ذهب كلب ابيض وجاء كلب اسود

( رجال الأعمال الكبار– واغلبهم من اليهود - هم الرؤساء الحقيقيون  لأمريكا )

 

 

شبكة المنصور

عبدالكريم الشمري

 

العالم كله اليوم يتحدث عن الشأن الأمريكي وعن المسرحية الهزيلة المسماة انتخابات الرئاسة والتي ينبهر بها الكثيرون على إنها ممارسه ديمقراطية والحقيقة هي عباره عن عملية خداع للعالم وللشعب الأمريكي بالذات في حين ان رجال الأعمال الكبار المتغطرسون في أمريكا – واغلبهم من اليهود - ورؤساء المؤسسات والمصانع " الثقيلة العسكرية والنفطية " ، هؤلاء هم الرؤساء " الحقيقيون " لأمريكا ’’وهم الذين يمتلكون وسائل الإعلام الخاصة والعامة’’  هؤلاء هم الذين يختارون الرئيس ليصل إلى البيت " الأسود " وليس كما يدعون بأن الشعب الأمريكي هو من يختار رئيسه بانتخابات نزيهة  ’’ وهم الذين يضعون للرئيس شروطهم المسبقة ويتعهّد الرئيس بتحقيقها لهم واذا لم يلتزم بشروطهم فسوف يتم الاستغناء عنه باي طريقه كانت الاقصاء او الاغتيال ، كما حصل مع جون كينيدي ونيكسون ونائب الرئيس سبيرو أجينو’’ وهكذا في كل حقبة من الزمن نجدهم تارة يحملون الديمقراطيين المسؤوليه وتارة يحملون الجمهوريين المسؤوليه والحقيقة هي عملية  تبادل أدوار الرئاسة لتنفيذ أكبر قدر من الأرباح بين الجمهوريين والديمقراطيين وهذه هي السياسة الأفضل لخداع الناس ’’ يَشن الحزب الجمهوري الحروب فيعقد الاتفاقيات الحربية التي تتحكم بالدول ويبيع الأسلحة ويسرق النفط ويحتكرالأموال في بنوكه ويشغّلها كيفما يشاء ويأتي بعده الحزب الديمقراطي!!يعقد الاتفاقيات الأمنية ويستعبد الدول بفرض الديمقراطية وإقامة المفاوضات و "العولمة الاقتصادية " بل ويشن الحروب لدواعي " التدخل لأغراض إنسانية " و " حماية حقوق الإنسان " وغيرها من امور مفبركه ، فيبيع الأسلحة ويسرق النفط ويحتكر الأموال ويقيم المعاهدات والمفاوضات ، فيتغيّر الدور بينهما والنتيجة واحدة بالنسبة لهم ’’ فلا يظن أحد أن الحزب الجمهوري يعمل مخالفاً للحزب الديمقراطي أو مصادماً له ، أو أن أحدهما أفضل من الآخر للسلام العالمي أو حتى لشؤون أمريكا الداخلية والخارجية ’’ بل هما وجهان لعملة واحدة قذره يريدان أن يسيطروا على العالم بتبادل الأدوار بينهما ، وهم بإعلامهم الكاذب يريدون أن يوهموا العالم بأن الحزب الجمهوري يشن الحروب بمعزل عن الديمقراطي وأن الحزب الديمقراطي عنده خطط حكيمة وعقلانية ويعملها بمعزل عن الجمهوري والرئيس الحاكم من أي الحزبين يعمل بتوافق مع الآخر وليس بتضاد ’’ وخير مثال على ذلك تصريح  باراك أوباما المتكررة بأنه لن يستثني الحزب الجمهوري من العمل مع الديمقراطي من أجل أمريكا ومن أجل الأمن القومي لذا نجد إن الحزبين يعملان سوياً من أجل السيطرة على العالم ،، وأعضاء الكونجرس خليط من الحزبين والرئيس الأمريكي ما هو إلا واجهة لتنفيذ توجيهات الكبار المتحكمين بالتجارة والاقتصاد,,


