وسيبقى البعث الأصيل الأصيل ... بمناسبة ٠٥ \ ١١  \ ١٩٥٨

 

 

شبكة المنصور

ابو عمار المخضرم

 

قبل نصف قرن وفي 5 \ 11 \ 1958 تم اعتقال المرحوم عبد السلام عارف فور عودته من السفارة التي أبعده إليها شريكه عبد الكريم قاسم وقد صوّرت حكومة الدكتاتور قاسم وحلفاؤه الشيوعيون آنذاك بأن تلك العودة هي فصل من فصول مؤامرة بعثية للسيطرة على الحكم رغم أنهم كانوا في أوج قوتهم وسيطرتهم المطلقة على كل الأجهزة الأمنية والعسكرية , ورغم التنكيل والاضطهاد والقتل الذي كان يمارسه الشيوعيون بحق كل القوى المناهضة لهم والتي كان من بينها البعثيون شركاءهم في الجبهة الوطنية قبل ثورة 14\تموز\1958 ...

 

أعود فأقول بأن الشيوعيين ( مع كل الأسف ) ومعهم قاسم اختلقوا فكرة المؤامرة والصقوها بحزب البعث رغم علمهم بأن عبد السلام عارف لم يكن بعثيا في يوم من ألأيام وكان هدفهم الرئيس هو محاولة القضاء على البعثيين وإرهابهم لكي تخلو لهم الساحة لأنهم يعلمون أن هؤلاء هم ( ملح الأرض ) والمعبر الحقيقي عن طموحات شعبهم وأمتهم ... فانطلقت التظاهرات الشيوعية في كل أنحاء العراق وفق توجيه مركزي دقيق في 5\11\1958 وكان شعارهم المركزي القضاء على البعثيين وكانت أهزوجتهم الرئيسة :- (( خمسة بالشهر ماتت البعثية )) وقد تلى ذلك حملة مسعورة ضد من تبقى من المناضلين لضمهم الى السجون والمعتقلات ...


لقد كانت تلك الايام عصبية على البعثيين وهي أشبه بما يمرون به اليوم بعد احتلال العراق وتحكم الطغمة الخائنة الخانعة للأمريكان حيث شرعوا مبدأ (اجتثاث البعث) الذي يتناقض مع كل القيم الديمقراطية والإنسانية والذي يمثل سابقة ليس لها مثيل في تأريخ البشرية ... لقد مرت تلك الايام وما تلاها من أحداث دامية خاصة بعد ثورة الشهيد عبد الوهاب الشواف عام 1959 حيث سادت العراق حملة دموية متوحشة بحق كل المعارضين من ابناء الشعب من مختلف طوائفه تحت ذريعة الاتهام (بالبعثية) وكان يكفي لان يشير احدهم الى احد الأشخاص في الشارع ويتهمه بأنه بعثي لكي تلقى عليه الحبال في الحال ويسحل دون سؤال أو جواب !!!


ولكن رغم ذلك أبى فرسان البعث أن يركعوا أو يتنكروا لمبادئ حزبهم العظيم وضلّوا على العهد صامدين ... وتحضرني في هذا المقام واقعة ارويها للتأريخ وهي أن مجموعة من المناضلين ( وكنت واحدا منهم ) اجتمعوا في دار احدهم في راغبة خاتون لتدارس الموقف وكيفية الخروج منه فاقترح احدهم استبدال اسم ( البعث ) بأسم أخر لتجنب حملة الإرهاب والبطش التي يتعرض لها من يحمل اسم ( البعث ) ولكن جميع الحاضرين ثاروا على هذا الرفيق ونددوا به واعتبروه انهزاما واهانة للمبادئ ولدماء الشهداء ولرسالة الأمة ...


واليوم عندما يعيد التأريخ نفسه وتتجدد الحملة الإرهابية والقمعية ضد البعث ومناضليه بصورة اشدّ وأكثر لؤما فأننا مطالبون بالثبات والصبر لان طريقنا هو طريق الحق وطريق أعدائنا الخونة الضلال والباطل وأننا لعلى ثقة بأن مبدأ ( الصمود يصنع الصبر ) الذي رفعه سيد شهداء العصر المجاهد (صدام حسين) سيبقى شعار كل المناضلين البعثيين وأبناء شعبهم وكل القوى الرافضة للإمبريالية الأمريكية والغطرسة المجوسية الفارسية .


أن النصر ساعة من الصبر وان صبرنا مثل صبر أيوب انشاء الله وسيأتي اليوم الذي يهزم فيه العملاء أعداء البعث وأعداء الشعب والأمة كما انهزموا في مواجهتنا معهم أبان الطغيان ألقاسمي وحلفاؤه الذين (هوّسوا) في 5\11\1958 ((خمسة بالشهر ماتت البعثية )) وستعلو راية البعث خفاقة على كل شبر من ارض وطننا الحبيب وحينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .


(وسيبقى البعث الأصيل الأصيل )

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٢٤ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٣ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م