الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

دين ايران !!

 

 

شبكة المنصور

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي

 

ثمة شعوب يسوقها الابتئاس من عدم اصطفاءها بحمل رسالة سماوية من قبل الباري سبحانه وتعالى الى ابتكار دين او رسالة وضعية. وكما هو معلوم فان للابتكار درجات مختلفة من العمق الفكري ورصانة البناء العقائدي. هذه حقيقة اولية, ومثلها حقيقة اخرى ان ايران قد بدأت منذ وصول الفتح الاسلامي الى ربوعها ودخول الفرس في دين الاسلام بعد سقوط امبراطوريتهم ذات الوجود الحضاري الذي كان الفرس يعتد به أيما اعتاد بطريقة اودت بطموحات قومية فارسية خاصة, بدءا" بادخال تعديلات تدريجية على شعائر الدين الحنيف واضافت له ممارسات جعلت الامة الاسلامية تبدأ عمليا بالانقسام على ذاتها انقساما حادا استنفر اسس التقسيم الطائفي الفكري المسيّس البحت وبدأ بتحويله الى منطلق لدين  وضعي جديد.

 

قال تعالى في محكم كتابه الكريم ﴿ ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون صدق الله العلي العظيم . واذا تركنا جانبا ما هو القصد اوالتعريف الحقيقي للامة وهل هي الامة العربية ام الاسلامية تجنبا لجدل عقيم يقودنا الى شعاب الشعوبية ونتوءاتها واسلمنا بمعنى الامة وفقا لما يراه القارئ الكريم سواءا كانت العربية كأمة اصطفاها الرحمن العظيم سبحانه لحمل الرسالة الاسلامية الغرّاء, ام الامة الاسلامية في معناها الاممي الاوسع والتي تشتمل على كل شعوب الارض التي اعتنقت الاسلام بفتوحات العرب المسلمين المعروفة .. وركزنا اهتمامنا على معنى وحدانية الامة فاننا سنضع أي فئة او دولة او ملة تعمل على الاخلال بوحدة الامة على انها تخالف قول الله ووصف من يخالف قول الله بين وواضح هو الخروج قطعا عن فكرة التوحيد اذ من الممنوع قطعيا في الاسلام(كفر ) ان تخالف نصوص القرآن. ومن هنا فان من يعمل على دعم فئة او طائفة من المسلمين على حساب طائفة اخرى, ضمن اطار عمل سياسي, كائن من يكون انما يخرج عن طاعة الرب في وجوب وحدة الامة كمعنى مطلق في الآية الكريمة غير قابل لاي اجتهاد. نقول هذا ان سعت دولة كمصر او السعودية مثلا الى دعم اهل السنة سياسيا على حساب الشيعة كطائفتين من طوائف الاسلام الكبرى فان حكمنا عليهما سيكون ذات حكمنا على ايران ان فعلت او خطت بذات الاتجاه لاستخدام المذهبية كطريق لتاسيس كيان او كيانات سياسية مذهبية لاننا في هذه الحالة ازاء فعل سياسي يستخدم الدين او المذهب كسلاح وكواجهة .

 

ان ايران دولة فارسية قومية التطلع والتطبيقات وقد اختارت لنفسها بعد عام 1979 نظاما دينيا مؤسس على ولاية الفقيه وهي نظرية من نظريات الفقه الشيعي التي نمت ضمن المدى الزمني الذي امتدت ايران بعنقها فيه لتكون طرفا في ادخال تعديلات فقهية بعد ان تشيّعت بالكامل في عهد اسماعيل الصفوي كجزء من عملية مذهبة الدولة بحد السيف  وصار لها دور بارز في المذهب اذ تقدمت على انها المبدعة والمبتكرة  والقائدة في التنظير الفقهي للشيعة واقحمت عبر رجال دينها المذهب الجعفري العروبي المنتمي لأهل بيت النبوة في متاهات لها اول وليس لها آخر. و أول تداعيات هذا الدخول الايراني هو تمزيق الوحدة العفوية والطبيعية للامة لانه قد وضعها على مفترق طرق هو محاولة نصرة فئة من المسلمين هم الشيعة على فئات المسلمين الاخرى. و من هنا بدأ الدين الايراني الوضعي, ظاهره تشيّع وباطنه تمزيق وانتماء فعلي الى شعائر لا تمت الى الاسلام ولا التشيّع الجعفري العروبي بأية صلة.

