مواقف نضالية

احتفالية التضامن مع الشعب العربي في تونس

﴿ الحلقة الثالثة ﴾

 

 

شبكة المنصور

ابو عمار المخضرم

 

بعد مجزرة بنزرت عام 1954 \ وموقف الشعوبيين
**********************************************


قرر الحزب في كلية ((التجارة والاقتصاد)) إقامة احتفالية تضامنية مع ابناء شعبنا في تونس على اثر قيام المستعمرين الفرنسيين بارتكاب مجزرة (بنزرت) الشهيرة عام 1954 هذه المجزرة التي هزّت ضمائر كل القوى الوطنية والإنسانية في العالم وفي الوطن العربي خاصة , واخترنا توقيتا لبدء الحفل يتزامن مع بداية الدوام المسائي في الساعة الأولى منه ولم يستثن إخواننا الشيوعيون من الدعوات التي وجهناها الى كافة الطلبة بكل اتجاهاتهم السياسية .

 

وقد جمعنا مبلغا متواضعا اشترينا به لوازم الاحتفال الذي أردناه أن يكون (حضاريا) فرتبنا الموائد والمقاعد وفق منهاج يتضمن كلمات وقصائد وشعارات مؤيدة لنضال الشعب التونسي الشقيق واستنكار جريمة المستعمرين الفرنسيين في (بنزرت) وكذلك استنكار مواقف حكام العراق اللاأبالية والمتواطئة مع المستعمرين آنذاك . لقد كان هذا هو ما شكّل مشهد ما قمنا به تضامنا مع أشقائنا في تونس , فهل فيه مايثير حنق احد أو يستفزّ أي وطني غيور ؟؟ غير انه من المؤسف أن نفاجأ بموقف لم نكن نتوقعه من الشيوعيين الذين خططوا مسبقا كما تبين لاحقا لإفشال هذا الاحتفال فاندفعوا بأعداد كبيرة في لحظة بداية الحفل الى داخل القاعة الصغيرة بشكل فوضوي وقفز احدهم ويدعى (خالد) على المنضدة الرئيسية وبدأ يهتف بالشعارات الشيوعية البعيدة عن أجواء المناسبة ومنها :- ((يعيش نضال الشبيبة الاسبانية ضد الجنرال فرانكو )) وكان ذلك يتزامن مع توافدهم على القاعة بشكل منظم ومقصود مما أدى الى تحطيم الموائد وما عليها من مرطبات ومعجنات …

 

وعندها اشتد غضبنا وتوقدت حماستنا ضد هذا التصرف العدواني المشين فانبرينا لهم في معركة استخدمت فيها الأيدي والكراسي وقناني المرطبات وتمكنا في نهايتها من الرد على حماقتهم فولوا الأدبار في مشهد يثير الضحك والاستهزاء ولقد شارك معنا في هذه (المعركة) عدد من رفاقنا من دار المعلمين العالية بعد أن وصلهم خير ما كان يحدث في القاعة بيننا وبين (الشعوبيين) ولا أقول (الشيوعيين) الذين كانت مبادئهم المعلنة تحتم عليهم الوقوف معنا ومشاركتنا في مثل هذه الوقفات الوطنية… أن موقف الشيوعيين هذا غير المبرر وغير الأخلاقي من الاحتفال بإعلان التضامن مع الشعب التونسي الشقيق وبمناسبة ارتكاب الاستعمار الفرنسي واحدة من أبشع جرائمه في المغرب العربي - في بنزرت - , لم يكن متوقعا وعلى العكس من ذلك كنا نتوقع أن يشاركونا هذا الاحتفال القومي وهذا ما دفعنا لأعلامهم بموعده بل ودعوتهم لحضوره …


وأخيرا فأن نتائج موقفهم (المؤسف) وان أدى الى إفشال الاحتفال كما أردناه ولكنه أدى في المقابل أيضا الى موجة من الاستنكار والشجب من قبل جميع الطلبة وانضمام الكثير منهم الى تنظيم الحزب الطلابي لاحقا . وصدق في ذلك قوله جلّ وعلا :- ((عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم))


(( وللحديث صلة إنشاء الله ))

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٤ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م