’’ الشهيد صدام ’’ فطن في طفولته وذكي في شبابه وقوي وصلب في شيخوخته !!

 

 

شبكة المنصور

عبد الكريم الشمري

 

تطل علينا الذكرى الثانيه لاستشهاد البطل القائد صدام حسين رحمه الله في اول يوم من ايام عيد الاضحى لسنة 2006ميلادي وقد كنت حينها في واد منى لتادية مناسك الحج الاكبربرفقة والدتي العاجزه وكنت شاهدا عن قرب كيف ان صفوف الحجيج ارتجت لهذا الخبرمن العرب ومن غيرهم بل اغضبهم الخبرالمفجع غضبا شديدا ولسنا بصدد وصف ماجرى في مكه’’ ولكن نقول ستبقى هذه الذكرى خالده في الاذهان تتناقلها الاجيال مثلما تناقلت قصص غيره من الابطال فقد كان بحق بطلاً قهر جلاديه في حياته وفي استشهاده وتصرف كبطل عظيم وهو على بعد ثواني من الموت فستظل تلك الوقفة العظيمة خالده في خاطر جميع الشرفاء والاحرار في العالم ’’ فقد كان بحق ’’ سيفاً لا يصدأ’’وقمراً لا يغيب’’ ووعداً لا يموت’’ وعزماً لا يلين’’ ورمزاً لا يسقط’’ واملاً لا يخبو’’ وفارساً لا يكبو’’ وثائراً لا يناله التعب’’وعن وصفه يعجز اللسان ’’ سيظل ’’صدام ’’علم رفع في السماء وظل شامخا شموخ الجبال وسيظل مهما طالت الأيام والسنون سيقولون مر وهذا الأثر’’ ما كان صدام بالظالم وما كان دكتاتوريا ولكن كان حاكما أعطاه الله شخصية الحاكم منذ الصغر وعاش مرفوع الرأس وأستشهد مرفوع الرأس ويكفي العالم أنه أستشهد كاشف الوجه يرى الموت بعينيه وهو يلفظ كلمة التوحيد لتكون آخر ما يكتب في دفتره وليدخل في قوله تعالى (يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) سورة ابراهيم الآية 27’’ فقد حدثني احد زملائه الذين كانوا معه في المدرسة الابتدائيه ايام الصغر يقول كنا نسير سوية على شكل مجاميع من قرية العوجه الى المدرسه لانعرف لبس البنطلون وكنا نذهب بالدشداشه ونلبس فوقها { العليجه} (اشبهه بالحقيبه توضع فيها الدفاتر) فجائنا يوما صدام لابسا ستره جديده بعض الشئ على الدشداشه كان قد ارسلها له خاله خيرالله طلفاح من بغداد فاجتمع اولاد القريه يباركون له ملبسه الجديد فقال لهم رحمه الله  بنبرة الواثق والعارف المطلع { اراكم مندهشين ومتعجبين من هذه الستره هاي من (اللنكات) الاستعمارالانكليزي ياخذ نفطنا ويعطينا بدلها ملابسهم العتيكه !! يقشمرون علينا } بالله عليكم ماهذه الفطنه لهذا الطفل الذي كان اقرانه لايعرفون حتى اسم رئيس الوزراء او اسم اي مسؤول حينها فيقول المتحدث ’’ فقلت في نفسي حينها كيف عرف صدام بهذه الامور’’ هذا هو ’’صدام ’’علماً لا يكف عن الخفقان’’ونهراً لا يتوقف عن الجريان’’ وبطلاً لا يغادر بطولته من المهد الى اللحد’’ فطن في طفولته’’ وذكي في شبابه’’وقوي وصلب في شيخوخته حتى وهو في قفص المحكمه ’

 

 الشهيد صدام رحمه الله كان ومازال يمثل نقطة مضيئة ذهبية في عصر الهوان والخنوع العربي’’فوصفوه ديكتاتورا ’’ نعم’’ لقد كان ديكتاتورا في الحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية’’وكان ديكتاتورا عندما جعل كتاب الله’’القران الكريم ’’ المادة الاساسيه في درس الدين لكل المراحل الدراسيه للطلبه ’’ وكان ديكتاتورا عندما جعل التعليم واجبا مقدسا على كل عراقي ’’وكان ديكتاتورا عندما ألقى القبض على شبكات الجواسيس التي كانت تزرعها إسرائيل واصر على  أعدامهم علنا ليكونوا عبرة لغيرهم ’’ وكان ديكتاتورا عندما يكون الاختيار جريمة فتسليم العراق والأمة للأعداء ليست وجهة نظر حتى نطلب من الرجل أن يكون ديمقراطيا في ذلك !! لذا يتوجب على الإعلام العربي أن يتحرى بدقه بعد ثلاثين عاما من هو صدام ؟؟ وسيعرف الكثير عن قومية ومحاسن هذا الزعيم بعد أن تنكشف لهم تماما كل المشاريع المعادية!! ’’فهوالكادح المقاتل والمناضل البعثي و المسلم الزاهد’’ يقول احد الشرفاء المنصفين من العرب سمعنا الكثيرعن طبائع صدام حسين في الإعلام سواء العراقي أو العربي أو الغربي’’ ولكني شخصيا لم أرى الرئيس صدام على حقيقته إلا في المحكمة’’

 

قالوا انه بدوي متخلف ولكن ظهر بعكس ذلك تماما انه متحضر جدا ويملك منطقا صحيحا ومحاكاة تنم عن قوة ونفاذ بصيرة.

