وبشر الصابرين

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عـبـــد

 

ألله سبحانه وتعالى خص الصابرين بمنزلة مميزة عن المؤمنين لما تميزوا به من تحمل وعناء من اجل الدعوة الإسلامية والثبات على الدين وما لحق بهم من إيذاء وعدوان متواصل من المشركين والكافرين ولم يرهبهم ذلك بل زادهم إيمانا وجلدا  وعنفوان  في نشر الدين  وتقويم السلوك الاجتماعي على قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف ، وبما إن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الاستجابة الواعية لاماني وتطلعات الأمة العربية فكان الإيمان بقدر الأمة والرسالة الإنسانية التي تؤديها هو نتاج الاستيعاب التام للقيم السمحاء التي بشر بها الإسلام الذي وجد فيه الحزب الثورة الشمولية التي نقلت المجتمع العربي من  الجهالة والضلالة إلى الانفتاح والعطاء  والتعامل مع الحاجات الإنسانية تعاملا علميا إبداعيا الغرض منه بناء الشخصية العربية ألرسالية التي شرفها الله جل علاه بأهم دور ألا وهو تحرير الشعوب من  الهيمنة والاستحواذ وظلم الحاكمين  وإنشاء المجتمعات الحرة المتفاعلة التي تسموا فيها روح التسامح والعدالة  ،  وكانت  الخطبة التي ألقاها القائد المؤسس رحمه الله في ذكرى ولادة الرسول العربي  محمد بن عبد الله صلى الله عليه وأله وسلم  من على مدرجات جامعة دمشق ( ذكرى الرسول العربي ) السفر  الجدلي فيما بين ألامه وقيم السماء  المتجسدة بالدعوة المحمدية  ورسالة السماء  التي اختار الله الواحد الأحد العرب ليكونوا أداتها بشخص جمعهم  الرسول النبي  محمد  الأمي القرشي والتمني النضالي الذي أراد واضع فكرة البعث أن يكون اليوم كل العرب بجمعهم العددي واقتدارهم العلمي وتطورهم الزمني أن يكونون اليوم  بجمعهم  محمد صلى الله عليه وأله وسلم ، ومن هنا فان مناضلي البعث أدائهم الرسالي لم يكن دنيويا من حيث قياس الفعل والتأثير  لبناء الشخصية العربية الجديدة المقتدرة والقادرة على مجابهة  أعداء الأمة والجوهر الحقيقي للدين لان البعد الروحي  فاعل فعله في هذا البناء الجديد وهنا ركيزة الصبر لدى المناضل تفعل فعلها تحملا واستعدادا" وإقرارا" بهذا العطاء المتواصل وإنصافا"له وتأسيسا لبقاء هذا الدور حاضرا أمام أعين الأجيال القادمة في سفر النضال والتضحية من اجل الأمة والوطن أوجدت القيادة  حيزا" تنظيميا  في هيكلية حزب البعث العربي الاشتراكي أطلق عليه منظمة الصابرين وهؤلاء بتقدم عمرهم وكهالة أجسادهم يشكلون الأنموذج المحفز لدى الشباب لما يمتلكونه من خبرة وتجربة ومواقف تفرح القلوب وتوقد جذوة الإصرار في العقول نحو  المستقبل بأمانيه وتطلعاته  ..


اختياري للعنوان  وكتابتي  فيه جاءت على اثر  حوار حصل مع بعض الإخوة حول عيد فطر المبارك وعدم  التوحد فيه ودور العلماء الأعلام والهيئات الاسلاميه ليس في العراق  بل العالم الإسلامي والوطن العربي  وهذا  هو الفيصل الأساس في مقاومة الهجمة  المشنة من قبل الطاغوت ومن والاه ضد الدين الإسلامي  وبلاد المسلمين فما كان  من احد المشاركين إلا القول  والعهدة عليه بأنه  تحدث مع احد العاملين معه  في العمل التجاري عن اليوم الذي اعتمد كأول أيام العيد وهو الخميس أي بفارق اليومين عن ما أعلنه الوقف السني ويوم عن ما أعلنه العلماء محمد سعيد الحكيم وألنجفي  والفياض فكان الجواب هو ( إن سماحة السيد علي السيستاني عندما اعتمد يوم الخميس كأول أيام العيد أراد أن يقيس الصبر لدى مقلديه والتزامهم  ولتكن التسمية لنا الصابرين ) وهذا القول قيل أيضا وهنا  وأنا لا أريد التدخل في تفاصيل  العمل المرجعي وواجباته والحقوق المترتبة على رواده إن كان لهم أو عليهم ونتوجه بالسؤال  الأتي ( هل يصح القياس في تجذير الفرقة بين المسلمين ) أم تعتمد هذه المناسبات منبرا للتوحد والإخاء والتسامح والمحبة التي تبني المجتمع الواحد  والأساس هو التوجه نحو الرحمن الرحيم بصفاء القلوب والعقول  ووئد الفتنة التي أيقضها  هواة الجاه والمنصب والمال السحت الحرام العاملين بأجندة الأجنبي المخرب للبلاد والعباد ، وان قياس صبر المقلد في هذا الجانب أم هناك الجوانب التي تثير الواعظ الديني المتيقظ وتعمق روحية الجهاد وان كان سلميا وكمثال لاغير العصيان المدني و عدم التعامل بالبضاعة  التي منشأها البلد المؤذي للعراق وأهله ومقاطعة أعوان الغازي المحتل  إن كانوا أفرادا" أو أحزابا أو منظمات حكومية أو غيرها وبكافة الأوجه والخونة يعدون العدة للانتخابات المحلية  كي يسوفوا على الشعب  ويظهروا هدمهم للعراق ووحدته الوطنية بأنه نتاج إرادة الشعب  ،  ألم تكن مقاطعة الانتخابات  هو جواب شافي على رداءة الخدمات والنهب والسلب الذي مارسوه في السنوات المنصرمة وفشل في كافة المجالات  الأمنية والاجتماعية والثقافية  وحتى شوهوا المناسبات الدينية التي سخرت لتمرير نوازعهم وغاياتهم المتناقضة مع جوهر الدين   ألم تكن هذه الفعاليات هي  أكثر وقعا في نفوس المقلدين وتوقد فيهم  الروح الوطنية وتعمق المواطنة ألحقه عندهم وهي حقا قياس منطقي لصبر الفرد على تحمل ردود الأفعال الغاضبة من الظالمين المستأثرين بما يسمى بالعملية السياسية التي تم تمريرها استغلالا لاسم المراجع العظام نسأله تعالى أن يلهمنا  صبر الصابرين الذين عمدوا تاريخهم بمداد من نور الثبات  وان يهدي من شطط إلى طريق الحق والاستقامة ليدلي بدلوه وبما يستطيع من اجل العراق  حاضرة العرب والمسلمين وبأي فعل  وعطاء لنهزم شيطان الكفر والعدوان ومن والاه وسار على منهجه وعمل بأجندته انه سميع الدعاء .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٦ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٥ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م