 

مميزات دين ايران الاساسية:

 

الجهل والتجهيل: باستثناء قلة قليلة من المثقفين والمتعلمين الفرس ممن يجيدون اللغة العربية اجادة مطلقة ومن بينهم اغلب المتفقهين في شأن الدين الشيعي الفارسي فان غالبية الشيعة الفرس لا يجيدون قراءة القرآن الكريم ولا يفهمون شيئا من معانيه ومفرداته بسبب عدم اجادتهم للغة العربية، الأمر الذي جعلهم يستوطنون ضفة بينها وبين الدين الحقيقي بحر متلاطم الامواج. ضفة تأخذ الدين عن لسان الرواة والنقالة من قرّاء المنابر الحسينية، وكان لهؤلاء دور بارز في تاسيس العقيدة الطائفية الجاهلة التي لا يحركها عوامل ارتكاز ربانية ولا محمدية بل جل غطاءها الولاء المزعوم لآل بيت الرسول ولاءا منقطعا عن صلة آل البيت بالقرآن وبالسنة وبتاريخ الدولة الاسلامية صدرا وملاحق، فصارت عندهم الامامة والولاء لآل البيت وكأنها حالة معزولة عن الاسلام بل واكثر من هذا انها حالة قد تتقاطع مع الاسلام من لحظة خطبة الوداع في غدير خم حيث يرمي بعضهم بالتهمة لرسول البشرية محمد صلى الله علية وآله وسلم من انه قد اخفق في ابلاغ رسالة سماوية مفادها ان علي عليه السلام هو الخليفة من بعد الرسول الكريم كحلقة تردفها حلقة اخرى ترى في إلباس علي الولاية في صيغة من كنت مولاه فهذا علي مولاه على انها لباس شفاف قابل للاختراق والزيغ واللا يقين. ثم تداخل الامر تعقيدا مع تنازل الامام الحسن عليه السلام عن الخلافة ليصبح هدفا لبعض فقهاء فارس ومواليهم للطعن به على انه يقف على خصال لا ترتقي به الى مصاف الامامة ويجري الطعن بالامام الحسن حد هذه اللحظة في بحوث ودراسات ومواقف محكمة الكتمان في الحوزات المختلفة. ثم جعلوا من حادثة الطف واستشهاد الامام الحسين بن علي عليه السلام نقطة الافتراق مع الامة العربية التي اتهموها بقتل الحسين عليه السلام وحرمانه من فرصة استلام الخلافة، فصارت احدى العلامات الفارقة في بناءهم الشاذ والمنحرف شعار معروف يقول (لعن الله امة قتلتك, ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به). واذا جاز لنا ان نقر بان من قتل الامام الحسين عليه السلام هم مجموعة من العرب من ابناء جلدته ودينه في عملية صراع بين ارادة حكم ارضي تمثله مجموعة الغدر والقتل وبين ارادة روحانية مسلمة عميقة للحسين وثورته الاصلاحية العظيمة فان تسييس الواقعة وتحويلها الى اسفين يمزق جسد العراقيين خصوصا والمسلمين عموما، إن هو الاّ مدخل من مداخل الدين الايراني الجاهل والتجهيلي حيث نرى ان قضية الحسين عليه السلام قد تحولت الى علامة فارقة في الاندفاعات الهوجاء والتحرك الجمعي البليد اينما اراد الفرس تحريك الاحداث لما يخدم مصالحهم. ان تحويل قضية الحسين الى منبر سياسي قد اساء للامام الحسين ولأمته وحوله من شهيد حق وثائر تصحيح و اصلاح الى سوط يجلد ظهر الأمة ولعنة ازلية تحركها الحوزة عبر بضعة اشخاص ويستجيب لها الجمع المليوني الجاهل الذي تصل درجات جهله وبلادته الى الحد ان النسبة العظمى فيه لا تعرف  نسب الحسين عليه السلام ولا تعرف قصة استشهاده ولا تعرف قطعا قراءة سورة الفاتحة بشكل سليم ولا تدري المعنى الحقيقي للتعبد في حضرته ولا كيف يمكن لسيد الشهداء ان يكون وسيطا بين الجمع الجاهل وبين الله سبحانه ولا الآلية التي يمكن ان تتم بها شفاعته يوم الحشر لأناس لا يعرفون شيئا عن الوحدانية ولا عن مطبات الشرك ولا عن اصول الدين وفروعه ولا عن الفرق بين مذاهب المسلمين وفرقهم .. اي جمع مليوني من بشر لا يفقهون معنى الدين والتدين ولا الفرق بين التوحيد المطلق لرب العزة وفق ما يقتضيه دين الاسلام الحنيف وبين الشرك الذي يمكن ان يقعوا فيه عبر اعتبار زيارة مقابر اهل البيت على انها اصل او فرع من فروع الدين بل ربما يذهب الامر بفعل الجهل الى اعتبار من لا يزور كافرا. هذا هو واقع حال الغالبية العظمى من الشيعة ومنهم بشر متعلمون ومثقفون غير ان البناء العقائدي المنحرف الذي ينمو مع الانسان منذ لحظات وعيه ويتحول مع تحولاته الفسيولوجية حتى يغدو وكأنه جزء من التكوين الهرموني والعضوي يحول دون ادراك الحقائق والقبول بها في مراحل النضج يعاون في ذلك تجانس الحالة الجمعية للكتلة البشرية التي يسيطر عليها هوى الحوزة ويحكم بصرها وبصيرتها قانون الجمع الجاهل (ارمها براس عالم واطلع منها سالم) الذي يعطي المجموعة الحوزوية الصغيرة حق السيطرة الكهنوتية ويقزم الجمع المليوني الى قطيع لا يدرك شيئا غير الجهل.

