المقاومه السياسيه رديف مهم للمقاومه المسلحه ( المبررات والصعوبات )

﴿ الحلقة الاولى ﴾

 

 

شبكة المنصور

فيصل الجنيدي

 

اصبح من الضروري اليوم ان تقوم القوى الرافضه للاحتلال من غير الفصائل المسلحه بأ نشطه وفعاليات للوصول الى الاهداف المرسومه لها من اجل اضافة عمل جديد يصب في عملية التحرير , وننطلق في هذا بتطور الصراع الذي يجري بين خندقيه .. الاحتلال واطرافه , والمقاومه والقوى المؤيده والداعمه لها ولاجل ان لا يستثمر فراغ العمل السياسي المقاوم من قبل اطراف لها اجندات مرتطبه بالاحتلال المباشر او غير المباشر لذا سنتاول الموضوع من اوجهه المختلفه ومن حيث اهدافه والصعوبات التي تواجهه والحلول له كما نراها , والحقيقه اني قد كتبت في هذا الموضوع ولكن بأشارات عامه الا ان ما استوقفني للبحث فيه هو الجدال الذي حصل هذه الايام بعد خروج مظاهرة مايسمى بالتيار الصدري ضد الاتفاقيه الامنيه وقد خصصنا لها حلقه كامله للحديث عنها علما بأن الفعل السياسي المقاوم لايقتصر على المظاهرات بل يشمل كل اشكال الرفض الشعبي لمشروع الاحتلال كألاعتصامات والنشرات والتجمعات والخطب والمقاطعه وعدم المشاركه بالعمليه السياسيه اضافة الى بقية الوسائل التي تعبئ الشعب ضد الاحتلال وتقوده وتفتح الافاق امام رفد فصائل المقاومه المسلحه بالمقاتلين حيث من المعلوم ان هذه الفعاليات تستنهض روح المقاومه عند الشباب وتدفعهم للانخراط في فصائلها المسلحه بكل اتجاهاتها الوطنيه والقوميه والاسلاميه . ويمكننا ان نستشهد بالانتفاضه الفلسطينيه المرافقه للعمل المسلح وما ادته من دور عظيم في عملية الصراع مع الكيان الصهيوني بغض النظر عن الظروف التي احاطت بها بما فيها الظروف العربيه والدوليه والتي من ابرزها الهيمنه الامريكيه على العالم وبغض النظر عن ما انتهت اليه ثورة الحجاره الا انها استطاعت ان تستقطب الاضواء وتسجل صفحه مهمه من تأريخ النضال الفلسطيني من اجل استرداد حقوقه .

 

اما عن القوى المؤهله للقيام بهذا العمل المقاوم فهي بلا شك معروفه ويأتي في مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي بما اثبتته الايام من كونه حركة تأريخيه يصعب اجتثاثها (رغم ماتعرض اليه من حملات قاسيه ومره) ومعه القوى المؤتلفه معه في الجبهه الوطنيه والقوميه والاسلاميه , ويمتاز البعث بأنتشار تنظيماته على ساحة العراق وشموله مختلف اطياف الشعب بما يميزه عن جميع القوى السياسيه على الساحه العراقيه يضاف الى ذلك حجم تنظيماته الواسعه بما اكدته سنين الاحتلال التي اضافت سمه مميزه اخرى الى تجربته النضاليه بما صاحبها من تفوق نوعي لاعضائه ولانجامل حين نقول ان اعداد كبيره قد انضمت الى صفوف الحزب بعد الاحتلال بعد ان تخلص من فئة المنافقين والانتهازيين مما جعله تنظيما اصيلا بحق , اما الطرف الثاني المؤهل للقيام بهذا الدور فهي هيئة علماء المسلمين المجاهده والتي تستحق كل الثناء بما اكدته من مواقف وطنيه ثابته رغم قصرعمر نشأتها قياسا مع البعث الا ان الحقيقه المؤكده رغم عدم تبني الهيئه لها هو كونها مناطقية وأغلب اعضائها ان لم نقل عنهم جميعا ينتمون الى طائفه محدده رغم عدم ايمان الهيئه بالطائفيه ورفضها لها عبر جميع بياناتها وهذا لايقلل من قدرتها خاصة على صعيد العلاقات الخارجيه مع الدول العربيه على وجه الخصوص من غير التطرق الى الاسباب واذا اضفنا اليها بعض تكتلات العشائر العربيه الاصيله وخاصه في الجنوب وعدد من الشخصيات الدينيه كآية الله الحسني البغدادي والشيخ حسين المؤيد وشخصيات وطنيه مؤثره عديده سنجد توفر قوى ذات امكانيه لتحريك الشارع بما سبق ان ذكرناه ولايتطلب الامر سوى تنسيق المواقف بصدق وجديه والتسامي عن المصالح الضيقه للحفاظ على ماتبقى من مقومات قوة الشعب وليكون نواة نحو ازالة الانشقاقات و الضغينه وهو مايستحقه عراقنا المبتلى بما يحمل الاطراف التي ذكرناها المسؤوليه التأريخيه والوطنيه والانسانيه وحقيقتة لانجد مايمنع ذلك الا تقديرات تلك الاطراف لساعة الصفر لاعلان الانتفاضه الشعبيه كي تكون عونا مهما للمقاومه المسلحه .

 

ان انطلاق مثل تلك الانتفاضه التي يجب الاعداد لها وتهيأة الظروف لنجاحها ستقصر كثيرا من عمر الاحتلال وتعطي زخما معنويا هائلا لفصائل المقاومه وتعكس صورة الرفض الشعبي لمشروع الاحتلال امام الرأي العام العالمي شاءت الفضائيات المجيره للاحتلال ام ابت وهونصر يمكن ان يكسر الحصار الاعلامي المفرض على المقاومه ويكشف زيف التضليل التي يمارسه الاحتلال عبر تقديم صور عن تحسن للاوضاع وقبول شعبي لما يحصل ولاننسى المظاهرة التي نظمها حزب البعث في ساحة الطلائع في السنه الاولى للاحتلال و المظاهرات التي دعت لها الهيئه وكانت جميعها ناجحه وتفي بأغراض مرحلتها الا انه يعاب عدم استمرارها اما كيف تنظم في ظل الظروف الحاليه والصعوبات التي يمكن ان تواججها ... هذا ما سنتناوله في المقال الاخير بعد ان نمر على المظاهره الاخيره لما يسمى بالتيار الصدري . .

 

يتبع ...

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٢ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢١ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م