حرية جديدة .. أم أحرار جدد

 

 

شبكة المنصور

الهيئة الإعلامية لجيش المعتز بالله

 

يتبادر إلى الذهن عند قراءة العنوان إن هناك حرية جديدة تختلف عن الحرية التي عرفناها ويعرفها الجميع .. الحرية التي تعني التخلص من العبودية والاستبداد والاضطهاد .. الحرية التي تعني كسر طوق العبودية من معصم الشعوب وإطلاق صوتها ليصدح عاليا بمنطق العقل ونشوة النصر والتحرير من غلال الاستعمار والعبودية .. التحرر يعني إعادة ماء الوجه للذين فقدوه .. تعني إعادة الكرامة المنتزعة .. تعني صون العرض .. تعني العشق لكل شئ .. عشق الحبيبة حرية .. عشق الوطن حرية .. عشق الأرض حرية .. عشق الشعب حرية ..

 

هذه الحرية التي كتب عنها الباحثون كثيرة وسطروا لتعريفها سطور عديدة .. عرفها الإغريق والرومان وعرفها الآشوريين والبابليين والكلدانيين والبيزنطينين .. عرفها شعوب الأرض في مشارقها ومغاربها .. وتمنت الحصول عليها وبذلت في سبيل ذلك الغالي والنفيس .. قدمت الشهداء وتخضبت الأرض بالدماء ...

 

أما الأحرار فتعني قمة الجهاد لنيل الحرية ولم ينل هذا اللقب إلا الذي أفنى شبابه وحياته وقدم ما قدم من التضحيات لنيل هذه الدرجة الرفيعة والمكانة المرموقة التي ترتبط ارتباطا مصيريا بالحرية ..

 

حريتنا الموعدة اليوم جاءت مع المحتل تختلف عما نعرفه عن الحرية .. فهي حرية جديدة أقرها السياسيون الجدد الذين لا يعرفون من السياسة سوى الاسم .. إما المعنى فهذا بعيد عليهم .. حريتنا الجديدة جاءت على صهوة دبابات العدو سقلها سطوح الدبابات وأبدان الطائرات .. وكتبتها رجالات المخابرات .. وصاغتها دهاليز الحاخامات .. فطفت على السطح مبرقعة مزينة تحيط بها الورود واخذ مستورديها يرددون مفردات جديدة طرأت على مسامعنا لأول مرة وكأنها من لغات غير العربية على الرغم من حروفها العربية مثل  (( الشفافية )) هذا المصطلح الذي حير العراقيين في فهمه ومعناه وكيفية استخدامه ومتى وأين يستخدم أخذت السنة المتسيسون الجدد بترديده هنا وهنا بمناسبة وغير مناسبة مصطنعين فهمه ومعرفته متفاخرين بلفظه إمام الملأ وكأنه مفتاح النصر الأكيد الذي يخرجهم من ورطتهم إلى شاطئ الأمان ..

 

أنها الحرية الغربية الأمريكية الإيرانية الإسرائيلية الموضوعة خصوصا للساسة العراقيين الجدد .. حرية جديدة لأحرار وعذرا لهذه التسمية التي نطلقها مجازا هنا ولكنها تعبيرا وغاية نسعى للوصول أليها ..

 

حريتهم الجديدة التي جاءت بديمقراطية جديدة ومنهج جديد .. ديمقراطية تختلف بالصياغة واللفظ والمعنى .. وتختلف بالتطبيق والتنفيذ .. عن ديمقراطية الغرب وديمقراطية العرب وديمقراطية الإسلام التي هي من أسمى المصطلحات وأعظم الأمور التي اقرها الإسلام وعمل بمنهجها رسول الأمة الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وأسس بموجبها أعظم حضارة عرفتها الإنسانية وأعظم منهج اقتصادي لازال وبفخر واعتزاز نبراس يضيء ظلام الجهل ..

 

حريتهم الجديدة التي وصل بهم إلى تبادل الألفاظ السيئة وتبادل الشتائم وإمام الملأ وهذه الأفعال يقوم بها وبكل رجولة رؤساء كتلهم السياسية ( كتلهم الجديدة التي شكلها المحتل ) متناسين الشفافية التي أطلقوها قبل فترة من الزمن ورددوها في برنامجهم ..

 

ولكن الذي حدث قبل أيام في اجتماع مجلس ( النواب ) فاق كل مصطلحاتهم وفاق كل حرياتهم وديمقراطياتهم وشفافياتهم .. حيث وصل بهم الحال إلى تبادل الآراء بطريقة شفافية جداً بواسطة استخدام الأيادي مصحوبة بالكلام البذيء والعبارات التجريحية وآخرها وختامها بتبادل فضح ادوار الخيانة الأول يندد بزيارة الثاني إلى إسرائيل والثاني يهدد بفضح تدخل الإيرانيين في العراق بمساعدة الطرف الأول ومعونته .. هذا الحال مستمر كان الله في عوننا .. لأننا ندفع ثمن الحرية الجديدة .. لأحرار جدد .. وديمقراطية جديدة .. لوطن جديد .. وأعاننا على فهم مصطلحات جديدة من السياسيين جدد في زمن جديد معروف عنه كل يوم تجديد بدون قيد أو تحديد .. والله المستعان على ما يقولون ويفعلون فهم الخاسرون ونحن المنتصرون لأننا بطريق الحق ماضون وعلى طريق الخير والنصر سائرون

 

الله أكبر .. الله أكبر .. ورحم الله شهدائنا وإبطالنا وأحرارنا

شهداء شعبنا وامتنا ونضالنا .. ورحم الله الشهيد

أبي الشهداء والسلام عليكم . 

 

 

جيش المعتز بالله
الهيئة الإعلامية لجيش المعتز بالله
 الكاتب أبو زينب العراقي

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١١ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م