 

الخمس:

 

لكي تكتمل صورة الفئة الحاكمة الكهنوتية للدين الشيعي الايراني صار للحوزة ومراجعها مصدر مالي يشكل وضعا ضريبيا لقادة القطعان تدفعه لضمان عملية رفع العبئ الآخروي عن كاهلها وتحمل تبعات يوم الدين بالانابة. ان الخمس هو عملية جباية مالية عملاقة حولت الحوزة الى سلطة كنيسية مطلقة تدير دولة ضمنية لا صلة لها بالدين الذي سن عملية الزكاة كدرب مالي يحكم شرعية السيل الفائض من اموال المسلم ويشرعنها من جهة ويجهز وسائل التكافل الجمعي بين المسلمين. الخمس ضريبة حولها دين ايران الى استحقاق مذهبي اعطى لكل من يملك فعلا او ينتسب بالزيف لآل بيت الرسول الكريم حق التمتع به فتحول هذا المذهب الضريبي الى وسيلة للاغتناء على حساب الناس البسطاء (الجهلة) وعمق من فجوات القهر الاجتماعي والطبقي بين شلة المتبوعين المفترض بهم تحمل تبعات التبعية الى يوم الدين وعمق ممارسات الاتباع غير المستند الى دين .. اي انه زاد الفجوة بين الدين الحنيف كأصل وبين اتباع المتبوعين كبدعة كهنوتية زيادة في التنكيل بالجهلة وابعادهم عن روافد وحياض الله الحقيقية.

 

زيارة القبور:

 

