الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

هل حقا الشيعة مهاجمون وفي خطر // السيد رشيد شاهين

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

 

نشرت للسيد رشيد شاهين مقالة بعنوان ( لماذا تهاجمون الشيعة ؟ ) وكان يخاطب فيها الشيخ القرضاوي بصورة خاصة ومن خلاله يخاطب غيره وأنا هنا لست في دفاع عن الشيخ الجليل وإنما أحاول إن اطرح وجهة نظري الخاصة في موضوع كهذا يحتاج إلى الكثير من البحث والاستدلال , وقبل الولوج في التفاصيل لابد أن أضع حقيقة أمام القارئ الكريم هي كوني شيعي ومن عائلة شيعية محافظة وتلتزم بمذهبها الجعفري وترعرعت في بيئة شيعية ومدينة تحترم المنهج الشيعي .


إن مسألة الطائفية ليست حديثة العهد في العالم الإسلامي فهي متجذرة بيننا منذ قيام الدولة الإسلامية ولكنها تضمحل ولا تموت في فترات بينما تشتعل وتقوى عندما تجد من يرعاها حتى تكاد أن تقضي على ثمار وانجازات الإسلام وتجاوزا لمن يؤججها في المجتمع الإسلامي وطريقته في ذلك ودوافعه التي تختلف من فترة إلى أخرى ومن راعي إلى آخر فان الفتنة الطائفية أخذت تنحى منحا خطيرا بعد ظهور الدولة الصفوية في إيران كما كانت منذ أن انتشر الدين الحنيف بينهم واسقط الدولة الفارسية وقضى على الديانات التي كانت سائدة ومنها المجوسية طبعا ولازالت تستعر نارها ومن خلالها يتم الخلط بين المذهب الجعفري وبين الصفوية فتتشوه صورة المذهب الشيعي الذي جاءت تسميته من التشيع لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم , ونحن المسلمين جميعنا من السنة والشيعة نقتدي بهم في طريقة أداءهم لعبادة الواحد الأحد ونكن لهم كل الاحترام ونأخذ عنهم ونثق بما يقولون ونتناقل أحاديثهم التي نثق برواتها ولنا طرقنا في إثبات صحتها حيث أضيف لها الكثير غير الصحيح كما هو معروف ولو استطاع أعداء الإسلام تحريف القران لا سامح الله لفعلوا ولكنه عز شأنه انزل القران وتكفل في حفظه .


إن النموذج الذي أصبح قدوة للتشيع على الطريقة الصفوية أو على طريقة الخميني في ولاية الفقيه بعد أن غزت أمريكا بجيوشها الهمجية المنطقة فتربعت في مشايخ الخليج العربي على اعتبار أن قواعدها الرئيسية هناك ثم احتلت العراق عسكريا في محاولة منها لتغير النظام الوطني ولم تنجح شعبيا لان حزب البعث العربي الاشتراكي هو من يقود الشعب الآن كما كان يقوده سابقا وتغيرت المواقع من الحكم الوطني إلى تسلط همج الأمريكان العسكر وبالتأكيد هناك فرق في القيادة والتسلط , نقول إن النموذج ألصفوي الذي أحدثه الغزو الأمريكي هو ما يحص في العراق ولبنان بالتحديد وبشكل علني وسافر ووقح بينما يختفي أو يعمل سرا أو تحت واجهات قد تبدو في ظاهرها إنسانية في مناطق أخرى من الوطن العربي كالبحرين والكويت واليمن وسوريا وفلسطين والسودان ومصر انتهاءا في غرب الوطن العربي.


