المقاومه السياسيه رديف مهم للمقاومه المسلحه

( المبررات والصعوبات ) 
 المظاهره الاخيره للتيار الصدري

﴿ الحلقة الثالثة ﴾

 

 

شبكة المنصور

فيصل الجنيدي

 

قبل الغوص في دوافع واهداف المظاهره نعرج على عدد من الحقائق التي سوقت بطريقه متعمده ومنها ان عدد المتظاهرين بلغ مئات الآلاف بينما الحقيقه لايزيدون عن العشرة آلالاف  وقد اشتركت فيها جميع الاحزاب الصفويه في بغداد وعدد من المحافظات القريبه كالدعوه والمجلس الاعلى والفضيله وغيرهم  وهم من يقودون العمليه السياسيه  بما فيهم مايسمى بالتيار الصدري الذي لديه 32 مقعد في البرلمان المزور وسته حقائب وزاريه  ووظفت لهذه التظاهره  كل امكانيات الحكومه العميله من الحمايه التي شملت كل مدينة بغداد وليس مكان التظاهره فقط  الى الموافقه على التظاهر الى دعم ايران كدوله بكل مايعنيه الدعم ؟ واللطيف في الامر وفي الليلة التي سبقت يوم التظاهر ولاجل اعطاء صبغه لنفوذهم في محافظات اخرى كانت النداءات في مدينة صدام ( الثوره) تسمع عن وصول وفود من محافظة الانبار وصلاح الدين للمشاركه في التظاهره !!!  

 

اما عن اهم اهدافها فهي  لتأكيد  النفوذ الايراني في العراق حيث يقبع مايسمى بقائد التيار في قم لاغراض التدريب تحت اشراف كاظم حائري سيما ان ايران تلمع وجهها في اماكن مثل العراق ولبنان  بتبني المقاومه ظاهريا بما يجعل منها  في نظر بلدان العالم رمز النضال من أجل تقرير الشعوب لمصيرها ومناهضة القوى الامبرياليه الشيطان الاكبر ,  في الوقت الذي تجري فيه مباحثات علنيه وسريه مع هذا الشيطان علاوه على التعاون بينهما (في مجال مكافحة الارهاب) عدا ما قدمته من معونه في احتلال افغانستان والعراق كم اعترف اكثر من مسؤول ايراني .


عموما  اذا كانت تلك الاحزاب هي من تقود مايسمى بالعمليه السياسيه فما هي المبررات للخروج بتظاهره وبأمكانها رفض الاتفاقيه اصلا وما الداعي لتصريحات احمدي نجاد في 21/10 العنتريه  خلال لقاءه رئيس حكومة الاحتلال الثالثه ابراهيم الجعفري الذي قدم امام العالم اجمع سيف الامام علي عليه السلام  الى رامسفيلد . هل يجرئ الجعفري والمالكي والحكيم على مثل هذه العلاقه المميزه مع الامريكان بدون موافقة ايران الم يقل متكي في معرض رده على اتهامات حول تدخلهم في الشأن العراقي بأن ذلك لاموجب له لان  ابرز اعضاء الحكومه العراقيه قد تربوا في ايران !!! انه الاخطبوط الايراني الذي نشهد له بالخبث في ادارة نفوذه في العراق عبر احزابه وتبادل الادوار فيما بينها للضغط على الاحتلال الامريكي الذي يغوص في وحل العراق ليس بقدرات ايران واحزابها بل بفعل ضربات المقاومه العراقيه الباسله ولكن للاسف وبفعل عوامل معروفه تصب في جزء منها  لصالح ايران  , هذه الدوله التي تمد وتسحب طوق  طوق النجاة حسب ظروف الموقف  للحصول على اكبر قدر من الاعتراف لنفوذها في العراق ودول اخرى في المنطقه  من اجل تحقيق ماعجزت عنه في الثمانينيات من القرن الماضي وهو  المشروع القومي الامبراطوري الفارسي بالعمامه العلويه المزيفه  . واننا اذ نسلط الضوء على العلاقه بين التظاهره والدور الايراني فلأن ذلك هو الحقيقه وحدها وان سار بركبها بعض المخدوعين والمغفلين .


ان الجرائم التي ارتكبها مايسمى بالتيار  الصدري لايمكن ان تمحى من الذاكره العراقيه لمئات السنيين بما صاحبتهه من همجيه فاقت الغزو المغولي التتري لبغداد سيما وان احد ابرز مجرميهم حازم الاعرجي كان من ابرز قادة المظاهره والذي لايقل اجراما عن ابو درع وهو الذي ظهر على شاشات الفضائيات يدعوا لقتل اي سني وبعثي ؟؟؟  ولكن للاسف في الوقت الذي اصبح اغلب الشيعه العرب يدينون هذا التيار بسبب افتضاح جرائمه وارتباطاته  يخرج علينا البعض لتلميع صورته عبربعض التصريحات وان كانت بحسن نيه .
ان توقيت التظاهره مع العقبات التي تضعها احزاب ايران امام ابرام اتفاقية الاذعان  يمكن ان تكون ضمن صفقه مع الديمقراطيين لافشال ماكين او العكس في الانتحابات الامريكيه  مقابل الاعتراف بدور اقليمي لها وتسوية ملفها النووي كما حصل في صفقة عام 80 مع بدايات العدوان الايراني على العراق في تأجيل اطلاق سراح رهائن السفاره الامريكيه الذي ادى الى فوز رونالد ريغان وهزيمة جيمي كارتر مقابل صفقة تزويد ايران بأعتده وقطع غيار لمعداتهم العسكريه  وفي كل الاحوال لاتتستقم جرائمهم ضد الشعب مع رفع الشعارات الوطنيه والتظاهرات الا لاجل اجندات اخرى وهو ما نعتقده واخيرا  نعيد تأكيد ماذكرناه سلفا بتحملنا مسؤولية املاء الفراغ من قبل القوى الشعوبيه والصفويه عبر عدم توظيف النشاط السياسي المقاوم ملازما للمقاومه المسلحه التي تتشرف القوى الحقيقيه للشعب بقيادتها  .

 

يتبع ...

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٢٥ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م