نحن ابناء الفرات الاوسط والجنوب, ابناء كربلاء والنجف وبابل والبصرة وميسان وذي قار .. تنفتح عيوننا على الدنيا ومعها تنفتح ذاكرتنا على ان زيارة قبور آل البيت, كبيرهم وصغيرهم, نساءهم ورجالهم, أصلهم وفرعهم .. على انها اصل من اصول الدين. في هذه الاضرحة تنفّذ احلامنا ويقبل رجاءنا ويطيب جذامنا وجنوننا ورمد عيوننا وفيها نمنح فرمانات الدخول الى الجنة وتقبل صلواتنا ودعاءنا. فيها نتفوق دراسيا وبأدعيتها نصير ملائكة وقدسيّون حتى لو مارسنا العادة السرية واللواط و الجنس مع الحمير. وحتى لو قتلنا ابناء بطون امهاتنا واخترقنا اعراض الجيران .. كل شئ يغتفر ها هنا في مرقد العلويات بنات الحسن والامام احمد ابن هاشم وضريح ابن الحمزة وصحن الحر الرياحي الذي لا صلة له ببني هاشم غير انه قاتل ببطولة مع الحسين وانتصر له وفي ضريح عون ابو نجم تعقل المجنونات من نساءنا ممن زوجناهن كرها او سلبناهن حبا ملأ حياتهن او اجهضنا اجنتهن تجنبا لفضيحة، ورجال فقدوا عقولهم لاسباب مشابهة او سواها الكثير. وفي ضريح العباس ابن علي عليه السلام تسترجع ضائعاتنا الثمينة ويظهر الحق من القتلة والسراق اذ لا يقوون على القسم بالعباس في حين يقوون على القسم بالله وبالقرآن وبمحمد كذبا. فالعباس (ابو راس الحار كما نسميه) يمتلك قدرات خارقة عبر ضريحه لا يمتلكها الله ولا القرآن ولا اسم الرسول .... وقيسوا على ذلك .... اسألكم بالله جدوا لي مفردة واحدة في فقه جعفر الصادق او نهج البلاغة لعلي ناهيك عن السنة النبوية وكتاب الله تصنف هكذا تخلف عقلي ضمن ميدان الدين الاسلامي .... لكن هي مقتضيات الدين الايراني الذي توغل فينا وعلمنا اياه الفرس في منابر الحسين وكراسات الحوزة ودبابير المعممين المظلمة. صار عندنا في كل قرية امام واحد في اقل تقدير ومَن لا يزور هذا الامام رجلا كان او امرأه فانه كافر. ننذر النذور للعباس وللحسين وللنبي ايوب وللعلوية رقية على نفس المستوى والقدر ونخاف على عجولنا واغنامنا وحميرنا وبيادر زرعنا ان لم نوفي النذور. ويطرق ابواب الطين في صرائفنا زوار لا نعرفهم اذا لم نعطهم البيضة الوحيدة التي وهبتها دجاجتنا فجر اليوم وحفنة الحليب التي وهبتها بقرتنا فالويل لنا والثبور لان زوارنا من اهل البيت الاعجمي هم سادة بالتبني وسادة بالرضاعة وسادة بالتمتع ومن يطردهم يطرد من رحمة الله ويغادر احتمالات الاقتراب من الجنة. وفي المساء يأتون الى قرانا يمتطون ظهور الحمير وربما الخيل ليقيموا مجالس العزاء لأهل البيت المظلومين, ليلة للقاسم واخرى للعقيلة وثالثة للعليل زين العابدين ورابعة لكف العباس وخامسة وسادسة, والليلة الثلاثمئة ونحن نذبح دجاجاتنا ونعطي الربع دينار الوحيد في صرة جدتي لهؤلاء الروزخونية الذين تنتفخ اوداجهم شبعا وتتورد خدودهم كورد الجوري ونحن مصابون بالبلهارزيا والتراخوما والجفاف الناتج عن الاسهال شبه المستديم وكبارنا يتربص بهم ضغط الدم وانيميا الدم ويطيح بقواهم روماتيزم العظام ولا نمتلك درهما نشتري به العلاج. مفارقة ما بعدها من مفارقة .. ظلم اهل البيت من قبل الظلام وظلمنا نحن بجور عبدة أهل البيت !!.

 

دين اللعن:

 

ونحن في قرانا الجنوبية نحبو على ركبنا ونلوك احرفنا الاولى تشتم امهاتنا عائشة ام المؤمنين رضوان الله عليها حين يقعن في ضائق التوفيق بين اطعام بقراتنا وبين التفرغ لاعداد طعام سيضربن بالعصي ان اخفقن في اعداده في الوقت المحدد. عائشة هي السبب في ضنك التوقيت كما كانت سببا في ضنك علي ابن عم رسول الله واحب احبابه وهي زوجة رسول الله. نقل حرفي للمعايير الجاهلية لعمامة رسول الله سبحانه ولعلم وبطولة علي. سبحان الله.

