الســياســة الأمريـكيــة بــين .. الــتــدليـس والــتسـييس

 

 

شبكة المنصور

الـــــوعـــي العـــربــــي

 

يُعرف التدليس بصفة عامه بانه إستعمال الحيل لايقاع شخص في خطأ يدفعه الي القبام بتصرف قانوني وطبقا لما ورد في التقرير الثالث للجنة القانون الدولي بقصد التدليس هو العرض الخاطئ للمعلومات وكافة المناورات التي تستهدف الخدع والتضليل مثل التصريحات الكاذبة وعرض وقائع سواء شفاهة او كتابة او باستخدام خرائط او خطط او صور او مسودات علي الرغم من علم الدولة كونها غير حقيقية او إعتقادها بعدم دقتها او أن الدولة لم تبذل العناية الواجبه للإستيثاق من صحتها وذلك بقصد إيقاع الغير في الغلط وحمله علي إبرام المعاهدات او الأنضمام اليها " ولقد جاء تعريف التدليس في معاهدة فيينا عام 1969 تاكيداً علي ضرورة أن تدار العلاقات الدولية باساليب أخلاقية ومراعا ة حسن النية وإعترافاً بان التدليس ليس مجرد فرض نظري ولكن يجب التمسك به عند إكتشاف غلط او خداع وبالعودة الي غزو و إحتلال العراق من قبل الولايات المتحده الأمريكية من دون غطاء شرعي او دولي نجد أن أمريكا والمجرم بوش مارس كل الوان التدليس والخداع والتضليل علي المجتمع الدولي كله فقد مارست أمريكا كل الصور بقيامها بالإعداد للحرب علي العراق والمسلمين وقد وضعت كل صلاحيات مجلس الأمن الدولي تحت سيطرتها الفعلية في سيناريو الإعداد للاعمال التحضيرية للحرب ، وقد شاهدنا في حينها كيف أن قاعة مجلس الأمن الدولي تحولت بقدرة الأفعي الأمريكي منفرده الي صالة عرض سترابتيز دولي وخرج علينا وزير الخارجية الأمريكي كولن باول مستخدما وسائل عرض من خرائط وصور ومعلومات كاذبة علي المجتمع الدولي بشأن العراق وعن إمتلاكها أسلحة دمار شامل وقد أستفاض واوغل في الشرح والكيل عن كيفية إخفاء العراق لهذه الاسلحة في حافلات متنقلة وسراديب سرية وقد قام بعرض صور تم التقاطها عبر الأقمار الإصطناعية لهذه الحافلات والسراديب وأخيراً إتضح بان كل ما قيل علي لسان باول وبعد تركه منصبه هي مجرد أكاذيب وخداع لتبرير عملية الغزو والحرب وبذلك تكون أمريكا قد مارست التدليس علي المجتمع الدولي بأسره ممثلاً في مجلس الأمن فاستحقت بذلك و بجدارة أن تكون أمريكا وإدارة بوش الصهيونية هي المُدلس والمُدنس الأول في العالم ، آليس هذا هو أكبردليل علي أن أمريكا قد إرتكبت أحط وأقذر أنواع الجرائم التي يقوم بها عتاة الإجرام من الأشخاص الطبيعيين وهي جرائم النصب والإحتيال فتكون بذلك أرتكبت جريمة نصب دولية علي كافة دول العالم أجمع وفي وضح النهار وتحت سمع وبصر القانون الدولي وإن كان هناك من سهل لهذا المجرم و النصاب والمُدلس في إخراج هذا السيناريو الهابط والوضيع ؟ آلم يعترف كولن باول بجريمته بعد تركه منصبه و بهذا المخطط وأعترف بجملة الأدوات التي أستخدمها في عرض وجهة نظر الرئيس الأمريكي وإدارته علي مجلس الأمن لتسهيله لهم عملية إعلان الحرب والغزو التتاري الممنهج علي العراق ؟ آلم يخرج علينا مدير المخابرات الأمريكية جورج تينت بعد تركه منصبه أيضا معترفاً في مذكراته بان المعلومات التي ساقتها أمريكا عن إمتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل وعن قيام العراق بشراء اليورانيوم المنضب من النيجر هي مجرد أكاذيب مارستها إدارة بوش علي المجتمع الدولي ؟ وهذا كوفي عنان الأمين العام السابق يخرج علينا ايضا و على تعليمات سادة البيت الأبيض ليؤكد عدم شرعية هذا الغزو ، وبعد كل هذا التدليس وعمليات النصب التي مارستها إدارة الرئيس الأمريكي بوش وبعد غزو وتدمير العراق يتضح بان العراق لا يمتلك أي آثار لاسلحة الدمار الشامل !! كل هذه الخدع التي تصل بنا الي التساؤل عن أهلية العراق كدولة محتلة والحكومات العميلة التي جاءت في ظل الإحتلال في إبرام المعاهدات والأتفاقيات الأمنية والدولية ؟ ولكي نجيب علي هذا التساؤل لابد أن نتذكر :