 

قالوا انه كافر ولكن ظهر بعكس ذلك تماما رايته يبتدئ كلامه بالبسملة وآيات من القران الكريم منتقاة من قبله لكي تعبر عن الموقف الذي هو بصدده  وليست بشكل اعتباطي .

 

قالوا انه جبان ولكن أوهم الناس بأنه بطل من خلال الإعلام العراقي ولكن ظهر بعكس ذلك تماما رايته صلدا كالحديد شامخ كالجبل الأشم وواجه الموت الذي يتبول أمامه أشجع الناس ’’بعزيمة وثبات ذكرتنا بأيام الصحابة الأوائل وسجلاتهم المليئة بالبطولات النادرة .

 

تعلمت من لحظة وقوفه على منصة الموت ونطقه بالشهادتين بهذا الوضوح أن ما كان عليه هو الحق وخصمه على باطل’’ (انتهى الحديث) قبح الله بن العلقمي ’’وقبح الله اعدائك  سيدي’’ لو كان هناك من هو اشر من الشيطان لكان العميل على وطنه هو ذلك الشريرالاشر!!  أما محاكمته فقد كانت مسرحية رديئة الإخراج وقد أراد بها أعداؤه أن يذلوه فانقلبت حسرة عليهم ورأينا صدام كما عرفناه دائما معتزا بنفسه وأمته رأيناه يحاكم جلاديه ويقود العراق من داخل قفص الاسرولم تكن بأكثر من حركات بهلوانية مفضوحة لم يقصد بها إلا التشهير بهذا القديس وإذلاله، إلا أنها ارتدت عليهم فأحسن استغلالها لمخاطبة الرجولة والشهامة والكبرياء والعز الكامن في نفوس بعض رجالات الأمة’’ لكن بطل القصة بقي بطلاً وقهر جلاديه مثلما فعلها جده الحسين (ع) مع خصومه كارها ورافضا الذلة والمهانه وكما فعلها الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله  مع الحجاج بن يوسف الثقفي !!

 

ونحمده تعالى أن خرج من هذه الدنيا غانما يحمل وسام الشهادة إنشاء الله من على حبل المشنقة بتلك القامة وتلك النظرات التي يفر منها جلادوه وهو إليها يمشي واثق الخطى بعزة وشموخ ’’فكانت تلك الوقفة الشامخة القوية هي رصيد ومحرك للمقاومة وللجيل المجاهد في يومه وغده  ’’ ولو علم الأمريكي الأحمق والصفوي الحاقد ماذا قدما للعراق وللأمة المجاهدة من خدمة عظيمه  ووقود محرك ’’اخطر من وقودهم النووي لعضا على أصابع الأيادي والأقدام ندما  ’’

 

ولو كان ألصفوي الحاقد وهو يتجه للتطهير وبناء إمبراطوريته يعلم عواقب فعاله لارتكس على رأسه يشق كعادته ويلطم’’ المهم أرادوا أن يذلوه ويبلغوا به في المهانة فانتهوا به إلى الخالدين وكذلك حالهم دوما مع هذه الأمة التي لا تزيدها الضربات الا يقضة ومحاولات الاذلال الا قوة وعزة .. لقد أراد أعداؤه أن ينتقموا منه وان يهينوا المسلمين بإعدامه يوم عيد الأضحى فاذلهم الله بخطاباتهم وشعاراتهم برموزهم وطواغيتهم العفنه والرديئه فقالوا ’’مقتدى مقتدى’’ وقال صدام’’ أشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله ’’ فشتان مابين اصحاب الجنة واصحاب النار (اصحاب الجنة هم الفائزون ) ’’صدام الشهيد’’ وهو يعيش آخر ثواني حياته قاوم الروح الشريرة الطائفية التي لا ترحم ولا تذر وفقه الله ونطق بالشهادة مرتين وهو حُلم كل مسلم، لكن جلاديه بقصد راحوا ينطقون على الهوى بألفاظ وقحة مجدوا فيها أسماءً فيها رائحة الشرك بالله ولو أن جميهما نكرة لاتساوي شيئاً أمام رباطة جأش ’’صدام البطل’’ الأصوات التي كانت تتعالى من الجلادين أسست لتوافق "إيراني-امريكي" أو لتوافق بين الشيطان الأكبر ومحورالشرمن الفرس المجوس وهو إتحاد لا خير فيه ولا بركة فيه مثلما لا بركة في أمة ركعت لعدوها وفقدت القدرة على الكلام لقطع دابرالشر واستسلمت في كل معارك الحرب الصليبية الاخيره فكان اعدامه بالنسبة لإيران هو قتل القائد العربي الذي قاد العرب في آخر معاركهم ضد فارس وانتصر عليهم، وأجّل مشهد دخولهم واستباحتهم  لعاصمة الرشيد وتفكيكها وطمس معالمها ’’كان الرقص حول جثته طقوس تتناسب مع حجم الحدث، وعمل يبرره حجم الانتصاربالنسبة لهم ’’ إعدام صدام كان بمثابة سفك الدم في احتفال التصالح بين الندين القديمين الساساني والرومي، الذي قاد تنازعهما إلى بروز العرب المسلمين كقوة عالمية جديدة قضت عليهما في النهاية.

