العـــودة العربيـة للـعــراق .. إحتــلال بغـطـاء عـربـي

 

 

شبكة المنصور

الـــوعــي الـعــربـي

 

أن كل مايجري في العراق من دعاية الآلة الإعلامية الصهيونية الأمريكية التي تقول أن الوضع الأمني في تحسن مستمر هو محض إفتراء وكذب وهذه هي طبيعة الأفاقين فأمريكا باتت تفقد سيطرتها علي ما يجري من أحداث علي الصعيد السياسي والعسكري وأصبح الإنسحاب من البلاد أمرًا واردًا بعد أن كان من المستبعد أن تفكر في هذا الموضوع من قبل ولولا تمسك سليلي الخيانة من المستعرقين بازيال الإحتلال وكذلك تشبث الكيان الصهيوني الإسرائيلي بهؤلاء الغزاة لخشيتهم من آثار الإنسحاب الأمريكي لان ذلك سيُفهم وكانه إنتصار لقوي المقاومة وسيمثل خطورة فادحة علي إسرائيل ويشجع قوي المقاومة في كل دول المنطقة العربية علي إنتهاج نفس المنهج العراقي للمقاومة فالكيان الإسرائيلي يعلم حقيقة المأزق الأمريكي ولكن يرفض آي مشاريع او أحاديث للإنسحاب وذلك لان الكيان الصهيوني يرغب في أن تحافظ الإدارة الأمريكية علي تواجد قوي في العراق لان ذلك هو الطريق الوحيد للتصدي للتهديدات التي تواجه مشاريعها الصهيونية في المنطقه ولهذا تعمدت أمريكا من خلال الخداع والتضليل الإعلامي بالمناورة في إتجاه آخر وأن إنجاز مثل هذه المناورات يتطلب مساندة عربية مخلصة لمحاولة إنقاذ مشروعهم الإستعماري و الإحتلالي الذي أقترب من نهاية النفق المظلم بعد أن بات الحل العسكري في ورطة ومستحيلا أمام مقاومة أبناء العراق من المجاهدين الشرفاء ومن خلال الضربات المؤلمة والموجعه للجيش الأمريكي وعملائه من سليلي الخيانة هذه المقاومة التي قلبت كل موازين القوي من خلال كافة وسائل المقاومة والنضال المسلح ،

 

لقد أراد الغزاه وأذنابهم من عملاء العراق فتح باباً جديداً قديما كانوا قد إستعانوا به أثناء إعدادهم لضرب العراق عن طريق إستغلال الغطاء العربي في هذا العدوان البربري والهمجي علي شعب عربي شقيق وهذا الغطاء العربي الذي تصنعه اليوم هو تحت شعار التبادل الدبلوماسي بين العراق وبعض البلدان العربية من خلال فتح سفارات لها في المنطقه الخضراء وعودة الجامعة العربية لفتح مكتب لها في بغداد ،وعجباً من هذه الدول التي أرسلت لها مبعوثين ومسئولين رسميين ليتفقوا مع سليلي الخيانة وبرعاية من إدارة الغزو والإحتلال الأمريكي علي العراق فمثل هذه التصرفات الغير مسئولة من بعض البلدان العربية هي خطأ جسيم وخطير في حق العراق والعراقيين وإن كنا نتمني بان يكون هذا التقارب وهذه العودة هي لمقاومة الإحتلال الغاصب لارض وشعب العراق الجريح ولا تأتي هذه الدعوة من رئيس مجرمي الحرب بوش وفاتنة العرب رايس ومصاص الدماء والبترول تشيني لان هذه العودة العربية في هذا التوقيت تكون بمثابة القاء طوق النجاة للاحتلال وأذنابه ومساعدتهم علي تجاوز الغرق في المستنقع العراقي ، ولماذا وفي هذا التوقيت بالتحديد تذكر الأخوة والمسئولين العرب العراق وأين كانوا منذ الغزو والإحتلال ؟ هل إكتشفوا أخيراً وبعد مرور أكثر من خمس سنوات بان الضمير العربي قد أستيقظ فجأة ؟

 

