الحزب الدستوري العراقي ؟

 

 

شبكة المنصور

زامــل عـبــد

 

أحزاب تشكل وشعارات ترفع ووعود لا حد لها والنتيجة الوطن يباع من النخاسين والشعب يهجر ويقتل وينهب وشرائح اجتماعية هي في دوامة الفاقة والجوع والحرمان  ويطفو فوق كل ذلك فقدان الأمن والصحة اللذان هما النعمتان  إن توفرت  ازداد المجتمع ازدهارا" ورقيا" ونماء  ،  واليوم أتناول الحزب الدستوري ولا أدري أهو من دعاة الدستور الجديد والمدافع عنه أم  الهيئة الاجتماعية الناشئة من اجل الإتيان بقواعد دستورية تعيد العافية للعراق وتجعله فاعلا في محيطة العربي والإقليمي والعالم كونه البلد الأول الذي تعامل مع القوانين والشرائع والدساتير وان ما جاء به الغازي المحتل والعملاء  والخونة  تحت مسمى الدستور ما هي إلا ثوابت التجزئة والتشتت وفقدان الدور القيادي الفاعل  وان ما حصل ويحصل ألان  على ارض الواقع لهو عين اليقين الذي أراده الشعوبيون والإدارة الأمريكية تحت مسمى الديمقراطية والعراق الجديد  ..


وللناقش الاحتمالين أعلاه في تشكيل الحزب المذكور  فان كان الهيئة الاجتماعية المنتظمة ببرنامج سياسي الغرض منه حماية الدستور والدفاع عنه فنقول للإخوة الذين التقت إرادتهم  واخرجوا الحزب بهيئته ما هي الأهداف الإستراتيجية التي يؤمنون بها وماهية نظرتهم للحياة السياسية العراقية وهل الدستور الذي فرضه الغازي المحتل والصهاينة وحلفائهم الإستراتيجيون الفرس الصوفيون تتوفر فيه الشروط التي تجعله حقا  المعبر الصادق عن دور العراق وتطلعاته وبنيته الاجتماعية وهل الأفق الوحدوي ضمن الإطار الاجتماعي  متوفر فيه أم انه مجموعة المواد التي أريد من خلالها إخراج العراق من محيطه العربي ووضع التناقضات المتفجرة باستمرار كي يبقى العراق  في حالة صراع داخلي وتنمية كل ماله علاقة بتفتيت النسيج الاجتماعي العراقي الموحد منذ النشء ولحين تمكن العدوانيون من تحقيق غرضهم وغاياتهم وهنا التعارض الفض مع تطلعات الجماهير وأمانيهم  وعليه لا توجد المشروعية بنشوئه بل هو الأداة المعدة من الأعداء لتمرير ما يراد تمريره ..

 

وان كانت الهيئة التي وجدت في ما يسمى بالدستور الجديد خرقا للوحدة الوطنية والسيادة وتدمير للبناء الاجتماعي المتآخي الموروث وتبديد للثروة الوطنية وإعطاء الفرصة للسراق والمتاجرين بالمال العام لممارسة دورهم المخرب والمدمر للاقتصاد الوطني والمؤسس للانفصال وتفتيت الوطن الأم إلى كيانات طائفية واثنيه متناحرة ، فالتقت إرادتها الوطنية على تكاتف الجهود لإيقاف هذه التوجهات والعمل على إعادة كتابة مواده بما يحافظ على انتماء العراق العربي  ولعبة الدور الريادي في قضايا الأمة العربية المجيدة المصيرية وان يكون العراق حاضرا في محيطه الإقليمي  وفاعلا فيه ارتكازا على الموروث المتراكم كونه مهد الحضارات والشرائع والقوانين وتعامل خلال فترة نشؤه من بداية الحكم الوطني 1920 ولحين بدء الغزو والاحتلال مع خمسة دساتير  وكان هناك مشروعا للدستور الدائم  الذي تزامن مع قانون التعددية الحزبية في العراق إلا أن العدوان الثلاثيني والحصار الظالم الذي فرض على شعب العراق أوقف المشروع الوطني هذا ، وانه  من أولى الدول المؤسسة لعصبة الأمم المتحدة وما بعدها الأمم المتحدة  ومن مؤسسي حركة عدم الانحياز ومنظمة أوبك والمنظمات  والهيئات الإقليمية والدولية فان توجهاتها بحق منصبة في المصلحة الوطنية ويكون هذا النشء رافد من الروافد الوطنية التي تتفاعل  من اجل العراق وخلاصه من الاحتلالين الأمريكي والفارسي ألصفوي مع القوى الوطنية والقومية  والإسلامية رافعة راية الجهاد والتحرير ولها الفعل الميداني المؤثر يوميا"  ..