 

القرآن الكريم لم يكن محايداً في ذلك النزاع، وإعدام صدام كان نهاية لفرحة عمرها أربعة عشر قرناً بشر بها القرآن الكريم عندما كشف للمسلمين الأوائل عن نصر قادم للروم على الفرس وهي بشارة يتلوها المسلمون في مطلع سورة الروم.

 

إسقاط صدام ثم شنقه في شراكة فارسية رومية أثبت مقدرة الغريمين على التعايش والتعاون فيما بينهم ’’

 

حبل مشنقة صدام لا يمكن إلا أن يأخذ مكانه الطبيعي في متحف الأمة الساسانية، إلى جوار غنائم حروب قورش ودارا والأكاسرة، والتي أعادت الحكومة الإيرانية "اللإسلامية" إعمار أطلال قصورهم. لابد أن يحفظ الحبل في صندوق ذي واجهة زجاجية يعلوه نص يؤرخ للحدث بتقويم قورش الذي تسير عليه الدولة الإيرانية، ويشرح للأجيال الفارسية القادمة المحطات التي مر عليها مسار إعادة الاعتبار الطويل للأمة الفارسية وصولاً إلى عنق القائد العربي الذي أطلق على معركته اسم ’’القادسية’’ وعلى جيشه وفيالقه وأسلحته أسماء القادة المسلمين الذين هدموا مجد كسرى وبددوا ظلمة المجوسية بنورالإسلام’’ القائد صدام حسين رمزوقبل ذلك معنى من معاني الرجولة, جل منتقديه ممن يرفعون راية (جبان جبان بس أعيش) فيكفيه فخرا أن قدميه داست هامات من كثر نباحهم هذه الأيام ! من عزته تعلمنا ’’ومن رجولته تعلمنا ومن شجاعته تعلمنا ولن ننسى’’ في كنفه درسنا مجانا وتعالجنا مجانا وعشنا بامن وامان وسافرنا كثيرا فما رأينا شعبا له مثل ما كان لدينا في كنفه ’’ رحمه الله وجمعه بنبيه ومن صلح من عباد الله’’ ولقاتليه نقول إن كان صدام قد أخطأ في حياته فسبحان من لايخطأ ’’ فكلنا خطاء وخيرالخطاءين التوابين والتوبة تجب ما قبلها لكن لا تنسوا أن الخائن والدكتاتور هو من باع أمته ووطنه وأذكركم قول النبي صلى الله عليه وأله وسلم (ما من راعي يسترعيه الله رعية ’’يموت ’’يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه ريح الجنة) ، فيكفي أبا الشهدين انه ما خان أمته ولا خان وطنه ولو شاء لعاش أميرا في دول أوروبا بعد أن يبيع وطنه لكنه أبى إلا أن يسطر لنا مثالا من أمثلة الوفاء والشرف عسى يعتبر المعتبرون وعسى تصحوا ضمائر المتخاذلين الذين باعوا ضمائرهم وأوطانهم بحفنة من تراب وبأرخص مما خير به للبيع ’’ فالشهيد صدام لا يملك سوى إيمانه بالعروبة ولم يفقد هذا الإيمان بل مضى طائعا مبتسما متحديا هاتفا بما آمن به وضحى من اجله حتى لفظ أنفاسه الأخيرة  .. مهللاً عاشت الأمة .. عاشت فلسطين .. يسقط الطغاة .. يسقط الغزاة .. يسقط العملاء .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر


’’ ونقول لهؤلاء العملاء  لن ننسى مافعلتم من جرائم لاصغيرة ولاكبيره وسنعلوا هاماتكم بأقدامنا وسترون ذلك قريبا بإذن الله’’

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ١٣ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ١١ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م