 

وبعد ان ننهي شهرين من العويل وشق الخدود والصدور والرؤوس بالسكاكين هما شهري محرم وصفر فاننا نرتدي ثوبا جديدا فرحا بـ(فرحة الزهراء) التي لا تكتمل الاّ بان نلعن الخلفاء الراشدين والصحابه رضوان الله عليهم ويقوم بعض القوم بعمل شخصية كارتونية بشعة رثة مخبولة لشخص الفاروق رضوان الله عليه. علمونا من منابر يفترض ان تكون للتذكير بثورة الحسين عليه السلام وبطولته ان اللعن سنة ودين ومن لا يمارسها فانه يبغض الله ورسوله واهل بيته، وان اللعن هو الطريق لرضى الله سبحانه وضمان لثوابه وجزاء الجنة. واللعن ضمنا يعني ان اهل السنة هم كفرة فجرة (حاشاهم) وانهم خارجين ومرتدين عن دين الاسلام الحنيف.

 

هل من احد في الكون كله يستطيع ان يأتينا بقول او خطبة او كتاب, اية حجة مسندة, تبرهن على اية صلة بين مذهب جعفر الصادق عليه السلام وبين هذه الانتهاكات الاجرامية لديننا الحنيف ..؟ والى ذلك الحين .. نحن ننتهي الى حقيقة ثابتة ان الذي يتوغل كالسرطان في جسد الشيعة من فكر وثقافة يقودها الفرس ان هي الاّ تبشير بدينهم .. دين ايران الذي لا صلة له بالاسلام الاّ في سطحيات وشكليات تمويهية مخادعة.  

 

امامة خميني وولاية الفقيه:

 

يختلف حتى عتاة التشيّع الفارسي (دين ايران) على وجود المرجعية والمرجعية العليا ويختلفون في نظرية ولاية الفقيه. وهذا الاختلاف يمتد بجذور تاريخية بعيدة ليصل الى خلاف بين فرق الشيعة على ولاية علي عليه السلام وخلافة الامام الحسن عليه السلام وعدد الائمة المعصومين وربما حتى على الامامة برمتها. واخطر عملية طعن في موضوع العصمة لدى الشيعة هو الطعن بعصمة الحسن عليه السلام التي لا تزال الى الآن من بين برامج البحث السرية في حوزة النجف وقم. ما نصل اليه ان ولاية الفقيه ليست امرا محسوما عند الشيعة انفسهم غير انها حسمت في دين ايران وصارت منهجا سياسيا يدير دولة ايران منذ تولي خميني دفة الحكم عام 1979 وحتى اللحظة. وبهذا يحصل الافتراق الاعنف بين التشييع الفارسي الباحث في باطنية متجذرة عن دين ايراني بخواص وخصال مختلفة وبين التشييع الجعفري العروبي.

ان الفرس يعتبرون خميني هو الامام الثالث عشر وهذا امر يتعارض اصلا مع فكرة الامامة الاثنى عشرية المعصومة في اصلها ومنبعها. وان الجزم بامامة خميني واعتباره مجازا وموكلا من قبل الامام الغائب لتولي الولايه السياسية والدينية ان هو الاّ جزم بتكامل اركان الدين الوضعي الفارسي، لان الامر مثار خلاف عقائدي بين علماء الشيعة انفسهم.

 

الاستنتاجات السياسية:

 

لسنا متفقهين في امر الدين, وما نسوقه هو فهم عام سنلجأ اليه في توجيه المعاني العريضة التي نتوخاها في ميدان مركزي هو ان نفك نقاط الاشتباك التي تربك اجمالي حركة امتنا العربية المجيدة فندعو الى التفريق الجدي والعملي بين التشييع الجعفري العروبي الذي يستند على فقه وتفسير واجتهاد لا يراد منه نسف وحدة الامة بل ان هو الاّ ركن من اركان التنور العقلي الذي لا يتعدى ذلك الى نهج سياسي متطفل او ممزق لوحدة المنهج العقائدي للامة دنيا ودين وبين التشييع الفارسي الذي هو في حقيقته:

 

1-   دين جديد, دين وضعي, بتعاليم وممارسات ما انزل الله بها من سلطان.

2- انه وسيلة سياسية لجعل ايران نقطة الارتكاز في امبراطورية فارسية تتوسط ولاءات طائفية تسحق البعد الوطني وتقفز من فوقه ان لم تستطع تدميره بالكامل وتمتد من افغانستان الى العراق واجنحة من بلاد الشام والخليج العربي.

3- انه تشيّع يستمد قوته من شيعة جهلة يمارسون شعائر مشركة لا صلة لها بالله ودينه الحنيف من بينها اللطم والتطبير وزيارة القبور وعبادتها.

