ديمقراطيات 65 : حقيقة التحسن الامني في العراق المحتل وعلاقة ذلك بالمقاومه العراقيه البطله

 

 

شبكة المنصور

فيصل الجنيدي

 

لان العراق ليس جزر القمر او جيبوتي او الصومال  فلا خيار لهم الا الحديث عن  تحسن امني مزعوم مقترنا بأنخفاض لعمليات المقاومه ليكون  له دلالاته وابعاده  التي اقتضتها المرحله الحاليه لتظهر على تلك الصوره وهي حقيقه لايمكن لاحد تجاهلها  بأن العراق ليس كأي دولة يمكن ان يستمر التوتر فيها فهي تمثل شريان الحياة للعالم مع امتلاكها اكبر مخزون نفطي ( 400 مليار برميل) مما يعني ان ضغوطا دوليه خفيه وعلنيه تمارس  ضد الولايات المتحده لاجل ايجاد مخرج لهذا الوضع الغير مقبول دوليا الامر الذي دفع الغزاة الى اخراج مايسمى بالاستقرار النسبي  او التحسن الامني و نعتقد بأن الضغوط ستزداد مع الازمات الماليه التي بدأت تعصف بالعالم وليس امريكا وحدها ,اما على الارض فمئات السيطرات و جدران الفصل الطائفي والتي  ادت الى تحويل العراق الى ثكنه عسكريه يخالف اي ادعاء عن تحسن امني في ظل شعب يعيش  في مناطق اشبه بالاقفاص ناهيك عن عملاء الاحتلال سواء في الحكومه او مايسمى بالبرلمان فلا يشاهدون الا عبر شاشات التلفزيون  فأي عاقل يمكن ان يصدق عن تحسن امني مع العرض أن الرئيس الشهيد كان محمولا على اكتاف شعبه ساعة  اعداد مسرحية ساحة الفردوس فشتان بين الاثنان !!!!  هذا اذا استثنينا البذخ الذي لم يعرف له التأريخ مثيلا في توزيع الاموال لشراء الذمم وتوزيع رواتب مغريه لمئات الآلاف من افراد الجيش والشرطه والمرتزقه وبمليارات الدولارات من عائدات نفط الشعب بما لم تتعرض اليه اي مقاومه اخرى و وهو مايعد عامل اضافي على قدرة المقاومه العراقيه الباسله  وهنا يجب التوقف عند هذه النقطه لنقول ان دولة غير العراق لايمكن ان توفر مثل هذا المال وبالتالي لاتستطيع ان  تعيق من نشاط المقاومه هذا عدا المليارات التي تنفق من ميزانية دولة العدوان  وهنا نشير الى حديث المرشح لنائب الرئيس الامريكي القادم  جو بايدن  في المناظره مع المرشحه لنفس المنصب عن الحزب الجمهوري ساره بالين التي جرت بينهم  الاسبوع الماضي حيث تحدث بايدن الى الدعم المقدم لثلاث اسابيع في العراق بما يعادل ما تم تقديمه الى افغانستان طيل مدة عدوانهم هناك في اشاره منه الى طلب زيادة الدعم الى قواتهم في افغانستان وبالتالي يضيف ذلك عنصر آخر لقوة المقاومه العراقيه الباسله  في مقارعة قدرات غير عاديه اذا قارناها بفيتنام مثلا  ومما يؤكد اكذوبة التحسن الامني هو التقرير الذي نشرته صحيفة التايمز ونقلته القدس العربي في 7/10 والذي يشير الى امتناع الشركات الاجنبيه من التعاقد في العراق رغم المغريات والعقود التي لم يشهد لها مثيلا من قبل وتقول الصحيفه رغم ان الفرص غير مسبوقه الا ان المخاطر الامنيه تظل عاليه وتشارك بهذه الاكذوبه دولا عديده في مقدمتها بعض الحكام العرب التي سارعوا  للاذعان الى مطالب اسيادهم وارسلت سفرائها او قيام مسؤوليها بزيارات الى العراق  للايحاء بأكذوبة التحسن الامني  . 

 

وهناك نقطه مهمه اخرى تتعلق بمسألة التحسن الامني والتي يشوبها الكثير من الخلط ولانظنه عفويا خاصه من فضائيات الاحتلال وابواقها الليبرليون الجدد وهو الربط بين انهاء العنف وعمليات المقاومه الباسله ولانظن ان احدا لم يعد يفهم ان العنف والفتنه الطائفيه هي صناعة الاحتلالين الايراني والامريكي بدأت بقيادتهما لاغراض خلط الاوراق والتغطيه على انتصارات المقاومه  وانتهت بأمرهما حسب ماأقتضته مصالحهما  وليس للمقاومه شأن بأرتفاع او انخفاض العنف وان اهدافها واضحة المتمثله بالاحتلال واعوانه  بل ان انخفاض العنف سيفتح آفاق جديده لصالح العمل المقاوم ستظهر نتائجه قريبا اما عمل المقاومه فهو مستمر في ادائه المميز وفق مبدأ الكر والفر لاستنزاف العدو ماديا وبشريا  لايصاله الى حالة الانهيار وفي حديث وزيرة الخارجيه الامريكيه الذي نقلته شبكة سي ان ان  هذا اليوم خلال لقاءها كركوكر وبتريوس بمناسبة قرب انتهاء عملهما في العراق تأكيد على قوة المقاومه الباسله حيث قالت المجرمه رايس بأنها غير واثقه من احراز النصر في العراق , وفي الختام نكرر قولنا  ان العراق لايتحمل استمرار التوتر  وهي نقطه لصالح المقاومه والشعب ايضا ستضاف الى عناصر قوتها المتصاعده فالى المزيد من الصبر وتكثيف الضربات والى المزيد من تلاحم الشعب والى المزيد من التكاتف بين قوى المقاومه والقوى الرافضه للاحتلال على طريق كشف اكاذيب الاحتلال وحكومته العميله وعلى طريق التحرير القريب بأذن الله .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٩ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م