صلاح المختار والانفعال المطلوب

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

 

رغم انه اعتذر لسمو خلقه ورجاحة عقله وحسن تربيته كمناضل في البعث وكرجل تربى على الخلق الرفيع في عائلته ومجتمعه وحزبه ،الا ان انفعاله كان حق وواجب حق له ان يدافع عن مبادئ بدأ يتحدث باسمها من هب ودب، افنى اخرون اعمارهم منذ الصبا والشباب حتى الكهولة يناضلوا من اجل ان تعرف البشرية ان هناك امة برغم تكالب كل قوى الطاغوت والجريمة والارهاب عليها منذ انار الله لها بالاسلام والرسالة وبعث فيها نبيا منهم حتى يومنا هذا ليطفئوا نور الله بافواههم واسلحتهم وحشودهم وعملائهم ومرتزقتهم ممن كان بعضهم من ابنائها ولكنهم خانوا وارتدوا، نتيجة ضعف تربيتهم واتباعهم الهوى وازل كثير منهم الشيطان او النفس الامارة في السوء ليثبتوا ان هذه الامة حية تناضل من اجل وجودها وقيمها،من اجل كل ذلك ناضل البعثيون وقدموا الشهداء وسهروا الليالي وزهدوا الدنيا وترفها وملاذاتها وما زالوا من غير كلل او يأس او قنوط او خوف او وجل ومن غير منة او فضل لانهم يؤمنون انهم يدافعوا عن امتهم واهلهم ول افضل للابن ان يدافع عن اهله وشرفه ،هكذا يفهم البعثيون جهادهم،لا اقول كل من هم انتظموا يوم ما في صفوف الحزب يفهموا انتمائهم هكذا، ولكن هكذا هي مبادئ البعث، والبعث تجسيد للمجتمع وصورة راقية له ولكنها ليست مثالية فحتى اسبق الناس الى الايمان منهم من لم يستطيع ان يرتقي الى مستوى المثل العظمى التي امنوا بها فهذا السامري اضل قوم موسى وذاك احد الحواريون يشي بسيدنا المسيح والتاريخ بعطينا امثلة كثيرة على هذا النوع من الناس،

 

لكن هذا لايجعل المؤمنين يقنطوا او يرتدوا لانهم مؤمنون ان ما من مثالية في هذا الكون لان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان هكذا فيه الخير وفيه الفجور، وخلق الدنيا فيها المؤمن والفاجر فيها ادم الذي اراده الله خليفة وذريته، وفيها ابليس الملعون وذريته ليختبر البشر فيجزيهم على قدر امكانياتهم في الامتثال لقيم الله والابتعاد عن نزغات الشيطان، فالبعث هو من هذا البشر ولكن التركيز على التكوين المبدئي والتركيز على التكوين من خلال الجهاد والنضال كفيل بالرقي بتكوين الانسان ولو ان المنحرفون اعادوا قراءة موضوع قيم العرب وقيم الاسلام لاستحوا ان يتكلموا لان كل ماء فيه ينطبق عليهم،الكن يكفيني قول الشاعر العربي اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياء لمن تنادي،استميح الشاعر والتاريخ عذرا اني استبدلت كلمة حياء بدلا من حياة،لاجل كل هذا انفعل صلاح المختار الانسان الذي يدافع عن مبادئه وقيمه فهل كان مخطئا؟ انا اقول لا لانه كان يدافع عن قيم امة اراد بعض المدعين او الذين تساقطوا عبر مسيرة الجهاد العظيم لها ان يجعلوا انفسهم ممثليها وهم قبل غيرهم يعرفوا حقيقة انفسهم ومن هم،اليس مطلوب من المرء ان ينتخي ان غزي قومه او جاء دعي لينتسب لهم هذه غيرة وليست عثرة،لكل هذا انفعل صلاح المختار لا لنفسه ولا لذاته وشخصه.


لذا انا كمتعلم اقدر انفعاله ولا اجده مخطئا
فلك ولكل الشرفاء تحياتي ايها الصديق والبعثي الاصيل
تحية للامة التي انجبت البعث ومناضليه
تحية لشهداء البعث الذين قدموا انفسهم قرابين على طريق الوحدة والحرية والاشتراكية
تحية للمجاهدين والذائدين بصدورهم عن قيم الايمان والشرف
وليخسأ الخاسؤون

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٤ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٠٢ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م