القرغولي .. نشيد وطن

 

 

شبكة المنصور

 

 

تألق الفنان العراقي الكبير طالب القرغولي في أمسية أقامها البيت الثقافي العراقي له مؤخرا، راوياً للحضور ذكرياته وحكايات من مسيرته الفنية الحافلة بالإبداع.


لكن ما أكبره الجميع في القرغولي أنه تذكر الأناشيد والأغاني الوطنية التي أنجزها والتي يتذكرها العراقيون جميعاً فتوقف عندها مفتخرا ومتباهياً بها ولم يتبرأ منها كمثل ما فعل بعضهم عندما لم يتبرأ من إنجازاته السابقة فقط، وإنما ادعى أنه كان مضطهداً قبل الاحتلال وأن الاحتلال جاء إنقاذا من السماء له ولسواه من المظلومين المضطهدين المهضومين، طمعاً في تبؤ منصب قد يتصدق به عليه من جاء مع الاحتلال.


الجميع يعرف أن القرغولي يعاني الآن كثيراً من ظروف الغربة ومحنتها، لكنه رفض جميع الإغراءات التي سقط أمامها بعضهم، لأنه يعتقد أن قامة الفنان يجب أن تبقى عالية علو قامة الوطن، وإن كان هذا الوطن الآن ذبيحاً جريحاً مدمى محتلاً موجعاً.


إن هناك فكرة تولدت من خلال هذه الأمسية هي: لماذا لا يقوم الأثرياء الوطنيون العراقيون بتمويل أعمال فنية عراقية تجسد هموم الوطن ومقاومته للاحتلال لكي يعينوا فنانينا ومبدعينا على قساوة حياة الغربة ويقدموا بذلك خدمة كبرى لوطنهم العراق وهو في محنته القاسية الآن؟


أن الفنان المبدع الكبير طالب القرغولي الذي يقول في مقابلة أجرتها له (المسار) وتنشرها في عددها هذا إنه لم يكن واثقاً من نفسه عندما أقدم على دخول عالم الفن أصبح الآن رمزاً عراقياً كبيراً يُذكَر العراق إذا ذُكِر ويُذكَر إذا ذُكِر العراق..


تحية للمبدع الكبير طالب القرغولي وللمبدعين العراقيين كلهم الذين يمارسون إبداعهم بعيداً عن الوطن الذي يسري حبه في دمائهم..


تحية لهم .. لعراقيتهم .. لرفضهم وإبائهم .. ولن يُذل وطن هم راياته العالية ..

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٢٤ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٣ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م