من خلال الشعارات التي يرفعها الحزب الدستوري نجده يقينا" من المدافعين عن الدستور المهزلة نعم  مهزلة والواقع يؤكد ذلك  حيث انه قبل انقضاء ربيعه الأول  تفجرت التناقضات فيما بين ( رئاسة إقليم كردستان ) كما يسمون أنفسهم والحكومة المركزية الكارتونية  حول مصير محافظة التأميم  وألا قضية والنواحي التابعة إلى محافظة ديالى وخاصة قضاء خانقين حاليا وفيما يخص استثمار الثروة النفطية وهذا ما تناولناه في الحلقات التي كتبناها تحت عنوان قراءة في دستورهم وتعقيب حيث اشرنا إلى  الإشكاليات القانونية  التي تخل بالوحدة الوطنية وسلامة الأراضي العراقية والدور المركزي للسلطة العليا ( رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ) مضاف إلى ذلك تجريد العراق من هويته القومية  حيث اكتفى بالإشارة إلى انه مؤسس في الجامعة العربية وهذا  تناقض صريح مع الواقع واستجابة من قبل ما يسمى لجنة كتابة الدستور والحقيقة هي قراءة  ما كتب من قبل الأمريكان والصهاينة والفرس الصوفيون للتطلعات الشعوبية المعادية للأمة العربية فنجد هناك شعارا موجه للمواطن كنوا معنا للدفاع عن دستورنا وحقوقنا  ووحدتنا والسؤال  الذي يطرح بعدما تناولنا وان كان بإيجاز موضوع الدستور وعدم تناول المصلحة الحقيقية للفرد العراقي  وحاجاته بل انصب على تحقيق أحلام الشعوبيون والمتعصبون والعنصريون الطائفيون  أي حقوق تحمى؟ أهي الفتنة الطائفية التي راح ضحيتها ألاف العراقيين غدرا" ،  أم التهجير والتكفير ،  أم المواطنون المعزولون عن وظائفهم لا لذنب اقترفوه  سوى كونهم عراقيون دافعوا عن بلدهم فأسقطوا الحلم ألكسوري ألصفوي بابتلاع العراق بشعار تصدير الثورة الإسلامية أو لكونهم اختاروا المنهج القومي الثوري لبناء شخصيتهم وتغيير الواقع لما فيه خير الأمة والإنسان العربي وبهذا طبق العقاب الجماعي  بحق عوائلهم  ،  أم القتل غدرا وسلب الهوية من الضحايا ليكونوا مجهولي الهوية دون أن تتوصل لهم عوائلهم ، أم فقدان الخدمات بأبسطها وانتشار أمراض السرطان بأنواعه والكوليرا وغيرها راح ضحيتها ألاف العراقيين أطفال وشيوخ وبمختلف الفئات العمرية  ،  أم التقليص المستمر بالحصة التموينية وعدم  استلام المواطنين  لموادها كاملة وغيرها من الحقوق المسلوبة من حكومات الاحتلال المتتالية وأجهزتها القمعية وماهية الوحدة التي يتحدث بها الحزب الدستوري ويرفع الشعار لحمايتها أهي وحدة الكتل الكونكريتية والكانتونات التي  تعمل الحكومة والاحتلال لفرضها كأمر واقع أو وحدة الطوائف المتناحرة المتناقضة بذاتها أو وحدة الأقاليم والفدراليات التي تمهد لتقسيم العراق وضياعه بالمسميات التي تدل على التعنصر والتطرف الطائفي وهي بحد ذاتها  مكونات تصارعيه تتطلع كل منها  لبناء المجد على حساب الأخرى والتمدد عليها وهذا بين في النوازع المعلنة والخفية التي يبديها التحالف الكردستاني  لبناء الدولة الكردية على حساب وحدة التراب العراقي والتجانس المجتمعي  وغيرها من السلوك الذي يتناقض مع الجوهر الحقيقي  للشعارات التي رفعها الحزب الدستوري  ..


العبرة ليس بكثرة الأحزاب بمسمياتها دون القاعدة الجماهيرية  المؤمنة وهكذا مظهر لا يعبر عن الأجواء الديمقراطية الناتجة بفعل الاحتلال بل انه سلوك يراد منه سلب الإرادة الوطنية وعزوف المواطن عن ممارسة دوره الوطني لما ينعكس أمامه من ظهور مشين واستغلال لا يعبر عن الروح الوطنية والمواطنة  التي يتمكن من خلالها الشعب تحرير البلاد والانتقال إلى الحالة الأعمق والأوسع إعادة بناء العراق وطنيا وقوميا لما لحق به من خراب بفعل الأحزاب والتيارات والكتل التي خرجتها دهاليز قوى الشر والضلامية وسلطها المحتل على رقاب الشعب كل وفق الأجندة التي كلف بها  .
 
عاش العراق حرا"واحدا"يزهو بمفاخر رجاله ومجاهديه الشجعان

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٨ شـوال ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٧ / تشرين الاول / ٢٠٠٨ م