المثقف العربي بين الواجب الأداء

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

أصبح كثير منا نحن البسطاء في عموم الشعب العربي في حيرة من النظر إلى الكثير من قضايا امتنا المعاصرة تكاد تضيع البوصلة من أمامه إزاء ازدواجية المواقف فلا يجد المرء الطريق الصحيح الذي يجب أن يسلكه خصوصا مع الزحمة الكبيرة للطرق وتشابه وتشابك الشعارات واقترابها من تبني المبررات ذاتها بينما أمور امتنا في تدهور نحو الأسوأ والحياة اليومية تزداد قسوة ومعاناة نتيجة استفحال العنف إلا لأشخاص أو عائلات في بعض الأقطار ومع حالات خاصة فقضايا امتنا لن تقف عند حد معين أو طريق بعينه أو شريحة خاصة بل لغالبية الشعب العربي وهي تتناول قضاياه المصيرية وسط تكالب قوى الشر التي غدرت بشعبنا وامتنا وهذا ما نتفق عليه جميعنا حيث ندركه بالملموس وبما لا يقبل الشك أو الجدال , فعلى من تقع مسؤولية مساعدة المواطن البسيط ليتلمس الحقيقة بحيث يستطيع مساندة هذه الجهة أو تلك التي ستصبح حينها بالضرورة والفرض باعتقاده المدافع الحقيقي عن قضاياه المصيرية ؟

 

بالدرجة الأساس إن المثقف العربي هو الشخص الأول الذي تقع عليه مسؤولية كشف الحقائق وتقديمها إلى عموم الشعب لأنه المختص الذي يمتلك القدرة على الإقناع وهو الذي يمتلك الفعل في أدوات النشر المسموعة والمرئية والمقروءة وإيصال الصوت إلى القاعدة الكبيرة وهي الهدف والغاية والوسيلة فأين المثقف العربي من قضايانا المصيرية ؟

 

إذا كانت القضية الفلسطينية محور النضال القومي العربي فان القضية العراقية مفتاح حلها ونتاج لها وهذا ما أثبتته الأحداث الإقليمية منذ غزو الرعاع الأمريكان للقطر العراقي إلى يومنا هذا ، فالعراق الذي أسس لان يكون ذراع العرب القوي في الجناح الشرقي واثبت ذلك بالفعل من خلال جميع الحروب التي خاضتها امتنا مع الكيان الصهيوني يواجه اليوم بمواقف النظام العربي الرسمي المتخاذل المخجلة والتي تبدو في الكثير منها مساندة وداعمة لموقف المحتل الذي دمر العراق شعبا واقتصادا ويحاول إنهاء قدراته القتالية بشتى الوسائل والأساليب وواقع الحال يتطلب فضح أنظمة الحكم التي لم تكتفي بالموقف السلبي إزاء العراق بل زودت العدو بالمال والسلاح والخبرة والمعلومة الإستخبارية ليقتل ويهجر مواطني العراق إضافة إلى تدنيس أرضه ، وهنا يبرز دور المثقف والإعلامي العربي القومي وواجبه الأخلاقي والتزامه المبدئي .

 

إن ما يدعونا إلى تحفيز المثقف العراقي بشكل خاص والعربي بشكل عام هو أن أعداد كبيرة من مثقفي وكتاب العالم المناهضين للاحتلال والمساندين لحق الشعوب في تقرير مصيرها يقفون بقوة إلى جانبنا وتبني قضايانا في الوقت الذي يتعرض بلدنا لعدوان واضح كشمس النهار من جهة خارجية بعيدة كل البعد عنا يساندها عملاء غاية في الخسة والرذيلة عبثت بمقدراتنا وانتهكت حرماتنا واسترخصت دمائنا تؤسس لنظام ينهب ثرواتنا الوطنية ويعيق تقدم بلادنا ويعمل على تلويث حضارتنا وتراثنا ويهدم بنائنا وهذا ما يدعو إلى تجاوز أحقاد الفترة الماضية وسلبياتها واختلافاتها وانتماءاتها الفكرية أو العقائدية وتوحيد الصفوف لمواجهة هذا العدوان بكل الإمكانات فقد نجح أبطال الرافدين اسود المقاومة في استنفار الطاقات الكامنة في شعبنا لمواجهته بالحمية والشجاعة العربية فأقر بها الأعداء قبل الأصدقاء من اجل أن ينهض الوطن عزيزا معافى ، جلدا قويا قادرا على مواصلة النضال باتجاه قضية العرب المركزية فلسطين .

 

إن أبناء العراق الذين ساهموا بكل شجاعة في الواجبات القومية يخوضون اليوم حرب الشرف وحدهم بل يجدون قسم من إخوانهم وأبناء عمومتهم يتخاذلون عن نصرتهم بل يذهبون إلى ما هو اشد قسوة عليهم فراحوا يعلنون مساندتهم لحكومة العمالة واعترفوا تباعا بها ضمننا عن طريق التمثيل الدبلوماسي ارضاءا لسيد البيت الأسود الأمريكي ويعمل الإعلام العربي على مباركتها بدل فضحها ويقدم مسوغات واهية ساذجة لا أساس لها من الصحة لتبرير العدوان وفعله وتحسين وجهه القبيح ويساهمون في خلط الأوراق وتضليل المواطن العربي على الرغم من إن نار العدوان تلفح وجوههم وأجسادهم وتصيبهم مثلما تصيبنا .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١١ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م