الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

العراقيون المنسيون في اليمن

 

 

شبكة المنصور

سمير رشاد اليوسفي / رئيس تحرير جريدة الجمهورية اليمنية

 

أكثر من عشرين مليون دولار ، هي الأموال التي وصفتها الحكومة العراقية بأنها «مجهولة المصير» في موازنة وزارة الدفاع العراقية للعام 2007م فقط.


ولنا أن نتخيل حجم ميزانية وزارة الدفاع التي لاتتأثر بنهب ذلك المبلغ منها والذي ثبت مؤخراً أنه دخل جيوب السيد جورج بوش واثنين من كبار قادته في العراق!!


منذ أن تشكلت «هيئة النزاهة» كجهة رقابية لمكافحة الفساد ، وفضائح فساد المسئولين في حكومة المالكي تنهمر كالمطر ، وبأرقام خيالية جميعها بالمليارات باستثناء فساد صغار المسئولين التي يعلن عنها بأنها ببضع مئات أو عشرات آلاف الدولارات ، لذلك رفعت عصابات الخطف مبلغ الدية إلى مابين «05 ـ 001» ألف دولار!!


ونظراً للحالة الأمنية غير المستقرة في العراق ، فقد تحولت السفارة العراقية في العاصمة الأردنية عمان إلى مكتب خدمات خاصة بكبار المسؤولين .. فكادر السفارة الضخم هو من يدير استثمارات المسئولين ، ويبرم لهم الصفقات التجارية ، ويتابع تحويلات الأموال المنهوبة إلى البنوك العالمية ،وهو أيضاً من يستقبل عوائلهم ،ويسكنها في أضخم القصور ويرعى مصالحها .. بما في ذلك تنظيم الرحلات السياحية إلى المنتجعات الأوروبية.
الغريب في الأمر هو أنه في الوقت الذي تتحدث حكومة المالكي عن فائض مالي بموازنة العام الجاري 2008 قدرته بـ «24» مليار دولار ، فإن في اليمن أسراً عراقية تعتاش على ما يتصدق به اليمنيون عليها بعد أن فقدت معيلها سواء بوفاة ، أو مرض أقعده عن العمل.. كما أن هناك مئات الطلاب والطالبات العراقيين من خريجي الثانوية العامة عجزوا عن مواصلة التعليم الجامعي لعدم قدرة عوائلهم على تحمل تكاليف الدراسة الباهظة لأنه حتى العام الماضي ظلت اليمن تخصص «06» مقعداً فقط للطلاب العراقيين مجاناً ، يحصل منهم «03» طالباً فقط على منحه مالية كانت أربعة آلاف ريال شهرياً وتم رفعها العام الماضي إلى اثني عشر ألف ريال شهرياً..!


وفي الوقت الذي تنعم أسر المسئولين في الحكومة العراقية داخل قصور فارهة في مختلف عواصم العالم ، فإن في اليمن عوائل عراقية تحشر أفرادها في غرفة واحدة لأنهم غير قادرين على دفع ايجار بيت كامل.. كما أن البعض عجزوا حتى عن دفع رسوم الإقامة وأمسوا في قلق وخوف مرير من أن تضبطهم السلطات اليمنية.. فيما اضطرت عدد من العراقيات إلى تعلم مهنة «الكوافير» أو العمل في ورشات ومشاغل لتأمين قوت أبنائهن..!


العراقيون في اليمن ـ الذين فروا إليها بسبب الحرب ، أو قبل ذلك بسبب الحصار ـ انتشلهم قدرهم من الحصار الامريكي ليزجهم في حصار حكومة المالكي .. فهم وحدهم الذين حرمت عليهم حكومتهم المساعدات الغذائية والمالية التي تقدمها للجاليات العراقية في بقية الدول العربية.. وحرمتهم حتى من القنوات الفضائية العراقية التي تداوم على تفقد أوضاع العراقيين في كل أرجاء العالم باستثناء اليمن.. والأغرب أنه عندما قررت الحكومة اليمنية هذا العام زيادة عدد المنح الدراسية للطلاب العراقيين إلى 110 منح أبت إلا أن تصادر عليهم الدرجات المخصصة لدراسة الطب والهندسة فبعثت لها طلاب من داخل العراق اثنان منهم رفضتهما اليمن لأن معدلاتهما بالستينات..!!


إن لدى المسئولين العراقيين جواباً جاهزاً لكل من يتذمر من أمر وهو « عودوا إلى العراق » كما لو أنهم خرجوا للاصطياف أو كارهين لوطنهم .. متناسين أن عوائلهم جميعاً خارج العراق متنعمة بثروات هذا الوطن الجريح الرازح تحت نير الاحتلال..


كم هو مريع أن يعيش أبناء العراق مشردين في الخارج ، يكابدون ظروف الحياة الضنكى ويحرم ابناؤهم الشباب حتى من فرص إكمال التعليم الجامعي في زمن الثورة المعلوماتية ، فيما الغرباء من شتى الأجناس يتنعمون داخل وطنهم ، وينهبون ثرواتهم وتستبد طغمة الفساد في مصادرة حتى حقوقهم في المواطنة!!.

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٨ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٧ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م