العصابات الكردية والتهجير القسري لمسيحيي العراق

 

 

شبكة المنصور

نبيل ابراهيم

 

لمسيحيون العراقيون جزء لا يتجزا من الشعب العراقي ومكوناته, فهؤلاء سكنوا العراق من الاف السنين وعاشوا جنبا الى جنب مع باقي مكونات الشعب العراقي على مر العصور, عاشوا عراقيين اسوة بغيرهم من العراقيين المسلمين ذاقوا حلاوة العيش ومرارته , ساهموا ببناء العراق ضحوا من اجل العراق اخلصوا للعراق وقدموا الغالي والنفيس للعراق حالهم حال كل العراقيين . لم يكونوا ابدا هدفا للقتل او التهجير او التفرقة الدينية ,فكما قدموا للعراق فالعراق اعطى لهم , كنائسهم وطقوسهم الدينية كانت واجبة الاحترام على مر الزمان.


تغير الحال وتغيرت الظروف بعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي للعراق وذاق مسيحيوا العراق مرارة الاحتلال حالهم حال باقي مكونات الشعب العراقي فطالهم الارهاب الامريكي الصهيوصفوي كما طال كل مكونات الشعب العراقي , تعرضوا للتهجير والى حملات ابادة منظمة من قبل عصابات الاحتلال, كنائسهم فجرت كما فجرت الجوامع, اغتيل من رجال الدين المسيحيين كما اغتيل من رجال الدين المسلمين, اما ما يحصل الان للمسيحيين العراقيين خصوصا في مدينة الموصل, فهذا امر اخر , امر له اهداف اخرى مرتبطة باجندة انفصالية لمصلحة العصابات الكردية .


شهدنا في الاونة الاخيرة ومازلنا نشهد هجرة العوائل المسيحية العراقية من محافظة نينوى, بعد تهديدهم وقتل عدد منهم من قبل العصابات الكردية المجرمة المتمثلة بميليشيا البيش مركة في الموصل , إذ " أفاد مواطنون من أهالي أحياء السكر والحدباء والبلديات والكفاءات والبكر والعربي في الساحل الايسر من مدينة الموصل ان مسلحين من عناصر الاسايش (الامن الكردي) كانوا يتجولون بسياراتهم المعروفة لابناء المدينة ويكتبون بالصبغ الاسود على جدران البيوت تهديدات موجهة الى المسيحيين تحثهم على مغادرة بيوتهم والا واجهوا مصير الموت, حيث تقول الارقام ان 2600 عائلة مسيحية قد هجرت واصبح هؤلاء يعيشون في قرى وضواحي سهل نينوى بالتحديد وليس باماكن اخرى.


المضحك والمبكي ان كبار رؤساء العصابات الكردية قد روجوا لمهزلة جديدة وهي ان من يقوم بقتل وتهجير المسيحيين هم الجماعات البعثية الوهابية القاعدية أل...ال....ال.... والى اخره من هذه التسميات التي اصبحنا نسمعها ونقرأها في اعلامهم, تصوروا في مدينة كبيرة مثل الموصل وفيها قواعد للاحتلال الامريكي وقوات للجيش الوثني والشرطة والميليشيات الكردية كل هؤلاء موجودين في الموصل بالرغم من هذا تاتي هذه الجماعات البعثية الوهابية القاعدية أل..أل....الخ وتستعمل سيارات الحكومة العميلة وسيارات الشرطة وتستعمل مكبرات الصوت مهددة العوائل المسيحية العراقية في وضح النهار { بالمناسبة كل هذا جرى في الجانب الايسر لمدينة الموصل والذي هو مسيطر من قبل الميليشيات والعصابات الكردية} ....بربكم هل هذا قابل للتصديق؟؟ لكن من جانب اخر لم لا يتهمون من يشاوؤن طالما ان المتهم جاهز طالما ان شماعة البعثية والوهابية والقاعدة و و و الخ جاهزة, كما وان الصاق التهمة بمن يشاؤون سهلة في ظل الديمقراطية الامريكية الصهيوصفوية..


حقيقة الامر ليست كما يدعون وكما يكذبون, حقيقة الامر ان وراء كل هذا تقف العصابات الكردية والسبب هو ابعد من البعد الديني او الهوية الدينية لمسيحيي العراق, ان تهجير هؤلاء الغرض منه ان يتم تجميعهم في قرى سهل نينوى بالذات حتى تكون هناك كثافة سكانية مسيحية ومعروف ان قرى واقضية سهل نينوى يسكنها مسيحيوا العراق , وبعد ذلك تتم المطالبة من قبل البعض من المتأكردين المسيحيين من ضعاف النفوس والخونة بحكم ذاتي او اقليم فيدرالي { سموه ما شئتم } للمسيحيين وبعد حصول الموافقة على هكذا مطلب يطالب هؤلاء بضم الاقليم المسيحي الى الاقليم الكردي وعندها يكون الاكراد قد ضمنوا سيطرتهم الكاملة على محافظة نينوى وضمها الى نفوذهم الكامل.