فلقد أصدر كلينتون الديمقراطي - في عام 1998 قانوناً باسم " تحرير العراق " وبدأه بخطوات بدعم هذه الحثاله والتي يسميها هو بالمعارضة من أجل إضعاف حكومة العهد الوطني ، وكان هذا القانون أحد الأسس التي انطلقت فيها إدارة بوش الأصغر لاحتلال العراق ، وكان بمثابة تهيئة للحرب القادمة بل إن ( الديمقراطي ) كلينتون قد قام في فترة رئاسته بحروب – في الصومال وكوسوفو والبوسنة وغيرها ’’ وقام بضربات  في السودان وأفغانستان والعراق مراراً مجموعها يفوق ما قام به جيمي كارتر وورونالد ريغان وكذلك بوش الأب!! فمن الخطأ أن يقال بأن أحد الحزبين أفضل من الآخر فهم لم يدّخروا وسعاً في الاجتماع والاتفاق على محاربتنا وجميعهم مشتركون في المصائب والويلات وماحل من دمار لبلداننا  في عصرنا الحاضر،

 

فلو تمعنا جيدا في تاريخ امريكا نجدها قد استمرّت في إشعال الحروب تنفيذاً لمطالب’’مجرمي الحرب ’’التجار لجني أكبر قدر من الأرباح بتشغيل مؤسساتهم " الثقيلة والعسكرية ، حتى أصبح إنفاق أمريكا العسكري يصل إلى 75 % من مجموع الإنفاق العسكري العالمي !! ومخصصاتها للإنفاق العسكري يفوق كل مخصصات إنفاق الأنشطة الحكومية الأمريكية الباقية مجتمعةً ، بما فيها من صحة وتعليم وبنى تحتية وغيرها !! وكل ذلك من أجل إنعاش اقتصاد الحكام الحقيقين لأمريكا ، ثم تعود الفائدة تبعاً لذلك على شعبهم كنتيجة طبيعية لانتعاش الاقتصاد  فليس مستغرباً ملاحظة أن اقتصاد أمريكا ينتعش في فترات حروبها   نسوق مثال بسيط عندما دخل الجيش الأمريكي بغداد وضع عدداً من دبابات إم1 أبرامز أمام مبنى وزارة النفط العراقية !! وقد تجنب القصف الأمريكي إصابة هذا المبنى على عكس المستشفيات والمتاحف وغيرها ، وقد تمت حراسته بالجنود من أعمال السلب والنهب لأنه يحتوي على أحد أهم أهداف المتحكمين في أمريكا وهو خرائط التنقيب وبيانات حقول النفط والتي تريدها شركات هالبيرتون وبعض الشركات التابعة لها مثل كي بي آر وكيلوج بروان أند روت ، وشركة ديتشل وغيرها من كبار الشركات الأمريكية النفطية والتي يتحكم بها كبار المسئولين في الحكومة الأمريكية !!


يقول ديفيد ميلر : " في كل مرة نخوض فيها حروباً ينتعش فيها اقتصادنا  " نعم هذا صحيح ، فكبار المسئولين يُعتبرون بمثابة عصابات تعمل لتحقيق الأرباح لشركاتهم!!  الا في حالة واحدة فلن ينتعش اقتصادهم فيها حينما غزوا العراق فإن اقتصادهم قد انهار بغير رجعة بعكس كل حروبهم السابقة وهذه المرّة لن يجدوا مبررات لإنفاقهم الأرقام الفلكية في الحرب ودولتهم تعاني من انهيار مالي واقتصادي ، وعليه فإن هروبهم من المعركة في العراق أمر ماعاد يخفى على احد!! وهذا كله ان حصل فهو بفضل صمود المقاومة الوطنية العراقية الباسله وبفضل وهمة وصمود الغيارى الشجعان!!  ولاننظر لمسرحية تبديل الرئيس الامريكي سوى انها عملية خروج كلب ابيض ودخول كلب اسود الى ’’البيت الاسود’’ فلا يُنتظر من هؤلاءالرؤوساء!! تحقيق السلام العالمي !! او حل القضية الفلسطينية !! أم نشر الحرية والديمقراطية !! إنهم يبحثون عن مبررات الهزيمة ليهربوا من المعركة سواءً كان القادم ديمقراطياً أو حتى لو ظل جمهورياً , وسيكون تبرير هروبهم بأن الرئيس الجديد سيتفادى أخطاء من سبقه ، وجعل الرئيس ديمقراطياً سيعطيهم مبرراً أقوى للهروب من المعركة !! ’’فإنهم مدحورون وهاربون بعون الله ’’

 

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ١٢ ذو القعدة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١٠ / تشرين الثاني / ٢٠٠٨ م