الرئيسية

من نحن

للاتصال بنا

إبحث في شبكة المنصور

 

 

 

 

 

أمريكا والخيار الصعب

 

 

شبكة المنصور

زامـــل عــبــــد

 

نظرية الفوضى الخلاقة التي  تحكم السياسة الخارجية الأمريكية من اجل تحقيق أهدافها الإستراتيجية في المنطقة والعالم وخاصة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفردها بنظام القطب الواحد بقدر تمكين الإدارة الأمريكية من  تحقيق أهدافها أو جزءا" منها سقطت في وحل التورط  النازف في الموارد البشرية والمادية مما ولد ردود أفعال داخل المؤسسة الصانعة للقرار لعدم إمكانية تحمل هذا الاستنزاف وعلية لابد من مخرج يحفظ ماء الوجه الأمريكي وخاصة الحزب الجمهوري المتبني للنظرية أعلاه  ..


المستنقع العراقي وما افرزه من سلبيات اعترف الجانب الأمريكي  بها كونها المسبب الأساسي في كل ما لحق ويلحق في الإستراتيجية الأمريكية جعل صناع القرار السياسي والعسكري الأمريكي يضعون عدة خيارات تنصب كلها في مجرى واحد لاغيره الخروج من العراق بصيغة المنتصر حتى وان كان صوريا" لان الرأي العام الأمريكي ازداد بالسؤال عن الأسباب والدوافع لشن الحرب على العراق وما سبب الفشل الأمريكي  ؟   هل هو بسبب ألإخفاق بالأمور التالية  أم ماذا :


* عدم إحكام التدخل الإيراني في الشأن العراقي والانفلات الحاصل من قبل إيران لتكون القوة الفاعلة في المنطقة من خلال اعتماد الساحة العراقية ميدان ضغط لتمرير برنامجها النووي بدون خسائر وبروز التيارات الدينية السياسية على ألساحة العراقية وخاصة على صعيد المؤسسة الحكمية بجناحيها التشريعي والتنفيذي الموالية لإيران بالكامل بالإضافة إلى تمكن المخابرات الإيرانية من السيطرة والتوجيه لتنظيم القاعدة المزيف ( الصناعة الإيرانية ) وبما يحقق أهدافها  ..


** الأخذ بالمشورة والنصائح الخاطئة التي تقدم بها الخائن احمد ألجلبي والمجلس الأدنى الإسلامي فيما يخص حل المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية كي يتمكنوا من القيام بالمهام والواجبات الموكلة إليهم بدون قوة ردع أو رقابة مما سهل الاختراقات الإيرانية في كافة الأوجه ولدت  ظرف أخر غير محسوب من قبل الإدارة المخططة والمنفذة للغزو والاحتلال وهذا الموضوع برز على السطح كخلافات  أساسية فيما بين وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكية  .


***  سياسة الاحتواء التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية كنهج مرادف لنظرية الفوضى ألخلاقه اتخذت منحى واحد هو العراق وتم وتضيف إيران للوصول إلى الأهداف الإستراتيجية بتغير الواقع السياسي في أفغانستان والتغير الجذري للواقع السياسي العراقي المرتكز على تدمير البني التحتية لهيكلية الدولة العراقية والنظام السياسي فيها واجتثاث كل ماله صلة فعالة بدور العراق ضمن محيطه العربي والإقليمي وهذا تجلا في كافة القوانين والقرارات التي اتخذها الحاكم المدني بريمر وخاصة قانون إدارة الدولة الذي اعتمد ركيزة أساسية في كتابة ما يسمى بالدستور العراقي  .


**** عدم وضوح برنامج الإدارة الأمريكية وتحسبها لمرحلة ما بعد احتلال العراق جعلها تتخبط في اختيار الوجوه المنفذة  لبرنامجها وخططها إن كانوا أفراد أو أحزاب وتيارات دينية أو علمانية جاءوا مع  القوات الغازية لأرض العراق متوافقون ظاهريا متناقضون  باطنا" كونهم  متلهفون للسيطرة وبناء المجد المزيف لهم لعدم توفر الأرضية والقاعدة الشعبية عندهم بالإضافة إلى ارتباطاتهم  بقوى أجنبية وتعهدهم بتنفيذ ألأجندتها المعادية لإرادة الشعب العراقي وتطلعاته  .