انظر إلى ما حدث في العراق وأعمى من لا يدرك إن عصابات مقتدى الصدر ومليشيات بدر ومجلس عبد العزيز اللئيم وفيلق القدس الإيراني عبثوا بالنسيج الاجتماعي العراقي حتى بات المواطن يخشى من الإعلان عن انتمائه المذهبي من اقرب المقربين له رغم العلاقات القوية والأواصر المتينة بين كل مكونات هذا المجتمع التي كنا نعيشها قبل الغزو وقد أكدت عمليات التصفية المذهبية كل المنظمات الإنسانية التي عملت وتعمل في العراق , وإذا حصل وان زرت إحدى المدن العراقية الكبيرة كبغداد مثلا فستجد إن الحواجز الكونكريتية تفصل بين مناطقها طائفيا ولن تجد سائق تكسي ينقلك من منطقة شيعية إلى أخرى سنية وبالعكس خشية على حياته وقد بلغ التطرف الطائفي لأنصار مقتدى أن أصبحوا ينادون باسمه في الأذان بدل اسم الإمام علي بن أبي طالب فينادون (( اشهد أن مقتدانا عليا ولي الله )) بمعنى إن مقتدى عاليا وهو ولي الله ...... فهل هناك تطرف أكثر من هذا ؟


أما لبنان الذي تزعم المد ألصفوي فيه حسن نصر الله باسم الشيعة فلك أن تتحدث عنه بلا حرج وكثير من أبناء امتنا وجنابك واحد منهم من يعتبره قائدا للمقاومة ليس في لبنان بل في الوطن العربي والأمة الإسلامية في محاولات لخلط الأوراق وتشويه صورة المقاومة العربية الباسلة حتى بان وجهه الحقيقي من خلال مشاكساته المتكررة في تفتيت وحدة الصف اللبناني والخروج على إجماعه رغم الاتفاقات المتكررة وأكثر منها استخدم أتباعه السلاح الفارسي لقتل اللبنانيين بعد أن عمل على تأمين حدود الكيان الصهيوني بتواجد قوات الأمم المتحدة وكأني به يؤسس لنقل الحالة العراقية ويبني لجمهورية الجنوب اللبناني الفارسية على غرار ما يفعل قرينه عزيز اللئيم في جنوب العراق وللأخ العزيز رشيد نسأل , هل تظن إن جيش الكيان الصهيوني فعلا لم يكن قادرا على اجتياح جنوب لبنان وان حسن نصر الله هو من منعه عن الدخول بينما كانت طائرات تمرح في سماء لبنان وتسقط آلاف أطنان المتفجرات على ما تشاء من الأماكن ؟


إن ما حصل في لبنان كان مسرحية حققت أغراضها بخسائر صهيونية مادية وتضحيات لا تتجاوز عدد أصابع اليد مقابل خسائر بشرية ومادية لازال الشعب اللبناني يعاني منها منح فيها دورا بطوليا لحسن نصر الله لاستقطاب اكبر عدد من الشباب وتظليلهم قبضت ولاية الفقيه الفارسية ثمنها وحققت مآربها في منطقتنا كما حققت الصهيونية أهدافها بسيناريو خبيث أعدته أجهزة المخابرات الأمريكية في تقسيم للأدوار ومعاناة شعبنا في فلسطين جزء من نتائجه .


إن تأكيد الغزو ألصفوي المركّز للأمة العربية يتوضح من خلال نوايا إيران التوسعية التي يعلنها المسؤولين فيها دون أي تحفظ باستخدام المذهب الجعفري واجهة لها حتى باتت تهدد بتغير أنظمة الحكم كما يحصل الآن في البحرين ولعلنا نتذكر التمرد الحوثي في اليمن وتسليحه ودعمه .


إننا في العراق ننتهج خطا ثابتا واضحا معلن للجميع نحترم فيه اختار الإنسان لطبيعة علاقته بخالقه ونحترم خصوصيات الأديان والمذاهب ولا نتقاطع معها أبدا ومعتقداتنا السياسية منبعها ورافدها الدين الإسلامي الحنيف وأهدافنا واضحة تخدم مجتمعنا أولا والانتماء للوطن والأمة قبل كل شيء وهذا ما أكدته كل التعاليم السماوية فمجتمعنا نسيج رائع يتسع لكل الأديان والمذاهب وهذا الخط الثابت لن يتأثر بتصريح شخص أو فعل شخص آخر , وللأمانة فان امتنا بخير إذا أبعدت عنها التيارات الطائفية المتطرفة التي تلجأ إلى العنف والسلاح وإقصاء الفكر الآخر دليل عجزها وإفلاسها في الوقت الذي تتجاهل عدو الأمة الأول الطامع بخيرات امتنا العربية .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٢ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٢ / أيلول / ٢٠٠٨ م