطر العراقي واحتضانها .

10- التصدي للمد الشيوعي الذي حاول ابتلاع ثورة تموز ومقاومة نظام عبد الكريم قاسم العسكري الديكتاتوري الذي انحرف بالثورة عن اتجاهها القومي الصحيح.

11- تفجير ثورة 8 شباط سنة 1963 م ( ثورة 14 رمضان – عروس الثورات ) وإسقاط حكم عبد الكريم قاسم في القطر العراقي.

12- تفجير ثورة 8 آذار سنة 1963 م في القطر السوري ضد الانفصاليين .

13- مقاومة حكم الردة الذي أطاح بثورة الحزب في 18 تشرين الثاني سنة 1963 م في القطر العراقي

14- مقاومة وعدم الاعتراف بردة 23شباط سنة 1966 م التي شجعت الأنظمة العربية في القطر الأردني وغيره لاعتقال الرفاق البعثتين والتنكيل بهم .

15-  تفجير ثورة 17 -30 تموز في العراق وبناء تجربة الحزب الثورية في القطر العراقي وجعلها أنموذجا مشعا للآمة العربية ولبلدان العالم الثالث.

16- الوقوف في وجه مشاريع التخاذل والاستسلام واحتضان حركة المقاومة الفلسطينية ودعمها بالمال والسلاح.

17- الإسهام الفعال في حرب تشرين سنة 1973م وحماية دمشق من السقوط في قبضة العدو الصهيوني

18- الدفاع عن عروبة الخليج العربي والتصدي لأطماع إيران في مشاريعها العدوانية على المستويين السياسي والعسكري في عهد الشاه وفي عهد خميني حتى بلغ ذروته في معركة قادسية صدام المجيدة التي انتصر فيها العراق نصرا حاسما .

19- مواجهة العدوان الإمبريالي الصهيوني الذي استهدف تدمير قواعد التجربة الرائدة التي أقامها الحزب في العراق وإنهائها وتصفية قيادتها التاريخية وصمود الحزب في هذه المعركة التي استحقت أن تسمى أم المعارك بصلابة وكفاءة حتى النصر

20- مساعدة المقاومة الفلسطينية بتقديم الدعم المادي لعائلات الاستشهاديين وعائلات الجرحى وتعويض من دمر العدو منازلهم

21- تنظيم حركة التحرير الشعبية ( المقاومة ) وقيادتها ضد الاحتلال الأمريكي الصهيوني الصفوي ، والتي أوقفت الإمبريالية عن التقدم بمخططاتها الخبيثة لتدمير الأمة والمقاومة بقيادة البعث لا تزال مستمرة حتى كنس أخر محتل من أراضي الأمة .

شعار حزب البعث العربي الاشتراكي :

( أمة عربية واحدة            ذات رسالة خالدة )

يردد البعثيون شعارهم هذا في بداية اجتماعاتهم وقوفا باعتزاز وزهو وإيمان مستذكرين حقيقة أمتهم وشخصيتها ودورها الكبير في التاريخ، ويرددونه في ختام اجتماعاتهم وكل ما يتصل بأدبياتهم ويهتفون به في سائر احتفالاتهم ومسيراتهم ومظاهراتهم ومناسباتهم القومية. وأول ما ظهر الشعار كان في سنة 1943م .

يتكون الشعار من جزأين مترابطين معنى ودلالة . فصدر الشعار " امة عربية واحدة " يؤكد حقيقة وحدة الأمة العربية حقيقة ملموسة بالشواهد التاريخية والواقعية، وان التجزأه الراهنة مصطنعه أوجدها الاستعمار مستغلا تخلف الامه وضعف وعيها القومي وأما ما يعنيه الشطر الأخر من الشعار وهو  " ذات رسالة خالدة " فهو أن الرسالة الخالدة هي الإيمان الملازم للأمة...... رسالة العبقرية والبطولة التي تعطي الفرد معنى الحياة وللأمة سموها فوق الأنانية والغطرسة والعنصرية. وذات رسالة خالدة هو تأكيد على أن الأمة العربية ذات قيم قومية عليا ومثل سامية إنسانية, وأن لها أهدافا كبرى تعبر عن طموحاتها في الحياة الكريمة. والرسالة الخالدة تعني أن للأمة العربية دورا أساسيا في بناء التاريخ وخلود الرسالة يعني القدرة على التجرد والتطور والانبعاث والتكامل ويعني الاستمرارية فحضارات وادي الرافدين والسومريه والأكدية والبابلية والآشورية، وحضارة قدماء المصريين في وادي النيل وحضارات اليمن والهلال الخصيب وعطاء الإسلام الكبير كلها تمثل حقا مسيرة حضارية متميزة. وهكذا فالبعث يعتبر أن الرسالة مبدأ من مبادئه وأن الأمة العربية حملت رسالة الإسلام العظيمة، وان الرسالة ثلاثة أبعاد:

ا – بعد الماضي: وهو البعد الحضاري للأمة الذي يؤكد عراقة الأمة العربية وإبداعها وسمو رسالتها وقد تجلى ذلك في أبهى صورة وأشكاله برسالة الإسلام العظيمة التي حملها العرب للإنسانية جمعاء .