آم هي الورطة الأمريكية ومد يد العون لها ولمن يدور في فلكها ؟! كيف يكون هذا هو حالنا يا عرب ونحن من ذاق طعم ومرارة الإستعمار في الماضي ، آلم نتعلم من التاريخ شيئا ؟ آلم نتعلم من الدرس القاسي والمرير للعراق ومن يريد لنا السوء ؟ آلم يعلموا أنه مشروع إستعماري صهيوني الهدف من ورائه هو الامة العربية كلها ، ولماذا نكون السكين التي نذبح بها أنفسنا ولصالح من ولحساب من ؟ آليس كل ما يحدث علي المسرح العراقي اليوم علي الصعيد السياسي والأقتصادي والعسكري هو مهزلة تراجدية دراماتكية لاتنتهي ولا نعرف لها نهاية بل ونقف صامتين وإن كان الصمت هو أشرف لنا من أن نشارك المعتدين الآثمين أطماعهم الإستعمارية وتثبيت وتكريس تواجده علي أرض عربية فالآولي أن توحد الأمة إرادتها الوطنية الصادقة لتحقيق الحرية والإستقلال لهذا الوطن السليب بعد أن أغرق الأعداء والخونة من العملاء والجواسيس هذه الأمة في آتون حرب كنا في غني عنها لولا هذه الفئة الضالة ممن يعتقدون بانهم حكام العراق الديموقراطي الجديد الذين حولوا هذا البلد الي شيع وطوائف وتفككت المصالح ونهبت الثروات وتعددت الأطراف التي تعيث فساداً في البلاد من أمريكية وصهيونية وفارسية وكردية وشيعية وسنية وأصبح الدم العربي مباحاً في كل مكان علي أرض العراق ، أن المشاركة العربية من خلال الغطاء العربي في العراق اليوم هي من قبيل إنقاذ المشروع الأمريكي وليس في مصلحة العراق او الشعب العراقي وهي بذرة من بذور الفتنة التي يزرعها المحتل بين البلدان العربية وأبناء المقاومة العراقية التي لن تسمح بمرور آي مشروع أمريكي تحت غطاء عربي باي حال من الأحوال ونحن نحذر من هذه المناورة التي لن نجني من ورائها إلا كل الخراب والدمار والندم و المحتل الأمريكي يروج لفكرة تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين العراق والبلدان العربية لكي يقدم الوهم للشارع العربي والشارع الأمريكي وذلك للتغطية علي الفشل الذريع طيلة سنوات الأحتلال ،

 

أن من له حق التحدث باسم الشعب العراقي هي المقاومة فهي صاحبة المشروع المقاوم لكل أشكال العدوان والإستعمار وهي التي تقرر فقط سبل تعزيز العلاقات مع أشقائها العرب عندما يزول الإحتلال كيفما تشاء فهذا هو الشرف الحقيقي لكل عربي حر شريف ، لقد خسرت أمريكا بكل هيبتها وقوتها وآلتها العسكرية الجبارة الحرب في العراق أمام إرادة شعب من حديد ولكنها فتحت أبواباً من الأطماع وعلي رأس هذه الأطماع إيران التي ترغب في مد نفوذها في العراق لحساب مصالحها ولهذا السبب وخشية من إنسحاب أمريكي فلذا لجأت أمريكا الي إحتواء العراق من قبل العرب الذين يخدمون مصالح أمريكا في المنطقة وذلك لمطاردة الشبح الإيراني عن الساحة العراقية والتي باتت تسيطر عليها إيران من قبل آزرعها الطويلة من العملاء المستعرقين الذين زرعتهم في كل مكان في العراق وهم من يديروا دفة الأمور علي أرض الواقع وبذلك تكون أمريكا قد وضعت حائطاً وسداً منيعاً أمام المد الإيراني بعد الإنسحاب المتوقع والقريب وهي إيجاد فرصة لتعاون الجهد العربي مع الجهد المخابراتي للكيان الصهيوني المتواجد في العراق لمحاولة تطويق الوضع العراقي أمام النفوذ الإيراني و أن أخطر ما في الأمر هو إننا نضع أنفسنا موضع الإحتلال وهذا التطبيع العربي العراقي هو أخطر من التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني لقد ساهموا العرب في الماضي بتصرفاتهم الغير مسئولة في إضاعة فلسطين واليوم يساهموا في ضياع العراق الي الأبد يا لها من مهزلة عربية  .

 

 
 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٩ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م