4- انه دين يعبد اشخاص يفترض انتماءهم لأهل بيت النبوة ويعتبر أن زيارة قبورهم تعبد والنذر لهم تقربا الى الغيب وهذا منهج يتعارض مع الاسلام الذي اوجد الصلات الحية المباشرة بين العبد وربه .

5-   انه تشيّع شوفيني عنصري يعادي الامة العربية المسلمة ويثأر لقيامها باسقاط الامبراطورية الفارسية.

 

ونرى ان على علماء الامة من الشيعة الجعفرية المتحررة من سلطان الفارسية دينا ودنيا وعلماء السنة ان يلتقوا على برنامج موحد ذي تأثير سياسي يفرض حاله على الانظمة العربية يوقف ايران عند حدها (ليس على اساس انها دولة شيعية)، بل على اساس انها ذات دين وضعي خاص. لأن التعامل مع ايران على اساس انها دولة شيعية امر يضعف الامة العربية ويخسرها الرؤية العقائدية الصحيحة ويمنح الدين الفارسي تزكية النمو والاتساع على حساب التشيّع العربي المتوحد مع التشيّع السنّي تحت راية القرآن ورسالة محمد ومحبة اهل البيت ورفض لعبة البلادة والغباء الفارسي التي تجرنا جرا الى زمن مضى باحداثه وبرجاله ولا جدوى ولا فائدة ترتجيها امتنا العربية المسلمة من الارتداد والنكوص الى وديانه السحيقة. ان الارتماء بلعبة حيثيات تاريخية تعود الى لحظات مغادرة رسول الرحمة الى دار الخلود إن هي الاّ مطب اوقع به الفرس الامة العربية. ونرى بكل عقلانية وتبصر ان احتلال العراق من قبل اميركا وسقوط الدولة الفارسية في وحل التعاون والتداخل مع هذا الاحتلال المجرم بحيثيات وممارسات ما عاد لأحد ان ينفيها ومنها دخول احزاب فارسية مثل الدعوة وبدر والمجلس الاعلى والصدرية وغيرها وتصدرها لواجهات العمالة والخيانة كحكام تحت حراب المحتل . نحن لا نمتلك في تاريخ امتنا العربية كله دخولا مفجعا لأدوات خائنة بهذا الحجم، وبهذا الاسلوب تحت رعاية الاحتلال لاستلام السلطة فالنفس العربية تأبى الخنوع والذلة وترفض قطعا ان تكون قمامة سيكنسها التاريخ. ان دخول الدين الايراني في حكم العراق تحت غطاء التشيّع الفارسي ما هو الاّ التعبير الارثي والنفسي السايكولوجي للباطنية الفارسية المعروفة وللخبث الجبان والتقية المنافقة التي تكرس نظرية الميكافيلية السلبية في امتطاء ركاب الوسيلة دونما حساب خلقي لتحقيق الغاية.ويجب ان نؤكد ايضا ان توطين ممارسات دخيله على الدين وعلى المذهب وممارستها بشكل عفوي من قبل الناس البسطاء من شعبنا تفترض علينا تبصيرهم وتوضيح الحقائق لهم بجهد وخط عمل طويل وليس الاساءة لهم ونبذهم والقفز بتصرفات غير مدروسة فوق واقع فرض حاله عليهم .

 

ومن هنا نقول للشيخ القرضاوي ... توكل على الله واكتب في مفردات مذكراتك اليومية ان الشيعة اهلك واخوتك وهم يقاتلون الاحتلال الفارسي والامريكي للعراق وهم أبعد ما يكونون شرفا وعرضا وعروبة واسلاما عن فرق التبشير الفارسي التي تفتح انظمة عربية ساحاتها لاستقبالهم دون ان تدرك او ربما مع الادراك المسبق .. انهم مخربون هدفهم تمزيق وحدة ووجود الامة التي انجبت محمد صلى الله عليه واله وسلم وحملت رايات الاسلام وحفظت آيات الكتاب المجيد بأمر الله سبحانه وانتصرت بسيوف الاسلام على امبراطوريات عرقية شوفينية مشركة .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو امن اهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون ﴾ 

صدق الله العلي العظيم

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٢٥ رمضــان ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٥ / أيلول / ٢٠٠٨ م