لمن ينسب نصر أكتوبر ؟

 

 

شبكة المنصور

بقلم / طـــلال معروف نجم

 

سأل الرئيس انور السادات الفنان عبد الحليم حافظ قائلا :

ـــ لم تغن عن نصري في اكتوبر؟

فرد عبد الحليم بالقول :

ـــ ولكنني غنيت اغنيتي الشهيرة عاش اللي عدا القنال

فرد السادات :

ـــ ولكنك لم تذكر اسمي ؟

فأجابه حليم بكل جرأة

ــــ غنيت للجنود الذين عبروا القنال وسيادتك واحد من هؤلاء الابطال .


طبعا هذا الحوار دار والسادات في نشوة النصر العسكري الذي سطر ملحمته الجيش المصري الباسل . وللحقيقة المغيبة ان الطلعة الاولى على العدو الاسرائيلي للطيران المصري البطل , كان يشاركه ابطال من القوة الجوية العراقية . يقابلهم جيش عراقي ظافر مظفر عبر البادية العراقية السورية . بدبابات غير محمولة على عجلات بل اندفعت على مسرفاتها , لتأخذ مواقع قتالية في القنيطرة السورية . دون ان يدعا رسميا من قبل القيادتين المصرية والسورية. بل سمعت القيادة العراقية بالحرب من الاذاعات. وروى لي وقتذاك ضابط فلسطيني خدم في الجيش العراقي . أعزف عن ذكر اسمه خوفا على حياته , لانه مازال في يعيش في بغداد. روايات بطولية للجيش العراق في جبهة الجولان بقوله : كنا قتلنا اعدادا كبيرة من جنود العدو , ثم قطعنا آذانهم وارسلناها مع جندي اسرائيلي أطلقناه الى قادته . فيما كانت قاعدة الحبانية الجوية جزءا من المعركة تزود الطائرات المصرية والعراقية بالوقود .

 

ترى ماذا كان سيقول حليم للسادات , لو قدر ان عاش حتى قيام الاخير بزيارة القدس المحتلة ؟ .

 

لقد فقد السادات فوز اللقب ببطل العبور, بزيارته القدس المحتلة . ووقتها قلت في مقالة لي : " لو لم يزر السادات القدس لكان بطلا قوميا" . فيما لاتنسى الامتين الاسلامية والعربية نصرا مؤزرا للسلطان الاسلامي العثماني محمد الفاتح , بقتحه عاصمة الروم بيزنطة . ولتبقى حتى يومنا الحاضر مدينة اسطنبول شاهدا على نصر للسلطان العثماني لم يلوثه حتى مماته .

 

لقد شاهدت فيلم "ايام السادات" أكثر من مرة , وتوقفت طويلا عند عبارته وهو يتطلع الى المرآة بقوله " دخل عبد الناصر التأريخ من اوسع ابوابه" . هذه العبارة كفيلة بأن السادات كان يرنو الى مجد يقفز به على انتصارات عبد الناصر , خاصة وانه قالها بعد العدوان الثلاثي على مصر . لهذا كانت خطوة زيارته القدس , في تقديري وتحليلي خطة بهرجة اعلامية قبل ان تكون برنامج سلام مع دولة العصابات الصهيونية . اراد من خلالها التغطية على كل المجد الذي رافق عبد الناصر طوال حياته . حتى استقالة عبد الناصر قلبتها كرازميته نصرا ومبايعة شعبية قل نظيرها . كل ذلك لايمكن للسادات ان يظفر بضجة تطفو على كل ضجات عبد الناصر , الا بخطوة "خالف تعرف" . ويلفظها العامة من الشعب المصري " خلف خلاف" .


وللجندي المصري فقط ينسب نصر العبور .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٩ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م