كل ما تقدم جعل الإدارة الأمريكية تزداد نزفا يوم بعد أخر دون أن تتمكن من الوصول إلى أهدافها فما يسمى بالعملية السياسية العرجاء أثبتت فشلها وكباحة وجهها لما بنية عليه من منحى طائفي ومحاصصاتي وتهميش لأطراف فاعله في المجتمع العراقي واجتثاث حيز مؤثر وفاعل في الحياة اليومية وكل هذا يتناقض وما يدعونه بالعملية الديمقراطية النموذج في المنطقة والتي يتباهى المجرم بوش  كونه اوجد الفعل الديمقراطي في العراق ، والوقع العراقي يتنقل من فشل إلى فشل أمر من الأول  بل أصبح الشعب العراقي متيقنا" بالمقولة ( اليوم أفضل من بكره ) لما لمسه من فشل في أداء حكومات الاحتلال الأربعة والممارسات والفعاليات التي يدعونها ديمقراطية لان الطائفية المقيتة هي السائدة في كافة مناحي الحياة اليومية والإطراف القائمة على ايقاضها وترسيخها في  النفوس لها مرامي سياسية  يراد منها تفتيت  الكيان العراقي وإعطاء مشروعية قيام إقليم جنوب بغداد الذي يراد منه إنشاء إمارة أل الحكيم الموالية لإيران الفارسية المجوسية والممهدة لانبعاث الإمبراطورية الفارسية على حساب الأمة العربية والعالم الإسلامي  .


مقابل ذلك نضج العمل الجهادي والمقاومة الوطنية واتساعهما في كافة أرجاء العراق إن كانت على مستوى العمليات القتالية الجهادية وتشكيل القيادة العليا للجهاد والتحرير أو السياسية ببناء  الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية مما أدى إلى ارتفاع الأصوات الوطنية الرافضة للعملية التي يسمونها سياسية جملة" وتفصيلا لأنها تصب في خدمة الغازي المحتل وماهية إلا عملية مخابرات أجنبية أنكلوا أمريكية صهيونية فارسية ، وكان اللاعب الأساس في هذه المتغيرات الجهادية والسياسية  حزب البعث العربي الاشتراكي الذي انتفض مناضلوه على جراحهم ممتشقين سيف الجهاد والتضحية ليوحدوا صف الشعب بمختلف انتماءاته الفكرية ببوتقة الجهاد والتحرير نحو النصر ولأغير النصر غاية ،  فتمكن المجاهدون تطهير صفوفهم من الألغام التي  أريد لها تشويه وجه المقاومة العراقية وصولا إلى إيجاد الحواجز النفسية فيما بينها والشعب التواق للحرية والخلاص من مما فرض عليه وبهذا أوقع المجاهدون الأذى بأهم المفاصل الحيوية لقوات الغزو والاحتلال بضربات ماحقة مدعومة بالمدد الإيماني لأنهم يدافعون أولا عن جوهر الإسلام الحنيف وارض الرسالات السماوية والمقدسات ارض العراق العربي  .


ولما تقدم فان الإدارة الأمريكية الحالية التي ستغادر عرش العدوانية والجبروت والهيمنة اللامبرره والغير مشروعة  لابد لها من اتخاذ القرار الذي يعطيها فرصة بياض الوجه للمستقبل وان تبتعد عن اللعنة كما كان لسابقتها في فيتنام أقول لابد لها من قرار بعد أن فرغت جعبتها من الدمى الصماء المستخدمة في حكومات الاحتلال الأربعة ولكنه قرار صعب وان اللعبة التي تقوم بها حاليا  ما يسمى ( بالاتفاقية بعيدة الأمد  ) لتمكنها من تحقيق أهدافها لاتجدوا نفعا" لان المارد العربي حزب الطليعة العربية البعث العربي الاشتراكي والقوى الوطنية والقومية المتحالفة معه يمتلكون كل مقومات الانتصار وهنا لابد من الاعتراف بالأمر الواقع من قبل الإدارة الأمريكية والموافقة على الشروط التي حددتها القيادة السياسية للجهاد والتحرير والجبهة الوطنية والقومية والاسلاميه والتي تنصب في اعتراف الإدارة الأمريكية بجريمتها وتحمل كل ما حصل في العراق  من جرائم وإلغاء كافة القرارات الصادرة ما بعد الاحتلال وما مهد له ، وان كان على الإدارة الأمريكية  الحفاظ على  ماء وجهها كما قلنا أن تقر بالآمر الواقع الذي اشرنا إليه  وكحد أدنى  إعطاء زمام العملية السياسية إلى رموز وطنية كان لها الدور القومي الوطني ببناء التجربة الوطنية العراقية لمرحلة ما قبل الغزو والاحتلال والتي لها تواصل مع المقاومة العراقية لتهيأت الأجواء السليمة لبناء عملية سياسية وطنية خالصة ترتكز على التعددية المبتعدة عن الأجواء الطائفية والتعصبية وتعتمد الانتقال السلمي  للسلطة النابعة من الانتخابات الديمقراطية وان لم يكن ذلك فان الأيام القادمات حبلى بالمفاجئات التي تبكي القيادات الميدانية الأمريكية والمتحالفين معهم وان ما حصل في الاعظمية الصامدة الصابرة لخير دليل قاطع على امتلاك المقاومة للمقومات والقدرات التي تلحق الهزيمة  بالعدو ......  

 

وان غدا لناظرة قريب ويا محلى النصر بعون الله .

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٦ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٥ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م