من المخول شعبيا بصناعة القرار

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

قد يتبادر إلى ذهن القسم من أبناء شعبا إن إيران وحلفائها المحليين في القطر فعلا يرفضون اتفاقية بوش مع حكومة العمالة المالكية ولو إن ما معلن حاليا يأتي على درجات حيث يتظاهر البعض من كتلهم أو تجمعاتهم انه يعترض على قسم من فقراتها بينما يقبل القسم الآخر بها في حين راحت الأحزاب الكردية بكل وقاحة تتبجح بدعوتها إلى ضرورة قبولها وإلا سوف تكون النتائج وخيمة عليهم جميعا وليس على الشعب العراقي .

 

ومن وجهة نظرنا فان ملالي إيران يعملون وفق مبدأ السهل الممتنع لاعتبارات عدة حيث يتظاهرون برفضهم للاتفاقية خلافا لما يتمنون ويعملون على تحقيقه انسجاما مع ما معلن من خلاف أمريكي – إيراني كاذب تحت ذريعة تطوير البرنامج النووي الإيراني يحسبون أنفسهم من خلالها أنهم على درجة عالية من الذكاء في تظلل شعبا فمن حيث المبدأ أنهم يدركون بما لا يقبل اللبس والشك إن وجوهم في العراق مرتبط بالوجود الأمريكي وإنهم لم ولن يتمكنوا من العراقيين لولا إن الأمريكان مكنوهم من ذلك بعد احتلال القطر وفق التحالف القائم بينهم وتطابق الاستراتيجيات ولا احسب إن أحدا يخالفني الرأي في إن وجودهم مرهون بوجود القوات الأمريكية لسبب بسيط هو إن رجال المقاومة الأبطال منشغلين بمعالجة العدو الأول والسبب في وجودهم وهو القوات الأمريكية حفاظا على عدم تشتيت الجهد الجهادي المقاوم وعليه فانه من البديهي إن يهرول هؤلاء هربا قبل من يحميهم بدلالة تجرع شيطانهم الأكبر خميني للسم الزعاف على ايدي العراقيين وبدلالة تركيز استهدافهم على رجال الجيش العراقي الوطني ورجال الحزب الأبطال في محاولاتهم لبسط نفوذهم على وسط وجنوب العراق كما مخطط لهم في جدول تقسيم الأعمال .

 

ولا احسب إن أحدا يخالفني ضني إن ما يسمونه الائتلاف الحاكم ومن شاركهم في لعبة العملية السياسية هو تفريخ لعلاقة غير شريفة بين الحاكم المدني الأمريكي سيء الصيت بول بريمر مع خليط العملاء وسليلي العهر أعضاء مجلس الحكم ولولا ذلك الزنا لما استطاعوا أن يتربعوا على كراسيهم الحالية ولو في الخيال لشدة تمسكهم وإصرارهم على التنازل عن العراق دون ثمن بينما غادر من أدرك متأخرا إن ما حصل وما أعلنه الأمريكان انه مجرد بهرج وهالة ضوئية سرعان ما خفت بريقها وانه مجرد ألعوبة أو قطعة شطرنجية لا حول ولا قوة له ومن له تلك الصفات ليس بمقدوره الاعتراض على قرارات أسياده ، فمزدوجي العمالة بكل أصنافهم وولاءاتهم لا يستطيعوا رفض اتفاقية كهذه تتيح لأمريكا انتداب دائما في العراق ، فهي واعني هنا أمريكا لم تأتي ولم تعرض نفسها لما حصل لها وهي تدركه لسواد عيون هؤلاء أو لتحقق شعارات يعلم سلفا كل العالم زيفها وهي على أعتاب الانهيار والمجازفة بوجود أمريكا منفردة بالقرار العالمي ، وعلى ذلك فان موقف هؤلاء العملاء بالنتيجة الحتمية مطابق ولا يختلف في شيء عن الموقف الإيراني ، وهنا تتبادر إلى الذهن ملاحظة بسيطة في مظهرها وعميقة الدلالة هي لماذا هذا التمنع والتظاهر بالرفض رغم أنهم على يقين كامل بأنهم موقعون عليها لا محال وان اختلفت الذرائع في موعد لا يتجاوز نهاية العام الحالي .

 

حقيقة إن التاريخ كتاب يسجل دقائق الأمور وبوضوح تام فجميعهم يدركون إن المرحلة الحالية آيلة إلى نهايتها وأصبحت علامات المرحلة المشرقة بحرية شعبنا القادمة تملأ الأفق وكما نعيب نحن الأجيال الحالية والتي ستلينا على نوري السعيد وأمثاله الكثير من سياساتهم التي ارتبطت بمصالح أسيادهم إبان فترة الاحتلال البريطاني رغم التبريرات العقيمة التي سوقوها لنا فان مكانهم لم يغادر مزابل التاريخ لا احد يعرف لهم قبرا بل نحتقر فيهم خنوعهم وعملهم المتواصل على ربط العراق باتفاقيات أسقطها شعبنا في حينها ، فان الدمى الحالية صنيعة الاحتلال لا تمتلك القدرة على الخروج عن الخط المرسوم لها ولكن لشدة جبنهم لا يمتلكون القدرة على إعلان موافقتهم على اتفاقية بوش مع المالكي وتركوا أرذلهم خسة وعمالة رئيس حكومتهم وهو جزء لا يتجزأ منهم ومن ائتلافهم المحكوم للأجنبي يتخبط في وحل السقوط لوحده يستجدي التأييد والتعاطف يتنقل بكرته في هذا المرمى أو ذاك ، فذهب إلى السستاني الذي تبرأ عنها ليمنحها شرعية طائفية فرماها هذا في أحضان ما يسمونه المجلس الرئاسي الذي انهزم وتبرأ عنها فرماها بين أعضاء برلمان المهرجين اللذين أصبحوا بين نارين من تحديد السيد المطاع ، إما الأمريكي الآمر الناهي بمساعدة الحزبين الكرديين اللذين ستعصب برأسيهما في نهاية مطاف الموافقة عليها ، أو الحليف الإيراني الذي يتظاهر بالرفض ويبقى مكانهم جميعا في مزبلة التاريخ تلاحقهم لعنة الأجيال مهما قدموا من مبررات وتبقى اتفاقيتهم بلا غطاء شعبي أو قانوني تستند إليه .

 

ويبقى السؤال المهم لماذا يتبنون الموقف الرافض للاتفاقية ؟

 

لقد أعلنت مكونات الشعب العراقي الوطنية جميعها موقفها الرافض والمبرر بوضوح للاتفاقية وكما اعتادت الجهات الطائفية التي تدير اللعبة السياسية على ركوب المد الوطني لتحقق مجموعة من الأهداف المكشوفة لا تتجاوز في محورها الالتفاف على القرار الوطني العراقي وتشتيته وتعمل على امتصاص زخمه وفعله الجهادي ومن ثم تمرير ما يخدم المخطط الذي تنفذه قوى الاحتلال وهذا ما يجري الآن وعلى ذلك فليس من حق احد أن يوافق أو يرفض هكذا اتفاقية إلا الشعب العراقي وممثله الشرعي الوحيد المقاومة الباسلة التي تقود كفاحه ضد الاحتلال وقدمت من اجل ذلك انهارا من الداء السخية فهي صاحب القرار الثابت الوحيد في الرفض ولأنها المعبر عن إرادته الصادقة .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٢ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢١ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م