ان هذا المخطط يقف وراءه العدو الصهيوني وتنفذه العصابات الكردية { لان هذه العصابات الكردية ليست بهذا الذكاء ان تخطط لوحدها هكذا عمل} وبالتعاون مع البعض من الخونة من الاحزاب المسيحية الموالية للعصابات الكرية و البعض الاخر من الخونة من امثال المدعو سركيس باذنجان احد القياديين في حزب البرزاني حيث قد بدأ هذا الباذنجان نشاطه بهذا الاتجاه من فترة مبكرة من خلال بناء تجمعات وقرى للمسيحيين في هذه المناطق بحجة مساعدتهم وقام بشراء ذمم ضعاف النفوس من الاخوة المسيحيين , وقبل ايام طالب هذا الباذنجان باقليم سهل نينوى للمسيحيين العراقيين. اما دور العملاء في المنطقة الخضراء فلا يقل اجراما من العصابات الكردية بحق المسيحيين العراقيين فهؤلاء المجرمين من امثال المالكي وجماعته يعرفون تماما مقاصد ونوايا الانفصاليين الاكراد بل هم متعاونين معهم ولذر الرماد في العيون ادعت حكومة الاحتلال بارسال فرق الجيش والشرطة والطوارئ لحمايةالعوائل المسيحية في الموصل, تماما كما فعلت لحماية باقي مكونات الشعب العراقي في باقي انحاء العراق عند تعرضهم لعمليات القتل والتشريد من قبل عصابات فيلق بدر وعصابات جيش المهدي, لكن بعد ماذا؟ بعد ان افرغت الموصل من العوائل المسيحية العراقية ,والسؤال هنا ان كان المالكي جاد في حماية العوائل المسيحية العراقية لماذا لا يعمل على ارجاع تلك العوائل الى بيوتها خصوصا بعد ادعاء اعلامهم الكاذب بان فرق من الجيش والشرطة وقوات الطوارئ قد وصلت الموصل وسيطرت على الموقف الامني هناك؟ ان كان فعلا هذا صحيح فلماذا لايتم ارجاع تلك العوائل الى بيوتها؟


في المستقبل القريب سنشهد مطالبة البعض من المسيحيين المتأكردين باقليم سهل نينوى وسنشهد الدفاع المستميت من قبل الاعصابات الكردية لهذا المطلب وسيجعلون من انفسهم حامي حمى المسيحيين وانهم سيتكفلون بالدفاع عنهم وانهم جزء منهم و و و و و الخ من الاكاذيب الملفقة بغية اتمام المشروع والصفقة التي ستضمن للعصابات الكردية ضم الموصل بكاملها الى اقليم العصابات الكردية.


ان ما يحصل الان في الموصل هي كارثة حقيقية يجب الانتباه اليها جيدا فكما حصلت حملات للتهجير في مناطق معينة من بغداد لتغيير الطابع الديموغراقي من قبل الاحزاب العميلة الموالية لايران يحصل نفس الشئ في الموصل من قبل الاحزاب الانفصالية الكردية وفي كلتا الحالتين الهدف واحد, تقسيم العراق وتفتيته وبث الفرقة والكراهية بين ابناء العراق, الرابح الوحيد من كل هذا هو الاحتلال الصهيوصفوي .


من هنا لا نتفاجأ بقرار البرلمان المنصب من قبل الاحتلال بتهميش المسيحيين العراقيين وباقي الاقليات واعتبارهم جاليات وكأنهم ضيوف على العراق وكانهم ليسوا منتمين للعراق , ثم زيارة الجزارنغروبونتي لشمال العراق لعدة ايام وبعدها حصول جرائم قتل وتهجير المسيحيين في الموصل بالتحديد, واجبار العوائل النازحة بالتوجه الى قرى سهل نينوى.


هناك سؤال يطرح نفسه وهو ان كانت الجماعات البعثية الوهابية القاعدية ..الخ من هذه الوصفات والتسميات , ان كانت هي المسؤولة عن تهجير مسيحيي العراق في الموصل, فلماذا اختارت الموصل؟ لماذا لم تهاجم قرى سهل نينوى البعيدة عن وحدات الجيش والشرطة وجيش الاحتلال الامريكي؟ الس الاسهل مهاجمة الناس في القرى عن مهاجمة الناس في مدينة كبيرة مثل الموصل؟.


سؤال اخر يطرح نفسه ياترى اية جهة كانت وراء قرار تهميش الاقليات في العراق؟ وكيف تم ادراج مقترح تهميش الاقليات ضمن جدول اعمال برلمان الاحتلال؟ ومن قبل من؟ هل كانت الجماعات البعثية الوهابية القاعدية وراء ذلك؟


سؤال اخر جرى التكتم عليه عن قصد واضح من قبل حكومة الاحتلال, من كان وراء قتل المطران رحو في الموصل خصوصا اذا ما علمنا ان المطران الراحل كان مع وحدة العراق وكان رافضا للاحتلال ورافضا الى ضم قرى واقضية الموصل الى مناطق نفوذ العصابات الكردية؟؟ ومن كان وراء جريمة التفجير في منطقة الزنجيلي في الموصل ؟؟ هل كل هذه الجرائم كان وراءها البعث والوهابية والقاعدة؟...اترك الاجابة على هذه الاسئلة على القارئ وعلى مدى استيعابه وفهمه لما يحصل في العراق المحتل.


نحن نقول ان الاحتلال في طريقه الى الزوال وبعد التحرير سوف يحاسب هؤلاء المجرمون الخونة, ويالون جزاءهم العادل وسوف تعود اللحمة الوطنية وسوف يعيش ابناء العراق بعربه وكرده ومسيحييه وكل الطوائف سوف يعيشون في ظل عراق واحد موحد , كل ما علينا فعله الان هو الالتفاف الى المقاومة العراقية الباسلة ودعمها ما استطعنا وان نضع كل ثقتنا برجال مقاومتنا الباسلة بكل فصائلها, ان نفضح المحتل واساليب المحتل وان نفضح الخونة والعملاء, ان نكون يدا واحدة متكاتفة تعمل من اجل تحرير العراق من الاحتلال وتنظيف العراق من جراثيم الاحتلال.


ضعوا ثقتكم وايمانكم بالله العلي القدير اولا وبرجال المقاومة العراقية الباسلة ثانيا وسوف يتحرر العراق من خلال تكاتفنا ودعمنا للمقاومة العراقية الباسلة.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ١٧ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٦ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م