ب _ بعد الحاضر: وهو البعد الذي يعطي الرسالة معنى النداء للأمة للثورة على الواقع الفاسد وتحقيق النهضة الشاملة وبناء مجتمع الوحدة والحرية والاشتراكية .

ج_ بعد المستقبل وهو بناء العالم المعاصر القادر على العطاء ورفد الإنسانية بقيم تجعل المجتمع أكثر عدالة وأكثر معنوية

والخلاصة أن عظمة رسالة الأمة تكمن في تجددها وخلودها في حملها رسالة الإسلام .

جغرافية الوطن العربي :

يمتد الوطن العربي من تلال بختياري وجبال زاغروس والخليج العربي شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن سلسلة جبال طوروس والبحر المتوسط شمالا إلى المحيط الهندي وجبال مره في جنوب السودان جنوبا وتنحصر رقعته فيما بين خطي 3 _ 38 شمال خط الاستواء، وبين خطي طول 7 غرب خط غرينتش في موريتانيا وخط طول 59 – شرق خط غرينتش رأس الحد في السعودية شرقا ويمتد الوطن العربي على طول 4800 كم فيما بين الحدود السورية التركية شمالا ويبن أقصى جنوب السودان جنوبا. اما امتداده بين أقصى الشرق ( تلال البختياري , والخليج العربي ) وأقصى الغرب ( المحيط الأطلسي) فيصل إلى 8000 كم .

وتبلغ مساحة الوطن العربي 11,5 مليون كم2 يقع 28% منها في قارة آسيا و 72% منها في قارة أفريقيا .

والشعب العربي يتألف من مجموعات نشأت في وطن واحد فتجانست خلال مراحل تاريخية وتميزت بلغة مشتركة وتاريخ مشترك وتراث ثقافي وحضارة واحده وتكوين نفسي مشترك بالإضافه إلى مصالح اقتصاديه مشتركة. وبذالك تبلور شعورها بشخصيتها المتميزة ومصالحها القومية الخاصة وبالرغم من معاناتها من حكم الشعوب المختلفة لها كالمغول والأتراك والأوربيين وغيرهم فلا تزال تشكل وحدة تاريخية بفضل وحدة الأصل ووحدة اللغة ووحدة التاريخ المشترك ووحدة الوطن والتراث الثقافي وأخيرا وحدة النضال المشترك .

القومية:

إن مفهوم القومية مصطلح له جذر لغوي مشتق من كلمة ( قوم ) والقوم هم الجماعة من الناس تجمعهم رابطة معينة كرابطة النسب المشترك وأما دلالة المفهوم السياسية فالقومية تعني رابطة الانتماء. وفي مفهوم " البعث " فالقومية تعني حقيقة حية خالدة وقدرا محببا، وأما النظرية القومية في نظر البعث فقد عبر عنها في أهدافه المعروفة ( الوحدة والحرية والاشتراكية ) .

حاضر الوطن العربي:

قام المستعمرون بتجزئة وحدة الوطن العربي إلى دول ودويلات ضعيفة بغية إضعاف قدرتها وتفتيت وحدتها واستغلال ثرواتها. كما قام المستعمرون باقتطاع عدة أجزاء من أرض الوطن العربي نذكرها فيما يلي:

1- فلسطين: ( قضية العرب المركزية ) وهي التي قام المستعمرون الإنكليز باقتطاعها من جسم الوطن العربي وتقديمها لعصابات اليهود عام 1948 م .

2- الأهواز: وهي التي قدمتها بريطانيا لإيران عام 1934م

3- الاسكندرونة: التي قدمتها فرنسا لتركيا عام 1934م

4- الجزر العربية الثلاث : ( أبو موسى ، وطنب الكبرى ، وطنب الصغرى التي احتلتها إيران 1971م )

5- سبته ومليله اللتان احتلتهما أسبانيا نهاية القرن التاسع عشر .

6- اوغادين ( الصومال الغربي التي احتلتها إثيوبيا ( الحبشه ) .