اولا :ـ العراق كدولة محتلة لا يملك الرضاء الكامل والأهلية القانونية وهو دولة منقوصة السيادة في ظل الأحتلال وليس له الحق في أن يكون طرفا في آي إتفاقيات اومعاهدات دولية لان الأهلية والرضا والسيادة هما من الشروط الأساسية في إبرام آي إتفاقيات او معاهدات لان أيضا الدستور العراقي الذي ينظم المعاملات القانونية للدولة هو من صنيعة الإحتلال وهم من وضعوا نصوصه ومواده وكذلك هم من أتوا باعضاء ونواب البرلمان من العملاء وهو الذي من المفترض أن يمارس حقه الدستوري في المراجعة والموافقة علي آي اتفاقيات هو أيضا من صناعة الإحتلال وفي خدمة الإحتلال فهذا الدستور وهذا البرلمان نشأ تحت إكراه مادي ومعنوي للمحتل الأمريكي ولذا فهو إجراء باطل وأن كل ما بني علي باطل فهو باطل .


ثانيا :ــ وفقا لما جاء بالتقرير الثالث للجنة القانون الدولي عن التدليس فان الإدارة الأمريكية مارست التدليس والتسييس الأممي عند الإعداد للاعمال التحضيرية للحرب علي العراق وقد مارسته بالفعل ولذا فهي مازالت تمارسه اليوم بشأن عقد الإتفاقية الأمنية مع العراق وحكومته العميلة لكي تفوز بما تفرضه من وصاية وإنتداب الي الأبد علي العراق بعد الموافقة علي الخروج من الفصل السابع في نهاية هذا العام ولا يحتاج الأمر إلى مبتدئ في دراسة القانون الدولي ليثبت بطلان هذه الإتفاقية المزمع عقدها و التي يحضر الغزاة لها لإضفاء شرعية على إحتلالهم لبلاد الرافدين إن هذه الأتفاقية تحول العراق واقعياً إلى محمية أمريكية أو جزء من منطقة الأمبراطورية و قد تكون قاعدة إنطلاق لزعزعة منطقة الشرق الأوسط الأمر الذي يعطي للولايات المتحدة حق شن الحرب على آية دولة إنطلاقا من هذه القواعد من دون الرجوع إلى الجانب العراقي، وبالتبعية لا يوجد ما يمنع واشنطن من إعطاء الكيان الصهيوني إمكانية إستخدام هذه القواعد لضرب آي دولة تقف ضد المشاريع الصهيونية هذه الإتفاقية إذا ما وقع عليها العراق سيتحول من إحتلال معلن إلى إحتلال غير معلن وهو الإنتداب، وهذه صيغة خطيرة جداً، فالعراق دخل في حالة إنتداب جديدة، هذه الإتفاقية هي هيمنة أمريكية واضحة على مقدرات العراق سياسية وأمنية وعسكرية وثروات العراق إنه يشبه غرام الآفاعي الذي يلدغك ويعطيك الترياق و يلف كل جسمه حول جسدك بغرض حمايتك ولكنه فى نفس الوقت تجده يهشم عظامك ويقتلك وبالتالي ستقيد كل الحكومات القادمة بما فيها الحكومات الوطنية بعد الإحتلال،

 

كما أن هناك أهداف إستراتيجية أخرى خبيثة ولعل أهم تلك الأهداف إبقاء العراق بلدا مسلوب الإرادة وإخراجه من محيطه العربي الإسلامي ومنعه من الرجوع إلى نهضته العلمية والتكنولوجية لضمان سلامة الأمن القومي للكيان الإسرائيلي الصهيوني وأخيراً لذا يجب علينا بان ُنذكر الأمه بما أصدرته هيئة علماء المسلمين في العراق ورئيسها شيخ المجاهدين حارث الضاري من فتوي تحريم هذه الإتفاقية بالقول بان هذه الإتفاقية إذا ما تمت بين الحكومة الحالية المُنصَبة على العراق وبين الإدارة الأمريكية المحتلة للبلاد، فإنها تعد محرمة شرعا وباطلة عقدا، ولا ُتلزم أبناء العراق بشيء؛ ولأن الأمر هنا متعلق بحق الأمة، فإن من يجيزها أو يوقع عليها من ساسة الحكومة الحالية سواء منهم من كان في السلطة التنفيذية أو التشريعية "البرلمان العراقي " فانه يعد مفرطاً في المصالح العامة للأمة، وغير محترم لإرادتها وبالتالي فانه يقع في إثم الخيانة لله ورسوله والمسلمين من أبناء الشعب العراقي وغيرهم ، وعلى قوى الأمة الشرفاء من قانونيين وعلماء وكتاب ومفكرين ومقاومين وقوميين وإسلاميين أن يتحركوا قدر إستطاعتهم للتنبيه على خطر هذه المعاهدة وأن تركز على ضرورة محاكمة مجرمي الحرب من الذين دلسوا ودنسوا وخدعوا العالم وسفكوا دماء و قتلوا أكثر من مليون عراقي ودمروا حضارة امة وشعب وسرقوا التاريخ والتراث وزرعوا الفتن وقتلوا رئيسها علي الهواء مباشرة أمام الملايين والمقهورين وبعد كل هذا نسمع من يقول دعه يسرق دعه يمر كلا والله لن نسمح له بان يسرق ولن نسمح له بان يمر .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٦ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٥ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م